المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملاحقة أحمد بن عبدالله المكسر من أطراف عدن الى الجبال


أبين
2010-03-05, 03:21 AM
الإنجليز أقاموا مستعمرة حولها قبائل أغلبها بدوية, لم تدون القبائل أخبارهم أو مذكراتهم, لذلك فإن المصادر شحيحة ان لم تكن معدومة من هذه القبائل والتي تتحدث عن تلك الفترة. وهي فترة المقاومة, ما لدينا هو قصاصات من صحف انجليزية معاصرة لتلك الفترة وبعض الكتب, ورسومات في وقت لم تظهر فيه آلة التصوير (الكاميرا) بعد.... فإلى هذه السلسلة من المقالات , المترجمة من قبلي.


تحت عنوان:
الحملة العسكرية الى عدن.
MILITARY EXPEDITION TO ADEN

ذكرت صحيفة:

Nelson Evening Mail, Volume I, Issue 63, 17 May 1866,

نيلسون, ايفننج ميل, المجلد الأول, الأصدار 63, 17 مايو 1866م.

http://paperspast.natlib.govt.nz/cgi-bin/paperspast?a=d&d=NEM18660517.2.8&cl=search&srpos=1&e=-------10--1----0-all

http://abyan.org/upload/uploading/terran.jpg

منذ وقت بعيد كانت قبيلة الفضلي تحت قيادة زعيمها أحمد بن عبدالله تعمل قلاقل كثيرة لأبناء بلدنا في عدن. لقد قامت بإعتراض الأمدادات الرئيسية التي كانت الحامية والمقيمين يعتمدوا عليها والمرسلة للبيع من قبل القبائل الصديقة في سوق عدن. مؤخراً, قام قائد الفيد هذا بجمع حوالي 1500 رجل من قبيلته ومن المرتزقة وسار بهم من مقره المنيع, شقره, وتمركز في حدود عشرين ميل من قلاع عدن(1), ثم تقدم لتدمير كل البلاد التي تحت سيطرة سلطان لحج, الذي هو حليف قوي للبريطانيين, بحيث أن سكان عدن أستطاعوا رؤية لهيب حرق القرى والمحاصيل التي بدأ زعيم الفضلي وأتباعه بتدميرها (2). ومن أجل وضع حد لهذا الوضع, خرجت حملة مكونة من 680 رجل معهم 4 مدافع تحت قيادة العقيد وولكوراب من عدن في 22 ديسمبر الماضي. لقد فاجئت زعيم الفضلي في اليوم الأول حيث تم مداهمة المعسكر الذي يبعد عشرين ميل من عدن في مكان يسمى بير سعيد, وقد نجا أتباعة من القتل والأسر بسبب غياب سلاح الفرسان للقوات البريطانية. وكما حدث, فقد هرب الزعيم على ظهر الخيل بصعوبة (3), تاركاً المعسكر في انتظاره, وأصيب 175 رجل من قبيلته بين قتيل وجريح. أول نجاح تم تحقيقه فقدنا عشرة جرحى في صفوفنا. بعد استراحة قصيرة لتنظيم القوات لإجراء مزيد من العمليات, أستمر السعي خلف زعيم الفضلي, وقد تم تجاوزه بالقرب من قرية جعولة,

http://abyan.org/upload/uploading/jawallah.jpg

بعد مسيرة طويلة ومرهقة لمسافة 32 ميل. ومن ثم, وبعد بضع جولات من مدافع أرمسترونج, حضي بإنسحاب أخر وتوجه بالقرب من عمودية, حيث لديه مسكن وبعض الحصون.

http://abyan.org/upload/uploading/amoudiah1.jpg

وعند ظهور القوات البريطانية أمام عمودية, تراجع مرة آخرى, وناوش حتى وصل العصلة (4), ولم يخسر سوى عدد قليل من الرجال من الطلقات المدفعية البعيدة المدى للبريطانيين, ولكنه ترك أربع مدافع حديد. سارت القوات البريطانية الى العصلة, التي أحتلتها ودمرتها, وأخذت ثلاث مدافع حديد أخرى. وفيها عرض بعض رؤساء قبيلة الفضلي أستسلامهم للعقيد ميرويذر.

http://www.abyan.org/upload/uploading/assalah_aby.jpg

وزعيم الفضلي أنسحب من العصلة إلى شقرة, وبعد أن نهب ذلك المكان فر إلى الجبال تاركاً المناطق السهلة من بلاده في أيدي البريطانيين. ثم تقدمت القوة الى دهران والكور,

http://abyan.org/upload/uploading/dhurub.jpg

ودمرت جميع الحصون والمعاقل الدفاعية, واثناء التدمير أصيب أثنان من الضباط (الكابتن جاكوب ، من سلاح المهندسين ، والكابتن هاردي ، من سلاح المدفعية الملكي) بجروح. وأخيراً, حصون عمودية تم تفجرها وتسويتها بالأرض, وعادت الحملة الى عدن في صباح يوم 9 يناير.

________________________________

هوامش من عندي:
(1) قبل ذلك بثلاثة أشهر تم قصف وحرق شقرة (http://dhal3.com/vb/showthread.php?t=29725) بسبب قطع الإمدادات ومحاصرة عدن, وبعد هذا المقال بشهرين, ظهرت رسالة تلغراف في نفس الصحيفة تقول أن القبيلة التي تم معاقبتها مؤخراً عادت لقطع الإمدادات عن عدن مرة اخرى.

(2) هدد أحمد بن عبدالله المكسر الإنجليز قبل احتلالهم لعدن, وحاربهم وأستمر في حصار عدن كلما أستطاع منذ دخولهم سنة 1839م وحتى وفاته 1870م عن عمر ناهز 120 عام.

(3) كان عمره أنذاك حوالي 116 عام, هذا بالأضافة لإعاقة أصابته في أحد المعارك ضد الإنجليز في بداية المقاومة, ومنها لُقب بالمكسر.

(4) لم تكن هناك مواجهات, والمناوشات كانت بالمدافع, وكانت مدافع الانجليز أبعد مدى ومقذوفات متفجرة, بينما كانت مدافع الفضلي مما خلفه الأتراك ومقذوفها عبارة عن كرة حديد غير متفجرة.

(*) الصور مأخوذة من صحيفة أخبار لندن المصورة London Illustrated News في نفس الفترة, وهي رسمت من قبل المراسلين العسكريين الذين رافقوا الحملة, تم نشرها في المنتدى من قبل (http://www.abyanboard.com/phpBB2/viewtopic.php?f=50&t=4174).