المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انفصاليون بعقالات سعوديه في المكلا


ابوعلي
2008-04-23, 11:18 PM
انفصاليون بعقالات سعودية في المكلا


المكلا / حضرموت نيوز / خالد الحمادي

30 / مارس / 2008 م


http://img297.imageshack.us/img297/1328/42138396co8.jpg


عقد في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت اليمنية، خلال يومي الأربعاء والخميس مؤتمر الاستثمار السياحي والعقاري، وكان بكل المقاييس مخصص لحضرموت، كـ وطن وليس كمحافظة ضمن وطن كبير اسمه اليمن.
المشاركون في هذا المؤتمر تجاوزوا الثمانمائة من داخل اليمن وخارجه، وفقا للمنظمين، أغلبهم من التجار ورجال المال والأعمال الحضارمة في دول الخليج العربي، حضروا هذا المؤتمر لاستشكاف فرص الاستثمار في وطنهم الأم حضرموت .
اتجهت كافة فعاليات المؤتمر ومحاوره نحو دعوة التجار الحضارمة في الداخل والخارج للاستثمار في حضرموت، كما عرضت فيه عشرات المشاريع العقارية والفرص الاستثمارية السياحية، جميعها خصصت لمحافظة حضرموت، علي الرغم من عدم القدرة الاستيعابية لها من ناحية الاحتياج والجدوي الاقتصادية، لأن عدد سكانها أقل من حجم المشاريع العقارية المعروضة، ناهيك عن أن عددا كبيرا من المساكن الحالية الجديدة فارغة تماما من السكان في مدينة المكلا، وأكدت العديد من المصادر أن هذه المساكن الجديدة مسكونة بالجن لعدم السكن فيها منذ سنوات، منذ بدأت فيها موجة التعمير.
من مفارقات هذا المؤتمر أن الحكومة اليمنية وكبار المسؤولين فيها الذين حضروا المؤتمر انحصر دورهم كـ ضيوف ، فيما قام شيوخ المال والأعمال الحضارمة وفي مقدمتهم الشيخ عبد الله أحمد بُقشان، السعودي الجنسية الحضرمي الأصل، بتمويل كافة فعاليات المؤتمر وتوجيه مسارها، والذي برز خلال أيام المؤتمر كـ شيخ لمحافظة حضرموت وكرجل أول فيها، حيث التوجيهات والأوامر لا يتم تلقيها إلا منه، والهتافات الجماهيرية لا يتم إعلاءها إلا عند سماع اسمه.
في الحفل الجماهيري أو السهرة الفنية المصاحبة للمؤتمر، التي عقدت مساء الأربعاء، كانت مثيرة للانتباه، حيث كان التصفيق الحار يصاحب كل ذكر لاسم بُقشان، بينما لا أحد يصفق عند ذكر اسم المحافظ الشمالي أو عند ذكر اسم رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح أو يتم التصفيق ببرود شديد عند ذكر اسم الأخير ربما من قبل المخبرين فقط .
الملفت للنظر أيضا، أن التجار الحضارمة في السعودية، موّلوا إنتاج فلم وثائقي من ثلاثة أجزاء، عن هجرة الحضارمة إلي خارج اليمن خلال القرون الماضية، تم بثه في قناة العربية تزامنا مع انعقاد مؤتمر المكلا، وهو ما أثار حساسية الرئيس علي عبد الله صالح، وفقا لتأكيد مصدر مقرب منه لـ القدس العربي ، بسبب تركيز الفلم علي هجرة الحضارمة وليس علي هجرة اليمنيين بشكل عام.
