المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 7-7-ذكرى النكبه والدروس المستفاده.


ابوالعزالشعيبي
2010-07-05, 02:40 AM
ان تماسك الجنوبيين ووحدتهم المشهوده حاليأ هي اكبر الدروس المستفاده من نكبه 7-7-1994م والمدقق جيدأ يرى ان الجنوبيين يعيشون فتره غير مسبوقه في التلاحم والوحده الجنوبيه وهذادلاله قاطعه على ان الاتجاه فعلآ جنوبيأ .

الزميله ريما الشامي كتبت عن ذكرى النكسه بطريقتها ولنا ان نقراء ....

7 يوليو ليس عنوانا فقط للمأساة الجنوبية بل هو أيضا ذكرى الكارثة اليمنية الكبرى التي حاقت بكافة ابناء هذا الوطن شمالا وجنوبا فحرب صيف 94 التي تكللت في يوم 7 يوليو كانت ايذانا باعلان انتصار مشروع الاستبداد والتخلف على مشاريع اليمنين وامالهم في حياة حرة كريمة التي رسمت في وحدة 22 مايو السلمية ومشروعها الحضاري الذي قدمته لكافة أبناء اليمن ، والخاسر في حرب صيف 94 ليسوا فقط الجنوبيين الذين قدموا دولة ووطن ودخلوا في مشروع وحدة سلمية انتهت الى حرب وشطب والغاء واحالتهم الى لاجئين في وطنهم بل ان الخاسر الأكبر في حرب94 هم ابناء اليمن كلهم الذين يدفعون اليوم ثمن تلك الحرب الخاسرة ونتائجها الكارثية من حياتهم وحريتهم ودمائهم ولقمة عيشهم وكرامتهم الانسانية من اجل أن يستمر تسلط الاستبداد على رقابهم للأبد .

7 يوليو ببساطة كان ذلك اليوم الذي انتصر فيه مشروع الحكم الفردي الاستبدادي وتسيده بلا منازع على مقدرات هذه البلاد وعلى رقاب ابنائها الى أمد يعلمه الله والى حين يهئ لهذه الأمة جيلا واعيا ناضجا يعرف مصلحة وطنه الحقيقية ويميز بين الحق والباطل ويرفض ان يكون مجرد كروتا في اجندة الاستبداد كما حصل في حرب صيف94 طبعا وللتذكير فان الجنوب ظل وبعد انتهاء العمليات الحربية العسكرية في 7 يوليو94 وطيلة 16 عاما حتى اليوم مستهدفا بثرواته وارضه وانسانه وتاريخه ورصيده النضالي من قبل سلطة7 يوليو وعمدت هذه السلطة مستغلة كافة امكانياتها وسياساتها الجهنمية الى فرض مشروع التخلف والعبودية وتعميمهما على الجنوب من اجل الحاقه بالشمال ومافيش حد احسن من حد وكله من اجل ضمان تسيد الاستبداد وخلق المزيد من الشروط الملائمة لاستمرارية تسلط الحكم الفردي وتورثه للسلطة.

الجنوب ظل طيلة الفترة الماضية منذ نهاية الحرب والى اليوم يتعرض للانتقام بشراسة من قبل السلطة المنتصرة لان هذه السلطة تدرك ان الجنوبيين هم الكيان الحي في هذا الوطن منذ دخولهم في الوحدة السلمية وتسليمهم دولة ووطن وهوية مقابل مشروعا حضاريا يفتح ابواب الامل والحياة الكريمة أمام كافة اليمنيين لذلك لم يكن امام سلطة7 يوليو غير ان تفرض على الجنوب مشروع التخلف بالقوة بكافة الوسائل وتعمل فيه كل هذا الخراب الذي يرفضه شعب الجنوب اليوم في حراك جماهيري سلمي رائع لن يتوقف حتى يؤتي ثماره مهما بلغت قوة البطش العسكري لسلطة 7 يوليو بالجنوبيين الذين يدركون ان ثمن الحرية هو المزيد من النضالات والتضحيات

