المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذئب الأحمر يسافر ....ولا يموت


adel
2008-03-26, 10:25 PM
الذئب الأحمر يسافر ....ولا يموت
بقلم قاسم محمد عبدالله
بعض الناس يولدون في قلب العاصفة هم على موعد مع الريح مع الثورة والقدر والناس ،ضمن هؤلاء كان ولازال الذئب الأحمر المناضل الجسور مثنى سالم عسكر،احد أبطال ثورة 14 أكتوبر 1963 ، كان شابا يافعا يانعا مثل سنابل القمح يبشر بالخير والطعام والتغيير والأمل للناس ،قرر أن يخوض النضال مع الرفاق ،أن يبقر قلب الريح ،وان يرحل في الموج الثوري بحثا عن مجد جديد للوطن في جنوبه ،ضد المحتل الغاصب وضد كهنوت الرجعية الإمامية في شماله،كان مناضلا وحدويا يحلم بالوطن العربي الأكبر ،ووحدة مايغلبها غلاب ،كان حلمه الأخضر ولازال هو حلمنا الذي رضعناه في حليب الأم ،وتعلمناه في مدرسة القيم عند الآباء والأجداد ،وهو أن الشعب العربي كله شعب واحد وان اليمن قطر واحد وان الأمل حق مشروع للجميع من دون إقصاء ولاتمييز .
لقد دافع عن ثورة سبتمبر 1962 ضد أعدائها المتربصين بها،وحارب إلى جانب أبناء مصر العروبة فاختلط الدم بالدم يعمد الثورة ،ويصونها ويطهرها مع الثوار من رفاقه احمد جودة،قاسم الزومحي وسعيد صالح وثابت عبد حسين وعبد الله على جعفر.وعدد آخر من الأبطال الذين قضوا وبعضهم على قيد الحياة.
رسم الثائر الكبير –الى جانب المناضلين واخص بالذكر الرفيق المناضل الجسور سعيد صالح سالم-اسمه على صخور جبال المحابشة وعيبان ونقم وردفان وشمسان وفي كل بقعة من جبال اليمن وصخورها،ووديانها يغرس وردة للجيل الجديد.
لقد عرفت الرجل الجسور على امتداد 32عاما ،جمعنا الأفق البعيد المتخفي وراء قرص الشمس ، كان يجمعنا العمل الثوري المشترك في ميادين ومجالات مختلفة،عشنا لحظات حلوة وأخرى مرة ،وأتذكر هذه الأحداث التي لازالت آثارها باقية في ضميري وذاكرتي.
(1)أحداث 26يونيو 1978 التي راح ضحيتها الرئيس المناضل سالم ربيع علي ورفاقه علي سالم الأعور وجاعم صالح ،وأتذكر ماقاله "لوكان سعيد صالح موجودا لن تكون نهاية سالم ربيع بهذه الطريقة"وكان سعيد صالح يعالج وقتها في لندن نتيجة إصابته في حرب الشطرين عام . 1972

(2) في أحداث 13 يناير جمعنا العمل المشترك في مؤسسات الأمن والدفاع ،تلك الأحداث المرة التي دفعنا فيها من دمنا ومستقبلنا الكثير كما دفعنا من رفاقنا أفضل القيادات الواعدة والتاريخية ،والتي للأسف استشهدت على يد بعض رفاق الأمس .
وقد كان للبطل دورا كبيرا في استتباب الأوضاع بعد الكارثة ومعه رفيق عمره ورحله نضاله سعيد صالح حيث ساهم الرجلان في فتح صفحة جديدة سمتها الأمن والاستقرار وحماية الحريات بعد المأساة.
لقد كان مثيرا آن يتدخل القدر بجلاله لينقذ مثنى من الموت المحقق لأنه كان الى جوار سعيد صالح في حادثة السيارة التي قضى فيها سعيد ،وظل مثنى يواصل كفاحه في الحياة وهو الرجل الوحدوي الذي من المفارقات انه لفظ أنفاسه الأخيرة بعيدا عن عشقه الأول اليمن وان كان قد غاب على ارض عزيزة هي ارض مصر العروبة ،قبلة المناضلين والثوار.
وأخيرا أقدم خالص التعازي القلبية الى عائلته الكريمة ،والى جميع أهل محلاء وجميع مناضلي ردفان الباسلة ،واشكر جميع من وقف وقفة رجال في هذا الموقف الصعب سواء أثناء مرضه العضال أو لحظة وفاته ،واخص بالذكر الأخوة المقيمين في القاهرة وفي مقدمتهم المناضل محمد القيرحي، والأخ شعفل عمر علي وصالح شائف حسين ومطهر مسعد مصلح ،وممثلي سفارتنا في العاصمة المصرية .

عبدالله السنمي
2008-03-26, 10:49 PM
نسال الله العلي القدير ان يرحم الشهيد مثنى سالم عسكر ، ويغفر له ويسكنه فسيح جناته . ويلهم أهله وذويه الصبر .
وكنا نتمنى على كاتب المقال ، ان يربط بين ما للمرحوم من رصيد ناصع في النضال الوطني وطموحاته التي ظل يكافح من اجلها وبين ما آل اليه الحال لكل ابناء الجنوب المناضلين التاريخيين ، من إقصاء وتشريد وقتل وتهميش ، في ظل وحدة الغدر والخديعة .
من لم يمت بالغدر مات بغيره
تعددت الاسباب والمصير واحد .
( مع الاعتذار للشاعر )