المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (الإرهاب المفلتر)الذي كان جهادا وإعادة موضعته جنوبا ليخدم اجندة المحتل حربة في الجنوب


فدا الجنوب
2010-09-01, 01:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإرهاب المفلتر

من الآثار الإستراتيجية لحرب اجتياح الجنوب ونهبه والإمساك به عام 1994م أن قام الشمال السياسي المنتصر " بفلترة الإرهاب " – الذي كان حينها جهادا – وإعادة موضعته جنوبا ليتسق ويخدم اجندتة ومشروع حربة في الجنوب وتوازى ذلك وتدمير مؤسسات الجنوب الأمنية والعسكرية والاعلاميه ...الخ إذ ليس خفيا علاقة الإسلام الجهادي بالشمال السياسي وليس قليلا ما قدمه له من عمليات إرهابية وفتاوى تكفيرية ومشاركات أساسية في اجتياح الجنوب الاشتراكي الملحد كما أفتت به مؤسسات السلطة الدينية قبل الوحدة وبعدها . و أصبح العالم لا يرى الجنوب ولا يسمعه بعد الحرب إلا من خلال " فلاتر " المؤسسات الأمنية والإعلامية والحزبية والسياسية والدبلوماسية في الشمال السياسي التي تعاضدت كلها في تزييف ممارسات سلطتها وسوقتها " مفلترة " بما يوحي بان الحرب لم تكن لها اثأرا ألبته – وان وجدت – فقد تمت معالجتها وبدأت حينها مرحلة أصبح الإسلام الجهادي عبئا استراتيجيا عليها لكن عرى المصالح وتقاطع المسارات وتداخلها بينهما لا يمكن فصلها إطلاقا فتطلبت ملامح المرحلة إعادة صياغة للعلاقة العضوية مع الجهاد بعد أن أصبح عدوا عالميا وإقليميا لما يحمله من أجندة ومضامين تهدد امن العالم واستقراره . وهي لا تستطيع حل عرى علاقتها به وبمؤسسات تفريخه ومنظمات عمله المتداخلة معها منذ سبعينات القرن الماضي فقد أنشأت أول تجربه جهادية في العصر الحديث سبقت من حيث الوجود الجهادية الافغانية وان لم تنل إعلاميا ما نالته الأخيرة وذلك عندما أسس النظام ومؤسسته الدينية " الجبهة الإسلامية " في مرحلة كان دستور البلد يجرم العمل الحزبي أو الجبهوي ورفدها بحاضنة " المعاهد العلمية "لتكون ورشة عمل للإعداد والتهيئة الجهادية ضد الجبهة الوطنية ومشروعها ونشاطها في اليمن الأوسط حينذاك شهدت التجربة تعاضد المنابر والبنادق في قتال وهزيمة الجبهة الوطنية ومشروعها .
أن الإسلام الجهادي الذي تحول في غالبه إلى إسلام إرهابي في وقت لاحق شكل ركنا أساسيا ظلت أطرافا من مكونات السلطة الرئيسية ترعاه وتتحالف معه وتتحكم به في علاقتها بالخريطة السياسية والحزبية والاجتماعية على المستوى الداخلي قبل الوحدة وأثنائها وبعد القضاء عليها بالحرب وبما يعزز علاقتها ويدر عليها الأرباح السياسية والمالية إقليميا ودوليا و ساهمت في تهيئة إعادة موضعة ساحتها لان الإرهاب وأجندته أصبح قابض إمساك رئيسي واستراتيجي في معادلات السلطة في الإمساك بالجنوب بعد الحرب وتعاضدت جهود كل أجهزة ومؤسسات الشمال السياسي لتخلق صورة نمطية له وتلصقها بالجنوب وكانت الحرب ونتائجها فرصة للنظام يعيد موضعته " وفلترته " وإعادة توصيفه وتوظيفه خلال ما سمي " ترويض الإرهاب " وفي هذه المرحلة انتهت وظيفة حاضنة " المعاهد العلمية " وأصبحت عبئا على السلطة فتخلصت منها برضى وتواطىء المؤسسة الدينيه التي ناورت فقط لامتصاص نقمة أتباعها على القرار ما شكل تسويقا وابتكارا لعلاقة جديدة استفادت السلطة منها في إعداد وتسويق " الارهاب المفلتر " وهذا الترويض كان فرصة لإعداد خريطة للإرهاب يستفيد منها الشمال السياسي في امساكه بالجنوب فكان ترحيله جنوبا ضرورة استراتيجية له هذا الجنوب بارضه وشعبه كان كافرا ملحدا اجتاحته فتوى مؤسسات الشمال السياسي الدينية الجهادية قبل عساكره وحقق لها ترويض الارهاب أن استزرعت ارهابا مفلترا ومكاسب سياسية ومالية والقيام بترسيخ اعلامي وامني و سياسي ودبلوماسي بان الارهاب الذي يهدد استقرار المنطقة تترسخ جذوره في الجنوب وبالذات في محافظات النفط فيه وذلك بعد أن تيقن من خلال ما قام به من طمس وتعتيم في الجنوب بانه قد احكم كل المنافذ عليه وان العالم والجوار العربي والاسلامي لن يرى الجنوب الا كما يريد له الشمال السياسي ان يراه وهي بتصويرها وترحيلها ذاك لايهمها استقرار العالم المرعوب بالارهاب انما يهمها تاصيل الحرب ونتائجها في الجنوب فاستغلت بخبث رعبه لتستبق به المقاومة الجنوبية التي كانت واثقة من اندلاعها وحسبت كل احتمالاتها كما صرح بذلك احد اساطينها والمؤكد ان الترحيل المفلتر كان ركنا في معادلاتها لتضع هذه المقاومة في خانة الارهاب ولتستقوي عليه بالعالم ورعبه من الارهاب ولتقمع الجنوب بحيث لا يلتفت احد الى حقوقه السياسية ومظالمة وما احدثه مشروع الحرب الشمالي في الجنوب من حيثيات لا تمت للوحدة بصلة .
