المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنوب الحضرمي:ومقزمي حضرموت من المتحضرمين الجهلاء


ناطق الجنوب
2010-07-07, 02:07 PM
الجنوب الحضرمي : ومقزمي حضرموت من المتحضرمين الجهلاء
06 July, 2010 02:14:00 الهيئة الإعلامية تاج- خاص
حجم الخط: /a> منذ فترة ليست بالقصيرة ساد اعتقاد لدى اليمنيين الوافدين الى عدن المستعمرة عاصمة الجنوب العربي،فقد كانت أكثريتهم تعمل في عدن فقط ولا تواجد لهم في بقية المناطق الجنوبية،وخلال فترة اليمننة للكيان السياسي الجنوبي العربي بعد الاستقلال،وبعد تعديل القوانين الجنوبية في الدستور لصالح اليمني الوافد من مقيم إلى مواطن،كان الكيان السياسي الجنوبي في طور التأسيس والتشكيل للمنتمين الجنوبيين المنتسبين لثقافة وهوية حضرموت وموروثها الثقافي الحضاري المشع والمؤسس منذ قرون عديدة بل آلاف من السنيين والأعوام كهوية راسخة لمجتمع واحد متجذر ممتد من عمان حتى باب المندب والشواهد الدالة على ذلك كثيرة ومتعددة في المصادر التاريخية سواء كان من خلال الآثار الموثقة والمستكشفة أو من خلال الكتب والوثائق منذ عهد الكتابة والتوثيق بالحروف العربية وما قبلها الحميرية الجنوبية أو من خلال التواتر والقصص،وهذه المصادر التاريخية مجتمعة خير شاهد في ثبات الهوية الثقافية الحضرمية للجنوب والكيان السياسي المسمى بالجنوب العربي أو ما تلاه من مسميات لكياناتنا السياسية في فترة اليمننة لسلب هويتنا وثقافتنا المتناقضة مع منهاج الفكر اليمني المدرسي المعتزلي الزيدي والنظرية القبلية المتخلفة سواء من خلال مسميات اليمن الجنوبي أو اليمن الديمقراطي(جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية،وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)أو الجمهورية العربية اليمنية الغاصبة للجنوب حاليا وقد تجلى في بعضه الآتي :

1- لقد أعتقد الكثير من حضارم مناطق الثغور والصدام الحضاري المجاور مع اليمني(شبوة وأبين والضالع ولحج وعدن حيث تعيش الصراع في داخلها)فالمنتمين لثقافة حضرموت الجنوبية ومنهاجها المدرسي الديني المشع الذي ينتسب له أكثر من نصف مليار منتسب ومنتمي بمناطق كثيرة من العالم فقد أعتقدوا عن جهل أن الحضارم هم من يسكن حضرموت المحافظة،فهولاء فقط هم الحضارم،وأن من يسكن شبوة والمهرة وأبين ويافع وعدن ولحج والضالع هم ليسوا منتمين لحضرموت المحافظة أو الجغرافيا أو الثقافة والهوية،وقد ساد هذا الاعتقاد لفترة في كل مناطق الجنوب من باب المندب حتى المهرة،حتى صار أبن شبوة(عاصمة حضرموت التي أخذ مسماها منها)لا يفتخر ويقول بعدم حضرميته في وقت سابق وقريب،فقد كانت الحرب شرسة على الذات الحضرمية ومن قبل الإدارات الجنوبية المتعاقبة لكل الكيانات السياسية بتعدد مسمياتها من يمن ديمقراطي أو يمن جنوبي فقد كانت مسخرة كافة إمكانياتها للنيل والحرب على الهوية والثقافة الحضرمية عن علم والبعض بدون قصد تحت الشعارات القومية والأممية.

2- أن تكثيف النيل من الحضارم والثقافة الحضرمية وتحت كيل الضربات المستمرة حتى وقتنا الحالي،حتى فكرت ثقافة اليمننة أنها قد نجحت وعملت بون وفجوة شاسعة بين الحضارم من سكان المحافظة حضرموت وبقية المحافظات الجنوبية حيث تمكنت من لصق الكثير من النكات والهبالات لتوصم الحضارم بها وهي تتسم بالدونية لحضارم المحافظة،وهي سياسة خبيثة أعدت بشكل ممنهج ومدروس،ومن خلالها يتم التسلل لضرب الهوية والانتماء الثقافي لحضرموت المنهاج والثقافة العابرة للقارات ولحضرموت الثقافة المتعددة الجنسية .

