المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تساؤلات ابن فريد الحائرة :


بائع المسك
2010-01-17, 12:36 AM
تساؤلات ابن فريد الحائرة :
لقد استوقفني مقال الكاتب الصحفي أحمد عمر بن فريد المنشور بتاريخ 13/1/2010م في عدد من المواقع الجنوبية ، وما أثار قريحتي للكتابة حول ذلك المقال التحليلي هو ما تضمنه من أسئلة حائرة بشأن تبدل المواقف الرسمية العربية والدولة من القضية الجنوبية عما كانت عليه أثناء حرب صيف 1994م ، ولأن كاتب المقال قد لامس وأثار حقائق ومسائل مهمة جدا ، فقد حفزني ذلك للمساهمة برأيي في ذلك الموضوع بدافع من ضرورة أغناء المسائل والوقائع المهمة في مسيرة حياتنا بالنقاش والتحليل الجاد لعل ذلك النقاش والتحليل يقود إلى إجابات شافية ومقنعة للتساؤلات المهمة التي أثارها ابن فريد في مقاله ، وقبل أن ابدي رأيي سأوجز للقارئ جوهر الموضوع الذي تناوله ابن فريد في مقاله السالف الذكر ، حيث إن الكاتب المذكور قد جعل من الموقف العربي والدولي الرسمي وغير الرسمي من قضية شعب الجنوب ، المحور الرئيسي لمقاله محاولا تحليل أسباب تبدل تلك المواقف في الوقت الراهن عما كانت عليه خلال حرب صيف 1994م وتساءل قبل أن يستعرض بعض تلك المواقف السابقة ما إذا كانت تلك المواقف قد تبدلت نتيجة تبدل المصالح ؟ فإن هذا شأنهم ــ حسب قوله ــ الذي يحترمه ويقدره شرط أن تحترم مواقف وخيارات أصحاب الحق المبنية على حساباتهم لمصالحهم وحقهم في الوجود .. ثم بعد أن استعرض بعض المواقف العربية الرسمية السابقة تطرق إلى المبررات المطروحة حاليا التي ترتكز عليها بعض المواقف الرسمية والمتمثلة بما اسماه فزاعة تنظيم القاعدة الذي استطاع نظام صنعاء تصوير نفسه كصمام أمان للمنطقة من خطر انتشاره في حال انهار ذلك النظام ، مؤكدا عدم صواب هذا المبرر لتبدل المواقف الدولية والعربية من القضية الجنوبية معززا رأيه بعدد من الأدلة والشواهد الواقعية والمنطقية ..الخ . كان هذا مجمل المحاور الأساسية التي تناولها مقال الكاتب أحمد عمر بن فريد .. ومن وجهة نظري أن السببين اللذين استعرضهما الكاتب لتبدل المواقف العربية والدولية الرسمية من قضية الجنوب هما سببان صحيحان وهما في الأساس سبب واحد هو تبدل المواقف تبعا لتبدل المصالح فقط ، ذلك أن الحرب على تنظيم القاعدة لم تعلن إلا بعد أن استهدف بعملياته مصالح تلك الدول ، وبرأيي أن هذا المبرر لتبدل تلك المواقف يعد مبررا طبيعيا لا غرابة فيه ، ذلك أن السياسة الدولية والعلاقات بين الدول مبنية على المصالح المتبادلة وهذه مسالة طبيعية ومنطقية حتى على صعيد العلاقات الفردية بين الناس ، فالحياة الإنسانية عبارة عن تبادل مصالح ومنافع بين الناس بل أن جميع الشرائع بما فيها الشريعة الإسلامية مبنية على جلب المصالح للناس ودرء المخاطر والمفاسد عنهم ولا خلاف حول ذلك ولكن الإشكالية بهذا الصدد