المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنوب العربي قبل وبعد الإستقلال - فرض اليمننة 1967م


الكاش
2010-07-31, 03:45 PM
الجنوب العربي قبل وبعد الإستقلال - فرض اليمننة 1967م

د / عادل با شراحيل : -

نكتب ونعرف للاجيال الجنوبية

يتميز الجنوب العربي بموقع جغرافي فريد يمتدمن باب المندب غرباً وجبل الشيخ سعيد من على امتداد المداخل الجنوبية للبحر الأحمرومداخل المحيط الهندي مما جعله يكسب أهمية إستراتيجية جعلته نقطة صراع منذ الحقبالتاريخية للتنافس والحماية للمصالح الإستراتيجية والتجارية في المحيط الهندي وبابالمندب ليجعل منه جسر دولياً في وسط المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط. وبهذهالمكانة الإستراتيجية للجنوب العربي وجد نفسه هذا الشعب داخل حلقة الصراع الدوليللسياسة التي أفرزتها الحربين العالميتين من بروز سمه جديدة للعصر في الصراعالسياسي في ذلك الوقت (المعسكر الاشتراكي - المعسكر الرأسمالي) وهذا الصراع أدى إلىبروز حركة التحرر الوطني من الاستعمار في حق تقرير المصير للشعوب والتي أقرتهاالأمم المتحدة لتصفية مخلفات الاستعمار لنيل الاستقلال لهذه الشعوب. وباندلاع ثورة 23 يوليو في مصر 1952م لعبة دوراً بارزاً في التأثير على مجريات الأمور في الوطنالعربي والشرق الأوسط عموماً سواء من حيث المفاهيم والمنطلقات الفكرية التي طرحتهاكمنهاج وخطة عمل على الصعيد الداخلي أو بالنسبة لمجمل تحالفاتها وعلاقاتها مع القوىوالأنظمة القائمة ونظرتها لطبيعة التحالف مع القوى الخارجية. والواقع أن تأثيرالثورة على الحركة القومية العربية كان كبيراً لدرجة أنه ما من حزب قومي إلا وطلبربط مصيره بمصير ثورة مصر التي قادها عبدالناصر وكانت حركة القوميين العرب الأكثرتأثراً بالثورة المصرية. ودخل الجنوب العربي ضمن هذا الصراع القومي لمفهوم الوحدةالعربية ويمننة الجنوب على طريق قيام الدولة العربية الموحدة من خلال إنشاء الحركةالوطنية والمتمثلة في مجموعة من التنظيمات السياسية للعمل الوطني وتفعيل دورها معكافة الشرائح في المجتمع المدني المتمثل في النقابات العمالية والمهنية وغيرها منالتحالفات الشعبية لكي تلعب دوراً كبيراً في توعية الشعب نحو حركة التحرر الوطنيودعوة إلى دمج إمارات الجنوب العربي مع اليمن على طريق الوحدة العربية وبانتصارثورة يوليو ودعمها للقوميين قُدر لهذا الشعب أن يسجل صفحة من صفحات الدمج ألقسريلهوية وتاريخ وثقافة شعب الجنوب العربي المتأصل في جذور التاريخ الإنساني والحضاريفي مملكاته الأولى مثل مملكة حضرموت التي سادة قبل ثمانية عشر قرناً قبل الميلادومملكة قتبان التي تعتبر أول دولة أسست نظام برلماني في العصر القديم والذي يعتبربمثابة نظام البرلمانات الحديث. أًسس مبدأ القرار الجامعي وكان ذلك بداية العصرالميلادي وكذلك شق الطرقات وترصيصها بالأحجار وحفر الأنفاق لتسهيل طرق القوافلالتجارية. وبهذه الدعوة القومية وبحسن النوايا لشعب الجنوب التواق لوحدة الأمة تخلاعن كل هذا التاريخ ليقدم للأمة أروع صور التضحية والحب قوبلت بالجحدان والنكرانوطمس الإنسان.
الحرب العالمية الأولى وسلطنات الجنوب العربي.

