المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصة الكاملة لـ«الحراك الجنوبي» في اليمن (3): قيادي اشتراكي لـ «الشرق الأوسط»: لا يم


علي العيسائي
2010-06-23, 05:06 AM
http://www.aawsat.com/01common/pix/Asharq-alawsat-logo.jpg (http://www.aawsat.com/default.asp)

القصة الكاملة لـ«الحراك الجنوبي» في اليمن (3): قيادي اشتراكي لـ «الشرق الأوسط»: لا يمكن للسلطة القضاء على الحزب.. فهو شوكة في حلقها
عبد الحميد طالب: الاشتراكيون لن يتخلوا عن الحراك السلمي الديمقراطي
http://www.aawsat.com/2010/06/21/images/news1.574825.jpgالعصيان المدني في الضالع وحالمين عرفات مدابش
لا تكاد مناطق كثيرة في جنوب اليمن، تخرج من أزمة فعالية: مظاهرة، أو عصيان مدني، أو تشييع لجثمان أو جثامين ضحايا في صراعات أو مواجهات مع قوات الأمن، حتى تدخل في الصراع نفسه، أثناء تشييع جثمان قتيل، يسقط آخر، واحد أو أكثر، وهلم جرا، في أجندة الصراع في جنوب اليمن الذي باتت الحياة اليومية فيه شبه مشلولة، على الرغم من محاولات السلطات الفاشلة، في إحياء تلك المناطق وإعادة الحياة إليها. كان الحزب الاشتراكي اليمني هو الحزب الحاكم والوحيد في جنوب اليمن بعد الاستقلال عن الاستعمار البريطاني، حيث غادر آخر جندي بريطاني جنوب اليمن في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1967 وحتى عشية قيام الوحدة بين الشطرين الشمالي والجنوبي في 22 مايو (أيار) 1990.
وحكم «الاشتراكي» جنوب اليمن، بالنظرية الاشتراكية، وخاض حروبا كثيرة من أجل قيام الوحدة، وتبنى الجبهة الوطنية للديمقراطية، في الشمال من أجل إسقاط النظام هناك، عبر الكفاح المسلح، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع الشطري، ومن ثم قيام الوحدة بين الشطرين، عقب أحداث يناير (كانون الثاني) الدامية بسنوات قليلة.
حاليا، في الجنوب، تنزل أعلام دولة الوحدة، باعتبارها «غير مقبولة»، غير أن القيادي البارز في الحزب الاشتراكي اليمني، محمد غالب أحمد، يكشف لـ«الشرق الأوسط» عن أن علم «الجمهورية اليمنية»، هو في الأصل، علم «الجبهة القومية» التي حررت جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني.
وبالطبع لم يكن «الاشتراكي» بتلك التسمية، بل كان يحمل اسم «الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل» ثم «التنظيم السياسي - الجبهة القومية»، ثم «التنظيم السياسي الموحد - الجبهة القومية»، قبل أن يعلن اسم الحزب الاشتراكي اليمني في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1978، ويظم جميع هذه الفصائل الجنوبية والشمالية.
وبعد أن خرج «الاشتراكي» من الحكم عقب خسارته في حرب صيف 1994، بدأت الكثير من الأوراق تفقد منه، وشيئا فشيئا احتل الحراك الجنوبي، مكانة الحزب في الجنوب، على الرغم من أن معظمهم إن لم يكن جميع قيادات وأنصار وجماهير الحراك، نابعة من رحم الحزب الاشتراكي، الذي يعتقد البعض أنه، اليوم، بين سندان التمسك بالقانون والوحدة ومطرقة فقدانه لجماهيره مع مرور الوقت، لأنه لم يتبن مطالبها.
وخلال زيارة «الشرق الأوسط» لمحافظة الضالع، التقت وحاورت أحد قيادات الحزب الاشتراكي، وهو عبد الحميد طالب، عضو اللجنة المركزية، الذي أفرج عنه مؤخرا من الاعتقال بتهمة مساندة الحراك الجنوبي، ومن دون إطالة.. لنقرأ الأسئلة والإجابات التي توضح الكثير من الجوانب حول خفايا الصراع والحراك في جنوب اليمن.
* كيف تنظر إلى مستقبل الحزب الاشتراكي اليمني بعد أن سحب الحراك الجنوبي البساط من تحت أقدامه؟
- في البداية أتقدم بالشكر والتقدير إلى كل شريف يحب بلده ويكون حريصا على مستقبله. وبالنسبة إلى مستقبل الحزب الاشتراكي اليمني وحسب السؤال المطروح بأن البساط سحب من تحت أقدامه، ففي رأيي الشخصي وأنا عضو في لجنته المركزية، فلا خوف على الحزب الاشتراكي ولا شيء يسحب من تحت أقدامه حتى يمكن القول بأن هناك خوفا عليه، لأن السلطة قد عملت بكل ما في وسعها من أجل القضاء على «الاشتراكي» ولم تتمكن من تحقيق ذلك الهدف، وخير دليل على ذلك شنها حرب صيف 1994 الظالمة ضد الحزب الاشتراكي، ولكن «الاشتراكي» ظل حيا يرزق، على الرغم مما قامت به السلطة بعد حربها على الجنوب في 1994، وظل الحزب شوكة في حلقها ومن يتحالف معها اليوم، تحت أي اسم كان. وخير دليل على ذلك أن أكثر من 80 في المائة من الحراك هم أصلا أعضاء في الحزب الاشتراكي، ولا يمكن للاشتراكيين أن يتخلوا عن الحراك السلمي الديمقراطي، بعد أن رفضت السلطة مطالب «الاشتراكي» فيما بعد 1994 لإصلاح مسار الوحدة وإجراء إصلاحات سياسية شاملة، وحذر «الاشتراكي»، حينها، مما وصلنا إليه اليوم.