تبرز عند تعارض وتصادم المصالح في كيفية تحقيق التوازن بين تلك المصالح المتعارضة بما يكفل حماية وصيانة مصالح جميع الأفراد أو الشعوب أو الدول بشكل متساو دون تغليب مصلحة طرف على آخر، وإذا كانت جميع الشرائع السماوية والقوانين الوضعية قد أقرت مبدأ عدم جواز التعسف في استعمال الحق بما يضر بمصالح وحقوق الآخرين ، فإن تطبيق هذا المبدأ في العلاقات الفردية لا يلاقي أي معوقات ، ذلك أن كل دولة لها وسائلها السلطوية التي تمكنها من تطبيق هذا المبدأ على مواطنيها ، إلا أن تطبيق هذا المبدأ في نطاق العلاقات الدولية يكاد يكون منعدما بسبب عدم وجود سلطة عليا تفرض سلطانها على جميع الدول بالتساوي فسلطة الأمم المتحدة محدودة ومقيدة كما هو معلوم ، لذلك يبرز صراع المصالح في نطاق العلاقات الدولية بشكل أكثر حده وعدوانية حيث تتغلب مصالح الدول الكبرى على جميع مصالح الدول الأخرى بل أن هناك شعوب كثيرة انتهكت مصالحها وسلبت حقوقها دون رادع من أحد ، ونتيجة لذلك صارت لعبة المصالح الدولية لعبة خطيرة جدا تتحكم بمصير الأمم والشعوب والدول وليس في قاموسها الحقوق التاريخية للشعوب أو الهوية الوطنية المقدسة أو الحق في الوجود ، بل الكبير يبطش بالصغير والقوي يلتهم الضعيف ، فلا تنفع معها خطابات العاطفة ولا بيانات الاستجداء إلا بقدر إثبات وجودك الحقيقي على الواقع وقدرتك على الفعل والتأثير والبقاء فيه ، بغير ذلك فلا تلوم ولا تستنكر على احد عدم اعترافه بوجودك أو حقك في الوجود ، وفي نطاق هذا يجب أن يفهم سبب تغير المواقف العربية والدولية بل وحتى الموقف غير الرسمية إزاء القضية الجنوبية عما كانت عليه خلال أزمة سنة1994م ،ففي ذلك التأريخ كانت مقومات دولة الجنوب قائمة ولها وجود حقيقي على الواقع ( سلطة + شعب + أرض ) وكان موقف صنعاء من احتلال الكويت لازالت تداعياته في الأذهان وكان تنظيم القاعدة لم يطفو على السطح بعد ويهدد أمن ومصالح الدول الكبرى ، أما اليوم فكل ذلك تبدل وتغير فلم يعد لمعظم مقومات دولة الجنوب أي وجود حقيقي في الواقع وقيادتها السابقة موزعة في دول عدة وحركتها محدودة ومقيدة وهيئات الحراك بالداخل مفككه ومختلفة مع بعضها وتفتقر إلى ابسط مقومات العمل التنظيمي أو المؤسسي ولا تمتلك رؤية سياسية وقانونية للقضية التي تنادي بها ولازالت حركة الشعب عفوية وتلقائية غير منظمة ولا موجهة من أحد ويقتصر دور هيئات وقيادات الحراك بالدعوة إلى مظاهرة أو مسيرة أو اعتصام كدور المؤذن للصلاة في وقتها..
أما وضع نظام صنعاء وإن كان لم يتغير كثيرا عما كان عليه سنة 1994م ولازال غير مرحب فيه ولا محل رضا لدى كثير من الأطراف الإقليمية والدولية إلا أنه لازال حاليا اللاعب الوحيد القادر ــ بنظر الخارج ـــ على الفعل والحركة والتأثير على الواقع في حال تم دعمه للتغلب على مشاكله الاقتصادية وتطوير قدراته العسكرية والأمنية .
