المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأطماع الاحتلالية .. 2-2


الصريح 2
2010-07-23, 11:15 PM
بقلم:- طويئير طار



عرضنا في الحلقة الأولى بعض الأساليب الناتجة عن الأطماع الاحتلالية، التي تعرضت لها محافظات الجنوب من نهب وتخريب من قبل الغزاة الشماليون، تحت مزاعم جريمة الوحدة المعمدة بالدم، التي يتفاخر بارتكابها نظام صنعاء العسقبلي المتخلف، فكلما مرت الأيام تكشفت الحقائق وتجلت الفضائح والحماقات التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك عن السلوك العدواني والطباع الانتقامي المكبوت في نفوس حكام سلطة صنعاء الفاسدون.
وحتى لا نسهب في استعراض الفضائح والممارسات الإجرامية للأطماع الاحتلالية، التي اقترفتها طغمة الفيد وعصابات الغنائم بعد ذلك اليوم المشئوم 7-7-1994م، فإننا سنعرض هنا (بعض) الحقائق التي يجب على كل الوطنيين والشرفاء في وطنا العربي وفي أقطار البلدان الإسلامية وفي جميع دول العالم والهيئات والمنظمات الدولية المحبة للحرية والعدالة والمساواة والمناضلة في سبيل حق الشعوب في تقرير مصيرها ونيل استقلالها، مناصرة شعب الجنوب ودعمه سياسيا واقتصاديا لاستعادة دولته وحقوقه المسلوبة، ومن أبرز تلك الحقائق ما يلي:-
1- اعتبرت سلطة الاحتلال العسقبلية أراضي محافظات الجنوب بعد اجتياحها بالقوة العسكرية عام 94م، على أنها عبارة عن غنيمة حرب صارت ضيعة كبيرة من أملاك زعماء النهب والفساد، يوزعونها حسب أهوائهم الخاصة ويمنحونها لكبار المجرمين والمشاركين في عمليات البسط والاستحواذ تحت مبررات تعويضات المجهود الحربي؟!!.
2- الإقدام غير المشروع على صرف مساحات كبيرة من البقع السكنية والتجارية، بعقود تمليك مجانية غير مشروطة، لأبناء الشمال وتسهيل حصولهم على الخدمات الضرورية كتوصيلات الكهرباء والماء دونما عدادات لدفع الرسوم الاستهلاكية، وربطهم بالطرقات المعبدة والاتصالات وغيرها، بل تشجعهم على البناء العشوائي بدون تراخيص قانونية. حيث تبين لأحد الباحثين في الدراسات بقسم علم الاجتماع بجامعة عدن، أن هناك أكثر من 6000 ستة ألف منشأة سكنية وتجارية ربطت بخدمات التوصيل الكهربائي بمدينة عدن مصروفة لشماليون بدون عدادات ولا يدفعون رسوم استهلاك الطاقة الكهربائية. بالإضافة إلى أن مدن الشمال كتعز وإب وصنعاء المربوطة من محطة الحسوة البخارية بعدن، لا يدفع المتنفذين فيها رسوم الخدمات الكهربائية المسروقة على حساب المحافظات الجنوبية.
3- تشجع سلطة الاحتلال أبناء الشمال للتزاوج بفتيات جنوبيات ودعمهم ماليا ومعنويا تحت ما يسمى مجازا بالزفاف الجماعي للشباب غير القادرين على دفع المهور، بهدف خلق جيل شمالي من أمهات جنوبيات يكونوا مستقبلا هم أصحاب الأرض الجدد!!؟؟.
4- بناء المدن السكنية في عواصم محافظات الجنوب وعلى وجه الخصوص مدينة عدن والمكلا والحوطة وزنجبار، وهناك حوالي أربع مدن ضخمة على وشك الاكتمال في محافظة عدن، يتوقع أن تكون من أكبر المستوطنات الشمالية تستوعب حوالي سبعة مليون نسمة عام 2015 مقابل ثمان مئة نسمة فقط من أبناء الجنوب.
5- الهيمنة المطلقة على الموارد الاقتصادية واحتكار المشاريع الاستثمارية لرجال الأعمال الشماليون، وحصر عقود الشراكة مع الشركات الأجنبية في استغلال الثروات النفطية والغازية والخامات المعدنية الثمينة، مع عائلات وبيوت تجارية من أصول زيدية ومن قبيلتي حاشد وبكيل وأسرة آل الأحمر وحفاش تحديدا.. بحيث يحصلون على امتيازات مالية هائلة من عائدات التصدير والتهريب والتجارة والمقاولات غير المشروعة..
