المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ازمة دبلوماسية بين صنعاء والرياض وراء تأجيل اجتماع مجلس التنسيق


صقر الجنوب
2007-09-24, 11:11 PM
أخبار الوطن: الرياض منزعجة من تكرار زيارات وفود ليبية لصنعاء واليمن تتهم اطرافا سعودية بتأجيج الجنوب
الإثنين 24 سبتمبر-أيلول 2007 / مأرب برس - خالد الحمادي



طرأت ازمة دبلوماسية بين صنعاء والرياض بشكل مفاجئ افضت الي الاعلان عن تاجيل انعقاد الدورة 18 لمجلس التنسيق السعودي ـ اليمني الذي كان مقررا انعقاده السبت الماضي في مدينة جدة السعودية برئاسة ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبدالعزيز ورئيس الوزراء اليمني الدكتور علي محمد مُجوّر.

وارجعت العديد من المصادر اسباب تاجيل انعقاد هذا اللقاء الدوري لاهم مؤسسة مشتركة بين البلدين الجارين الي ازمة غير عادية ، عصفت بهذا الاجتماع الكبير، علي الرغم من الاعلان الرسمي بتاجيله الي فترة ما بعد عيد الفطر، اي الي منتصف الشهر القادم، لاسباب لم تذكرها المصادر الرسمية.

الاعلان الرسمي اليمني عن عملية التاجيل لاجتماعات مجلس التنسيق السعودي ـ اليمني جاء قبل يوم واحد فقط من ذلك وبعد يومين من مغادرة اللجنة الفنية اليمنية الي جدة لاستكمال التحضيرات الضرورية لذلك، برئاسة وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي هشام شرف عبد الله.

ووأضافت" القدس العربي " من مصادر عليمة ان اجواء التوتر التي طرأت فجأة بين صنعاء والرياض راجعة الي اتهامات يمنية لاطراف سعودية بتاجيج قضية الجنوب اليمني الملتهبة منذ عدة شهور، بسبب قضية المتقاعدين العسكريين وقضايا مطلبية جنوبية تقف وراءها المعارضة اليمنية في الخارج برعاية سعودية وفقا لهذه المصادر.

واشارت الي ان السعودية هي الاخري امتعضت من الزيارات المتكررة لمبعوثين ليبيين لصنعاء خلال الفترة الماضية، وآخرها زيارة مبعوث ليبي رفيع الثلاثاء الماضي لصنعاء وتسليمه رسالة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح من نظيره الليبي معمر القذافي.

وذكرت يبدو ان الرياض فهمت زيارات المبعوثين الليبيين لصنعاء في هذا الوقت بانها رسائل سياسية موجهة للسعودية، فما كان من الرياض الا ان ردّت علي صنعاء بتاجيل اجتماع مجلس التنسيق اذا لم يكن الغاء انعقاده .

وكانت الحكومة اليمنية تطمح للحصول علي نحو 400 مليون دولار من السعودية في اجتماعات مجلس التنسيق اليمني ـ السعودي، لتمويل مشاريع تنموية في اليمن، ضمن وعود سعودية سابقة لصنعاء بذلك.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي يمني ان السفير السعودي بصنعاء علي بن محمد الحمدان عاد امس الي العاصمة اليمنية صنعاء بعد زيارة لبلاده بداها في العاشر من الشهر الجاري، ضمن جهوده الحثيثة لمحاولة رأب الصدع الذي طرأ مؤخرا بين حكومة بلاده والحكومة اليمنية.

واشار الي ان الحمدان الذي يعد افضل سفير سعودي في اليمن منذ بدء العلاقات الدبلوماسية السعودية اليمنية، وفقا لهذا المصدر، بذل خلال الاسبوعين الماضيين جهودا كبيرة لانجاح انعقاد اجتماعات مجلس التنسيق السعودي اليمني، غير ان الظروف الراهنة لم تساعده في ذلك، وهو الذي كان اسهم خلال الشهور الماضية في حل العديد من المشاكل العالقة بين صنعاء والرياض وفي مقدمتها قضية المعتمرين اليمنيين.

الي ذلك نشرت صحيفة الشارع اليمنية الاهلية خبرا رئيسيا لها في عددها الاخير السبت، اوضحت فيه دخول التحركات السعودية علي خط الجنوب اليمني ، وفشل المساعي اليمنية للاتصال بقيادات المعارضة اليمنية في الخارج لمحاولة احتوائها.

وقالت دخلت المملكة العربية السعودية علي خط الازمة في الجنوب والعلاقة الآن بين صنعاء والرياض تعيش ازمة صامتة، بانتظار اعلانات سياسية قادمة، يتوقع ان تضع القضية الجنوبية علي اعتاب منعطف جديد .

واضافت ان سلسلة اللقاءات علي مدي الايام الاخيرة من آب (اغسطس) ومطلع ايلول (سبتمبر) الجاري شهدتها العاصمة المصرية القاهرة بين معارضين جنوبيين رفيعي المستوي ومسئولون سعوديين، فيما فشلت محاولات بذلها مستشارو الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لعقد لقاء مباشر مع قيادات اشتراكية في نفس العاصمة ، في اشارة الي الزيارات المكوكية الخارجية التي يقوم بها منذ الشهر الماضي الدكتور عبد الكريم الارياني، رئيس الوزراء الاسبق والمستشار السياسي الحالي للرئيس اليمني.

وذكرت ان اللقاءات الجنوبية السعودية كُرسّت للترتيب لمشروع سياسي بمطالب جنوبية سيعلن عنه علي الارجح في مدة اقصاها مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) وتقوده شخصية سياسية بارزة .

واشارت الصحيفة الي ان توقيت دخول السعودية علي خط الازمة في الجنوب يحمل اكثر من دلالة، فهو انتقل بموقف الرياض من مراقبة ازمة في طور النشوء وعدم اكتمال الملامح الي البدء بترتيبات عملية تضمن سيطرة مريحة علي مجمل تطورات هذه الازمة .

وكان رئيس الوزراء اليمني السابق والامين العام الحالي لحزب المؤتمر الحاكم عبد القادر باجمّال اكد في تصريحات صحافية له قبل ايام وجود مؤامرة خارجية خلف تطورات قضية المتقاعدين في الجنوب في اشارة ضمنية للسعودية.

وهدد بتسليح الشارع اليمني لمواجهة ذلك وقال الدولة الآن تشتغل ضد حمل السلاح، لكن من اجل الوطن سنعيد السلاح ، اي للمواطنين اليمنيين، وهي قضية شائكة ظلت محل شكوي السلطات السعودية