المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ميركل عقدة الذنب المركبة..


الازدواجي
2010-09-15, 12:26 PM
من المتعارف عليه عالميا أن المانيا وشعبها يعاني من عقدة ذنب تجاه اليهود بسبب المحرقة التي نظمتها حكومة هتلر النازية ضد اليهود في أوروبا، بل إن عقدة الذنب هذه تتعدى المانيا وشعبها لتلاحق حتى بقية الشعوب الأوروبية التي مارست سياسة الصمت و اللامبالاة تجاه هذه المحرقة في حينها. وهذه العقدة والشعور بالذنب و العار كثيرا ما يدفع الألمان والاوربيين الى السعي الدؤوب للتكفير عن جريمتهم بكل وسيلة و عدم تفويت اي فرصة تتاح لهم لتملق ورثة ضحايا المحرقة ممثلين في الكيان الاسرائيلي الذي يتفنن في استخدام فزاعة المحرقة لابتزاز الاوروبيين والغرب بشكل عام ماديا ومعنويا كلما احتاج لذلك .

إلا أن هذه العقدة وكما تبدو لدى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مركبة، ذلك أنه فضلا عن شعورها بالعار تجاه ما ارتكبته بلادها وشعبها تجاه اليهود في اربعينات القرن الماضي، فهي تعاني من عقدة انتمائها الى نظام شيوعي قبيل انهيار النظام في المانيا الشرقية وإعادة توحيد المانيا. فميركل التي شبت وترعرعت وعاشت فترة شبابها في ظل النظام الشيوعي المعروف بدكتاتوريته وقمعه للحريات وتحويله البلاد الى سجن كبير، تعاني كثيرا في داخلها من أجل التخلص من هذه العقدة المركبة، فنجدها تبالغ في اصطياد الفرص لمغازلة اليهود وخطب ودهم بكل الطرق وبأي وسيلة حتى ولو كان فيها تعديا على ثقافات ومقدسات شعوب أخرى للتنفيس عن عقدة المحرقة، وتستغل اي سانحة لتعبر لشعبها عن ندمها لكونها واحدة من افراد تلك الجمهورية الشيوعية البائسة التي كبلت جزءا من الشعب الألماني بقيود الايدولوجيا المتحجرة .

ولا يمكننا ان نفهم ونتفهم استقبال السيدة ميركل لرسام كريكاتير مغمور من الدانمارك وتكريمها له لأنه فطن الى اسهل وسيلة للشهرة والانتشار في اوروبا والغرب اليوم، وهي المجاهرة بالإساءة لمقدسات اسلامية والتهجم على شخصيات اسلامية مرموقة وفي مقدمتها النبي محمد ، لا يمكننا أن نفهم ذلك إلا في هذا السياق، فميركل خريجة المدرسة الشيوعية التي تستهتر بكل الاديان والقيم السماوية، والمسؤولة عن اكثر من خمسة عقود من القمع ودكتاتورية البروليتاريا، وميركل الموصومة بعار المحرقة كاي ألماني، تحتاج لكل سانحة لتنفيس هذه العقدة المركبة وهي لن تفوت اي فرصة تصادفها او يتم الإحاء لها بها لتستغلها في التخفيف من هذا الشعور بالعار ونبذ ماضيها المرتبط بقمع الحريات والدكتاتورية باعتبارها واحدة من رعايا النظام الشيوعي، وللتخفيف من عقدة المسؤولية عن جريمة المحرقة وهي عقدة لم ينجو من عذابها اي الماني حتى ممن ولدو في الألفية الثالثة.

وفي خضم هذا الاندفاع المسعور للتخلص من هذا العار القديم المركب نسيت ميركل او تجاهلت عن عمد أنها تضيف عارا جديدا لنفسها ولشعبها الذي اختارها على راس المستشارية الألمانية ولأوروبا بشكل عام، عندما تنزل رئيسة المستشارية الى هذا المستوى المبتذل من الانتهازية لتنفيس عن عقدها بإضافة عقد جديدة وعار جديد الى رصيدها البغيض باستقبالها لذلك الرسام المهووس بمعادة الاديان وخاصة الاسلام والمدفوع بقوى صهيونية تعمل بمنهج منظم لتاليب الرأي العام الاوروبي ضد الاسلام والمسلمين، مستغلين جهل المسلمين وعجزهم عن التعامل مع هكذا نماذج بعقلية علمية تترفع عن الاستجابة لهكذا استفزازات رخيصة ومبتذلة..