يوجد في الجنوب ارهابيون مثلما يتواجدون في سائر بقاع الارض لكن لا توجد حواضن دينية واجتماعية له , فالجزء الرئيس منه ارهاب مفلتر مصمم لحماية اجندة سياسية داخلية واستثمارات قائمة على السلطة والنفوذ فيه لا علاقة لها بالارهاب وهو يستقطب بعض من شباب جنوبيين فيتساقطون في معاركة وفقا لضروف ومصالح الارهاب المفلتر ورعاته وذلك ان حواضن الارهاب ومؤسساته وعلاقاته واسس بنيته خارج الجنوب تاريخيا ومرتبطة بمؤسسات النظام الدينية وباركان رئيسية منه منذ ما قبل ثلاثة عقود وهذا الارتباط والتلازم ظل موجودا لان الاركان والرموز التي تحكمت وتتحكم بالمنظومتين – الارهابوالسلطة – لم تتغير بل تخلت عن مؤسسات وشكلت مؤسسات تتلائم مسمياتها مع ضروف الحرب على الارهاب بما يسمح للحواضن بالعمل وبما يبعد شبهات واحدية السلطة ومؤسساتها الدينية . ان في الجنوب ارهابا مفلتر يدعم نتائج حرب 1994م ويرسخ نتائجها والتحجج بضعف السيطرة الامنية وهشاشتها وعدم القدرة على السيطرة على المؤسسة الدينية حجج هشة , وهي حجج تسوقها السلطة التي اسقطت امنيا عدة محافظات جنوبية بقصد العبث بالامن الاجتماعي ورعاية الثار فيها وترافق ذلك بالصاق صفات النائية بها وعدم القدرة على بسط الامن فيها بينما الاموال والسلاح الثقيل والمتوسط تتسلمه اطراف الثار فيها من شخصيات نافذة جدا في السلطة . ولو ان جهات عربية او دولية مسحت تلك المحافظات لتكشف لها بان الثار لم ينل من الدولة معالجات البته بل ان شخصيات نافذة ترعاة وتزود اطرافه وان تحطيم الامن الجتماعي وخلخلته في الجنوب كان شغل شاغل لاطراف رئيسية في السلطة بعد الحرب , وهنا تتضح الاستفادة من تسويق ادعاءات الفوضى وهشاشة الامن ومحدودية الاستثمار فيه والتي لا تتسق والمليارات التي تنفق عليه والاستعراضات المدججة له , لكن بقاء الثار يهمها في الداخل لانه سوف يحيد القبائل ومناطقها ويمنعها من ان تقاوم نتائج الحرب واجندة الشمال السياسي في الجنوب ... وخارجيا تسوق الفوضى بانها ملاذات امنه للارهاب !!!وكلا الحالتين تستفيد منها اطرف الحرب والمشروع الشمالي ونهبه في الجنوب الذي لم تتغير رموزة ومراكز قواه منذ ثلاثة عقود ومعروف دورها في تاسيس الاسلام الجهادي والتغيير ان وجد لم يتجاوز انشاء مؤسسات توالي تلك الرموز وتاتمر بامرها . يقول فارس مناع لصحيفة الوسط وهو يتكلم عن صعدة - التي لم تتعرض لحرب انهت الوحدة معها .. ولا يوجد بها نهب .. ولا نفط .. ولا توجد بها شراكات وشركات عائلية نفطية ومعدنية واستثمارية قامت اساسا على الحرب والسلطة والنفوذ كما هو الحال في الجنوب- يقول مناع " .. تلك التقارير التي رفعها الامن القومي كانت تنفيذا لرغبات شخصية في تحقيق اغراض شخصية فهذا الانسياق وراء رغبات الاخرين تستخدم فيه السلطة بدلا مايتم استخدام الجهد لمصلحة البلد يتم تطويعها لاغراض شخصية " الى ان يقول " .. لكنه وكر لتزييف الحقائق" .