عاشت الدولالعربية والإسلامية قبل عام 1918م تحت دار الخلافة العثمانية وبهزيمة العثمانيينمنحت بعض الدول استقلالها مثل مناطق أقاليم شبة الجزيرة العربية التي منحت فيهاتهامة وزبيد استقلالها عن الخلافة العثمانية وذلك بحسب الاتفاقية التي أبرمة في 25ذي الحجة سنة 1336هـ الموافق 31 ديسمبر 1918م عقدت الهدنة بين دولة تركيا والمملكةالبريطانية وحلفائهما وقد قبلت تركيا بلا قيد أو شرط بعد هزيمتها هذه الاتفاقية وقدحددت الاتفاقية بين الأتراك والبريطانيين على مسالة الحدود وتسليم الحكم في اليمنإلى الإمام يحيى بعد أن تكبدوا خسائر في حربهم إلى جانب ألمانيا وقد هاجم قائدالجيوش التركية علي سعيد باشا سلطنة لحج العبدلية في 22 شعبان من عام 1333هـ وفيالساعة الحادية عشر ظهراً بدأت تتجمع القوات العثمانية حول لحج وفي الساعة الرابعةعشراً هاجم الأتراك مدينة الحوطة وأطلقوا عليها المدافع وفي صباح يوم الاثنينالساعة العاشرة أبيحت المدينة للناهبين ثلاثة أيام وأصبحت المدينة خراباً وأهلهافقراء ففشت المجاعة في البلاد وضجت العباد حتى فتحت الطريق إلى عدن وفي ليلة غرةشهر رمضان توفي السلطان علي بن أحمد بن علي سلطان لحج وخلفه ابن عمه السلطانعبدالكريم فضل بن علي وقد شنت الحرب تحت فتوى شيخ الإسلام في الأستانة صرح لهمإباحة أموال المسلمين المهاجرين لأنهم فروا من بلاد المسلمين للنصارى والمراد بهاعدن وهو الميناء الرئيسي لسلطنة لحج التي سقطت تحت يد الانجليز في ذلك الوقت وتركياتحارب لصالح ألمانيا وهي حرب ليس للمسلمين فيها لا ناقة ولا جمل على ما ذكرت فيالمصادر. وقد سعى السلطان عبدالكريم بدوراً كبيراً في جعل من اليمن دولة موحدةمستقلة تضم كل من الشوافع والزيود في اليمن تحت سيادة الإمام يحيى معارضاً قيامدولتين أحدهما في صنعاء وأخرى في تعز وفي مارس 1919م انسحبت كافة القوات التركيةوبهذا تم تعين الإمام يحيى بن حميد الدين ملكاً على المملكة المتوكلية وذهب فيتوسعة ناقضاً كل الاتفاقيات والمساندة في دعمه من أشقاءه في الجنوب والسلطانعبدالكريم في لحج وبدأ يفرض سياسة أمر الواقع من أجل احتلال سلطنة لحج العبدلية وهيإحدى سلطنات الجنوب الهامة. وفي عامي 1925-1926م بدأت مسألة مناقشة اتفاقيات الحدودمع الإمام يحيى فرفض الاعتراف بهذه الاتفاقيات وأدخل إمارات الجنوب العربي والملكةالمتوكلية في دوامة الصراع السياسي المدعوم لصالح قوى أخرى.
لقد تعرض سلاطينإمارات الجنوب العربي إلى هجوم كبير بوصفهم دعاة للانفصال والفرقة وبالخيانةلأوطانهم وأن هذه القوى المدعية متناسية الحقائق التاريخية لهذا الشعب الذي يشكلمجموعة إمارات ومشيخات ووجودها وجود تاريخي يؤكده العصر الإسلامي الذي نشأت فيهأكبر دول في الجنوب العربي اشتهرت بتراثها التاريخي العظيم وللحقيقة.
وفي عام 1948م وبعد قيام جامعة الدولالعربية تقدمت السلطنة العبدلية بمذكرة إلى هذه المنظمة العربية طالبة قبولها عضواًأو تمثيلها في اللجنة الثقافية أسوةً ببلاد المغرب فاعترضت حكومة اليمن على ذلكالطلب بحجة أن لحج محمية بريطانيا وجزء مقتطع من اليمن وألا يمكن بأي حال يكون لهاممثلون في الجامعة العربية وعلى هذا الأساس فليس لحضرموت أو لحج أن تعتبر نفسهاسلطة قائمة بذاتها وأن تثبت وجودها في الخارج كهيئة أو حكومة ذات سيادةمستقلة. وقد اثأروا ممثلو اليمن زوبعة كبيرة ضد سلطنة لحج على الرسالة التيقدمها السيد محمد علي الجفري مستشار عظمة سلطان لحج لصاحب الدولة رئيس الوزارةالمصرية بتاريخ 8 ربيع الثاني سنة 1367هـ الموافق 18 فبراير عام 1948م وضح فيهامزاعم المعارضين لتمثيل لحج في الجامعة العربي بحجج قاطعة لا تدع مجالاً لأولئكالذين يحلمون بضم إمارات الجنوب العربي إلى اليمن.

