المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (الصورة الحدث).. المعنى والدلالة (( احمد عمر بن فريد ))


شاهين الجنوب
2008-03-27, 03:15 AM
(الصورة الحدث).. المعنى والدلالة
أحمد عمر بن فريد:
http://www.al-ayyam.info/IssuesFiles/c4c163c8-8e33-4793-ba8f-2a2f95e520ca/Fared11.jpg

إذا كانت صورة المناضل الكبير (تشي جيفارا) تعد رمزاً عالمياً للنضال من أجل التحرر والانعتاق من العبودية والذل، فإن صورة (الجنبية) المغروسة في عمق العمود الفقري لأخينا عادل مطلق المنشورة في مختلف وسائل الإعلام، تجسد كل معاني الغدر والخديعة في أبشع صورها على الإطلاق، على اعتبار أن (الطعنة من الخلف) غالباً ما يتم الحديث عنها حينما تكون مفردات ومعاني الكلام تدور حول الخديعة والغدر في الحياة، وفقاً لأي علاقة ثنائية.. وتبعاً لأي مستوى من تلك العلاقة.. فردية كانت أم جماعية.

وفي الحقيقة إن تلك الصورة التي طارت بسرعة الضوء عبر برنامج (البلوتوث) بين آلاف البشر، وتوزعت بسرعة البرق على صدر الصحف الإلكترونية والمنتديات، وباتت حديث الناس في الداخل وفي الخارج، تشير في عمقها وفي معناها الرمزي إلى تلك الضربة النجلاء التي غرست في جسد الشريك، جراء الغدر بالوحدة اليمنية، وضربها من الخلف صيف العام 94م، بما أفرغها من محتواها ومضمونها الحقيقي الذي ذهب الجنوب من أجل تحقيقه، والذي جعلها تبعاً لذلك وحدة فيد وغنيمة لطرف واحد لا غير.

ومن هذه الرمزية الجدلية فإنه يمكن القول في الوقت الذي لايزال فيه أخونا الشقيق ابن مطلق في غرفة الإنعاش تحت رحمة المولى عز وجل، فإنه في المقابل لذلك لايزال (الجنوب) يرقد هو الآخر في غرفة مماثلة من حيث المعنى ومن حيث الدلالة.. إذ تجسد الصورتان حالة نادرة من التماثل والتطابق في المعنى وفي الدلالة، وكأنما قد اختار القدر تلك الحالة الشخصية لابن ردفان، لتكون تصويراً رمزياً لما عانى ويعاني منه الجنوب منذ ذلك اليوم الذي تقرر فيه ضربه من الخلف بالمستوى نفسه من العمق ومن الخديعة ومن الذاتية ومن التجسيد لتنافر وعدم تطابق ثقافتين مختلفتين، قدر لهما في لحظة تاريخية أن يندمجا في جسد واحد يوم 22 مايو 1990.

إن تلك الصورة (الحدث) التي نتحدث عنها، لم تكن تحت أي ظرف مقطوعة الصلة عن عنصر الرفض الجنوبي الذي انطلق من عقاله قبل سنة أو أقل أو أكثر، بحسب مناطق الحراك السياسي هنا وهناك.. وعلى هذا الأساس فإن تلك الصورة لم تكن غائبة عن مهرجان الضالع (الخرافي) الذي احتفل يوم الإثنين الماضي في ملعب الصمود بمناسبة مرور عام على تحرك قطاره في الاتجاه الصحيح، على اعتبار أن ردفان (رمز التضحيات)، ومختلف مناطق الجنوب كانت قد توافدت إلى الضالع (منطلق الحراك الجنوبي) للمشاركة في تلك الذكرى التي أجاد أبناء الضالع الترتيب لها والاحتفاء بسنتها الأولى، ولو قدر لي اختيار العنوان الأبرز لتلك الفعالية، لكنت قد اخترت دون تردد العنوان الآتي: (إذا عطست الضالع أصيب الجنوب بالزكام!).

نعم.. إن الحماس الشبابي المنقطع النظير في الضالع الذي يغلي في دماء تلك الجموع يعكس عنفوان الرغبة الجامحة في إخراج (الجنوب) من غرفة الإنعاش التي يسكنها حاليا، ويعكس أيضا وجود نهج استراتيجي ناضج لدى ذلك المجموع الجنوبي ككل، المتدفق من كل حدب وصوب جهة تفهم (الآخر الجنوبي)، وتقبل فكره وطرحه فيما يخص قضيته الأساس.. قضية الجنوب.

وعلى الرغم من أن الأغلبية الساحقة قد حسمت خياراتها وحددت أهدافها كثوابت من ثوابت هذا الحراك، إلا أن مبدأ إقصاء الآخر الجنوبي يبدو أمراً غير مرغوب فيه في هذا المستقبل الجديد، وإن كان المجموع المتحرك في الميدان قد استشاط غضباً تجاه هذا الطرف أو ذاك، في هذه الساحة أو تلك، فإن ذلك الغضب إنما جاء من خلال الرغبة الأكيدة في عدم ترك اللجام مفلوتاً في الهواء للذين لا يجيدون في ممارساتهم سوى استخدام (الجنوب) ضد (الجنوب).

من هذا المنطلق وعلى أساسه وحده ننادي ونناشد هذا (الآخر الجنوبي) الذي هو خارج الحراك أو قريب منه، أن يقدر ويتفهم، أن هذا الحراك قد قدم تسعة شهداء وعشرات الجرحى في ساحات نضاله المتعددة، وأنه قد دفع من أجل الوصول إلى هذه الدرجة من التضامن والزخم الكثير من التكاليف والمشاق والمتاعب سعياً وراء أهدافه الوطنية المشروعة.. وفي هذه الجزئية من الفهم الوطني، ينبغي للأخلاق أن تمنع أي محاولات وتحت أي مبرر كان للقفز على تلك التضحيات، وقطف الثمار لغير مستحقيها من أبناء الجنوب، مع تأكيدنا بأنه لا ينبغي لأحد أن يفهم أن المقصود من ذلك هو ذهاب تلك الثمار لهذا الشخص أو ذاك، بقدر ما نعني ذهابها في (صندوق الجنوب).. الوطن والهوية والتاريخ.

Ganoob67
2008-03-27, 08:35 AM
إنهم لا يجيدون إلا الطعن من الخلف!!
تبا لهم من جبناء و ضيعين لا يعرفون سوى لغة الغدر.

صقر الصقور
2008-03-31, 09:57 PM
احمد عمر بن فريد شكرا لك ولكتاباتك المتميزه . . سر ونحن معك وندعوا الله لك دائما بان لا يمسك مكروه ..



ابناء يافع