المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عدن ستدخل في المعادلة بقوة وستقلب الطاولة رأساً على عقب


برنو
2010-05-05, 08:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قلنا مرارا وتكرارا لا لاحتكار الحراك من قبل اشخاص أو جهات معينه لا لفرض رأي أي جهه على اخرى لابد من التشاور والتفاهم بيننا في كل شي
واليوم جايب لكم مقال للدكتور فاروق حمزه فالرجاء إن تقراه اكثر من مره ولا تتسرع بالتخوين
لأنه يبدو من كلامه انه تعرض لكثير من التجاهل من بعض الجهات وهذا ماكنا نخشاه
والخوف أيضا إن تطلع لنا بكره محافظه اخرى وقائد اخر
ارجوكم ثم ارجوكم مهما اختلفنا مع احد في وجهات النظر لايعطينا الحق في الهجوم عليه باي كلام غير لائق
تحياتي


شبكة الطيف - بقلم : د. فاروق حمـزه

في الحقيقة يبدو إن الحياة في بلادنا قد وصلت فينا إلى مالا يطاق، وتعقدت الأمور بشكل كبير جداً جداً لدرجة إننا لم نعد نقبل ذلك إطلاقاً، فأزداد السؤ سؤاً، بحيث بدأت المسألة تأخذ طابعها الجاد للغاية في عملية التحرر من هذه المهزلة، مهزلة الإحتلال والإستعباد، فصار الصغير يطرح رأيه قبل الكبير، والتساؤلات لاتزال قائمة وفي أوج عنفوانها، لدرجة أنه ربما قد تخرج الأمور عن السيطرة، رغم أني لا أقصد بذلك إطلاقاً بأننا سنتجه نحو العنف، أو إلى أي شئ غيره من هذا القبيل، لكننا سننتزع إستعادة دولتنا بالقوة، رغم أنف المحتلين الذين أخطأوا في إحتلال بلادنا ودنسوها أقذر تدنيس، ومارسوا علينا العدوان الإستيطاني، ونهبوا كل شئ، لحيث أنهم في بلادنا عدن لم يبقوا لنا ولا حتى مساحة قبور، لترقد بها جثامين أبنائنا وشيوخنا ونسائنا وأطفالنا ممن يفارقون الحياة، وكلهم يموتون قهراً لما هو حاصل في بلادنا، كذا وتستمر نفس التساؤلات في مواقف بلاطجة المناورات القذرة، المرئية منها والمبطنة، للذين لا يفكرون إلا بمصالحهم الذاتية والأنانية، بغض النظر وأطروحاتهم المعسلة وكأنهم حامين حما الجنوب، وهم ممن ارتكبوا أبشع الجرائم بالذات في عدن وضد شعبها المتمدن المتحضر المسالم الأعزل، أو وممن تآمروا ولا زالوا يتآمرون علينا وعلى شعبنا ودولتنا حتى اللحظة، وهم أحرار يأخدون كلمة بلادنا مثلما يريدونها، أكانت كدولة الجنوب العربي مجتمعة، وكلنا مع بعض بدون تنطاع الواحد على الآخر، أو عدن ولحالتها، كونها أي عدن لوحدها كانت دولة، وكيان لوحده مستقل، وتحت الوصايا والنفوذ البريطاني، وحتى اللحظة لا تزال عدن كذلك، وهذه هي الحقيقة، وأبنائنا آهلين بإستعادتها وإستعادة كل ممتلكات عدن وحمايتها وحمايتنا نحن.

وفي الواقع لم نكن نحن في عدن مجرد المتفرج على الأمور، لا ولم نكن إطلاقاً كذلك، أو بمجرد المراقبين عن كثب لما يجري، بل نحن الذي كنا قد بدأناها أكان من الناحية الفكرية أو السياسية أم والميدانية، كذا وقد دفعنا القسط الأكبر في كل المتاعب، وكلها، أكانت في السابق أم والحاضر، بل ومستعدين أن ندفع أكثر في المستقبل، ويبدو إن مشكلتنا الحقيقية كانت، بل ولازالت تكمن فقط في أننا قد تمهلنا كثيراً في الإفصاح عن الكثير من الأمور وعدم توضيحها، وهذا كان قسطاً منا في الواجب، وفي العمل على مؤازرة الكل، وإعتبار القضية هي قضية الكل، كل أبناء الجنوب، لكن هناك من كان ولا زال يفتكر نفسه بأنه هو الأشطر، والشاطر على الآخرين بمافيهم وعلينا نحن ممن أحترمنا أنفسنا، وعملنا بصمت كبير، لكننا بدأنا نشعر ونلمس الكثير، بل والتمادي الكبير في المزايدات والمبايعات التي تجري وراء الكواليس، وكأن المسألة كلها هي عبارة عن غنيمة، أو مجرد كعكة، يظن البعض بأنهم سيتقاسمونها على حساب رقابنا نحن أبناء عدن، وهذا بعدهم جميعاً، ومن أراد أن يعرف ذلك حقاً، بل وسلفاً فنحن في عدن نتحداه، ونقول له، إن يجرب ذلك، وهذا هو أصلاً بممن لا يشارك الآخرين مشاعر الشعور بالظلم، ولهذا ندرك حقاً، بأن من يتحلى بهكذا خواطر مزعجة يعني بأنه معندوش قضية إطلاقاً.