وهذا نص المذكرة السياسيةالتي أرسلتها سلطنة لحج إلى الجامعة العربية والوفود التي حضرت جلسات الجامعة فيشهر فبراير 1948م: حضرة صاحب الدولة:

بعد الإجلال والاحترام اطلعنا اليوم علىاعتراضات أبداها حضرة مندوب حكومة اليمن على انضمام سلطنة لحج إلى بعض لجان جامعةالدول العربية عامةً كما اطلعنا على نشريات أخرى غير صحيحة نشرتها جريدة المصري حولهذا الطلب وإني بصفتي مستشار عظمة السلطان وقد انتدبني لتمثيله في الجامعة أتشرفبأن أقدم لدولتكم المذكرة الآتية:
- أولا: أن سلطنة لحج مستقلة منذ مائتينوثلاثين عاماً وقبل أن يكون للانجليز أي تدخل في السياسة العربية وقبل أن تستقلاليمن بمائتي سنة.
- ثانياً: أن سلطنة لحج ليست محمية بريطانية ومعاهدتها معالانجليز معاهدة صداقة وود وقد سلمنا الصورة الرسمية عنها إلى معالي الأمينالعام.
- ثالثاً: أن عظمة السلطان لا يتقاضى مرتباً من الانجليز ولكن بريطانيافي مقابل استثمار ملاحات بلدة الشيخ عثمان ومقابل المياه الحلوة المستغلة منها تدفعنحو أربعين ألف روبية.
- رابعاً: أن سلطنة لحج مستقلة استقلالاً داخلياً كاملاًولا يوجد فيها مستشارون إنجليز ولا أي موظف إنجليزي ولا أي مندوب من قبل بريطانيافي أي دائرة ولا المحاكم الشرعية.
- خامساً: أن سلطنة لحج مستعدة لتنفيذ الرغباتالعربية القومية ولكنها لا تقبل الانضمام إلى حكومة لا تقوم على أساس نظامي مندستور أو قانون وتطلب من جامعة الدول العربية انتداب لجنة تكون ضيفة عليها لتحقيقالأوضاع الحاضرة في لحج واليمن وترى الفرق الشاسع بينهما في النظام وحكم الشورىوالحرية الشخصية وحالة التعليم والصحة وغير ذلك من المرافق العامة.
فمن هذا يتضحما في تلك الأقوال من مغالطات غير صحيحة، كما أننا نطلب سماع ردنا عليها والوقوفعلى وجهة نظرنا في مواجهة حضرة مندوب حكومة اليمن الذي لم يراع الأصول السياسيةالمتعارف عليها بين الحكومات وبعضها.
وفي الختام أرجوا أن تتفضلوا بقبول فائقالاحترام
هذا وإني أختم كلمتي بأنه ليس هناك طريق للوحدة اليمنية وتنفيذالرغبات القومية العربية إلا الطريق الذي ألمعت إليه آنفاً، أن تقوم في اليمن حكومةنظامية مدنية تعترف بوجود العلم والفن ولا تعتبر الجامعات والكهرباء والراديووالطيارات من عمل الشيطان،، محمد علي الجفري
الحركة الوطنية ويمننةالجنوب.
ظلت عدن بعد سقوطها في أيدي البريطانيين تابعة لحكومة بومباي وكانتبريطانيا تهتم بالميناء فقط فهي تسعى لزيادة التبادل التجاري مع الأقاليم المحيطةوكانت تركز اهتمامها لتعزيز التجارة بين الشرق والغرب في ميناء عدن ولم يتدخلالإنجليز في شؤون إمارات الجنوب العربي إلا بعد معاهدات الحماية دون تدخل فعّال فيشؤونها وفي أول إبريل عام 1937م فصلت عدن عن الحكومة الهندية كولاية تابعة لها إلىمستعمرة تابعة للتاج الملكي البريطاني مع استمرارها كميناء حر وجاء هذا التغير فيسلسلة المتغيرات الإستراتيجية التي حكمت بين الشرق والغرب لهذا عملت بريطانيا لنقلكافة مهام السلطة الإدارية إلى وزارة المستعمرات تحسبتاً لأي متغيرات دولية وكذااستقلال الهند التي نالتُه في عام 1947م وكل هذه الظروف والمتغيرات في معطيات أمورالجنوب العربي أدت إلى بروز المشاركة الفعلية في الصراع ما بين دعاة الاستقلالبالثورة السلمية في نيل حق تقرير المصير وبين دعاة الثورة المسلحة في الجنوب نحوتحقيق الوحدة العربية اليمنية.
