المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اتفاق المؤتمشرك للخوار البقري ( بقلم : بقلم اسكندر شاهر )


ياسر السرحي
2010-07-19, 09:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اتفاق المؤتمشرك للخوار البقري ( بقلم : بقلم اسكندر شاهر )



واشنطن – لندن " عدن برس " 19 – 7 – 2010
انتظر الحاكم بأمر العسكر يوم السابع عشر من يوليو (عيد الجلوس) موعداً لفتح حظيرته التاريخية للتوقيع على محضر اتفاق كان قد أبرمه قبل عام ونصف مع الوجه الآخر للسلطة – حد تعبيره - أو المعارضة المعترف بها أو الشرعية حد تعبير الخارج فاجتمع (المؤتمشركون) واحتفلوا بعيد الجلوس وجلسوا على طاولة مؤتمشركية ووقعوا على ما قد وقعوا عليه سابقاً .. فليس مهماً ماكان وما هو كائن وما سيكون ولكن المهم هو أن يكرسوا وجودهم الملفق على حقيقة الأمور وواقع الحال..

كان المشترك قد أعلن الانقراض أو ربما تطور وفق نظرية داروين الأحمر ليصبح لجنة الحوار الوطني ولكن كلب بافلوف كان لهم بالمرصاد فأعاد البقر التي خبرها ردحاً من الزمن بإشارة سنحانية لاتخطيء عناوينهم .
البعض يعتقد أنهم أفلتوا من حظيرة الحصبة وعادوا إلى حظيرتهم التاريخية ولكن الحقيقة هي أنهم لا يفقهون شيئاً وأن حظيرة الحصبة فرع لحظيرة النهدين وأنهما محكومتان لسائس واحد يقبع في الرياض مهما حاولت الظواهر الصوتية أن تفعل فعلها لتغيير أفهام الناس عن حقيقة من يحكمهم منذ أكثر من ثلاثة عقود ( شمالاً) وحقيقة من احتل بلادهم منذ أكثر من عقد ونصف (جنوباً)..



اللافت هذه المرة هو أن المؤتمشركين بدوا في حالة تناغم نوعية بل باتوا جميعاً من هواة الرقص على رؤوس الثعابين ، وينطبق على المشترك المثل الشعبي القائل : سمحنا له يتفرج دخل يرقص .. فبينما يقتلي الوطن على صفيح ملتهب من الحروب والأزمات وتتهدده المخاطر من كل حدب وصوب وبينما نذر الحرب السابعة تلوح في أفق السماء الصعداوية التي ما انفكت تتخلص من رماد السادسة ، وبينما يتساقط الشهداء والجرحى في عموم الجنوب من عدن حتى المهرة والأرواح المكلومة تتصاعد مخنوقة من النار والحر والجوع والظلام الدامس يقف المؤتمشركون بدم بارد على كل هذه الجراح النازفة وبقلوب متحجرة وعيون لا يرف لها جفن ووجوه مغسولة بالمرق الرئاسي ليقولوا لشعب ينتظر الفرج : سنبدأ الخوار البقري قريباً وسيأتيكم حليبه المعقم بديلاً عن الخبز كبسكويت ماري انطوانيت.



أما دم الرئيس الشهيد الحمدي الذي طالب أدعياء وراثته والمتاجرون بسمعته الطيبة بالكشف عن ملف التحقيق فيه قبل أيام فلم يكن سوى لوحة واحدة من الحركات الراقصة التي تعلموها من مدرسة الرقص على رؤوس الثعابين عندما سمح لهم أن يتفرجوا ..
وكان على الرياض أن تجترح من كل هذه المهازل موقفاً يواكب مصالحها المتغيرة والمتبدلة ويملأ هذه الأجواف الفاغرة ببعض الفتات الذي اعتادوا عليه.



ولاشك أن المراقب الحصيف يلمح ما سيسفر عنه هذا الاتفاق الأشبه برخصة للمشترك بالرقص بعد أن كان متفرجاً تارة وراقصاً بلا ترخيص تارة أخرى وهو كذلك تفويض للمؤتمر بقيادة البرع لعقد إن لم يكن عقوداً من الزمن ، فالأولاد كبرت وقيادة المؤتمشرك شاخت وشخت ولا بد من معزوفة ضامنة ولكنه الجهل كل الجهل بسنن الكون وإرادة الشعوب وقهر الموت جوعاً وعطشاً .. كما أن تعقيد الأزمة بمثل هذا الاتفاق المشبوه سيؤكد على المدى المتوسط إن لم يكن على المدى المنظور بأن هؤلاء المؤتمشركين لايعانون فقط من عجز سياسي لتبني قضايا الوطن وحلها على أساس المصلحة العامة وليس مصالحهم الذاتية الأنانية الضيقة بل إنهم غير قادرين على تنفيذ ما اتفقوا ووقعوا عليه بالرغم من مصادرتهم للسلطة والمعارضة واستيلائهم على كل إمكانيات البلد فهم كل المشكلة ولن يكونوا جزءاً من الحل لهذه الأزمة بعد تفوق حضور الحوثيين (حرباً) والحراك الجنوبي الذي قض مضاجعهم (سلماً) . ولا شك أن هذا الفشل الذي يتخبط فيه المؤتمشركون ليس نجاحاً عجز عنه الآخرون كما يحلو للبعض تصويره أو تبريره ولكنه مؤامرة قبلوا بها وأبى الآخرون أن يدنسوا أنفسهم بحبائلها المجرثمة .



فأي تقريع يستحقه هؤلاء الراقصون على الدماء والجثث ولكن حسبنا أن نستعير تقريع المولى عز وجل لليهود في محكم كتابه الكريم حيث يقول: (مثل اللذين حُملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله ،والله لا يهدي القوم الظالمين).



:d:d

عيد الجلوس للجاموس اخو المجوس