المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يحصد المر في لندن ؟!


عبدالله السنمي
2010-01-27, 07:50 PM
طوال سنوات الدولة اليمنية ومنذ انطلاقتها الاولى عام 1990 وهذه الدولة لم تتوقف من افتعال التصادمات بين كافة مكونات الحياة السياسية والمجتمعية ، واختلقت أجواء من التحالفات بين اطياف العمل السياسي خلطت في ذلك بين الاسلامي والتقدمي والمذهبي والاصولي والقبلي ، والمناطقي ، وهيئت الاجواء لاصطفافات خفية حينا وظاهرة في احيان اخرى وكانت الضحية الاولى للعبة القذرة هو الحزب الاشتراكي اليمني الجنوبي ، الذي أُرغم على الدخول في صراع مسلح عام 1994 م اسفر عن احتلال الجنوب بالقوة العسكرية وطرد قادته وتشريد كوادره من وظائفهم ، وبالتالي ابتلاع الجنوب ارضا وانسانا .
تأتي مرحلة ما بعد 1994 لتكون تتويج لحكم الفرد الواحد بكل ما تعنيه الكلمة ، وكانت الديمقراطية الزائفه التي يتبجح بها رأس النظام ، هي ترجمة حقيقية لعبارة ، قولوا ما شئتم ، وأنا أفعل ما أشاء .
لتبدا بعدها الكوارث في التغلغل الى كافة مناحي الحياة ، مضيفة رصيد اسود الى ارصدة الرئيس السياسية اثقلت كاهل اليمن وفاضت الى خارجه
من الدول المجاورة والعالم الغربي .
واليوم يقف العالم أمام هذا الوضع بعد ان طفح الكيل بنظام علي عبدالله صالح ، الذي لم يتوقف عن الكذب والمراوغة والتضليل منذو احتلال الكويت عام1990 ووقوفه مع صدام حسين ،على حساب سيادة دولة الكويت الشقيقة ، مرورا بموضوع عناصر القاعدة العائدون من افغانستان ، واحتضان النظام لهم وتصديرهم كمشاريع ارهاب ضد العالم واشتثماره بهدف الحصول على معومات مادية ، وارتباط اقرب القربين له بهم بل ان البعض منهم مطلوب الى الحكومة الامريكية بتهمة دعم الارهاب امثال عبدالمجيد الزنداني مستشار الرئيس وعلي محسن الأحمر الاخ الغير شقيق للرئيس ، فضلا عن الشبهات التي تحوم حول ابنه وابن أخيه حول تمويل ارهابيين وتبني قيادات ارهابية من القاعدة لاغراض سياسية داخل اليمن وخارجه ، واستخدامهم في حربه ضد الحوثيين ، وتشويه الحراك الجنوبي المشتعل من اجل الاستقلال ، وقد بلغت ذروة الابتزاز اليمني للمجتمع الدولي في عام 2006 ، عندما قررت منحه ستة مليارات دولار .
اليوم يقف النظام اليمني لحظة محاسبة حقيقية لما اقترفه من أكاذيب وخداع على المجتمع الدولي وقبل ذلك على شعبه ، من خلال مؤتمر لندن هذا اليوم الاربعاء 27 يناير 2010 م .
اليوم لم يعد هناك مجالا لنظام صنعاء لتقديم المزيد من الكذب والتبريرات فقد سقطت ورقة التوت عن وجه راس النظام ، وليس مطلوب منه اليوم تقديم طلبات استجداء المال والمساعدات ، بل اليوم مطلوب منه الاصغاء الى ما يقوله المؤتمرون ، وستلقى عليه الأوامر لكشف الحساب واظهار الحقائق واحدة تلو الأخرى ،. اليوم جاء ممثل النظام ليسمع فقط ، ما يتلى عليه ، ويتوجب عليه الخضوع ، فلا خيار امامه غير الاستجابة لكافة الاملاءات التي تضع حد لتفاقم المشاكل التي تعصف باليمن وهي اربع قضايا رئيسية ، القاعدة ، الجنوب ، الحوثي ، وقضية الفساد المالي والادراي والسياسي .
السؤال ، الى أي مدى تكون الحلول قاسية ومريرة للنظام ، والى أي مدى تلبي مطالب أصحابها ، وخاصة الجنوبيون ؟
والملاحظ في هذه المناسبة أن الحكومة اليمنية قد ذهبت الى المؤتمر وقد أعدت له ورقتين أساسيتين ركزت عليها بشكل كبير محاولة حرف المؤتمر اليهما دون سواهما من القضايا وهي :
الأولى : قضية التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة ، وسبل مواجهته للقضاء عليه بالتعاون مع بقية الدول وفق تصورات الحكومة اليمنية .

الثانية : قضية التنمية وحاجة اليمن الى انعاش الاقتصاد اليمني الايل للسقوط ، وفيها تفصيلات كثيرة متعلقة بانخفاض الدخل القومي ، والبطالة وشحة الموارد الزراعية والموارد المائية ، ومشاريع التعليم والعناية الصحية ....الخ
بالمقابل لم نسمع ان هناك ورقة جنوبية قدمت بأسم الحراك الجنوبية تهتم بتجسيد قضية الجنوب وتوضيح حجم الماساه التي يعيشها الجنوبيين تحت الاحتلال من القتل والاعتقالات والمطاردات ورفدها بالاحصائيات والتقارير المحلية والدولية حتى تظهر القضية الجنوبية امام المؤتمر بما تستحقه من الاهتمام والمداولة الجادة .