وعلى هذه المتغيرات بدأت بريطانيا في عام 1947معلى تأسيس مجلس تشريعي يضم ثمانية من الموظفين وثمانية آخرين من غير الموظفين يتولىالحاكم العام تعين أربعة من الفئة الأولى مع أفراد الفئة الثانية ودخلت عدن ومعإمارات الجنوب مرحلة جديدة من العمل السياسي تجلى ذلك في ظهور منظومة الأحزابالسياسية وإنشاء الجمعيات والنقابات وفي بداية الخمسينات تكونت الجمعية العدنيةوحزب رابطة أبناء الجنوب العربي وكذا مجموعة من الأحزاب الصغيرة التي لم تنجح فيالاستمرار مثل الحزب الوطني الاتحادي والمؤتمر الدستوري وحزب الأمة والحزبالشعبي.
وفي يوليو عام 1955م طالبت الجمعية العدنية وحزب الرابطة بانتخاباتفعلية للمجلس التشريعي في عدن وقد تم تحديد عدد المرشحين للانتخاب في بعض الأعضاءلأول مرة أن يعتمد الترشيح على أربعة وقد تحصلت الرابطة على ثلاثة مقاعد من الأربعةالمرشحين وبهذا ظل الحاكم العام يملك الصوت المرجح في المجلس وفي مايو 1956م قدمتالرابطة مجموعة من المقترحات لتحقيق مزيد من الخطوات في طريق الحكم الذاتي وإقامةمجلس تشريعي منتخب ووزارة منتخبة والاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية والعمل علىتخفيض عدد الموظفين الانجليز في المستعمرة للمناصب العليا وفي نوفمبر 1957م أعلنتالحكومة البريطانية عن تغييرات دستورية جديدة في المجلسين التنفيذي والتشريعي ونصالدستور الجديد الذي تحول إلى قانون في نوفمبر 1958م على أن يضم المجلس التشريعيالجديد أثنى عشر عضواً منتخباً وخمسة أعضاء بحكم مناصبهم في الحكومة وستة معينينورئيساً يعينه الحاكم العام وقد أزالت هذه الترتيبات الجديدة الأغلبية التي كانتللموظفين في المجلس التشريعي وعهدت بالمسؤولية دوائر التعليم والأشغال العامةوالمواصلات والعمل والخدمات الاجتماعية والصحة إلى خمسة من أعضاء المجلس التشريعيعلى أن يكون ثلاثة منهم منتخبين وظل الحاكم محتفظاً بالسلطات التشريعية والتنفيذيةفي يديه إلا أن اللغة العربية أصبحت للمرة الأولى اللغة الرسمية والبديلة عنالانجليزية في المجلس التشريعي.
وبدخول الرابطة انتخابات المجلس التشريعي وجهتلها ضربة سياسية قوية في سمعتها في ذلك الوقت من قبل أعضاؤها الذين أيدوا المقاطعةوقد اشتعلت بينهما الاختلافات وأظهرت التناقضات. وبهذا الموقف عملت القوى الوطنيةإلي تجميع النقابات في عدن وقد كانت توجد في عام 1955م ثلاث نقابات وازداد عدد هذهالنقابات فيما بعد إلى 25 نقابة حتى بلغت عام 1956م إلى 30 نقابة وفي نفس هذا العامأنشئ مؤتمر عدن للنقابات (المؤتمر العمالي) ويضم فيه اتحاد عمال الميناء والبترول،والوظائف المتنوعة الحكومية والمواصلات والبريد والوظائف المهنية والوظائفالمتنوعة. وفي عام 1962م شُكل حزب الشعب الاشتراكي كواجهة للعمل السياسي بما يسمىمؤتمر عدن للنقابات تعتبر هذه المرحلة هي مرحلة البدايات لثورة بمفهومها الشاملكمقدمة إستراتيجية للعمل السياسي والشعبي تحت نظريتين، معركة التحرير للجنوب العربيمتمثل في الثورة السلمية، ومعركة الثورة المسلحة المتمثلة في أيدلوجية الفكر القوميللوحدة العربية.

