المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د حسين العاقل يكتب سيره حياه عميد الاسراء الجنوبيين بجاش الصبيحي (صحيفه النداء


لحج الثوره
2010-09-04, 05:14 AM
المناضل الجنوبي بجاش علي محمد الأغبري الصبيحي

يمضي عامه الـ16 خلف قضبان السجن المركزي بصنعاء (1)
د. حسين مثنى العاقل

صحيفه النداء
الموضوع ينشر في حلقات متتابعه



بجاش الأغبري: رجل مفعم بالحيوية وصلابة المراس، جسد نقي يشع من هامة شموخه روح الإباء وقدرة التحدي، إنسان تسامت فيه معاني النبل الصادق والأخلاق الحميدة، رجل تجلد في معمعان النضال والتضحية في سبيل عزة وكرامة شعب وأرض الجنوب الغالي.. من ملامح وجهه الحزين ونظرات عينيه المثقلة بهموم حياته الأسرية، ومن مشاعره الصابرة على مكابدة القهر والضيم ومظالم السلطة المستبدة، تتكشف رزايا التعسف وأوجاع تحمل ما لا يطاق حمله من عذابات السجن وأهوال المعاناة، التي يدفع ثمن حبه لوطنه وشعبه سنوات عمره في أقبية وسراديب السجون تحت الأرض، وزنازين الاعتقالات المظلمة التي أمضى فيها أجمل سنوات عمره، حيث وصل الحقد ضده من أجهزة سلطة صنعاء البوليسية، أن تضعه في زنزانة ضيقة لمدة 4 سنوات لا يرى فيها الضوء ولا يشم الهواء الطبيعي، ويتجرع مرارة تناول 3 وجبات من قوالب (الكدم) مع قليل من الماء المسموح ارتشافه يقدم له بواسطة جنود الحراسة المشددة.
قد لا يصدق البعض أن ما سنرويه من حقائق مثيرة عن هذا الرجل الصنديد والذي استحق أن يطلق عليه المعتقلون والأسرى السياسيين على ذمة الحراك السلمي، بعميد الأسرى الجنوبيين، لما يتصف به من شجاعة وصبر طوال سنوات اعتقاله، بأنه فعلا من عاش وواجه تلك الأحداث والمغامرات التي نجا من بعضها بأعجوبة، لا يسلم من عواقبها المميتة إلا من كتب له الله العلي القدير عمرا مديدا وحظا سعيدا بالبقاء على قيد الحياة!
السيرة الذاتية لبجاش الأغبري
من مواليد عام 1958 بقرية هقرة المضاربة بمديرية الصبيحة -محافظة لحج، تربى في كنف أسرة فلاحية فقيرة، تعتمد في حياتها ومصدر دخلها على الزراعة الموسمية، وعلى أساليب الرعي البدائي. عانى من الحرمان وشظف العيش، لكنه رغم الأحوال الاجتماعية شديدة العوز والفقر، تربى على قيم الشهامة والرجولة المتأصلة على طبائع العفة والنزاهة وحب الخير والعمل الصالح لخدمة المجتمع في ذلك الوسط الاجتماعي المحروم من أبسط مقومات الحياة العصرية، فضلا عن اكتسابه صفات التواضع ودماثة الأخلاق وقوة العزيمة وروح الفداء والاستبسال في الحالات الطارئة والعصيبة.
في أكتوبر من عام 1974، التحق مناضلنا الجسور بجاش الأغبري في العمل العسكري كجندي بوزارة الدفاع لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، والتحق بدورات تأهيلية في مجال المسح الميداني لزراعة الألغام والعبوات الناسفة. وبعد كارثة الأحداث الأليمة عام 1978 والمعروفة بأحداث الشهيد الخالد الرئيس سالم ربيع علي (سالمين)، اضطر الشاب بجاش النزوح إلى الجمهورية العربية اليمنية، وبقي هناك يعمل في تشذيب (توقيص) الأحجار الخاصة بالبناء.
ونتيجة الحماس القومي ومشاعر العروبة التواقة، تمكن من مغادرة صنعاء إلى سوريا عام 1981، وهناك التحق بجيش المقاومة التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية (فتح)، وبقي فيها عامين، ثم تحول إلى الجبهة الديمقراطية (نايف حواتمة)، وحصل على دورة قصيرة في المدرسة الحزبية، وبعدها انضم مقاتلا في كتبة أبو يوسف النجاح، وكلف بمهام نائب سرية الشهيدة دلال المغربي.. وفي 1982، اختير من قبل المناضل الفلسطيني قيس أبو ليلى، مع 4 من الأبطال الانتحاريين، للقيام بعملية انتحارية ضد مواقع عسكرية إسرائيلية بجبل لبنان، حيث وضع أبو ليلى خطة الهجوم الانتحاري، ورسم طريقة الإعداد والتنفيذ لتلك العملية، وفي مساء ليلة 5/8/1982، قرر الانتحاريون مهاجمة موقع نقطة مراقبة للجيش الإسرائيلي الذي كان فيه الجنود الإسرائيليون يمرحون ويبتهلون باجتياح الجيوش الإسرائيلية للبنان، ويتفرجون من موقعهم كيف تدك قنابلهم العدوانية والإجرامية مدينة بيروت الحبيبة، وبتوقيت مناسب هاجمت المجموعة الانتحارية الموقع، وتمكنت من قتل حوالي 17 جندياً منهم 3 ضباط، وتدمير وإحراق عربة مدرعة وسيارة جيب. وأثناء الانسحاب أمطرت المواقع العسكرية الإسرائيلية الأخرى المجموعة وابلا من القصف الكثيف، مستخدمة مختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة، ونتيجة ذلك أصيب البطل الانتحاري بجاش الأغبري بطلقة نارية اخترقت الجزء الأيمن للبطن وهشمت الحلقة الخامسة من العمود الفقري، وبرغم محاولة زملائه الفلسطينيين الأبطال حمله وإسعافه تحت كثافة القصف الإسرائيلي، وخطورة التأخير وبطء الانسحاب والوقوع في الأسر، إلا أن الفدائي بجاش طلب من زملائه الهروب والنجاة بجلودهم، وتركه لوحده حتى لا يقعوا جميعهم تحت قبضة الإسرائيليين.
بعد اقتناع الفدائيين الفلسطينيين بذلك المقترح وتوديعهم لرفيقهم بجاش، تمكن هذا الرجل الجسور من الزحف (الزحك) بصعوبة إلى داخل مزرعة لبنانية مغطاة بأشجار الزيتون والكروم، وعند طلوع الصباح شاءت قدرة الله أن تلهم صاحب المزرعة اللبناني بالعثور على بجاش الذي كان في تلك اللحظة في حالة إغماء بفعل النزيف وخطورة الإصابة. تمكن اللبناني من إسعاف الجريح إلى مستشفى في البقاع، ثم تولت إدارة المستشفى إسعافه إلى دمشق. وبحكم خطورة الإصابة قرر الأطباء السوريون والفلسطينيون سرعة إنقاذ حياة بجاش بنقله فورا على ستوكهولم عاصمة السويد، برعاية منظمة الصليب الأحمر السويدية، وبرفقة المناضلة الفلسطينية ليلى الخالد.