وميركل عندا تستقبل هذا الرسام المدفوع بالكراهية للاسلام والمسلمين دونما سبب جوهري تعرف جيدا أن ما قامت به لن يمر مرور الكرام في العالم الاسلامي الذي يشكل ربع ساكنة المعمورة، وأن المساس بمقدسات المسلمين ونبيهم هي الخط الأحمر الذي لايسمح المسلمون لأي شخصية اعتبارية في اي مكان من العالم بالاقتراب منه، ذلك أن ميركل لم تستقبل الرسام الدانماركي بصفتها الشخصية، فهي اليوم على راس السلطة التنفيذية في أقوى دولة بالقارة الأوروبية تقود القاطرة الأوروبية الموحدة، وبالتالي فإن المسلمين يرون في هذا التكريم والاستقبال المبرمج تبنيا رسميا ألمانيا وأوروبيا لوجهة نظر ذلك المهووس بالكراهية والعداء لثقافة ومقدسات مليار وربع مليار مسلم، والذي يسيء وبشكل مباشر برسومه تلك لواحدة من قيم التنوير الأوروبية التي ضحا أجداده من أجلها وهي احترام عقائد وثقافات الآخرين والتسامح معهم .

ولعل السيدة ميركل هي الأخرى بل يمكننا القول أنها من الأرجح ان تكون قد استسهلت طريقة ذلك الرسام في نيل المزيد من الشهرة من جهة ونيل رضا الحركة الصهيونية ولوبياتها من جهة أخرى بانضمامها الى جوقة استفزاز المسلمين واستثارتهم وإن بشكل غير مباشر ومن خلال استقبال مغمور مفلس لم يجد طريقا للشهرة سوى التهجم على الاسلام ومقدساته، خاصة وانها (ميركل) كما اسلفت تحتاج هذه الايام لتبييض صفحتها لدى اللوبي الصهيوني المستاسد في اوروبا، والتخفيف من عقدة كونها عاشت فترة شبابها في ظل نظام شيوعي لم يحترم آدمية الانسان وسحق بقبضته الحديدية ارواح مئات الآلاف من الألمان طيلة النصف الثاني من القرن العشرين..

وإن كانت ردود فعل العامة من المسلمين إزاء هذه التهجمات والاعتداءات الغربية المنظمة ضد عقائدهم مقدساتهم والتي كثيرا ما تتبناها الحكومات الغربية تحت ستار حرية الرأي والتعبير، اذا كانت هذه الردود تفتقر للعقلانية والانضباط في بعض الاحيان، إلا أننا نجد في التبني غير المباشر لهذه التعديات من قبل الحكومات والمسؤولين الاوروبيين ومنهم ميركل ما يبرر بعض الردود المنفلتة لمسلمين في اوروبا او خارجها، فمسألة التعدي على ثقافة ومقدسات الآخرين وبث الكراهية ضدهم من خلال تصريحات او رسوم او مقالات او افلام تعرض وتذاع وتنشر بشكل مبرمج وتللقى الرعاية من مؤسسات رسمية ومسؤولين رفيعي المستوى مثل ميركل، هو في الواقع تصرف ينبئ عن توجه عام ورسمي في مناصبة العداء والكراهية لتلك الثقافة والمقدسات، وتعمد استثارة اتباعها واستدراجهم للمواجهة وارتكاب أخطاء يتم تضخيمها وتسويقها اعلاميا بين الاوربيين كمنتج اسلامي اصيل بما يؤيد الأراجيف والأكاذيب التي يسوقونها عن الاسلام والمسلمين.

وأمام هكذا تصعيد مبرمج يفتقر للعقلانية والمنطق نحو خلق حالة من العداء غير المبرر بين المسلمين والغرب، إن من جهة الطبقة السياسية الأوروبية او من جهة الشارع الاسلامي، فإن طبقة المثقفين والمتنورين الأوروبيين والمسلمين مدعوين اليوم للتحالف والعمل معا لإحباط هذه المخططات المدفوعة بعقد ذنب لا تبرر اختلاق هذه الحالة من العداء والكراهية ولا تربطها اي رابطة بتلك الجرائم، والعمل على ابراز كل ما يقرب بين الثقافتين ويبعد شبح التصادم بينهما ، خاصة وأن ما يجمع بين المسلمين والأوربيين اليوم من مصالح هو اكبر واهم من كل الخلافات والاختلافات التي يتم الترويج لها وتعميقها بمنهجية متآمرة ومعادية لمصالح الشعوب.

بركان الصمود
2010-10-30, 03:34 PM
تسلممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم مممم

مراد مراد
2010-11-06, 10:37 PM
تعليق على شان نرضي الاداره

بركان الصمود
2010-11-18, 02:09 PM
رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررروووووع ه