ويعتبر حزب الشعب الاشتراكي هو الحزب السياسي الوحيد الذي أنشئ فيذلك الوقت وقد برز على أنقاض حزب الرابطة بعد هزيمته السياسية على كافة الجوانبالشعبية والنقابية بغض النظر فيما حققه من انجازات سياسية على صعيد العمل السياسيوتقديم قضية الجنوب العربي في المحافل الدولية والأمم المتحدة. باندلاعالانتفاضة المسلحة بقيادة الشيخ غالب بن راجح لبوزة من ردفان بدأت التناقضات علىالساحة السياسية بين مؤيد ومعارض فالأحزاب التي نادت بالعمل السلمي لانتزاعالاستقلال باعتباره الأسلوب الوحيد الذي يلبي مطالب جماهير الشعب وأهدافه وآمالهمثل حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الذي انطلق من أن الجنوب العربي شعب مستقل عن مايسمى بالتراب اليمني وهو يعتبرها نظرية خرافية لأنه لا يوجد شيء اسمه طين يمنيمتميز بملامح وسمات وخصائص وصفات عن التراب العربي ويعتبرون هذا الموضوع موضوعاًجدلياً لا طائل تحته ولا جدوى إطلاقاً من إثارته معتبرين أن الجنوب جنوب عربي ليسمن حيث شكل التسمية ولكن من حيث الجوهر والمحتوى والدلالات التاريخية وقد شجنتالرابطة النضال المسلح واعتبرته خطراً يهدد الجنوب بالدمار.أما حزب الشعبالاشتراكي يعتبر النضال المسلح وسيلة رئيسة للضغط على الاستعمار من أجل الوصول إلىحلول سياسية أفضل وليس لإحراز انتصار عسكري حاسم وقد أيد ذلك الطرح حزب البعث فيالجنوب والتزاماً بذلك الخط مضموناً ومحتوياً وسلوكاً.
بدأت فكرة الثورة عبارة عن تيار نظري ولم تكتمل لدى الثورة أية خطة عمل إستراتيجيةللعمل السياسي والعسكري والشعبي وكما ذكرنا سابقاً أن المؤتمر العمالي للنقابات لعبدوراً كبيراً في تحريك الشعب للمظاهرات والاحتجاجات والإضرابات والعصيان المدني وفيخلال هذه الفترة تمت لقاءات بين القوى الوطنية دعا إليها بعض رجال القبائل البارزينوممثلون من ضباط الجيش الاتحادي وممثلون عن حركة القوميين العرب واستطاعت هذهالشخصيات أن تتزعم الدعوة لاجتماع القوى الوطنية في دار السعادة بصنعاء وذلك فيتاريخ 24 فبراير سنة 1963م وفي هذا الاجتماع الذي حضره أكثر من ألف شخص من القبائلومن الجنود ومن الضباط الأحرار وممثلي حركة القوميين العرب استقرت الرؤى على تشكيللجنة تحضيرية لتقوم بإعداد مشروع ميثاق في صيغة نداء إلى الفئات الوطنية لكي تلتقيفي جبهة واحدة أطلق عليها في البداية جبهة تحرير الجنوب المحتل وانتخبت لجنة تكونتمن 11 عضواً تم اختيارهم من الحاضرين وكان من أبرزهم قحطان الشعبي وناصر السقافوعبدالله المجعلى ومحمد على الصوماتى وثابت علي المنصوري ومحمد أحمد الدقم وبخيتمليط وأحمد عبدالله العولقي وعيدروس حسين قاضي وعلي محمد الكاظمى وعبدالله محمدالصلاحي. وعقدت اللجنة التحضيرية عدة اجتماعات توصلت بعدها إلى إعداد مشروع ميثاقتمت الموافقة عليه في 8 مارس سنة 1963م وأقره الحاضرون من رجالات القبائل والضباطوالجنود الأحرار وممثلي القوميين العرب ويتكون الميثاق من مقدمة ومن نقاط عريضةحددت الأهداف والمبادئ التي تناضل من أجلها. وفي 19 أغسطس 1963م صدر بيان رسميبقيام الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وشكلت قيادة للجبهة مكونة من ستةممثلين عن قطاع القبائل وستة ممثلين عن حركة القوميين العرب وقد لعبة أحداث 14أكتوبر 1963م التي حدثت بين قبائل ردفان والسلطات البريطانية عندما وجه إنذاراً إلىقبائل ردفان بتسليم السلاح وبدأ التحدي بإرسال قوات ضخمة مدعمة بالمصفحات والدباباتوطائرات لقصف قرى ردفان وتأديب قبائلها مما أثار الشيخ غالب بن راجح لبوزه ودفعه فيدخول معركة مسلحة مع القوات البريطانية مما جعل الجبهة القومية أمام أمر