المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة صابرين الى والدهاصلاح السقلدي


شايع السعدي
2010-04-23, 07:31 AM
[
صابرين صلاح في رسالة لوالدها الاسير :


بسم الله الرحمن الرحيم
والدي الغالي .. حسبك ذلك يا أبي لتعرف أن من يتطلع نحو النور لا يمكن إلا أن يكون أمرءٍ قد سكن النور في قلبه وبين جوانحه وبالتالي فلا غرابة أن أثار ذلك حنق وحفيظة من جبل على حياة الظلام وبؤس
والدي الغالي ... من عدن المدينة التي سكنتك قبل أن تسكنها، أحاول امسك

قلمي لألملم كلماتي واستجمع أحرفها لتنوب عني لديك. يا من علمني أبجدية

معاني الحياة بوفائها وصدقها واستقامة خلق إنسانها.

... حين أقتحم العسكر منزلنا الصغير متمنطقين بأسلحتهم المصوبة نحوك

فبالرغم من ثقتي بأنك إنسان قدمه راسخة في الثرى وهامته شامخة في الثريا،

إلا أن الخوف والرعب قد تملكني وأخواني من ذلك المشهد العدواني الذي لم

تشفع دموع أخي احمد وأختي فرح عند عسكر غلاظ القلوب لا مكان للرحمة ولا

لبراءة الطفولة في قلوبهم بأن يعدلوا من عربدتهم ...



والأكثر ما آلمني وتملك القلق نفسي هو حين علمت بما جرى لك في زنزانة

السجان من تعذيب، وربطك في أعلى سقف الزنزانة. ولكن بالرغم من ذلك فقد

أغمضت عيني لأتخيل ذلك المشهد، لأجد كم هو مختلف ذلك المشهد حين شاهدتك

تسمو فوقهم وأقدامك ترتفع فوق رؤوسهم، فحسبي أن أتخيل ذلك المنظر في تلك

الزنزانة لأشعر بالزهو والفخر حين صرت في علو فوق رؤوس تلك الأقزام الذين

عرفوا أين يضعون أنفسهم.

والدي الغالي ... ثمة نافذة صغيرة هي التي تفصل بينك وبين السجان، من

خلال هذه النافذة يكفي أن يعلم ذلك السجان أنه عبرها ينظر إلى الظلام،

ويتهادى إليك من خلالها الضوء. حسبك ذلك يا أبي لتعرف أن من يتطلع نحو

النور لا يمكن إلا أن يكون أمرءٍ قد سكن النور في قلبه وبين جوانحه

وبالتالي فلا غرابة أن أثار ذلك حنق وحفيظة من جبل على حياة الظلام وبؤس

التفكير..



والدي العزيز ... أستميحك عذراً أن لم أوفيك حقك في هذه الرسالة فقد

خانتني الأحرف وخذلتني الكلمات وتجمد الحبر في بطن قلمي.

ثق يا أبي أن الصبر هو سلاحك الأمضى، وبه فقد استطعت أن تنصب لسجانيك

محاكمة كان صبرك وأصغريك هم قضاتك العدول.

في الختام وحتى الملتقى سنضل نعد الأيام والساعات ونطوي الدقائق، ونفوسنا

تهفو لرؤيتك وحضنك الدافئ ...



المرسلة ابنتك/ صابرين صلاح السقلدي

عدن 2010-04-

@نسل الهلالي@
2010-04-23, 10:56 AM
بارك الله فيك اية الماجدة والدك في قوبنا وعقولنا

اسال الله في هذا اليوم العظيم بان يفك كربة واسرة

وكل اسرناء البواسل في غياهب سجون الاحتلال

شكرآ لك اخي بن شايع على هذة البادرة

@نسل الهلالي@
2010-04-23, 10:59 AM
صابرين صلاح في رسالة لوالدها الاسير :

والدي الغالي .. حسبك ذلك يا أبي لتعرف أن من يتطلع نحو النور لا يمكن إلا أن يكون أمرءٍ قد سكن النور في قلبه وبين جوانحه وبالتالي فلا غرابة أن أثار ذلك حنق وحفيظة من جبل على حياة الظلام وبؤس التفكير ..

http://www.adengulf.net/uploads/articles/7-20100422-162811
خليج عدن - عدن - زيد النقيب : -


والدي الغالي ... من عدن المدينة التي سكنتك قبل أن تسكنها، أحاول امسك
قلمي لألملم كلماتي واستجمع أحرفها لتنوب عني لديك. يا من علمني أبجدية
معاني الحياة بوفائها وصدقها واستقامة خلق إنسانها.
... حين أقتحم العسكر منزلنا الصغير متمنطقين بأسلحتهم المصوبة نحوك
فبالرغم من ثقتي بأنك إنسان قدمه راسخة في الثرى وهامته شامخة في الثريا،
إلا أن الخوف والرعب قد تملكني وأخواني من ذلك المشهد العدواني الذي لم
تشفع دموع أخي احمد وأختي فرح عند عسكر غلاظ القلوب لا مكان للرحمة ولا
لبراءة الطفولة في قلوبهم بأن يعدلوا من عربدتهم ...

والأكثر ما آلمني وتملك القلق نفسي هو حين علمت بما جرى لك في زنزانة
السجان من تعذيب، وربطك في أعلى سقف الزنزانة. ولكن بالرغم من ذلك فقد
أغمضت عيني لأتخيل ذلك المشهد، لأجد كم هو مختلف ذلك المشهد حين شاهدتك
تسمو فوقهم وأقدامك ترتفع فوق رؤوسهم، فحسبي أن أتخيل ذلك المنظر في تلك
الزنزانة لأشعر بالزهو والفخر حين صرت في علو فوق رؤوس تلك الأقزام الذين
عرفوا أين يضعون أنفسهم.
والدي الغالي ... ثمة نافذة صغيرة هي التي تفصل بينك وبين السجان، من
خلال هذه النافذة يكفي أن يعلم ذلك السجان أنه عبرها ينظر إلى الظلام،
ويتهادى إليك من خلالها الضوء. حسبك ذلك يا أبي لتعرف أن من يتطلع نحو
النور لا يمكن إلا أن يكون أمرءٍ قد سكن النور في قلبه وبين جوانحه
وبالتالي فلا غرابة أن أثار ذلك حنق وحفيظة من جبل على حياة الظلام وبؤس
التفكير..

والدي العزيز ... أستميحك عذراً أن لم أوفيك حقك في هذه الرسالة فقد
خانتني الأحرف وخذلتني الكلمات وتجمد الحبر في بطن قلمي.
ثق يا أبي أن الصبر هو سلاحك الأمضى، وبه فقد استطعت أن تنصب لسجانيك
محاكمة كان صبرك وأصغريك هم قضاتك العدول.
في الختام وحتى الملتقى سنضل نعد الأيام والساعات ونطوي الدقائق، ونفوسنا
تهفو لرؤيتك وحضنك الدافئ ...

المرسلة ابنتك/ صابرين صلاح السقلدي
عدن 2010-04-