المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صوم الصالحين


راكان احمد
2010-07-27, 08:23 AM
الناس في رمضان أحوالهم شتّى وطرقهم مختلفة؛ فتجد من يصوم عن الطعام والشراب، ولا يتورع عن الحرام بأشكاله وأنواعه، وأناس يجتهدون في إصلاح الحال، وآخرون ـ أسأل الله أن يجعلنا منهم ـ فهموا المراد والمقصد من الصيام؛ فكان حالهم خير حال، صامت جوارحهم عن الآثام قبل صيامها عن الشراب والطعام، يصومون النهار ويقومون الليل، ويُكثرون تلاوة القرآن، وسميرُهم وأَنيسهم ذِكرُ الله، ومع ذلك يبكون خوفاً من أنْ يردّ عملهم ولا يقبل .
وهذه ومضات وإشراقات من أحاديث الرسول e وآثار السلف أضعها بين يديك؛ سائلاً الله أنْ ينفعني وإياك بها.



****

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنّ النبي e قال: "إذا كان يومُ صوم أحدكم؛ فلا يرفثْ ولا يصخب [ولا يجهل]، فإن سابه أحدٌ أو قاتله؛ فليقل: إني امرؤ صائم". متفق عليه، والزيادة للبخاري.
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنّ النبي e قال: "من لم يدع قولَ الزور والعمل به والجهل؛ فليس لله حاجةٌ في أنْ يدع شرابه وطعامه ". أخرجه البخاري. إذن؛ ليس المقصد من الصيام ترك تناول ما أباح الله من الحلال، إنما المراد أكبر من ذلك؛ لذا قال بعض السلف: (أهوَن الصيام؛ ترك الطعام والشراب).
* قال جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ: (إذا صمتَ؛ فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقارٌ وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء).

إذا لم يكن في السمع مني تصاون ************************************************** ************************************************** ************************************************** ******************************************وفي بصري غضٌ وفي منطقي صمتٌ
فحظي من صومي الجوعُ والظماء *****فإنْ قلتُ إني صمتُ يومي فما صمتُ

* وقد عرّف ابنُ القيّم ـ رحمه الله ـ الصائم الصادق بأنه: (هو الذي صامت جوارحه عن الآثام، ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الرفث، هذا هو الصوم المشروع، لا مجرد إمساك عن الطعام والشراب). [الوابل الصيب].أهلُ الخصوص من الصوام صومهُمُ ************************************************** ************************************************** ************************************************** ******************************************* صون اللسان عن البهـتان والكذِب
والعارفون وأهـلُ الأنـس صومهُم ************************************************** ************************************************** ************************************************** *********************************************صون القلوب عن الأغيار والحُجب
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنّ النبي e قال: "ربَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وربَّ قائم حظه من قيامه السهر". أخرجه أحمد وابن ماجه وابن حبان.
* قال بعض العلماء: (كم من صائم مفطر ! وكم من مفطر صائم !).
* قال الإمام الغزالي ـ رحمه الله ـ: (لا معنى للصوم وهو الكفّ عن الطعام الحلال، ثم الإفطار على الحرام؛ فمثال هذا الصائم مثالُ من يبني قصراً ويَهدم مصراً).
*قال سفيان الثوري رحمه الله: (الغيبة تُفسد الصوم).
* وروى ليث عن مجاهد: (خصلتان تفسدان الصيام: الغيبة، والكذب).
*وروي عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه مرّ بقوم، وهم يضحكون، فقال: "إن الله عز وجل جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه، يستبقون فيه لطاعته؛ فسبق قوم ففازوا، وتخلف أقوام فخابوا؛ فالعجب كلّ العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون، وخاب فيه المبطلون !!
*قال أبو الدرداء: يا حبذا نوم الأكياس وفطرهم، كيف لا يعيبون صوم الحمقى وسهرهم ؟! ولذة من ذوي يقين وتقوى أفضل وأرجح من أمثال الجبال عبادة من المغترين.