نحن هنا امام فساد يملك دوله ومؤسساتها ويديرها لرغبات اشخاص ومصالحهم كما قال مناع فكيف يمكن وصف حقيقة الارهاب ومساراته فيها وهل يمكن تحديدها بمعزل عن السلطة والثروة والحرب والنهب والسيطره عليها في ظل سيطرة واثرة عائلية وقبلية يعرفها القاصي والداني ففي وضع كهذا لا يمكن نفهم مقولة الانقلاب في العلاقة مع الارهاب وانها ليست توظيف واعادة تدوير له فرضتها المعطيات الدولية والاقليمية ومصالح واجندة فساد الشمال السياسي واجندة حربه ونهبة في الجنوب . فالتغيير ومقاومة الارهاب تتصدى له رموز لم تكن متحالفه معه لكن أن يكون صناع الجهاد يتحملون عبء مقاومته عندما صار ارهابا هذه مسألة تتطلب ايضاحات مقنعة فظهور الارهاب المفلتر في الجنوب الذي كان خاليا من الارهاب يمكن ربطة بالنهب والمشاريع الخاصة القائمة على هيمنة السلطة والنفوذ لعائلات الشمال السياسي وعلاقاتها العضوية بالجهاد فتتوضح وتتجلى الاستفهامات .
لقد حصدت الاله العسكرية خلال ثلاث سنوات من ابناء الجنوب في اعتصاماتهم السلمية اكثر من سبعين شهيدا وما يقاربه في مجزرة المعجلة وكذا مئات الجرحى والمعاقين اما مجزرة المعجلة الجنوبية فقد كان الهدف من تسويق المجزرة واضحا لولا الجماهير الجنوبية تدفقت إلى موقع المجزرة وكشفت الزيف فيها ورغم ذلك حضر الارهاب المفلتر المشهد السلمي الجنوبي ليضفي عليه صبغة الارهاب في ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ الارهاب الذي لا يخاطب الجماهير كما حدث في المعجلة بل يفجرها ولا يخرج من ساحات المحاكم كما حصل في صنعاء لانه تحت حماية الكبار . أن فرقعات ولاية شبوة كما تقول أدبيات الإرهاب المفلتر الأخيرة وظهور مسمى الطاغوت في أدبياته ومعارك المنطقة الوسطى لم تصل بالإرهاب إلى الخطوط الحمراء مع الطاغوت مثلما حدث في دول مجاورة لكن حصار لودر الذي سوف يتكشف عن مجزرة ليس من المعارك العالمية ضد الإرهاب في شيء إنما من معارك النظام ضد الجنوب وقضيته وحراكه يريد أن يجعل منها النظام ومن دماء أبناء المنطقة الوسطى التي سوف تراق فيها تأكيدا معمدا بالدماء بوجود إرهاب في الجنوب .
أن رعاة الإرهاب المفلتر في الجنوب هم رعاة النهب واستثمارات السلطة والنفوذ فيه وعدم الاعتراف بقضيته لأنهم يدركون أن حلها سوف ينهي نهبهم واستثمارات نفوذهم ويزيل كل مسببات الإرهاب المفلتر في الجنوب واشد ما أخشاه إذا ما استمر ظلم الجنوبيين وقمعهم وعدم اهتمام العالم والجوار بقضيتهم فقد تتآكل حركتهم السياسية السلمية بالقمع العسكري والسلطوي باسم الإرهاب وقد يتحول حينها الإرهاب المفلتر في الجنوب إلى إرهاب حقيقي مدمر لن تتم السيطرة عليه إطلاقا والمأثور الشعبي يقول " إذا عيني عورا ليت لا عين " .
صالح علي الدويل باراس

نشر في صحيفة القضية يوم الخميس الموافق 26/8/2010 م
http://www.3walq.com/showthread.php?t=33565&highlight=%C7%E1%C7%D1%E5%C7%C8

علي المفلحي
2010-09-03, 12:04 AM
شكرا للاخ فدا الجنوب على نقل الموضوع الهادف الذي يتطلب قراءة فاحصه من قبل الاعضاء ونقاش ، ويتطلب قرارات حكيمه من قيادات الحراك واطره تاتي بعد دراسه وتحليل واستنتاج لما يخدم استقلالنا
ودمتم