الحلقة الثانية:
الشفاء وعودة بجاش إلى عدن الحبيبة.

قبيلي اعصر
2010-09-04, 05:27 AM
يتم التثبيت

المهندس
2010-09-04, 05:50 AM
تم التثيب عرفانآ وفاء للمناضل بجاش الاغبري وانشاء الله يفك اسرة ويمده بالصبر والثبات والف تحية للمناضل الدكتور العاقل على الفتة الكريمة التي يستحقها مناضل بحجم بجاش الاغبري0

حكيـم الجنوب
2010-09-04, 05:52 AM
وهل يجوز حبس مثل هذا البطل العربي
اعتقد ان الاسرائيلين سيحترمونه لبطولته
لكنه وقع في قبضة المجوس الفرس

لحج الثوره
2010-09-04, 05:53 AM
الحلقه الثانية


الأخبار
الشفاء وعودة بجاش إلى عدن الحبيبة (2) الإثنين , 16 أغسطس 2010 م
د. حسين مثنى العاقل

بعد شفاء المناضل الجنوبي بجاش علي محمد الأغبري الصبيحي من الإصابة في العاصمة السويدية ستوكهولم، عاد مباشرة إلى دمشق وحظي باستقبال ورعاية من قبل قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ومنحته منحة دراسية في ألمانيا الديمقراطية حينها، وقبل أن يسافر للدراسة اضطر تحت لظى الشوق والحنين للأهل والوطن زيارة أسرته في عدن، وعندما وطأت قدماه مطار عدن الدولي (حينها!) كان في استقباله "أبو فراس" ممثل الجبهة الديمقراطية، وبقي مدة أسبوعين بمنزله الكائن بمدينة الشعب، وحين قرر السفر للدراسة في ألمانيا تفاجأ بمداهمة منزله من قبل أجهزة الأمن، وتم اعتقاله والزج به في سجن الفتح (كان الهدف من ذلك الاعتقال كما ذكر بجاش له مبرراته السياسية والوطنية)، وعندما علم أبو فراس باعتقال بجاش تدخل لدى الحكومة، وبخاصة لدى الشهيد المناضل صالح منصر السيلي وزير أمن الدولة حينذاك، فكان رد السيلي لممثل الجبهة الديمقراطية "بجاش نحن بحاجته".. وفعلا أطلق سراحه واستدعي من قبل وزير أمن الدولة، وكلف بجاش بعدة مهام إدارية في عدن، اضطر بعدها مغادرة أراضي الجنوب سرا لكي يسافر للدراسة إلى ألمانيا.. ولكن للأسف وقع بجاش في مصيدة المخبرين لجهاز الأمن الوطني بالجمهورية العربية اليمنية، وتم القبض عليه بتاريخ 29/6/1984، بتهمة التجسس والتخابر لصالح النظام السياسي في عدن، وأودع سجن "دار البشائر" في زنزانة انفرادية مظلمة وهو مقيد بالسلاسل الحديدية بكلتا يديه ورجليه!
أمضى بجاش في سجن دار البشائر سنة و4 أشهر، يتجرع كؤوس الضيم والقهر، دونما أن تعلم أسرته بمصيره ولا أصدقاؤه. كانت المعاملة قاسية لا رحمة فيها ولا شفقة، وكان حراس السجن وبعض قادة الأمن الوطني يتناوبون على تعذيبه بكل وحشية، بل كانوا -كما قال- يخرجونه في فترات اشتداد البرودة في أيام فصل الشتاء وهو مقيد، فيلبسونه معطفاً من سترات الجنود القذرة ثم يقذفونه في بركة من الماء، حيث تكون درجة تجمد الماء عند درجة الصفر، ويستمرون بغمره عدة مرات إلى أن يوشك جسده وحركة جريان الدماء في عروقه على التجمد مع الماء في تلك البركة الراكدة بالماء الآسن! وكان يشرف على تعذيبه 3 أشخاص مازالوا على قيد الحياة، ومعروفة أسماؤهم. وحينما عجزوا عن انتزاع ما كانوا يرغبون الحصول عليه من معلومات استخباراتية طوال أكثر من 8 أشهر، قرروا السماح له بالخروج من الزنزانة المظلمة إلى الحوش العام للسجناء (الديوان حسب التسمية الإمامية)، وأثناء بقائه في الحوش العام للسجناء تعرف على شخصين وانسجم معهما من بين أكثر من 60 سجينا جميعهم مقيدون مثله بالسلاسل الحديدية مع كتلة حديدية تمنع سهولة الحركة.