المؤشرات الواقعية منذ وقت مبكر تتجه بهدوء نحو تحويل محافظة حضرموت اليمنية إلي مشيخة حضرمية، وفقا لملاحظات العديد من سكانها غير الحضارمة، حيث يعتقدوا أن لا شيء يربط هذه المحافظة بالسلطة المركزية في صنعاء غير الاسم فقط، فالتعيينات المحلية والحقائب الوزارية المخصصة لحضرموت والمشروعات التنموية، جميعها تأتي استجابة لمطالب الحضارمة من رجال المال والأعمال المهاجرين في السعودية تحديدا، وهو ما يضاعف مخاوف السلطة المركزية في صنعاء من تهيئة الأوضاع منذ وقت مبكر نحو تأسيس مشيخة في حضرموت علي غرار المشيخات الخليجية المجاورة، طبعا بدعم خليجي، خاصة وأن حضرموت تضاهي تلك المشيخات مساحة وسكانا وثروة نفطية.
وضاعف من هذه المخاوف بروز ظاهرة الغضب الجنوبي خلال الشهور الماضية، من خلال ما أطلق عليها بـ القضية الجنوبية التي بدأت من مدينة عدن وشملت كافة المحافظات الجنوبية وفي مقدمتها حضرموت، المؤهلة لأي نزعة أو تيار من هذا النوع، وقد تكون الأكثر جدية في هذا المسار، لتوافر كافة المقومات لذلك، المادية والقيادية وغيرها.
الوجه العام لحضرموت، لم يعد كما كان عليه خلال السنوات الماضية، فقد زرتها مرارا وتكرارا خلال العقد الماضي، ووجدت أن لغتها الحالية غير لغتها خلال الفترات الماضية، ووجدت مراكبها تتجه نحو شواطئ أخري غير صنعاء، فخطاب أبنائها ممن التقيت بهم يفصح علانية بالرفض لسلطة صنعاء، ويصفونها بـ الاستعمار ويقولون يكفي حكم الدحابشة أي الشماليين، وقد أثيرت هذه القضية بوضوح في المظاهرات الأخيرة في المكلا التي رفعت شعارات برّاع يا استعمار ، أي أخرج يا مستعمر، وهو الشعار الذي استخدم خلال النضال ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب خلال الستينات. العديد من سكان مدينة المكلا من أبناء المحافظات الشمالية، يشعرون وكأنهم يعيشون في بلد من بلدان المهجر، وليس في مدينة من مدن بلدهم الكبير اليمن، فالتمييز أصبح واضح ضدهم، لا يستطيعون تملك العقارات بسهولة، وأحيانا يرفض الحضارمة التأجير لهم، لأنهم دحابشة ، أي من أبناء المحافظات الشمالية، ويعاملون كأجانب فيها، لا يتم مصاهرتهم ولا مشاركتهم تجاريا ولا التعاون معهم.
اللغة الحضرمية الطيبة تجاه الآخرين لم تعد كما كانت عليه قبل عدة سنوات، حيث كانت تسحرك كلمة ياطيّب عند النداء للشخص المجهول، بينما بفعل هذه التحولات قد لا تستغرب حاليا سماع كلمة: الأخ من برّاع أي من الخارج، والمقصود هنا من خارج محافظة حضرموت، أي من المحافظات الشمالية.
وأثبتت الكثير من الوقائع أن رجال المال والأعمال هم أصحاب الكلمة الأولي في محافظة حضرموت فيما السلطة المحلية مجرد أداة طيّعة بأيدي المؤثرين منهم، فيما السلطة المركزية مشغولة بمشاكلها المتعددة بالحرب في الشمال بمحافظة صعده وبالغضب الشعبي بسبب الغلاء في بقية المحافظات.
الوضع الأمني في حضرموت رغم استتبابه مقارنة بالمحافظات الأخرى لا يبشّر بخير، فهو يغلي تحت نار هادئة، عجزت عن كبح غليانه كافة الإجراءات الأمنية المشددة، حتي أن رجال الأجهزة الأمنية والمخبرين من الشماليين طبعا أصبحوا يوازوا سكان المدن الرئيسية فيها من الحضارمة .
* عن القدس العربي