أما بالنسبة لتنظيم القاعدة فقد تغير وضعه عما كان عليه سنة 1994م تغيرا جذريا فأحداث سبتمبر 2001م وحدها غيرت الوضع العالمي في جميع المجالات فأصبح تنظيم القاعدة يمثل الخطر الأول الذي يهدد أمن واستقرار العالم بنظر الدول الكبرى وغيرها ثم أن هناك تجارب حية وحاضرة في أفغانستان والعراق والصومال مؤداها أن التدخل المباشر لتغيير الأنظمة يؤدي إلى الفوضى وعدم الاستقرار اللذان يشكلان بيئة خصبة لانتشار ونمو التنظيمات الإرهابية خصوصا عندما لا يكون هناك بديل لذلك النظام موثوق في قدرته على إدارة الوضع الداخلي بكفاءة وهذا ما جعل دول العالم تؤثر دعم نظام اليمن على التدخل المباشر فيه أو دعم خصومه.. أما مسألة قدرة نظام صنعاء على احتواء هذا التنظيم واستخدامه كفزاعه لابتزاز دول العالم وللحفاظ على بقائه والقضاء على خصومه ، فهذا القول يحتاج إلى إثبات بادله واقعية ومقنعة ليس للداخل وإنما للخارج الذي جعل من ذلك النظام شريكا فعالا وموثوقا فيه في حربه على القاعدة خصوصا أن ذلك النظام اظهر في الآونة الأخيرة بأنه ممكن الاعتماد عليه كشريك في تلك الحرب ، وعليه فإذا كان هذا النظام قد استطاع خداع العالم بذلك ، فان الخلل ليس عند الإطراف الدولية وإنما عند هيئات الحراك التي استطاع النظام بسياسته إقناع العالم كله بالباطل الذي ينتهجه بينما سياسة هيئات الحراك عجزت عن إثبات الحق الذي تدعيه ..
خلاصة ما تقدم أن دول العالم تبني مواقفها على مصالحها التي تؤسس تلك المصالح على حقائق لها وجود فعلي ومستقر على أرض الواقع ، أي أن الوجود الفعلي وحده لا يكفي بل لابد أن يكون هذا الوجود مستقرا وثابتا وليس مؤقتا حتى تستطيع تلك الدول أن تعتمد عليك وتثق فيك في تمثيل وحماية مصالحها مستقبلا وأنها باعترافها فيك ومد يد العون إليك لن تغامر بمصالحها وسمعتها مستقبلا بل أنها في أسوأ الأحوال لن تتضرر من ذلك .. أما وأنت لا تزال تفتقر إلى رؤية سياسية وقانونية لمحددات ومبررات وأهداف قضيتك تكون سفيرك والمعرف فيك لدى دول العالم والهيئات والمؤسسات والمنظمات الدولة والإقليمية ومراكز البحوث والدراسات .. وما زلت لا تملك إطار تنظيمي ــ حامل سياسي ــ أو بالأصح لم تستطع إيجاد ذلك التنظيم كممثل شرعي لقضيتك في الداخل والخارج ، ومع غياب كل ذلك تريد العالم أن يعترف في قضيتك ويقف إلى جانبك لاستعادت دولتك . فهل هكذا طرح برأيكم مقبول أو منطقي ؟ فتأملوا وتدبروا ؟؟؟؟
بقي سؤال ربما يختصر كل ذلك : هل سيقرأ اوباما برأيكم رسالة البيض أم رسالة المجلس الوطني ؟
مع اعتذاري الشديد من حدة طرحي فذلك هو بدافع استثارت العقول وحثها على التأمل والانتباه إلى مكامن الخلل والقصور لمعالجة ذلك وتداركه ..ختاماً قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلَّ إذا اهتديتم ..} وفق الله الجميع إلى ما يحب ويرضى .. والله من وراء القصد ..

