المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رؤية مكتب البيض .. ماذا بعد ؟! محمود الجابري


@نسل الهلالي@
2010-05-06, 09:30 AM
رؤية مكتب البيض .. ماذا بعد ؟!

محمود الجابري -


بعض المواقع والمنتديات الجنوبية هذا اليوم بشَرتنا خيراً بانزال مقاله أُطلق عليها ( قضية الجنوب رؤيــة وطـنـيـــة .. صادرة عن مكتب الرئيس علي سالم البيض ) وقد أطلعت على تفاصيلها كاملة من خلال موقع خليج عدن نقلا عن الضالع البوابه وخليج عدن دائما تشير لمصدر بيانات وخطب الرئيس المنزله من خلالها عن ( مكتب الرئيس واليوم نقلا عن ! ذلك يعني إن المقالة المعنونة برؤية ,, من المحتمل إن لا تكون ذات صلة وثيقة بشخص الرئيس لأنها أبقت فاصل ما بين الجهتين شخصه والمكتب , وقد يأتي نفي لها لاحقا وهو ما لا نتمنى حصوله ..

الرؤية إذا ما أعتمدنا تسميتها كما أرادها أصحابها فهي بالغعل رائعة ومرحب بها كمفتاح لباب ظل موصد الكل يرغب بفتحه اليوم قبل الغد وها هو المفتاح مع إنها أي الرؤية ليست سواء إستعراض جميل وواضح للمعطيات التي يعيشها الجنوب داخلياً وبتفاصيل فيها من الإشارات والتبيهات ما قد نستطيع وصفها بالدقيقة لغزارة مفردداتها الملامسة لشقوق الارض الجنوبية الحارة والباردة معاً بل وملامستها لما في نفوس الجنوبيين من تطلعات وإحباطات وآمال وآلام والتي شكلت بمجملها الواقع الجنوبي الجديد وما فيه من إيجابيات وسلبيات وتحديات ومخاطر تراكمت منذ إنطلاقة صوت جمعية ردفان بعدن 2006م للتصالح والتسامح الصوت الذي غير الحال راسا على عقب في عموم كل الجنوب ..

باعتقادي إن ما أوردته رؤية مكتب الرئيس من أفكار ومواضيع ومسائل ومشكلات وتنبيهات قد لامست جراحاتنا ولو جزئياَ وإن شاء الله تكون لمسة أولى على طريق شفاء كامل لجراحاتنا الداميات , وقد أتت في توقيت يدرك فيه كل جنوبي أهميته من حيث ضرورة تبلور رؤية حقيقية بهذا الظرف الحساس بالداخل والخارج لإنتشال الوضع القيادي للحراك والملخبط بزفرات الإرتجالية والعاطفية والانانية وللمساعدة على تأطيره سياسياً وإعلامياً وقانوياً إلى مصاف الإرادة الشعبية التواقه بجسارة للحرية والخلاص والتي تجاوزة واقع السياسة المراوح منذ زمن , رائع ومركز ومهم محتوى الرؤية بالنسبة لمن ليس لهم قدره على إستخلاص الخيوط من بين الركام والضباب الذي تكاثر وأزداد قتامه وبخاصة بعد إن عجزت النخبة الجنوبية على إزاحته لأجل إدراك واجبها للحاق بركب الشعب الذي تقدم عنها بمسافات كبيرة ..

ومع إعجابي بهذه البادرة إلا إني أود القول للذين أعدوها إنها ليست إلا ( البداية ) وأن الإستعراض المتمكن للتفاصيل الواردة بلغة أدبية ذكية ولائقة وسلسة من خلالها سيساعد فقط بوصول الافكار بشكل سريع ومركز إلى عقول كل الناس المهتمين بالحفاظ على وهج وديمومة الحراك السلمي الجنوبي بمختلف مستوياتهم ولكن تبقى الترجمة العملية هي جوهر المطلوب منكم وانتم في المكان الذي انتم به ! وبخاصة إن لهفة الناس تزداد كل يوم لسماع الجديد النوعي من مكتب الرئيس بعد إن مضى على خروجه من صلاله العام دون إن نرى شيئ حقيقي للسياسة والعمل الكبير المطلوب للقضية بحجمها الكبير من جانب فخامته ,الأمر الذي فتح شهية المتواطئين والسماسرة مع نظام الاحتلال لهتك أوراق الكسب الرخيص تمهيداً لإبتلاعه أو لإعادته إلى كهف الإعتكاف بحسب ما يضمرون وخاصة بعد إن نجحوا نسبياً بسحب بعض الشخصيات الجنوبية من حواليه , فالبيض بقدر رمزيته السياسية والقانوية لقضيتنا وشعبنا فهو التاريخية ايضا ولنا إن نتصورعدم وجوده في مقدمة مسيرتنا التحررية بسقف الشعب في ظل وجود ناصر والعطاس وسالم صالح على راس مشاريع الإجهاض المعادية ؟! , تصوروا معي أي وضع كان ممكن يكون عليه حال الحراك مع إقرارنا بضعف قيادة الحراك وعملها السياسي مقارنه بحجم قوة الإرادة الشعبية ؟!!