في أحد الأيام، وبعد أن جمع مع الزميلين محسن غيلان من حجة ويحيى الوشاح من بني الحارث، معلومات عن طبيعة مداخل ومخارج سجن دار البشائر، وضعوا خطة محكمة لكيفية الهروب من السجن، وحين ضمنوا نجاح الخطة وتوافر العوامل المساعدة على المخاطرة ومغامرة المجازفة، تعاهد الثلاثة على عدم التراجع أو الخيانة كل منهم بالآخر.. فتمكنوا بحفظ الله من الهروب ليلا حسب الخطة دون أن يعرف بهم حراس السجن التسعة. والشيء العجيب أنهم استطاعوا ربط 3 "سماطات" (كشائد) الواحدة بالأخرى، وهبطوا بها نصف مسافة الهاوية الجبلية المحيطة بدار البشائر، ثم ارتموا بأجسادهم بقية المسافة إلى حيث يمكن للحظ أن تقع به كل من ثلاثتهم!.. وبهذه الطريقة الخطيرة تمكنوا من التحرر واللجوء إلى المناضل الشيخ محسن أبو نشطان، الذي كان له علاقة وطيدة مع قيادة نظام دولة الجنوب، ومنهم الشهيد المناضل صالح منصر السيلي.. وبعد بقاء المناضل بجاش الأغبري في استضافة الشيخ أبو نشطان بضعة أيام، قرر تهريب هذا الرجل الجسور والمكافح بصلابة وتحدٍّ، وإيصاله عبر أراضي محافظات الجوف ومأرب إلى شبوة ومنها إلى سيئون بحضرموت ثم إلى عدن الحبيبة عاصمة جنوبنا الغالي.
يواصل المناضل بجاش سرد حكايته: لقد عدت إلى عدن بعد رحلة مع الموت المحقق وبعد أن نالني ما لا يخطر على بال وما لا يصدقه ضمير إنساني من تعذيب ومعاناة، كنت خلالها لا أصدق نفسي بأنني ممكن يشاء لي الله سبحانه وتعالى العودة إلى وطني وإلى منزلي وأعيش بقية عمري بين أفراد أسرتي وفي خدمة شعبي ودولتي التي وجدت في ظلاها الرعاية والاهتمام بعد حرية خروجي من تلك الأهوال والمقابر البشرية. وأقول بكل قناعة إن تلك المعاناة والمواجهة مع مختلف أنواع وأشكال الموت المرافق لي في كل خطوة حتى هذه اللحظة التي أتحدث معك فيها، لم تكن كما قد يظن البعض أنها مغامرات بهدف الكسب غير المشروع، أو حبا في الشهرة والحصول على المناصب المغرية وجمع الثروة والجاه، فذلك حاشا الله لم يخطر علي ببال، ولم أفكر يوماً بشيء مادي أو مصلحة أنانية ذاتية، ولكنها عزيمة وقوة كامنة بداخلي أعتز فيها وقبلت بفضلها بعد الله تحمل كل هذه المتاعب والآلام التي أدفع ثمنها من أجل حبي لوطني وشعبي، ولم أُلحق الأذى بشخص يمكنه اليوم أن يتهمني بأدلة وبراهين على أني ارتكبتُ حماقات سيئة ضده، رغم أني كما ترى أمضي العام الـ16 من عمري في السجن بتهم سياسية كيدية نسبت إليّ من قبل وشاة أوغاد لا سامحهم الله.
وهذا ما سأروي تفاصيلها لكم أيها القراء الكرام في الحلقة الثالثة