6- السعي الحثيث على تمركز البنوك والمصارف ورؤوس الأموال من العملات الصعبة الأجنبية لدى تجار شماليون واستحواذهم على الوكالات التجارية العالمية وكذلك المكاتب العقارية والاستثمارية في مدن صنعاء وتعز والحديدة وغيرها، وفي نفس السياق تهميش مدن الجنوب وبخاصة مدينة عدن المسماة زورا وبهتان بالعاصمة الاقتصادية والتجارية.
7- السماح للقطاع الخاص الشمالي من الاستئثار بالصادرات والواردات، وتصفية القطاع العام، وبالتالي يصير جهابذة الفساد الشماليين هم القوة المالية والعسكرية والتجارية، فيتحول زعيم القبيلة والقائد العسكري والسمسار البلطجي، بفضل نهب ثروات شعب الجنوب إلى تاجر كبير ينافس أمراء النفط وملوك البورصات التسويقية في عواصم البلدان الصناعية، حيث يتعامل مع عقلياتهم وسذاجة تفكيرهم على أنهم ليس سوى لصوص يلهثون لإشباع رغباتهم الشاذة.
8- تشويه السلوك الحضاري لشعب الجنوب عن طريق إدخال العادات البالية والمفاهيم الرجعية وتعميق الثقافة المنحطة، وغرس قيم التناحر وإذكاء روح العصبية والثارات القبلية، وخلق حالة انفصام وتحجر نفسي بين الرجل والمرأة تحت مفاهيم من البدع الدينية، ونشر الفتاوى التضليلية والاجتهادات العبثية، بهدف تفكيك الروابط والعلاقات الإنسانية والأخوية والأهلية بين مختلف الفئات والشرائح والطبقات الاجتماعية في الجنوب.
9- إرجاع الهوية الثقافية والمدنية لأبناء الجنوب إلى عهود الخرافات والشعوذات وغيبيات العصور الوسطى، وتغريبهم عن الثقافة العصرية وذلك مواكبة لما هو قائم اليوم في معظم مناطق ومحافظات الشمال، وهذا يتضح بكل جلاء من خلال المناهج التعليمية في المراحل الدراسية الأساسية والثانوية العامة المشحونة بالجهالة، فضلا عن التجهيل المتعمد عن طريق فرض الرسوم والإتاوات المدرسية التي تدفع بأبناء الفقراء والمعدمين إلى التسرب وترك التعليم والتحول إلى بطالة يضطر غالبيتهم للبحث عن أرذل الإعمال بما في ذلك التسول والانحراف الأخلاقي.
10- السماح لتجار الشمال من مزاجية رفع الأسعار والغلاء المعيشي والمواد الضرورية، لأنهم يدكون أن هذا الفعل الإجرامي سيلحق بأبناء الجنوب أفدح المتأسي وويلات لم يسبق لهم ممارستها، نتيجة ظروفهم ومستوى دخلهم الاجتماعي الواقع تحت الخط الأدنى لما يعرف بخط الفقر العالمي.. فنظرية عصر الأئمة (جوع كلبك يتبعك) هي الفهم الراسخ والمتأصل في عقل الحاكم الشمالي حتى يومنا هذا من العقد الأول للقرن الواحد والعشرين.
فهذه الحقائق هي من صنيعة حكام الشمال وسياستهم العدوانية والانتقامية ليس ضد عامة الناس والسكان، ولكنها سياسة مقصودة مع سبق الإصرار والترصد لتجويع وإذلال وتهميش وإقصاء أبناء الجنوب وحرمانهم من حق العيش في ظل حياة حرة وكريمة.. الأمر الذي حتم عليهم تدارك المخاطر المحدقة بهم، فشاء الله لهم النضال التحرري في قيام حراكهم السلمي الجنوبي الذي جاء كردة فعل عاصفة لأبناء الجنوب لإنقاذ أنفسهم ووطنهم وثرواتهم ومستقبلهم من الأطماع الاحتلالية، والذي لا سبيل لنا في هذا المقام غير الدعوة الصادقة والمخلصة لكل من تعز عليه كرامة شعب الجنوب المحتل بان ينضوي تحت قيادة المناضل علي سالم البيض لفك الارتباط من سلطة البغي والاستكبار، واستعادة دولة الجنوب الحرة والمستقلة..
وما عرضناه من حقائق ليست سوى بعض ما تيسر وما خفي كان أعظم ..
فسلاما لمناضل الحراك السلمي�ومجدا لشعب الجنوب.. وخلودا لشهداء مراحل تاريخه ونضاله المختلفة..