وطبعاً هذا مش مبرر لنا، وبأن نتنصل أكان من قضيتنا الجنوبية، أم ومن أبناء جلدتنا، أبناء الجنوب، لكن ذلك ربما يكون هو الدافع الأكيد لنا وبالدخول بقوة، بل ومواصلة الحراك ثم الحراك ثم الحراك السلمي وبقوة، لكننا بكل تأكيد سنبقي كل شئ في العتب وللمستقبل بعد إستعادة دولتنا إنشاء الله، وهو وما نؤكده على الدوام نحن، في إقتراب هذا الموعد، موعد الحرية وإستعادة دولتنا، كونها محتلة إحتلال عسكري قبلي همجي متخلف وإستيطاني، وما كلمة فك الإرتباط فنحن نقولها مجرد إحتراماً لإخواننا ممن وقعوا مع المحتل إعلان هكذا إرتباط، فسنلفظها بقوة معهم، وجبر خاطر لهم، كون عدن لم ولن تعترف بأي إعلان لأية وحدة كانت، أو إرتباط مع هؤلاء، ولم توقع أية معاهدات معهم، ولا تعترف بشئ إسمه وحدة، بل ولا يستطيع أي كان أن يؤكد بأن أي عدني قد شارك بشئ من هذا القبيل إطلاقاً. بغض النظر وأننا كنا نحن أبناء عدن خارج نطاق الحسبان، ولم نكن أعضاء في النقابة.

وقبل الأخير، وقبل أن أنهي مقالي هذا، حبدت فقط أن ألفت إنتباه من يحتل دولتنا، وأقول له عليه أن يحمل عصاه ويرحل، هو وكل جيوشه وأمنه وإستخباراته ومستوطنيه من بلادنا، كذا وعلى إخواننا أبناء الجنوب، ممن يدعون بأنهم مع القضية الجنوبية، أن لا يستثنوا عدن، بل وان يراجعوا حساباتهم على الفور، وأن يعترفوا بعدن كرقم، وأن لا يتجاهلوا عدن في الدعم المادي والمعنوي والتواصل، وان ينسقوا مع عدن في كل شاردة وواردة، وأن تشارك في كل شئ، مالم فعدن ستسلك خطها لوحدها وستتجاهل الكل، وما فيش حد أحسن من حد، والعقليات يفترض بأن تكون قد تغيرت، وعدن في الأخير قادرة على نيل حقها، وبالطرق والوسائل السلمية، والعالم كله يعرف ويدرك تاريخ عدن، ومنهم أبناء عدن، وماهي مستعمرة عدن، وكيف يفكرون، وما يريدون وكيف يحمون بلادهم عدن.

وفي النهاية وبعد أن فاض الكيل، يبدو أنه قد وجب علينا، أن نعيد نفس مشهد ما قام به تشرشل بعد الحرب العالمية الثانية عند مقابلته لروزفلت في مكتبه بلندن، إشارة بأن بريطانيا لم تخفي شئ على أمريكا، وعدن عن بكرة أبيها ستكرر نفس المشهد وبمسيرة لم يشهد لها التاريخ مثيل، لكننا سنبقى فقط بالسراويل، ليس تأكيداً بأننا لا نخفي شيئاً على هذا العالم وشرعيته الدولية، بل لأننا حقيقة صرنا في بلادنا لا نملك شئ، والعالم يدرك ذلك حقاً.

د. فاروق حمـــــــــــــــــــــزه
رئيس مجلس الحراك السلمي عدن
عدن في مايو 4 2010م