الصاعق
2010-09-04, 06:31 AM
الف تحية وسلام الى الاسير البطل بجاش الاغبري عميد الاسرى الجنوبين ونسأل الله ان يفك اسره وان يتحقق الهدف الذي يناضل من اجله وهو تحرير الجنوب العربي من الاحتلال اليمني نطلب من قيادة الحراك الجنوبي بالداخل والخارج ان لا ينسو هذا البطل وايضآ ان يتذكرو انه ترك وراه اسره بحاجه الى رعاية.
الف شكر للمناضل د/ حسين العاقل والى ناقل الخبر_

لحج الثوره
2010-09-04, 06:43 AM
تم التثيب عرفانآ وفاء للمناضل بجاش الاغبري وانشاء الله يفك اسرة ويمده بالصبر والثبات والف تحية للمناضل الدكتور العاقل على الفتة الكريمة التي يستحقها مناضل بحجم بجاش الاغبري0


شكرا لك اخي المهندس على تثبيت الموضوع

والشكر للدكتور حسين العاقل الزميل السابق لبجاش الاغبري

فك الله اسر بجاش الاغبري


وندعو ابناء الجنوب للوقوف الى جانبه والتضامن معه

لحج الثوره
2010-09-04, 07:31 AM
الف تحية وسلام الى الاسير البطل بجاش الاغبري عميد الاسرى الجنوبين ونسأل الله ان يفك اسره وان يتحقق الهدف الذي يناضل من اجله وهو تحرير الجنوب العربي من الاحتلال اليمني نطلب من قيادة الحراك الجنوبي بالداخل والخارج ان لا ينسو هذا البطل وايضآ ان يتذكرو انه ترك وراه اسره بحاجه الى رعاية.
الف شكر للمناضل د/ حسين العاقل والى ناقل الخبر_


شكرا لك اخي على مرورك

ونقل الخبر واجب علينا ليعرف كل ابناء الجنوب قضية احد ابنائهم في سجون الاحتلال

لحج الثوره
2010-09-04, 07:38 AM
د. حسين مثنى العاقل

بجاش الأغبري أول سجين سياسي جنوبي وأحد أبرز ضحايا التقاعد القسري لأبناء الجنوب (3)