من المنطقي القول بان النتائج المباشرة لحرب صيف94 هي الغاء الجنوب وشطبه من معادلة الشراكة وهو أصلا الشريك الأساسي في الوحدة ومن ثم مالحق أبنائه من ظلم وتهميش واقصاء ونهب لثرواتهم و انتقاص مواطنتهم و طمس لهويتهم و تحويلهم الى لاجئين على أرض وطنهم بلا امل في حياة كريمة يتسيدها أبطال نصر 7يوليو لكن في المقابل فلقد استهدفت حرب 94 بالأساس الوحدة السلمية ومشروعها الحضاري المتمثل في الحرية والديمقراطية والحياة الحرة الكريمة لليمنيين لذلك كان البديل لمشروع الوحدة السلمية هو مشروع الاستبداد وتسيد الحكم الفردي فكان دستور دولة الوحدة هو الضحية المباشرة والتالية لتلك الحرب ورأينا باعيننا كيف تم افراغ دستور دولة الوحدة بعد الحرب من محتوياته وضماناته المؤسسية لصالح اطلاق يد التسلط الفردي في مقدرات ومصير البلد هذا التسلط الذي اعتمد سياسات الفساد والعبث منهجا للحكم والادارة وهاهم أبناء اليمن يعيشون اليوم واقعا حيا مخرجات هذا العبث والفساد والاستبداد جحيما ومعاناة ويدفعون ثمنها من حياتهم وحريتهم واستقراراهم وحياة أجيالهم القادمة

هاهي 17 عاما تمضي على تلك الحرب واوضاع البلد تسير يوما عن يوم من السئ الى الاسوا في كافة مجالات الحياة على مستوى الاقتصاد والتعليم والصحة والادارة والحكم وتفكك المجتمع وانهيار سلمه الاجتماعي هاهي مخرجات تلك الحرب لا تحتاج لمزيد اسهاب وشرح بل ان معاناة اليمنيين وواقع حياتهم وصيرورة وطنهم الى دولة فاشلة ومنهارة تعبر عن نفسها بكل بساطة وتوضح حقيقة حرب المهزوم فيها على الدوام هو الشعب اليمني

ان مشروع الاستبداد الذي انتصر في حرب94 وسياسات الفساد التي يحكم بها أتت على الأخضر واليابس و لم تبق على شئ في هذا البلد الا دمرته وعبثت به وأفسدته من الاقتصاد ولقمة العيش الى التعليم والصحة الى قيم المجتمع الى كل هذه الحروب والصراعات المستعرة على امتداد الساحة الوطنية حتى اخلاقيات المجتمع دمرها مشروع الاستبداد و منهج الفساد وصارت بلدنا مصدرا للتهريب والاتجار الجنسي بالطفال والفتيات ومنطقة جاذبة لممارسة الرذيلة في فنادق صنعاء وتعز وعدن بحسب تقرير الخارجية الامريكية الصادر مؤخرا وبحسب ما نراه ونسمعه يوميا في شوارعنا ومنازلنا ومقار عملنا و في مختلف تفاصيل حياتنا . . . فأي كارثة ومصير أسود بعد هذا ينتظره اليمنيون ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟

للجنوبيين الحق في المطالبة بالحرية والاستقلال وفك الارتباط بسلطة 7يوليو ومشروع الحكم الفردي الاستبدادي وسياساته الفاسدة التي اوصلتنا الى قعر الجحيم ودولة فاشلة منهارة ووطن لم يعد امام أبنائه غير خيارات ثلاث اما الهجرة او الثورة او الموت ، ولأبناء الشمال كذلك مطلق الحرية في الاختيار اما ان يستمروا في التأقلم والتكيف مع واقع العبودية والرضوخ للأبد الى حكم الاستبداد و ولكن لم يعد هناك أسوأ من الواقع الذي نعيشه اليوم فكيف ستكون النهاية وأي أبد هذا الذي ينتظرنا او ان امامهم خيارا اخر وهو ان يسلكوا الطريق الذي تسلكه دوما الشعوب الحية وهو طريق الحرية والنضال حتى تنتصر لحقها في الحياة الانسانية الحرة الكريمة .


اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر