معين الكلدي
2010-07-28, 12:32 AM
يا أمةً ضَحِكتْ مِنْ جَهلها الأمَمُ !!
شرارةٌ في أصل الهشيم ..
لطالما كنتُ مصاباً بأحلام اليقظة منذ نعومة أظافري .. فلقد كنت أتخيل نفسي ذلك العملاق الذي يهزم الأشرار وأتقمصه وأحس بنشوةٍ المسطول من الحشيش .. والذي يراني يستطيع أن يميز الهبل الذي أصابني .. ربما هي شقاوة أطفال .. وربما أنني وغيري ندفع ثمنها الآن أو أنني أتجهم!
الثقة بالنفس مطلوبةٌ بحدودها المعقولة .. والثقة بالآخرين أو التفاؤل بحالهم شيءٌ نسبي ولعلنّا نردد المثل المشهور دائماً ( ليس كل ما يلمع ذهباً ) ..بينما لا ننفك نلاحق أي بصيص لمعانٍ كان أقرب لوجه الظلام من عكسه .. ولكم هي قاسيةٌ خيبات الأمل حينما تصفعنا فتتخدر أرواحنا حسرةً وهزيمةً وانكسارا ..
منذ عهدٍ قريبٍ جداً وكمثالٍ على صفاقت المثاليات الممجوجة سوّلت لي نفسي المغرقة بالإيجو ( الأنا ) أن أدخل عالم البالتوك لأتحدث في غرفٍاتٍ سمعت أنها ذات شأنٍ اجتماعيٍ وثقافي وبعد أن هرعت بسرعتي القصوى والتي تخطت جميع الرادارت الأرضية وتلقّفتُ المايك منتشياً وقلت في نفسي أين هتلر المزعوم مني سأصرخ حتى أسمع الأصم وأجعل الأبكم يناقش وأين هي عمامة الحجاج وقد ارتعدت فرائص الغرفة من زمجرتي .. وبعد أن كنتُ وطنياً أكثر من الوطن وإنسانياً متعجرفاً ومتشدقاً بتأتأة مشاريع صغيرة جداً ورجعت لأحلام اليقظة في أنني سأجد من أمثال عبدالله النفيسي وعبدالباري عطوان و فهمي هويدي ومحمد حسنين هيكل ليدكّوا حصوني بحججهم ..فكان أن رجعتُ القهقرى وحثثتُ التراب على رأسي .. فلقد تقبل هلوساتي من عرفني ومن أراد أن يطيّب خاطري أمّا الجمهور الساحق فكانوا على فرحةٍ بأغنيةٍ فرنسية وبعدها أغنيةً أخرى .. ولا تسألني عن تفاعلهم مع الأغنية الرديئة ومع خطبتي العصماء أيهما غلب ! فعرفتُ أنني من يحتاجُ إلى مشروعٍ في صدغه الأيسر ومعه المخيخ للتصحيح والتغيير !
اشتعال الحقل الدماغي ..
كما هي العادة .. لم أتب .. ولم أتورع من هتك ستر أحلام يقظتي بأمةٍ يهمّها الكم لا الكيف وخطة الإنتصار لا هزيمة الخطط .. فكان أن ناقشتُ بشرياً كان في عام النكسة 1967 في ضواحي القاهرة وشرحتُ له متنطّعاً بمِزق معلوماتٍ قرأتها وشاهدتُ رواتها وكيف أنّه بسبب النكسة ضاعت القدس وكيف أنّ العرب في حرب اكتوبر 1973 كادوا أن يحققوا الأفضل لولا التهور وكيف أن كامب ديفيد في 1978 هي قاصمة الظهر إلى اليوم وذلك بمباركة القائد الأعلى لحرب أكتوبر .. وكلام يطول شرحه .. فظننتني لغبائي أنني أضع النقاط التي يريدها ذلك الشخص على الحروف كما أردتها أنا ، ولم أستفيق من دهشتي إلا بعد ذلك الإنفجار والتأييد المطلق للصلح مع أحفاد القردة وكيف أنّ الفلسطيينن هم من ضيّعوا فرصة العمر برفضهم للسلام .. وكلام لم أجد له طعماً لأتذوقه ولا شكلاً لأهضمه .. فكان أنّ رجعتُ للقوانين الطبيعة وأننا نتفس الأكسجين حقيقةً بينما هو يمثل 21% من نسبة الغازات في الهواء .. أخشى أنني سأصاب بعجزٍ دماغي عن التنفس وبقية الأفكار التي أتتني ليس للأكسجين مكونٌ فيها ولا بجزيءٍ يتم !
