المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيادي سبأ / صالح الجبواني


أبو نضال القطيبي
2010-05-15, 10:41 PM
أيادي سباء ,,, بقلم المستشار صالح الجبواني

السياسي برس / 13 مايو 2010




صالح الجبواني


1


كان علي بن الجهم بدوياً جلفا ، فقدم على المتوكل العباسي ، فأنشده قصيدة ، منها :
أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قِراع الخطوب
أنت كالدلو ، لا عدمناك دلواً من كبار الدلا كثير الذنوبلم يأخذ علية المتوكل هذه اللغة الجلفة الصلفة القاحلة لأنة كان يعلم البيئة التي عاش فيها أبن الجهم لكنة بعد أن هيأ لة المقام وأقام في قصر على ضفاف دجلة ، أرتشفت روحة بنسائم دجلة وعيونة بمرئئ الهيف الحسان، والمدينة حاضرة الدنيا ذلك الزمان ..أثر ذلك على روحة، وأنشد حينما أستدعاه المتوكل:

عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

وبتنا علـــــــى رغم الحسود كأننا خليطان من ماء الغمامــــــــة والخمرِ

فقلت أسأت الظن بي، لست شاعر وأن كان أحيانا يجيش به صـــــــدري

فما كل من قاد الجياد يسوســـها ولا كل من أجرى يقال لة مجــــــــري

تذكرت قصة علي أبن الجهم وأنا أنظر لحال الجنوبيين المتوزعين على أركان الأرض الأربعة ما بين الأمريكيتين ووأوربا وأستراليا وروسيا والصين والهند والسند إلى الملايو (ماليزيا) وأندنوسيا وصولا إلى جزر بروناي والفلبين وإذ حالهم يثير العجب والشفقة. لم تؤثر في طباعهم عيون المها ولا ماء الغمامة كما فعلت بعلي أبن الجهم ولا البعد عن الوطن ليقتربوا من بعض.. حملوا معهم في مهاجرهم أمراضهم و(بلاويهم).. مختلفين حيث ما حلوا أو أرتحلوا وليس لذلك من داع أو سبب منطقي..

رغم وداعة الجبال السويسرية ولطافة الهواء على ضفاف بحيراتها المنعشة، لم يمنع ذلك أخوتنا في (تاج) من التشاحن والخصام. كما حصل (لهيئة) بريطانيا ذات الأمر. والمستقلين الذين شرعوا في تأسيس كيان يؤطر نشاطهم لم يكونوا أحسن حالا. في الولايات المتحدة ليس الأمر على مايرام منذ فترة طويلة، وكذلك روسيا وبقايا العهد (الأحمر) .. مابالكم بالنمساء ، وما أدراكم ما النمساء وعاصمتها فيينا أو (فيندوبونا) كما كانت تسمى باللأتينية وتعني النسيم العليل، تلك المدينة الرائعة التي سكبها ضوءا لا شعرا أحمد رامي ودمدم بها الصوت السماوي الملائكي الرائع لإسمهان:

ليالي الأنس في فيينا

نسيمها من هواء الجنة

نغم في الجو لة رنة

سمعها الطير بكى وغنى


إذأ الجنوبي حيث ما حل أو رحل للأسف يحمل معة عبث مناطقيتة، وتعصب قبيلتة، وهوسة بتاريخة ولو كان أحلك من (القطران)، والتمسك بأدوات الماضي السياسية المستهلكة والمهلكة .. دعوة للجنوبيين أن يكفوا عن أذى بعضهم بعضا. لكي نعيب على علي عبدالله صالح ما يفعل بهم. أم أنا مخطئ يا (رفاق) أسألكم الرد أن كنتم صادقين.



2



كان ذلك الوقت حالكا بكل معنى الكلمة.. كنا نهيم على ساحل أبين وعندما تكل أقدامنا نتوكل على الله ونذهب لحامد جامع في الخساف وحينما يدلهم الليل نذهب لنحكي لأقدام (صيره) ما حل بنا وبأقدامنا وأرواحنا.. بعد حرب 94م كان الحال هكذا صعبا وقاسيا ومريرا.. سألني ذات مساء أن نشرع في تفكير جديد.. لن نبقى هكذا، كنت عاجز عن التفكير، مشلول القوى.. ليس من الهزيمة التي كنت أعتقد أنها لحقت بالحزب الأشتراكي، لكني أدركت لاحقا أنها لحقت بالجنوب أما الحزب هذا فقد رتب نفسة مع (الأفندم)، لكن مما رأيناة بعد (الفتح) العظيم لجيش الأسلام المظفر لعدن (الكافرة) قلت لة: ما الحل؟ فرد باسما.. الرحيل، أستعجبت فقلت لة (فين) شبوه؟ فضحك من أعماقة ـ وقد تأثرت بة كثيرا فهو من قدمني للصحافة وعرفني بعمر الجاوي وهشام باشراحيل و (رماني) في مهالك السياسة ولا أدري تلك كانت حسنة أم سيئة لكني قبلتها راضيا مرضيا وقد جاءت من رفيق سالمين وزعيم شباب القوات المسلحة وقد تقلد الدئرة السياسية وهي الأهم بعد الوزير ذلك الزمن ـ .. الكاتب المناضل العصامي العم عوض علي حيدره.. نعم هو .. ضحك من أعماقة وقال:

المستجير بعمرو عند كربتة كالمستجير من الرمضاء بالنار

فسألتة إلى أين إذا؟

فرد: آخر العالم أفضل من العيش في هذا الوضع الظالم القاسي المدمر.. أو لم تعلم أن للسفر سبع فوائد. نعم، حقق ما نوى علية، رغم صعوبة فراق عدن لكن لم يكن بد مما ليس لة منة بد ووصل إلى الولايات المتحدة، وشقي ودعم الحراك ماديا ومعنويا على ضيق ذات اليد. أما أنا أيامها عجزت في الحصول على الفيزا الأمريكية. عشر سنين عانينا الأمرين لكننا لم نستسلم حتى (رمت) بنا الأقدار على الشواطئ الشرقية للقرن الأفريقي وكانت كل خطوة أبعد من ( أختها) حتى وصلت إلى بريطانيا.. الأسبوع الماضي قرأت ما كتبة عن مجموعة من الذين عملوا على تهيئة التربة الجنوبية لخصب الحراك وجاء على ذكر أسمي / لم يعجب البعض، لا ندري لماذا .. أو لم يدركوا أننا كنا فعلا في الميدان عندما هربوا وتواروا ولم نمن أو نتباهى لأن هذا واجبنا.. نعم أيها العم العزيز عوض علي حيدره أنت أيضا رفيق مسدوس والجاوي وزميل السقاف وهشام الغالي الخارج من السجن.. نعم أنت في رأس القائمة أيضا فدع الحاقدين والناقصين يموتوا بغيضهم .. أما نحن حالنا كحال القافلة التي تسير والكلاب سوف تواصل النباح ولكن حتى هذا يؤنس وحشة الطريق . دمت يا بن حيدره ومليون تحية.


نوتنجهام

بريطانيا العظمى