3- لقد ظلت حضرموت المناضلة والصابرة وأن قزمت وحجمت وشوهت ووصمت من اليمنيين أو المتيمننين الحضارم الجهلة المتحجمين الصغار بأن المنتمين لحضرموت المحافظة موصوفين بدونية أكل اللخم الجاف،وبالجبن والخوف وهي سمة أساسية لملاك المال وممتهني التجار وحاملي الفكر والثقافة التجارية المنتشرين في بقاع الجنوب العربي والعالم(فرأس المال موصوف بالجبن والخوف)فقد ظلت حضرموت كبيرة صامدة في عهد اليمننة الغير مباشرة قي الماضي والمباشرة في الوقت الحالي ولكنهم لم يتم لهم النيل من الذات الحضرمية الأصيلة ذات الجذور الثابتة في عمق الأرض كرواسي الجبال الحضرمية وهضبتها التي تنتسب لها حضرموت الجغرافيا.

4- في العهد الاشتراكي تحجم الانتماء الواضح لحضرموت الثقافة ومسئولياتها المباشرة والواضحة من خلال المنهاج المدرسي الحضرمي ورسالتها الحضرية لكل بقاع العالم فقد قطعت وفصلت عن امتداداتها وجزئت أطرافها عن القلب والجسد عنوة وبالقوة وحرموا الحضارم والجنوبيين من التواصل مع أهلهم بكل مكان سواء في الشرق أو الغرب وقد كان كل ذلك بقصد وعلم لتحقيق الضعف لها وضرب مكامن القوة فقد تحملت حضرموت مسئولياتها تجاه بقية المحافظات الجنوبية ومناطقها المتعددة من خلال التعليم والتدريس والإدارة سواء فيما قبل العهد الاستعماري أو فيما بعده .

5- لقد كانت حضرموت هي رمز الصدام الحضاري والمواجهة وفي مقدمة الصفوف للكفاح والدفاع عن الهوية والثقافة الجنوبية الحضرمية المتمثلة في كل الكيانات السياسية بعد الاستقلال للجنوب ضد اليمننة وسياساتها المغطاة من الإدارة والمؤسسات الرسمية وشبه الرسمية سواء في النقابات وإدارة الجامعات والمؤسسات الحكومية الرسمية وشبه الرسمية حتى صار اليمنيون الوافدون للجنوب يسلكون سلوكا واضح وفاضح ودون حياء لمعاداة حضرموت والحضارم في جنوبنا الحضرمي وعاصمته عدن فقد كان التنافس فيها شديد وكان السند والرديف لحضارم المحافظة الخامسة كل المنتمين للمحافظات الجنوبية وقد كان في بعض الحالات يتجلى في شكل فرز جنوبي عام ضد اليمننة وكان ذلك في العهود السابقة وتبريره واضح وتحالفه ضدهم مبرر.

6- أما بعد ما استدرجنا إلى الكمين التاريخي اليمني وتحول اليمنيون إلى مغتصبين لأرضنا ومحتلين فقد كانت تجربتهم مع حضرموت التاريخ والحاضر مليئة بالتجارب والعبر فقد كانوا بالماضي ذو اتجاهات مختلفة ومتعددة وكان أحد أشكالها القديمة الجديدة بعث الهوية الحضرمية الضيقة المحجمة والمقزمة لحضرموت الكبرى،الكبيرة بحجم ثقافتها وموروثها الحضاري وتمازجه العالمي .

7- من أحدى التجارب لي شخصيا مع المحتل أن قيل لي ولآخرين حضارم(أي المنتسبين لحضرموت المحافظة)لا مانع لدى الحكومة (الاحتلال)أن تكتبوا وتعملوا وتدعوا من أجل حضرموت وإقامة دولة حضرموت(المقصود حضرموت المحافظة) ككيان حضرمي سياسي مستقل،والمحتل يقوم بدعم رسمي وبغطأ ورعاية لتلك المواقع المشوهة والقاصرة والمشبوهة لحضرموت التاريخ والثقافة(حضرموت الكبرى بالمصادر هي من باب المندب حتى عمان)فكل المواقع التي تدعي لهذا الدعاوى هي مفتوحة وليست محجوبة بل وتمول رسميا أن طلبت التمويل الرسمي المادي والمعنوي.