في قلب الجحيم ..
إنك حين تعيش أحد أحلام اليقظة فتكون أنت الضحية فهذا كابوسٍ لعين .. ونفثاتٌ إبليسيةٌ مقيتة .. فكيف لو راودتك أسوء الأحلام فكان واقعك المعاش إعصاراً كابوسياً من الدرجة السادسة ! ..
حقيقةً أن السلطة اليمنية (( اللهم لا حسد )) رغم أنّ سكانها الأصليين من الجن والعفاريت إلاّ أنهم برغم هلامية آدميتهم تراهم يعرفون اقتناص أصحاب أحلام اليقظة حتى إذا استوثقوا منهم أكلوهم لحماً ولم يبقوا لهم حتى العظام .. ومع أننا حفظنا الدور والنص والسيناريو ومثّلناه معهم بل وسوقنا له .. إلا أننا نكتشف أخيراً أننا كالدمى نشترى ليقدمنا مالكوها لطفلٍ متعته الكبرى أن يمزقها كل ممزقٍ ثم يعود ليشتري مثلها ويفعل ذلك العمل الذي ينضح بالبراءة! .. ها هي أخبار صعدة وحتى عمران ترجع لتتصدر بعد أن أقسم من أقسم على انتهائها بشكلٍ كلي .. وبصراحة مفرطة فإنّ للمخرجين الهنديين الفضل في استمرار الحرب لأن القصة معروفة والنهائية كذلك معروفة قبل أن يُقطع الشريط للعرض الأول .. ولكن نسبة المشاهدين في تزايد لتزايد الطلب!! وإن أردتم رأيي فإنني كنت أنتظرها ( أي الحرب الرقم ما أدري إيش ) كما ينتظر الطفل حلقات سبيستون والتي شاهدها للمرة الأولى بعد الخمسين ..
اللقاء المشترك .. وله من اسمه نصيب .. يباهلنا على لعن أبليس ويعانقه ! يشير بسلاحه نحو عنق من زعم أنّه الهلكة وبيده الأخرى يناوله كعكةٍ محلاةً بالسكاكر .. السياسة وللأسف الشديد كالعاهرة لا تمكّن الذئب منها إلا وجيبها عاهرٌ قبلها بالمال .. والسياسة بُنيت على الرصف فوق الشعوب بالزفت والقار الإعلامي ولك أن تدوس بنعليك إلى أن تصل إلى هدفك المنشود .. ربما أكون مخطئاً .. ربما هي مناورات تكتيكية احترافية .. ربما هذا وذاك .. وعند جهينة الخبر اليقين .
القضية الجنوبية .. أصبحت ثقيلة على مسامع السلطويين إلا درجة أنّ حملة الإعتقالات أصبحت لمجرد الشبه .. حتى أنّ أحد زملائي وهو مغتربٌ في الخليج وهو في شأن قضية الجنوب بل في قضايا الأمة لا في العير منها ولا في النفير تم دون ذكر السبب بل وتم عصب عينيه وحجزه في زنزانه بعد ان أخذوا أقوالاً تاتي من شخص زار اليمن في توقيتٍ خاطىء ومن حكومةٍ لا تدري ما سبب تسميتها بالحكومة ! ولولا رحمة الله وتدخل أولي المعارف لظل ربما إلى يوم يبعثون! .. لا شك أن هناك أعمال فردية لا تنتمي للحراك وهي أعمال سيئة مردودٌ على من قام بها ولكن هل تأخذ الجريرة من الشعب بأكمله لمجرد حدثٍ قام به بعض المتهورين .. فيا للمسميات الواهية كيف ننطقها على مضض! ويا لها منعقولٍ لو كانت حُشيت بالتبن لكانت أنتج وأنفع!
رماد ..
مما يزهّدني في أرض أندلسٍ
أسماء معتضدٍ فيها ومعتمد
ألقاب مملكةٍ في غير موضعها
كالهرّ يحكي انتفاخاً صولة الأسد
معين الكلدي
27 \7 \ 2010
شرارةٌ في أصل الهشيم ..