واقعفاستغلتها الجبهة القومية وأعلنت في بيان لها اندلاع الثورة المسلحة وأنها المسئولةعن أحداث 14 أكتوبر وبهذا الموقف قضت الجبهة القومية على كافة معارضيها في قيامالجبهة المسلحة للتحرير وقد قرأ البيان من صنعاء أثناء وجود بعض كبار المسئولينالعرب في صنعاء وطلبت الجبهة القومية تدعيمها بالسلاح والإمكانيات الضروريةلاستمرار الثورة فوافق المسئولين العرب على أمداد الجبهة ببعض المتطلبات على أنيدرس الموضوع في القاهرة وبعد ذلك عززت جبهة ردفان ببعض الإمكانيات لتقويةاستمرارها وأرسلت الجبهة القومية ممثلاً عنها ليتولى قيادة الجبهة وهو الشيخعبدالله المجعلى وذلك بعد استشهاد الشيخ غالب بن راجح لبوزه في أول يوم لاندلاعالثورة في ردفان وبهذا أصبحت ثورة ردفان شعلة للثورة الشاملة في ربوع الجنوب العربيكله وقد عملت الجبهة القومية على توسيع نشاطها في تلك الفترة وبدأت تستقطب بعضالتجمعات السرية التي ظهرت في المنطقة قبل قيام الثورة المسلحة وبدأت في السعيلانضمام هذه التجمعات مثل جبهة الإصلاح اليافعية والجبهة الوطنية والمنظمة الثوريةلتحرير الجنوب وتنظيم الضباط الأحرار والجبهة الناصرية وبهذا أصبحت الجبهة القوميةمكونة من سبعة تنظيمات سرية استطاعت بالفعل أن تتوسع وأن تتغلغل في كافة صفوفالجماهير وأن تقطع دابر تلك التشكيلات والأحزاب السياسية التي لها موقف من الثورةالمسلحة. أما الأحزاب السياسية الأخرى مثل حركة القوميين العرب والبعثيينوالشيوعيين رغم حجم كل منهم ودوره فقد ساهمت إلى حد ما فكرياً في تعميق أسلوبالنضال المسلح في أوساط الجماهير في المنطقة وقد التزم حزب البعث في الجنوب بخط حزبالشعب الاشتراكي.
الدمج ألقسري وجبهة التحرير.
في 23/12/1963م دعا الرئيسجمال عبدالناصر إلى مؤتمر القمة العربية الأول ومن أجل ذلك عمل على توحيد الصفالعربي وتنقية الأجواء وكانت هذه الخطوة بمثابة تنشيط لدور الجامعة العربية وفي يوم 5/7/1964م عقدة بمبنى الجامعة العربية بالقاهرة وتحت رعايتها مؤتمر وطني للجنوبالمحتل حضرة الأمين العام المساعد للجامعة وعدد من الأحزاب والهيئات والشخصياتالمستقلة وحزب الشعب الاشتراكي وحزب رابطة أبناء الجنوب العربي والمؤتمر العشبيبحضرموت والاتحاد الشعبي الديمقراطي والسلطان علي عبدالكريم والسلطان أحمد عبداللهالفضلي ومن المشائخ محمد أبوبكر بن فريد وشخصيات مستقلة مثل السيد عبدالقوي مكاويوعمر شهاب وقد عبر الأمين العام في كلمته عن غرض الرئيس إلى هذا اللقاء وهو الوقوفصفاً واحداً في مواجهة الاستعمار واتخاذ خطة موحدة لدعم النضال الوطني والتوجه يداًواحدة إلى لقاء اللجنة الفرعية لتصفية الاستعمار التي تزور القاهرة لتستمع إلىأبناء الجنوب العربي المحتل. وقد أصدرت الأطراف المجتمعة بياناً مشتركاً وتحديدإطار العمل الوطني في مواجهة الاستعمار يداً واحدة والنضال المقدس وشجب مؤتمر لندناللادستوري والمطالبة بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالجنوب المحتل. وفي يوم 30/7/1964م وقعت الأطراف على الميثاق الوطني الذي نص على إقامة مجلس تنسيق يمهدلقيام تكتل وطني في الجنوب. وفي 1/10/1964م شكلت قيادة من 12 عضواً لتكوين المنظمةلتوحيد النضال وقيام المنظمة وتم التوقيع من قبل الأطراف المشتركة على دستور منظمةتحرير الجنوب المحتل مقرها الجنوب المحتل ولها فروع داخل العالم العربي وخارجة وحددالدستور والأعضاء المؤسسين للمنظمة: حزب رابطة الجنوب العربي، حزب الشعب الاشتراكي،هيئة تحرير الجنوب اليمني وشخصيات من الجنوب وكذا السلطان علي عبدالكريم. والسلطانأحمد عبدالله الفضلى. ومحمد عيدروس اليافعي والشيخ محمد أبوبكر بن فريد.