واليوم وبعد إن اطلعنا على ما أنزلتم نستطيع القول بان قطرة بداية الغيث المنتظر قد هطلت كما يقال وبانتظار السيول باذن الله ولكن بتواصل صيف وشتاء , فرؤيتكم هذه تعني ايضا إن شيئ قد يتحقق اليوم قبل الغد للتفاهم والتقارب والإلتقاء بين الجنوبيين على قاعدة الهم العام المشترك الذي يربطهم في إطار الحراك السلمي بكل مكوناتهم وقواههم مع رئيسهم المناضل علي سالم البيض أطال الله بعمره ومع قادتهم ورموزهم الوطنيين الابطال أمثال حسن باعوم ومحمد علي أحمد وسلطان بن غالب القعيطي وآخرين من القيادات ممن مواقفهم بشكل أو بآخر متوافقه وواضحة مع سقف الشارع ومتطلباته حتى نتمكن من تجاوز النصف المتبقي من المسيرة بحسب تقديركم ..

إلى ذلك وإذا ما أفترضنا الواقع وأهمية البلورة العملية على تفاصيله لجملة الافكار الواردة بالرؤية والتي تعني وضع النقاط على الحروف للخروج من دوامة العبث الحاصل في الصف القيادي الجنوبي المشلول في ( الداخل والخارج ) فان المطلوب وسريعاً من فريق مكتب البيض الذي أنزل هذه الرؤية إن يبادر عملياً إلى وضع آلية عمل واضحة وصريحة لنفترضها طاولة أو ورشة عمل أو لقاء أو الخ من المسميات يكون موقعها في الخارج اولاً ,يتمخض عنها الخروج باجماع وطني يفضي إلى توحيد صفوف قوى الحراك بالخارج والداخل معا وصياغة مفاهيم واضحة تحدد إنجاز المطلوب للعمل الوطني في مراحلة القادمة باستيعاب دقيق لكل المعطيات على كل المستويات والأصعدة وفي مقدمة ذلك وضع الرؤية السياسية المنهجية الشاملة والمتكاملة بكل تفاصيلها وابعادها التكتيكة والإسترتيجية والعملية الميدانية للحراك السلمي الجنوبي وإلى ما بعد السلمي وإيجاد الحامل السياسي الجبهوي وتوزيع المهام على ضوء ذلك ووضع الثوابت الوطنية التي يتم على اساسها البناء السليم للمستقبل ومنها يتم الإنطلاق , وغير ذلك مما هو مطلوب لإستمرار الحراك في تأدية العمل الكبير حتى النهاية بامان وقوة وإنتصار باذن الله ؟؟

وبعد إن أوصلت ما أعتقده لب وجهة نظري فيما تقدم من أسطر يبقى إن أشير في ملاحظات سريعة إلى إن تركيز الرؤية كان واضحاً وقوياً على إستعراض المسائل المتعلقة بواقع الحال الداخلي الجنوبي و ( الخارج الجنوبي ) في إطار نظرة داخلية للربط في إفرازات المعطيات طرفيها الجنوبيين في الحراك من جهة ونظام الإحتلال مع من يرتبط فيه وبمشاريعه كالمشترك وبعض الشخصيات الجنوبية السياسية المتواطئة والتي تعمل تحت مضلته وبالتنسيق معه بشكل علني وواضح كـ علي ناصر محمد والعطاس وصالح عبيد وجماعة القاهرة , بالقدر نفسه كان لا بد للرؤية إن تتعمق في النظر إلى تفاصيل الوضع في المحيط وإن تقترب أكثر من جوهر المخططات الكبرى التي تصنع الاحداث العالمية ضمن النطاق العام للمنطقة العربية المتجاذبة بصراع الاقطاب العقائدية والإقتصاداية وسياسات الهيمنة الدولية وجهود مكافحة الإرهاب العالمي وجلها أمور باعتقادي تعتبر الاساس بالنسبة لإحداث المتغيرات الحقيقة في جوهر عملنا السياسي الجنوبي الخارجي بالمرحلة القادمة لأجل كسب المواقف والتأييد والحصول على الدعم بكل أصنافه ..

أمر آخر ذات أهمية ايضا وهو كان واضح إن الرؤية قد ركزت على الإشادة بملاحم وصمود الشعب وتضحياته ومناضليه ضمن منهج العمل السلمي المستمر وما حقق من إنجازات ونقلات نوعيىة على مستوى تجذر الوعي الشعبي وتناميه وعلى مستوى إيصال الرسالة إلى العالم الخارجي بكل اصقاع الارض ولكن الرؤية بقيت مبتورة عن صميم حقائق اخرى فلم ترد ولو من باب النظرة الإفتراضية بعمق للمستقبل القادم ما يمكن إن يكون عليه الحال وما المطلوب له على ضوء ما نعاني في واقع اليوم ! فبعد ما يقارب الاربعة أعوام من السلمي الذي تزهق معه الارواح وتمزق الرؤس في كل ساحة دون إ يرافق ذلك أي توقع لحلول سياسية جذرية قادمة في الافق نظراً للتأخر الذي تعانيه النخبة السياسية الجنوبية التي تقف على راس هذا النضال , فهل يعتقد واضعي الرؤية إن الشعب سيظل يتقبل الوضع بما فيه من جرائم واعتداءات وإنتهاكات وتدمير إلى ما لا نهاية ؟؟!

محكمة لاهادي النقطة الابرز وضوحاً في الرؤية كون الإشارةإليها أقترن بوعد عملي للتحرك , والسعي اليها كما ورد خطوة على الطريق الصحيح كل الشعب يؤيدها ويجب إن لا تتأخر ......... سلام