لطالما كنتُ مصاباً بأحلام اليقظة منذ نعومة أظافري .. فلقد كنت أتخيل نفسي ذلك العملاق الذي يهزم الأشرار وأتقمصه وأحس بنشوةٍ المسطول من الحشيش .. والذي يراني يستطيع أن يميز الهبل الذي أصابني .. ربما هي شقاوة أطفال .. وربما أنني وغيري ندفع ثمنها الآن أو أنني أتجهم!
الثقة بالنفس مطلوبةٌ بحدودها المعقولة .. والثقة بالآخرين أو التفاؤل بحالهم شيءٌ نسبي ولعلنّا نردد المثل المشهور دائماً ( ليس كل ما يلمع ذهباً ) ..بينما لا ننفك نلاحق أي بصيص لمعانٍ كان أقرب لوجه الظلام من عكسه .. ولكم هي قاسيةٌ خيبات الأمل حينما تصفعنا فتتخدر أرواحنا حسرةً وهزيمةً وانكسارا ..
منذ عهدٍ قريبٍ جداً وكمثالٍ على صفاقت المثاليات الممجوجة سوّلت لي نفسي المغرقة بالإيجو ( الأنا ) أن أدخل عالم البالتوك لأتحدث في غرفٍاتٍ سمعت أنها ذات شأنٍ اجتماعيٍ وثقافي وبعد أن هرعت بسرعتي القصوى والتي تخطت جميع الرادارت الأرضية وتلقّفتُ المايك منتشياً وقلت في نفسي أين هتلر المزعوم مني سأصرخ حتى أسمع الأصم وأجعل الأبكم يناقش وأين هي عمامة الحجاج وقد ارتعدت فرائص الغرفة من زمجرتي .. وبعد أن كنتُ وطنياً أكثر من الوطن وإنسانياً متعجرفاً ومتشدقاً بتأتأة مشاريع صغيرة جداً ورجعت لأحلام اليقظة في أنني سأجد من أمثال عبدالله النفيسي وعبدالباري عطوان و فهمي هويدي ومحمد حسنين هيكل ليدكّوا حصوني بحججهم ..فكان أن رجعتُ القهقرى وحثثتُ التراب على رأسي .. فلقد تقبل هلوساتي من عرفني ومن أراد أن يطيّب خاطري أمّا الجمهور الساحق فكانوا على فرحةٍ بأغنيةٍ فرنسية وبعدها أغنيةً أخرى .. ولا تسألني عن تفاعلهم مع الأغنية الرديئة ومع خطبتي العصماء أيهما غلب ! فعرفتُ أنني من يحتاجُ إلى مشروعٍ في صدغه الأيسر ومعه المخيخ للتصحيح والتغيير !
اشتعال الحقل الدماغي ..
كما هي العادة .. لم أتب .. ولم أتورع من هتك ستر أحلام يقظتي بأمةٍ يهمّها الكم لا الكيف وخطة الإنتصار لا هزيمة الخطط .. فكان أن ناقشتُ بشرياً كان في عام النكسة 1967 في ضواحي القاهرة وشرحتُ له متنطّعاً بمِزق معلوماتٍ قرأتها وشاهدتُ رواتها وكيف أنّه بسبب النكسة ضاعت القدس وكيف أنّ العرب في حرب اكتوبر 1973 كادوا أن يحققوا الأفضل لولا التهور وكيف أن كامب ديفيد في 1978 هي قاصمة الظهر إلى اليوم وذلك بمباركة القائد الأعلى لحرب أكتوبر .. وكلام يطول شرحه .. فظننتني لغبائي أنني أضع النقاط التي يريدها ذلك الشخص على الحروف كما أردتها أنا ، ولم أستفيق من دهشتي إلا بعد ذلك الإنفجار والتأييد المطلق للصلح مع أحفاد القردة وكيف أنّ الفلسطيينن هم من ضيّعوا فرصة العمر برفضهم للسلام .. وكلام لم أجد له طعماً لأتذوقه ولا شكلاً لأهضمه .. فكان أنّ رجعتُ للقوانين الطبيعة وأننا نتفس الأكسجين حقيقةً بينما هو يمثل 21% من نسبة الغازات في الهواء .. أخشى أنني سأصاب بعجزٍ دماغي عن التنفس وبقية الأفكار التي أتتني ليس للأكسجين مكونٌ فيها ولا بجزيءٍ يتم !