في 13يناير 1966م وقع بيان عن منظمة تحرير الجنوب المحتل والجبهة القومية وعرض البيانلأبرز أسباب قيام جبهة التحرير بأنها تطورات جديدة للموقف الاستعماري وأن القوىالوطنية تقف ممزقة ومتصارعة أمام الاستعمار ومخططاته ولهذا اتفقت الجبهة القوميةومنظمة التحرير على الاندماج في تنظيم ثوري واحد لقيادة الشعب يحمل اسم جبهة تحريرجنوب اليمن المحتل وفي اليوم الثاني أعلن السيد قحطان محمد الشعبيى الأمين العامللجبهة القومية بلاغاً إلى الصحافة حدد فيه موقف الجبهة من حدث الدمج ونفى قيامالدمج بين التنظيمين وأن الذي وقع على بيان الدمج هو عضو واحد من الجبهة القوميةوهو إجراء غير شرعي قام به وأنه مخالف للميثاق الوطني والنظام الداخلي وأن أياندماج لا يقرره المجلس التنفيذي أو المجلس الوطني بل أنه من صلاحيات المؤتمرالوطني الذي يضم المجلس التنفيذي والمجلس الوطني وممثلين لكل قواعد الجبهة العسكريةوالشعبية وأكد البلاغ أن الجبهة القومية مستمرة في قيادة الثورة بتنظيماتهاالعسكرية والشعبية والفدائية.
الحرب الأهلية والاستقلال.
إن الخلاف بينالجبهتين أدى إلى ضرب الجبهتين وتعميق الخلاف بينهما وسنلخص وجهة نظر الجبهةالقومية على أساس أن تكون الوحدة الوطنية على تنسيق عسكري وسياسي فقط أما الاسم فهوالجبهة المتحدة لتحرير الجنوب اليمن المحتل أن تكون نسبة التمثيل 50% لكل منالجبهتين أما جبهة التحرير فكانت وجهة نظرها أن الجبهة لا تمانع أن تكون الوحدةالوطنية على أساس التنسيق العسكري والسياسي على أن تحقيق الوحدة كاملة بين قواعدوقيادة الجبهتين وأن الاسم لا يقدم ولا يؤخر وإن كانت تحرص على اسم جبهة التحريرنظراً لاعتراف الدول العربية والصديقة بها أما التمثيل أكدت جبهة التحرير أن هذاليس مشكلة أساسية وتوافق عليها على المستوى السياسي أما المستوى العسكري بنسبة 6:2ثلثين لجبهة التحرير وثلث للجبهة القومية.
وقد رفضت الجبهة القومية هذا الاقتراحوانتهت المحادثات الأولى بالفشل وبدأت المعارك بين الجبهتين وخرجت كافة الزعاماتالوطنية والدينية وفئات الشعب تنادى بإيقاف الاقتتال الأهلي واستجابت الجبهتين لهذهالنداءات وفي يوم 3/10/1967م حددت الجبهتين موعد ومكان الاجتماع في القاهرة خارجنطاق الجامعة العربية لمناقشة النقاط الأربع التي نص عليها الاتفاق السابق وقدابتدأ القتال في 29/9/1967م وفي 10/10/1967م بدأت اجتماعات الوحدة الوطنية من جديدفي القاهرة وتعثرت المحادثات من الوهلة الأولى ووصلت إلى موقف متأزم عند مناقشةمسئولية الحكم وقد انفض الاجتماع بين الطرفين دون جدوى وفي 23/10/1967م أعلنتبريطانية الانسحاب من الجنوب العربي وقررت الانسحاب خلال الأسابيع الثلاثة القادمةأي قبل شهرين من الموعد المقرر لمنح الاستقلال للجنوب العربي في 9 يناير المقبل عام 1968م وقد بادرت كلاً من الجبهتين بإعلان بيان رسمي يعلن فيه الاتفاق على جميعالمسائل التي تم بحثها لمطالبة الشعب والجيش الوقوف بصلابة في وجه ما من شأنهالإضرار بثورته وفي 2/11/1967م وقعت اشتباكات بين القومية والتحرير طوال يوماستخدمت فيها كافة الأسلحة التي بحوزتهم وفي يوم 4/11/1967م وجهت القومية والتحريرنداءً مشتركاً من القاهرة تطالب الوطنيين في عدن بإيقاف القتال وفي يوم 7/11/1967مأعلن الجيش تأييده للجبهة القومية وتدخل بالفعل لصالح الجبهة القومية وحسم الموقفوفي 9 نوفمبر 1967م أعلن سيف الضالعي رئيس