الحلقه الثالثه صحيفه النداء



د. حسين مثنى العاقل



يعد المناضل الجنوبي بجاش علي محمد الأغبري الصبيحي، من أوائل ضحايا التعسف القهري الذي تعرض له أبناء الجنوب، بعد هزيمتهم النكراء في حرب الاستباحة والاجتياح العدواني لأراضيهم الجنوبية في 94، وما نتج عنها من تسلط همجي وسلوك إجرامي من قبل جيوش المنتصرين والفاتحين أبواب الغنائم لجحافل الفاسدين والمنتقمين من (الوحدويين) الانفصاليين!
في مطلع عام 1995، وجد بجاش نفسه ضمن عشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين شملتهم كشوفات المبعدين قسرا والمسرحين ظلما، والمفروض عليهم بالقوة نظام التقاعد الإجباري، رغم أن خدماته الفعلية حينها لم تتجاوز 21 عاما، وعمره لا يزيد عن 37 عاما. وهذه الحالة الانتقامية القاتلة التي طالت الكفاءات والكوادر والمؤهلين علميا ومهنيا وثقافيا من أبناء الجنوب، كانت الضربة القاضية والطعنة الغائرة في جسد الوحدويين (المهزومين)، بل كانت الدليل القاطع على مدى الحقد والكراهية المتأصلة في قلوب رموز نظام السلطة القبلية وهرمها الاستبدادي. وما يؤسف له أن التعامل ضد كل المسرحين قسرا ومنهم بجاش، لم يقتصر ذلك التعسف اللاإنساني، على مناضلنا الجنوبي في رميه إلى رصيف البطالة والاغتراب الاجتماعي والفقر والعوز الاقتصادي، بحرمانه من وظيفته الرسمية وراتبه الشهري وحقوقه المكتسبة فحسب، ولكن الأمر طال حدود ما لا يقبله عقل أو ضمير، حيث امتدت همجية العابثين ونزوات المستبدين لتستولي على منزل بجاش المتواضع وسيارته الخاصة، وأيضا الاستيلاء على مساحات أرضية مستحقة صرفت له بعقود رسمية ومشروعة من قبل دولة ونظام (الوحدة الاندماجية) والمسماة بـ"الجمهورية اليمنية"، والتي لم يعد لها وجود في حقيقة الأمر منذ ذلك اليوم المشؤوم 7/7/1994، سوى إطار وهمي تختفي وراءه "الجمهورية العربية اليمنية"!
عندما صار بجاش مثل كثيرين غيره من المناضلين الشرفاء والصابرين والمغضوب عليهم، خارج مجال الحياة الكريمة يهيم على وجهه في شوارع التوهان والفراغ المجهول، تتجاذبه عواصف الحرمان وتلفحه عذابات الانتقام، حاول بصلابة مراسه وقوة احتماله أن يتكئ على آمال وأحلام الماضي المثخن بسراب التغني بوحدة اليمن أرضا وإنسانا، ويسند ظهره لظنون التوقعات الشاردة خلف حدود الواقع، فلم يجد لنفسه بعد طول انتظار من سبيل لإنقاذ حياته وحياة أسرته المعيشية غير الرحيل إلى مناكب خارطة الوطن الموجع بأنين النهب والخراب، فقرر الذهاب إلى أقصى الأطراف الشرقية (محافظة المهرة) لعل وعسى أن يشاء له الله الحصول على عمل أو وسيلة شريفة يستطيع بها كسب رزقه ومصدر لدخله الاجتماعي لتأمين حياة أسرته الكريمة. وهناك عند حافة الضياع وتحت ظروف اليأس والتشرد، وجد بجاش في مدينة الغيضة الرابضة بحزنها تضمد جراح المئات من النازحين والمطاردين، كانوا يعتقدون أنهم في مدينة الأمن والسلام، سيكونون في مأمن من جواسيس العسس والمخبرين الذين يتنافسون في سباق محموم لجمع الغنائم، وكسب الولاء والطاعة لإرضاء زعماء النصر العظيم، لكن بجاش رغم حظه العاثر وخيبة الآمال، تمكن من جمع شمل المطاردين والمتهمين جزافا بالخونة والمتآمرين على وحدة الفيد (المباركة) للصوص والفاسدين، فشكلوا هيئة إنسانية أطلقوا عليها "المنظمة الوطنية للعدالة والمساواة"، على أمل أن النظام القادم والزاحف بمعاول الهدم، قد يرضى -ولو على مضض- بتلك الهيئة ضمن تكوينات منظمات المجتمع المدني، والتي اختار النازحون في محافظة المهرة، أن يكون المناضل بجاش الأغبري رئيسا للهيئة أو المنظمة.