* ما مدى صحة ما يقال عن أن «الاشتراكي» هو الحراك والحراك هو «الاشتراكي»؟
ـ في اعتقادي أن هذا السؤال هو الإجابة عن السؤال الذي سبقه، فمن المعروف عن حكم الحزب الاشتراكي اليمني لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لأكثر من 25 عاما، أن الأعداء شهدوا له قبل الأصدقاء، بإرساء دولة النظام والقانون الذي تفتقر إليه، اليوم، دولة الوحدة الفاشلة، وأقول فاشلة بشهادة المجتمع الدولي. وللأسف إننا نتشدق، اليوم، باسم «دولة» على الرغم من أن اليمن ليس دولة كمفهوم وإنما عصابة، تحكم اليمن بكل ما تعنيه كلمة عصابة.
* كيف تنظر إلى ما يمكن أن يصل إليه الحراك في الجنوب عموما؟ وماذا عن خيار القوة أو الكفاح المسلح؟
ـ ما يمكن أن يصل إليه الحراك في الجنوب عموما هو أمر طبيعي، فكل ما يدور في الجنوب هو انعكاس طبيعي لما تمارسه عصابة صنعاء ضد أبناء المحافظات الجنوبية، على الرغم من أنه كان من الطبيعي أن تقوم سلطة حرب 1994 الظالمة التي قامت باحتلال المحافظات الجنوبية بقوة السلاح، كان بإمكانها بعد انتهاء الحرب أن تجري إصلاحات، ومنها إعادة جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلى الخدمة كما تفضل الأخ رئيس الجمهورية في إحدى مقابلاته بالمطالبة بإعادة جيش صدام بعد غزو أميركا للعراق إلى الخدمة، كان الأولى به أن يقوم هو بإعادة جيش اليمن الديمقراطي إلى الخدمة بعد غزوه للجنوب. وكما نصح الفلسطينيين بفتح باب الحوار بين الفصائل الفلسطينية كان عليه أن يفتح الحوار مع الجنوبيين وبالذات الحزب الاشتراكي.
وأما خيار القوة أو الكفاح المسلح فهذا في رأيي الشخصي غير مجد للحراك ولكن هذا هو المطلب الذي تريد السلطة أن تجر الحراك إليه، لكون السلطة تملك القوة العسكرية والعتاد العسكري ومستعدة أيضا أن تدمر الجنوب بكامله لبقاء هذه السلطة على الكرسي. ولكن في اليمن كل شيء جائز وهوية سلطة صنعاء شن الحرب على شعبها ويمكن لها أن تقوم باختراقات للحراك من أجل استخدام القوة، وأنصح الحراك ألا ينجر إلى هذا المنزلق الخطير، ولكن تمادي السلطة في إغفالها للقضية الجنوبية، لا يعني أن الشعب في الجنوب سيظل صامتا، وخاصة أن لنا تجارب في طرد الاستعمار البريطاني الذي استعمر الجنوب أكثر من 129 عاما.
* السلطات تعتمد أسلوب القوة والقمع لإجهاض الحراك.. فهل يمكن أن يكون مجديا؟
ـ القوة لا تولد إلا القوة، والعنف، أيضا، يولد العنف، فمهما كانت قوة السلطة اليوم لا يمكن أن تستمر لأن القوة في حاجة إلى تعزيز اقتصادي، واقتصاد اليمن يوميا يتدهور، فمهما تمادت السلطة في استخدام القوة، لا يمكن أن يفيدها بشيء، وخاصة أن المجتمع الدولي الذي يمنحها المال يراقب أوضاعنا الداخلية، وآخر تحذيرات المجتمع الدولي في المؤتمرات الأخيرة وكلها باشتراطات، حيث لم يلاحظ أي تقدم في أوضاع اليمن الداخلية وسلطتنا تكذب بأنها تحارب الإرهاب وتجري إصلاحات ولكن عمر الكذب قصير ومفضوح.
* ولماذا يطالب الجنوبيون بفك الارتباط أو الانفصال، وهناك طرق مثل الانتخابات المحلية والنيابية للتعبير عن مطالبهم؟
ـ هذا أمر طبيعي، فالشعب الجنوبي يطالب بذلك نتيجة لما يعانيه من ظلم وقهر، وبحسب قوله تعالى: «لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ»، وأما الحديث عن طرق الانتخابات المحلية والنيابية للتعبير عن مطالبهم، فهذا والله كذبة كبيرة، لأننا في اليمن نتغنى بالديمقراطية فقط، ولن نمارسها، لأن السلطة تمتلك كل شيء وتسخره من أجلها، من مال عام ووظيفة عامة وكل ممتلكات البلد، والمعارضة تشم الهواء وتنافس السلطة بقميصها!
نقلا عن صحيفه الشرق الاوسط

ابوحضرموت الكثيري
2010-06-23, 05:48 AM
شكرا جزيلا اخي الكريم علي العيسائي ان سعيت الى بذل هذا الجهد الطيب لإطلاعنا على الموضوع .