المكتب السياسي للجبهة القومية أنه يجبعلى بريطانيا أن تعترف بسيادة الجبهة القومية على الجنوب وأن تبدأ بالتفاوض معهابشأن نقل السلطة إليها بعد الاستقلال يعتبرها الممثلة الوحيدة للشعب وفي يوم 11نوفمبر 1967م أعلن متحدث في لندن باسم وزارة الخارجية البريطانية أن بريطانيا قدردت على طلب الجبهة القومية بالاعتراف بها رسمياً باعتبارها الحكومة الفعلية في عدنوبعدها بدأ الحوار فعلاً بين الجبهة القومية والحكومة البريطانية وفي 21/11/1967مبدأت المباحثات الخاصة بالاستقلال للجنوب العربي برئاسة قحطان الشعبي ممثل الجبهةالقومية وكلاً من فيصل عبداللطيف الشعبي وسيف الضالعي وعبد الفتاح إسماعيل ومحمدأحمد البيشى واستمرت المفاوضات حتى 27 نوفمبر 1967م والوفد البريطاني برئاسة لوردشاكلتون وهكذا ففي 30 من نوفمبر 1967م ولدت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وفي نفساليوم أصدرت القيادة العامة للتنظيم السياسي للجبهة القومية بياناً أعلنت فيهالجبهة القومية السلطة العليا في الجمهورية وأعلن في البيان عن أتباع الشكل الرئاسيللحكم وعين قحطان محمد الشعبي رئيساً للجمهورية ورئيس كذلك مجلس الوزراء وقائداًعاماً للقوات المسلحة وسيف الضالعي وزيراً للشؤون الخارجية وعلي سالم البيض وزيراًللدفاع ومحمد علي هيثم وزيراً للشؤون الداخلية ووزيراً للصحة بالوكالة ومحمودعبدالله عشيش وزيراً للمالية وعبدالفتاح إسماعيل وزيراً للثقافة والإرشاد القوميوشؤون الوحدة اليمنية وفيصل عبداللطيف الشعبي وزيراً للاقتصاد والتجارة والتخطيطوعادل محفوظ خليفة وزيراً للعدل والأوقاف وفيصل شملان وزيراً للأشغال العامةوالمواصلات وعبدالملك إسماعيل وزيراً للعمل والضمان الاجتماع ومحمد عبدالقادربافقية وزير التعليم وسعيد عمر العكبري وزير لشؤون الإدارة المحلية والزراعة وحددالبيان دور ومكان الجبهة القومية في البلاد بأنها قائد الثورة والسلطة العليا وكماأعلنت المبادئ الأساسية لسياسة الدولة في الحقل الخارجي وهي الالتزام بميثاق الأممالمتحدة والحياد الايجابي وعدم الانحياز والتضامن مع شعوب البلدان والعداءللاستعمار وفي 12 ديسمبر 1967م قبلت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عضواً في جامعةالدول العربية وفي 15 من ديسمبر من نفس العام قبلت في منظمة الأممالمتحدة،،
أن سلاطين هذه الإمارات ليستبريطانيا من منحتهم هذه الألقاب وليست هي من جعلتهم سلاطين على هذه الأرض ولميفصلوا هذا الجزء من اليمن كما يوهموا الآخرين في مقالاتهم وخطبهم السياسية. 2. أستقل السلطان فضل بن علي العبدلى بمخلاف لحج وعدن من الأتراك سنة 1145هـ وأقرالحوطة عاصمة له وأسس السلطنة العبدلية في ظل ظروف اختلال أحوال العرب بالحروبالوهابية وتوسع محمد علي باشا على السيطرة لباب المندب فاستبقت بريطانيا الأحداثواحتلت عدن. 4. كما كانت على مسرح الأحداث سلطنة الفضلى تحت رئاسة سلطانها حامد بنعبدالله الفضلى ومشيخات يافع والضالع والصبيحة والعواذل. 5. أما حضرموت فقد كانتتحت الدولة الكثيرية منذ ثمانية قرون وظلت باقية حتى بعد ظهور الدويلات وبقية إلى 1967م حتى تم تسليم البلاد إلى الجبهة القومية هي وسلطنة القعيطى في الساحل 3. دافع السلطان محسنبن فضل العبدلى عن عدن ورفض بيعها للانجليز وشنت الحرب حتى تم الاستيلاء على عدن في 19 يناير 1839م.

* دبلوماسي جنوبي عربي بالمنفى منذ 1994م