المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة مواطن شمالي الى عدن برس


محمد اليافعي 99
2010-07-29, 11:44 AM
بعث مواطن شمالي يعمل بوزارة الخارجية اليمنية الى " عدن برس " بتفاصيل ما يجري في دهاليز هذه الوزارة التي لا للوزير فيها اية كلمة في تعيين سفراء اليمن بالخارج ، وكيف تحول الجنوبيين من شركاء الى أجراء لدى هذا النظام الاسري المتخلف.
لا عجب إذا كان أخواننا أبناء المحافظات الجنوبية يشعرون بالإضطهاد ، لاحظوا معي أن من بين السفراء الثمانية الذين تم تعيينهم مؤخرا وأدوا اليمين أمام الرئيس صالح أثنان فقط من أبناء الجنوب ، وإذا ما تأملنا بقية الأسماء التي ينتظر صدور قرارات بتعيينها سنجد أنه لايوجد جنوبي واحد ، حتى وكيل الخارجية الجنوبي عينوه قنصل عام في جده ،بدلا عن سفير جنوبي أخر نقلوه إلى دبي كقنصل أيضا ، بدلا من تعيينه في سفارة ملائمة لمكانته وقدراتها ، فيما رشحوا الوكيل المساعد (إبن أخ زوجة الرئيس) سفيرا في دولة كبرى.. عجيبة .

وعلى ذكر العاملين في وزارة خارجية الجمهورية اليمنية (أو بمعنى أدق الجمهورية العربية اليمنية ) لا أعتقد أن هناك مشكلة في التحاق أبناء الوزراء أو الديبلوماسيين أو كبار المسئولين بالخدمة في وزارة الخارجية أو في سفاراتنا وقنصلياتنا في الخارجي ، إذا كان تعيينهم قد تم وفقا للقانون والشروط المتعارف عليها ، بعيدا عن الواسطة أو المحسوبية أو غيرها من الأساليب التي لم تعد مقبولة ونحن نتحدث عن المواطنة المتساوية والعدالة في الفرص المتاحة وغيرها من المبادئ التي لا يختلف عليها إثنان . لكن إذا كان تواجد هذا الحشد الكبير من أبناء الوزراء أو الديبلوماسيين أو كبار المسئولين الحاليين أو السابقين ضمن كشوفات أسماء موظفي وزارة الخارجية في الداخل والخارج قد تم فقط إرضاءا لأبائهم أو لمجرد علاقتهم بصاحب القرار ، وتماشيا مع مبدأ التوريث المعمول به في اليمن منذ عقود ، فتلك مسألة تحتاج إلى نظر نعلم أن وزارة الخارجية كانت ومازالت موطئا آمنا لعدد لابأس به من آل الإرياني الذين شاءت الظروف أن تكون مقصدهم الرئيسي لبضع الوقت – وتحديدا قبل وحدة شطري اليمن - ، ونعلم أن عددا لابأس به منهم يتمتع بالمؤهلات والقدرات المطلوبة للعمل في ديوان الوزارة أو في سفاراتنا وقنصلياتنا ، ناهيك عن كونهم من آل الإرياني ، لكن يبدو أن الدائرة إتسعت خلال سنوات مابعد تحقيق الوحدة وحتى يومنا هذا لتشمل ليس فقط آل الإرياني ، بل عدد لابأس به من أبناء وأقرباء كبار المسئولين في الدولة ، وسعداء الحظ ، ممن لا يجدون صعوبة في إستصدار القرار اللازم ليتم تعيينهم بعيدا عن إجراءات التوظيف الشفافة ، التي لا يمكن التشكيك في نزاهتها ، والتي تتذرع بها الوزارة أحيانا عندما يصر البعض من عامة الناس على حقهم في فرصة. والمذهل في الأمر أن عددا لابأس به من هؤلاء المحظوظين ، وخاصة من يتم تعيينهم في الخارج ، لايفعلون شيئا سوى تسلم مرتباتهم الدسمة والإستمتاع ببقائهم بعيدا عن وجع دماغ الداخل ، دون أن يقدموا شيئا بالمقابل. وإذا ما إستعرضنا بشكل موجز بعض أسماء هؤلاء المحظوطين ، سنجد على سبيل المثال أن كشف المحسوبين على سفارتنا في العاصمة البريطانية لندن يضم موظفا بدرجة سفير ( فلان الأكوع) لم ولايداوم في مقر السفارة ولا يوجد لديه مكتب فيها . وكل ما يفعله هو مواصلة دراساته العليا والإستعداد لتولى منصب سفير فعلي. هذا الشاب المحظوط تم تعيينه في منصب رفيع بوزارة الخارجية وهو مايزال في العشرينات من عمره ، في الوقت الذي إستمات العديد من الشباب أمثاله ، ممن لا يقلون عنه خبرة وكفاءة وربما ذكاءا وفطنة ، من أجل أن يتم قبولهم حتى في وظيفة إدارية بالوزارة ، لكن بدون جدوى!!! كيف لا وهم من عامة الشعب ولاتربطهم بأصحاب القرار علاقة تذكر. وفي سفارات أخرى ستجد أسماء ديبلووماسيين أو ملحقين القابهم تبدأ من ... الشاطر و ... العواضي و .... اللوزي و ... الراعي و... الهمداني ..... إلى .... بورجي و .... الحجري و..... الأكوع وهلم جر ملحوظة: معظم هؤلاء الشباب من المحافظات الشمالية فقط ، أما أبناء المحافظات الجنوبية فلهم الله ، وإن نفذ أحدهم من عنق الزجاجة فقد تكون ضربة حظ ليس الا، كآل الشعيبي الذين ينتشرون في الملحقيات الثقافية هنا وهناك!! وهكذا يشعر الإنسان اليمني العادي أننا لسنا في جمهورية تتبنى العدل والمساواة بين مواطنيها ، بل في مملكة أو أمارة تدير شئوونها عائلة أو طبقة حاكمة مع بعض المقربين منها والمحيطين بها !!! فحتى هذه الممالك أو الأمارات تحجز لنفسها حصة ما وتترك الباقي لعامة الشعب ، أما في جمهوريتنا الفتية الثورية التي مازالت ترفع شعارات ثورتي سبتمبر وأكتوبر بعد كل هذه العقود من النضال والكفاح ، فسنجد أن حصة عامة الشعب لا تساوي شيئا مقارنة بما يلهفه حمران العيون !!! الأمر الذي يدعونا لمناشدة الدول المانحة (الشقيقة والصديقة) لبحث هذه الظاهرة مع الحكومة اليمنية ومعرفة ما إذا كانت تمثل مظهرا من مظاهر الفساد وسوء الإدارة أم لا ؟؟؟ فمخاطر الفساد وسوء الإدارة والمحسوبية أيها السادة لاتقل أهمية عن مخاطر الإرهاب وتنظيم القاعده والجوع والفقر التي تتحجج بها حكومتنا "غير الرشيدة" وهي تناشد العالم بمساعدتها.



منقول .. موسوليني الجنوب