في يوم الخميس 4/8/1995، استطاع المخبرون (الأنذال) الإيقاع بوشاياتهم الماكرة ضد بجاش، فتمكنت أجهزة النظام القمعي من اعتقاله والزج به في سجن الغيضة، ثم تكرمت بعطفها بنقله على عاصمة السجون (صنعاء)! ولأن التهم المفبركة ضد هذا الرجل المخلص لوطنه وشعبه، لم تقتنع بها لجنة التفتيش من النيابة العامة، التي نزلت إلى السجون حينها، فأصدرت توجيهاتها الحاسمة بإطلاق سراح المعتقل ظلما وعدوانا بجاش. ولكن يا لغرابة المزاج الانتقامي، فقد قبل جهاز القمع الإفراج عن المتهم من سجن الأمن السياسي بصنعاء، ونقله بصورة (سرية) إلى سجنه السابق في مدينة الغيضة.. وهناك أمضي (رجل التحدي) وأول سجين سياسي جنوبي في عهد النظام الفوضوي، بضعة أشهر، حسب مكرمة (صناع الوحدة أو بناة فقر اليمن السعيد)!؟ لا يعلم بمصيره إلا الله ومرتكبو الحماقات السياسية.
ونظرا للمصير المجهول الذي ينتظر بجاش، خصوصا وأن عنجهية المتشدقين بانتصارهم الحاسم، ما زالوا في قمة نشوتهم لارتكاب جرائمهم التصفوية ضد ضحاياها الأبرياء، لتلقي بهم في غياهب الانعدام! أو في أحسن الأحوال تدوسهم بمنجزاتها العملاقة! فقد أُبلغ بجاش من قبل أحد الضباط الغيورين من أبناء يافع الأوفياء، بأن أجهزة السلطة تنوي نقله إلى مكان آخر ربما إلى تعز أو إلى سجونها تحت (طآطيء الأرض)! وقال له ذلك الضابط "دبر أمرك"!؟
ونتيجة ذلك أخذ بجاش البلاغ بمحمل الجد، فأيقظ فيه قدرات الحنكة والذكاء ومهارة تفويت فرص الاستمتاع بتعذيبه، فكان له ما أراد، حيث استدرج حراس السجن بطريقة فنية اعتمد فيها على توثيق علاقته الحميمة بهم، وعندما تهيأت الظروف المناسبة للسجانين والسجناء، تمكن من الهروب مع أحد جنود الحراسة الشماليين الذي يعاني من البؤس والفقر ويعول أسرة كبيرة، مقابل مبلغ من المال وتسهيل سفره للعمل بدول الخليج.. بعد ذلك بقي السجين (الحر) بجاش يتنقل في مختلف مناطق ومديرات محافظة المهرة، تمكن من خلالها من توطيد علاقات المودة والاحترام، مع جميع السكان الذين اكتسب مودتهم وثقتهم في روابط العزة والشهامة والقيم الحميدة، فكانوا من شدة حبهم له وإعجابهم بشجاعته ونزاهة أخلاقه، يبدون استعدادهم في قبول نصائحه وتنفيذ توجيهاته في شؤون حياتهم الخاصة والعامة، لذلك فقد وصل حسن الظن في بجاش عند الكثير منهم إلى تسمية مواليدهم باسمه، رغم ما لهذا الاسم من غرابة في المجتمع المهري.
ومع أن حالة السجناء في سجن الغيضة تبعث على الرثاء والشفقة لما يعانونه من تعذيب نفسي وجسدي، ومن إهمال وتسويف في قضايا اعتقالهم ومحاكماتهم غير العادلة، فقد كان وضعهم هو الشغل الشاغل في تفكير وإحساس الضمير الإنساني عند المناضل الصادق والمخلص بجاش. لهذا قرر التخطيط لمداهمة السجن مع مجموعة من الأبطال وتحرير السجناء من عذابهم المهين.
فماذا حدث في ظهيرة الجمعة 2 سبتمبر 1996؟ هذا ما سنجيب عليه في حلقة الأسبوع القادم إن شاء الله.

