المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خيرالله خيرالله : هل رفض البيض للحوار موقف نهائي ام لا ؟


مقهى الدروازه
2010-05-24, 02:17 AM
كانت الاحتفالات بالذكرى السنوية العشرين للوحدة اليمنية، مناسبة للتأكد من ان الوضع في اليمن في غاية التعقيد علما انه كان هناك اشارات مشجعة اطلقها الرئيس علي عبدالله صالح من اجل حوار بين الجميع في «الداخل والخارج» و«دون شروط» رد عليه آخرون برغبة في القطيعة والتصعيد. لكن التعقيدات لا تعني في اي شكل ان المفروض السقوط في المبالغات. لعلّ افضل دليل على ذلك، ان الحياة اكثر من طبيعية في صنعاء والمنطقة المحيطة بها. الأمر نفسه ينطبق على الطريق بين صنعاء وتعز التي تبدو اكثر من آمنة وهي طريق طولها 230 كيلومترا تمر في عدد من المحافظات الشمالية حيث الثقل السكاني الكبير، خصوصا في اب وتعز.
القادمون الى صنعاء وتعز من المحافظات الجنوبية والشرقية يقولون الشيء نفسه بالنسبة الى ضرورة تفادي تضخيم ما يسميه الاعلام اضطرابات امنية. هناك بعض التململ وحوادث بين وقت وآخر في مناطق معينة، خصوصا في محافظة لحج ولكن ليس ما يشير الى حالة مستعصية غير قابلة للعلاج في حال توفرت الرغبة السياسية في ذلك.
والواضح ان الرغبة موجودة. ما يشير الى ذلك الخطاب الذي القاه الرئيس علي عبدالله صالح مساء الجمعة الماضي. قال الرئيس اليمني في خطوة شجاعة لتجاوز الوضع الراهن: «اننا في هذه المناسبة، ندعو كل اطياف العمل السياسي وكل ابناء الوطن في الداخل والخارج الى اجراء حوار وطني مسؤول تحت قبة المؤسسات الدستورية دون شروط او عراقيل مرتكزا على اتفاق فبراير الموقع بين المؤتمر الشعبي العام واحزاب اللقاء المشترك الممثلة في مجلس النواب من اجل بناء يمن الـ 22 من مايو والـ 26 من سبتمبر والـ 14 من اكتوبر وتعزيز بناء دولة النظام والقانون والابتعاد عن المشاريع الصغيرة والمكايدات السياسية والعناد والأنانية والتعصب الفردي والمناطقي والطائفي والسلالي (...)».
تبدو دعوة الرئيس اليمني اساسا صالحا لفتح صفحة جديدة مع الجميع. فما كان ملفتا في كلمته اشارته الى «الشريك الأساسي في صنع الوحدة»، اي الى الحزب الاشتراكي اليمني.
كان ملفتا على هامش الاحتفالات بالوحدة عدم اكتفاء علي عبدالله صالح بالاشارة الى «امكان تشكيل حكومة من كافة القوى السياسية الفاعلة الممثلة في مجلس النواب»، وهذا يعني في طبيعة الحال تمثيل الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم الجنوب قبل الوحدة، فان امورا اخرى لفتت الأوساط السياسية في صنعاء. من بين هذه الأمور ان الصحف والمجلات اليمنية، وبينها صحف ومجلات قريبة من السلطة الى حد كبير، نشرت للمرة الأولى منذ حرب العام 1994 التي خاضها الحزب الأشتراكي من اجل تحقيق «الأنفصال» صورا للسيد علي سالم البيض الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي الذي كان رأس الحربة في حرب الانفصال، بعدما لعب دورا حاسما في تحقيق الوحدة الاندماجية في العامين 1989 و1990، والسيد حيدر ابوبكر العطاس الذي كان رئيس الدولة في الجنوب ثم رئيس الوزراء في دولة الوحدة. وكانت تلك الصور، في مناسبة توقيع اتفاق الوحدة في عدن، تعبيرا عن الاعتراف بدور البيض والعطاس في تحقيق ذلك التحول في تلك المرحلة المهمة من تاريخ اليمن الحديث.
وقالت مصادر سياسية ان السؤال المطروح الآن، هل رفض البيض للحوار واللهجة التصعيدية التي اعتمدها ردا على خطاب علي عبدالله صالح موقف نهائي ام لا؟ وهل موقف البيض يمثل ايضا موقف العطاس الذي لا يبدو معترضا على الحوار، خصوصا اذا كانت البداية خارج اليمن... وماذا عن الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد الذي صار قريبا جدا من العطاس في السنوات القليلة الماضية كما تصالح مع البيض في بيروت قبل نحو اربعة اشهر.
على صعيد آخر، كان ملفتا اقتصار التمثيل العربي الرسمي في الاحتفال بذكرى الوحدة الذي جرى في مدينة تعز يوم السبت الماضي على وفدين من الأردن وسلطنة عمان. لكن ذلك لم يعكس فتورا في العلاقات السعودية- اليمنية اذ اعلن خلال الاحتفال عن تمويل المملكة لمشروع لتحلية المياه تستفيد منه محافظة تعز في مرحلة اولى ومحافظة اب في مرحلة لاحقة. كذلك، نشرت وسائل الاعلام الرسمية في مكان بارز نبأ الاتصال الهاتفي بين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعلي عبدالله صالح في مناسبة ذكرى الوحدة. وفسرت مصادر يمنية غياب الوفود العربية عن الاحتفال في تعز عدم وجود فنادق كبيرة، باستثناء فندق واحد، في كبرى المدن اليمنية من ناحية التعداد السكاني.




http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=205050&date=24052010