8- أن القلة القليلة من الحضارم المتحضرمين الجهلاء الذين لا يوجد لهم من الغطا النخبوي أو الشعبي ومن الموروث الثقافي ما يدعم لهم ما يعملون من أجله بل أستغل في بعضهم غضبهم وردة فعلهم من الحالة السابقة للنظام ليستدرجوا بعلم أو بدون علم إلى أراجيز بيد الغاصب المحتل ليتفوهوا بكلام مخبلين عاجزين عن الحوار بلغة أهل الحوار والمنطق نيابة عن الغاصب وهم أقل وأدنى بل عاجزين عن تحقيق ما يحلمون به القاصر والناقص حجما ومساحة في النظرية والتطبيق.

9- أن من يقول من الحضارم الأقزام عديمي المعرفة بأن حضرموت المحافظة كانت مخرجاتها التعليمية قبل الوحدة ومع بدياتها في عام 1990م هي الأولى بين محافظات الجمهورية العربية اليمنية من حيث نسبة(%)المتعلمين سواء من حملة الشهادات العليا من دكتوراه وماجستير أو جامعة وقد كانت(%)نسبة الأمية في أدنى مستوياتها كنسبة(%)مقارنة بين المحافظات للجمهورية العربية اليمنية وكذلك نسبة(%)التسرب من الصفوف المدرسية الدنيا وهذا وفق التقارير الرسمية للمنظمات الدولية وللجهاز المركزي لأحصائهم.

10- أن حضرموت الجمهورية اليمنية المحتلة حاليا هي الآن في مصاف المحافظات المتأخرة كصعدة والجوف ومأرب في التسلسل التعليمي لمخرجات التعليم كنسبة(%)وهي الآن تتنافس مع تلك المحافظات على المرتبة الأخيرة فقد نجحت اليمن في أبعاد حضرموت من المقدمة وطردها للخلف .

11- أن الدعاية الرسمية لحكومة الاحتلال الموجهة للحضارم أن يافع وأبين والضالع ستكون أقسى عليكم أيها الحضارم من اليمنيين المحتلين وسيسحقونكم في الشوارع وستكونون عبرة .

أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة ولا يستوعبه عاقل ومتزن بل حتى من يمتلك ذرة علم وعقل فاليمنيين الذين يفوقون العشرين مليون نسمة لن يكونوا بعددهم (الغرقة)،وحضرموت لن تكون أقلية بل أغلبية ساحقة وذات ثروة وريادة ثقافية وهم من نكن لهم الود والمؤاخاة ولهم من الحقوق الكثيرة علينا عبر التاريخ ومسئوليتنا وواجباتنا تجاههم كبيرة فحضرموت هي من بنت لحج (الحوطة) وكذا (زنجبار وجعار أبين في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات من القرن الماضي) وعدن والوهط وكل المدن والقرى الجنوبية حضرموت فيها موجودة بشكل ريادي وأعتيادي.

في الحديث الصحيح(لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)فالتغيير ليس من العوام والجهلة بل التغيير هو من يتحمل مسئوليته أدواته المثقفة الواعية والمسئولة التي تعي وتفقه التغيير ومسئولياته وأدوات التغيير في جلها جنوبية حضرمية جنوبية الثقافة والمنهاج في السابق والحاضر والمستقبل فالثقافة حضرمية المنهاج .

أن الانتماء لحضرموت ليس من خلال العرق أو الدم أو القبيلة فالانتماء لها هو حمل همومها ورعاية مصالحها والدفاع عنها وعن وحدة مصيرها وحمل موروثها الثقافي الحضاري المشع التي تنتسب وتنتمي له الكثير من جزئيات ثقافة حضرموت شعوب المنطقة والعالم،وأن الصومال والغرب الأفريقي وكثير من بلدان العالم لهم من الحقوق الكثير وعلينا من الواجبات تجاههم الكثير أيضا،فما بالكم وإخواننا في شبوة والمهرة وأبين وعدن والضالع .

أن من يقول بمظلومية الحضارم في العهد السابق قد جاء بفرية كبرى وقال شيء نكرا فقد كان الأوائل القادة من الوزراء كالوزير بن حسينون والعطاس ومدحج والسييلي وكذلك الرئيس البيض،كانوا رجال قرار أبينا أم شئنا،أما اليوم فلا جنوبي يمتلك القرار السياسي أو الإداري في الجمهورية العربية اليمنية وهم أيضا كانوا ممن يتحملون المسئولية أيضا عن كل الأخطأ الإستراتيجية بالنيابة عن حضرموت والجنوب في المراحل السابقة.

وغدا سيكون لنا القول الفصل في كل الأمور بعد تحييد وطرد اليمني وإن غدا لناظره قريب،والنصر المؤزر للمظلومين الجنوبيين في ثورتهم لطرد المحتل واستعادة كيانهم .



بقلم :

أحمد باعلوي

[email protected]