نيران الثورة
2010-09-04, 07:45 AM
فك الله اسره واعاده الى اهله سالما معافا


شكرا اخي العزيز شكرموصول للدكتور حسين العاقل

أبوفاروق الكربي
2010-09-04, 01:19 PM
شكرا اخي العزيز والشكر موصول للاخ الدكتور حسين العاقل
شكرا لكم لتطرق لسيرت عميد الاسرا الجنوبيين ويما كتبت ووناشدت الاخوه في الحراك الى اظاهر قضيت هذا الرجل الهامه الكبيره الى العلن ولاكن لاحياتن لمن تنادي او عدني الاخ احمد الربيزي في موضوعه يوميات اسير جنوبي ان يتكلام عن هذا الرجال وينشر لنا اخباره لحيث انه التقاه في السجن المركزي بصنعاء ولا كن شكله نسينا ونسي بجاش د/ العاقل لك مني جزيل الشكر والله انك تعرض اليوم صفحات مشرقه من تاريخ الجنوب العربي ورجل سطر باحرف من نور في سبيل الوطن تقبل تحياتي

نصر الجوبعي
2010-09-04, 02:51 PM
لكم التحية والتقدير لناقل هذه الملحمة التاريخية وللدكتور حسين على سرد هذه الملحمة التاريخية التي امتدة من الجنوب العربي الى شماة الى بلاد الشام ومقاومة العدوا الدائم للعرب من المفترض ان كل هذه البطولات تشفع لة عن اي مواضيع سياسية --- مترقبين وبلهفة ماذا جرى بعد لبطلنا المجهول

سيف ميفعه
2010-09-04, 02:55 PM
نسال الله ان يفك اسره ويرجعه الى اهله والاده

اما بلنسبه لنظام صنعاء المتخلف الحاقد فهواء كل تفكير كيف يعتقل الجنوبين ويعذبهم
ان هاذي الجحافل التي احتلة الجنوب في 94 هم اعداء الانسانيه اعدا الحياه واجب نستاصلهم من الجنوب واجب نطهر الجنوب منهم
هذولا القتله الكلاب نعلت الله عليهم ازلام نظام صنعاء العين قتلهم خير من قتل يهودي

لحج الثوره
2010-09-07, 11:28 PM
لكم التحية والتقدير لناقل هذه الملحمة التاريخية وللدكتور حسين على سرد هذه الملحمة التاريخية التي امتدة من الجنوب العربي الى شماة الى بلاد الشام ومقاومة العدوا الدائم للعرب من المفترض ان كل هذه البطولات تشفع لة عن اي مواضيع سياسية --- مترقبين وبلهفة ماذا جرى بعد لبطلنا المجهول