في قلب الجحيم ..
إنك حين تعيش أحد أحلام اليقظة فتكون أنت الضحية فهذا كابوسٍ لعين .. ونفثاتٌ إبليسيةٌ مقيتة .. فكيف لو راودتك أسوء الأحلام فكان واقعك المعاش إعصاراً كابوسياً من الدرجة السادسة ! ..
حقيقةً أن السلطة اليمنية (( اللهم لا حسد )) رغم أنّ سكانها الأصليين من الجن والعفاريت إلاّ أنهم برغم هلامية آدميتهم تراهم يعرفون اقتناص أصحاب أحلام اليقظة حتى إذا استوثقوا منهم أكلوهم لحماً ولم يبقوا لهم حتى العظام .. ومع أننا حفظنا الدور والنص والسيناريو ومثّلناه معهم بل وسوقنا له .. إلا أننا نكتشف أخيراً أننا كالدمى نشترى ليقدمنا مالكوها لطفلٍ متعته الكبرى أن يمزقها كل ممزقٍ ثم يعود ليشتري مثلها ويفعل ذلك العمل الذي ينضح بالبراءة! .. ها هي أخبار صعدة وحتى عمران ترجع لتتصدر بعد أن أقسم من أقسم على انتهائها بشكلٍ كلي .. وبصراحة مفرطة فإنّ للمخرجين الهنديين الفضل في استمرار الحرب لأن القصة معروفة والنهائية كذلك معروفة قبل أن يُقطع الشريط للعرض الأول .. ولكن نسبة المشاهدين في تزايد لتزايد الطلب!! وإن أردتم رأيي فإنني كنت أنتظرها ( أي الحرب الرقم ما أدري إيش ) كما ينتظر الطفل حلقات سبيستون والتي شاهدها للمرة الأولى بعد الخمسين ..
اللقاء المشترك .. وله من اسمه نصيب .. يباهلنا على لعن أبليس ويعانقه ! يشير بسلاحه نحو عنق من زعم أنّه الهلكة وبيده الأخرى يناوله كعكةٍ محلاةً بالسكاكر .. السياسة وللأسف الشديد كالعاهرة لا تمكّن الذئب منها إلا وجيبها عاهرٌ قبلها بالمال .. والسياسة بُنيت على الرصف فوق الشعوب بالزفت والقار الإعلامي ولك أن تدوس بنعليك إلى أن تصل إلى هدفك المنشود .. ربما أكون مخطئاً .. ربما هي مناورات تكتيكية احترافية .. ربما هذا وذاك .. وعند جهينة الخبر اليقين .
القضية الجنوبية .. أصبحت ثقيلة على مسامع السلطويين إلا درجة أنّ حملة الإعتقالات أصبحت لمجرد الشبه .. حتى أنّ أحد زملائي وهو مغتربٌ في الخليج وهو في شأن قضية الجنوب بل في قضايا الأمة لا في العير منها ولا في النفير تم دون ذكر السبب بل وتم عصب عينيه وحجزه في زنزانه بعد ان أخذوا أقوالاً تاتي من شخص زار اليمن في توقيتٍ خاطىء ومن حكومةٍ لا تدري ما سبب تسميتها بالحكومة ! ولولا رحمة الله وتدخل أولي المعارف لظل ربما إلى يوم يبعثون! .. لا شك أن هناك أعمال فردية لا تنتمي للحراك وهي أعمال سيئة مردودٌ على من قام بها ولكن هل تأخذ الجريرة من الشعب بأكمله لمجرد حدثٍ قام به بعض المتهورين .. فيا للمسميات الواهية كيف ننطقها على مضض! ويا لها منعقولٍ لو كانت حُشيت بالتبن لكانت أنتج وأنفع!
رماد ..
مما يزهّدني في أرض أندلسٍ
أسماء معتضدٍ فيها ومعتمد
ألقاب مملكةٍ في غير موضعها
كالهرّ يحكي انتفاخاً صولة الأسد
معين الكلدي
27 \7 \ 2010