لكل الشكر اخي الجوبعي على مرورك على الموضوع

المناضل بجاش الاعبري يستحق اكثر مما قدمنا له

لحج الثوره
2010-09-07, 11:47 PM
بصراحه لا اعرف لماذا يتجاهل ابناء الجنوب بجاش الاغبري


بجاش الاغبري يعتبر من اقدم الجنوبيين في مقاومة الاحتلال

وما اعتقاله طيله 16 عام الا دليل على ذلك




اين هيثم قاسم وزير الدفاع الذي كان بجاش الاغبري مدير مكتبه حتى خروجه من عدن في عام 94

لحج الثوره
2010-09-07, 11:53 PM
شكرا اخي العزيز والشكر موصول للاخ الدكتور حسين العاقل
شكرا لكم لتطرق لسيرت عميد الاسرا الجنوبيين ويما كتبت ووناشدت الاخوه في الحراك الى اظاهر قضيت هذا الرجل الهامه الكبيره الى العلن ولاكن لاحياتن لمن تنادي او عدني الاخ احمد الربيزي في موضوعه يوميات اسير جنوبي ان يتكلام عن هذا الرجال وينشر لنا اخباره لحيث انه التقاه في السجن المركزي بصنعاء ولا كن شكله نسينا ونسي بجاش د/ العاقل لك مني جزيل الشكر والله انك تعرض اليوم صفحات مشرقه من تاريخ الجنوب العربي ورجل سطر باحرف من نور في سبيل الوطن تقبل تحياتي


اخي العزيز انا لم تربطني اي قرابه بالمناضل بجاش الاغبري

ولكنني احاول اقدم ما استطيع تقديمة لبجاش الاغبري بصفتي جنوبي

وانا شخصيا ناشدت قياده الحراك بالداخل بالاهتمام بقضيه بجاش ولكن لا حياة لمن تنادي


الاخ احمد الربيزي وعيدروس حقيس والسقلدي والربيزي مقصرين كثير بحق بجاش

بن سلمان السعدي
2010-09-08, 05:54 AM
الى متا يضلي البطل بجاش الاغبري
في سجون سنحان
الام يخافون من الله

نورس الجنوب
2010-09-10, 09:10 AM
والله يا دكتور ابدعت في السيرة وبجاش بالفعل في مستواها ولو كان من منطقة ثانية غير الصبيحة يبدو كان وضعة افضل في التعامل مع قضيتة لان بجاش ومثله من زملائة الذين كانوا معه في بيروت الان في افضل مستوى بس يبدو ان حظه تعيس المسكين؟
المطلوب من الكل الان ان يعملوا التماس الى منظمات حقوق الانسان الدولية والذي سيكون فاتحة الى تقديم قضيته الى المجتمع الدولي وسأكون أول واحد من يقوم بالعمل وتقديمه الى كل المنظمات الدولية لحقوق الانسان . لكن اطلب من الاخوة الاعزاء في بوابة الضالع من القيام بهذا العمل وتجميع التوقيعات وانا واثق من قدرتهم وحسن نواياهم الطيبة في هذا الشأن وسيسجل التاريخ لهم هذا العمل الرائع.

خالد اليافعي
2010-09-11, 02:46 AM
تحية لك اخي لحج الثورة والتحية والحارة لدكتورنا العزيز حسين العاقل على هذه المعلومات القيمة في حق البطل الثائر عميد الاسرى الجنوبيين بجاش الاغبري والذي يستاهل منًأ ان نقوم بالكثير من اجله ،، لذا اناشد القيادة في الداخل والخارج من مناشدة ومخاطبة المنظمات الدولية والانسانية بموضوع عميد الاسرى الجنوبيين المناضل الشجاع بجاش ،، على ابناء الجنوب ذكره في كل المناسبات وعلينا ايضاً رفع صورة في كل فعالياتنا ،، كما علينا ايضاً وكل واحد منًأ من جانبة مراسلة المنظمات الدولية عبر الروابط او عبر وسائل الاعلام بأن يلتفتوا الى عميد الاسرى الجنوبيين بجاش ..
نحن متابعين معك اخي لحج الثورة ومتابعين مع الدكتور ومنتظرين الحلقات القادمة بفارق الصبر ..