منصور بلعيد
2010-01-17, 12:54 AM
وقفة احترام وتقدير للعملاق احمد عمر بن فريد وكل العرفان والاحترام لما
يقدم من اطروحات تلامس كيان الحقيقه على مختلف النواحي والاطر

وتحيه لمقدم الايضاح عن الوضوع
وانت للاسف تخاطب الغائب لانك تحث العقل الجنوبي على التركيز والتحليل
بينما العقل العام يعيش في مرحله تقوده العقول الطائشه وان كان هناك من العقول
فعليها قيود عتيقه فهي لا تستطع المشاركه

اذا كان لديك طرح آخر يكون اجمل ويتعلٌق بتحرير العقل الجنوبي قبل تحرير
الارض مع مراعات التهذيب لمنظومة القيم الاخلاقيه والادبيه
ومن خلال طرحك هذا انا اجزم بأنك قادر على تقديم المفيد

بائع المسك
2010-01-17, 01:39 AM
وقفة احترام وتقدير للعملاق احمد عمر بن فريد وكل العرفان والاحترام لما
يقدم من اطروحات تلامس كيان الحقيقه على مختلف النواحي والاطر

وتحيه لمقدم الايضاح عن الوضوع
وانت للاسف تخاطب الغائب لانك تحث العقل الجنوبي على التركيز والتحليل
بينما العقل العام يعيش في مرحله تقوده العقول الطائشه وان كان هناك من العقول
فعليها قيود عتيقه فهي لا تستطع المشاركه

اذا كان لديك طرح آخر يكون اجمل ويتعلٌق بتحرير العقل الجنوبي قبل تحرير
الارض مع مراعات التهذيب لمنظومة القيم الاخلاقيه والادبيه
ومن خلال طرحك هذا انا اجزم بأنك قادر على تقديم المفيد

أخي منصور لقد تابعت مشاركاتك الماضية باهتمام ووجدتك من العقول النادرة التي نفتقدها وتجبر من يستمع اليها أن ينحني تقديرا لها حتى في حالة الاختلاف معها .. فهنيئا لك هذه الروح الآسرة واشكرك على تعليقك ونصيحتك وأسأل الله أن يعينني عاى العمل بها ..

ابوردفان المفلحي
2010-01-17, 01:53 AM
مرحبا بك اخي بائع المسك وكنا نريد ان نستمتع بمسك الختام في نهاية مقالك فحسب فهمي المتواضع اتيت لتحليل مابين السطور لمقال المبدع الأستاذ بن فريد وكان تحليلك جيدا من حيث انتقاء العبارات وجودة التنسيق إلا انك اتيت بطلاسم ولم تحلل ماكان واضحا بمقال الاستاذ بن فريد فعندما يقراء مقالك يحتاج القارئ الى فك الرموز وكأنك تريد ان تقول انكم تعيشون في احلام وتبحثون عن سراب ويجب ان تعلموا ان العالم لايعترف بكم مهما ارتفعت اصواتكم او فعالياتكم اوكثر عددكم في المظاهرات ان ماتحدث عنه الأستاذ بن فريد هي تساؤلات كل مواطن جنوبي لاحظ ان سياسة الدول تنبع من مصالحها ولاننكر ان بعض الدول فضلت الصمت عما يحدث في الجنوب خوفا على مصالحها وان كنا نستغرب ماهي تلك المصالح مع نظام متهالك آيل للسقوط في اي لحظة فقط يجيد فن الخداع واستغلال الأحداث لصالحه ويلعب بأوراق قد تحرقة في لحظة معينه ونتيجة خطاء قاتل .من خلال شرحك استاذي بائع المسك يخيل للقارئ انك تقول بصحيح العبارة يجب عليكم يا ابناء الجنوب الأستسلام للواقع فأنتم بدون قيادة ولا احد مستعد ان يعترف بكم !
ونحن نقول ان ارادة الشعوب هي من تصنع القادة وشعب الجنوب اليوم ليس كما كان في الأمس ونحن نعدك بأن تسمع وترى مايسرك ان كنت مع حركة الشعب في الميدان ومع ارادة الجماهير التي خرجت بمسيرة لم تستطيع ان تحشدها امكانيات دول وحكومات كما قال السيد الرئيس علي ناصر محمد
اننا ابناء الجنوب نراهن على هذا الشعب وعزائمه التي كفرت بالقيادات وآمنت بعدالة حقها في تقرير مصيرها وخرجت الى الشارع وهي من ستزلزل الأرض وستظهر قضيتها شاء من شاء وابى من ابى فأرادة الشعوب لاتقهر مهما حيكت ضدها كل دسائس وسخرت الأمكانيات ضدها حتما سيعترف بها العالم..
تحياتي للجميع

Ganoob67
2010-01-17, 04:37 AM
مرحبا بك اخي بائع المسك وكنا نريد ان نستمتع بمسك الختام في نهاية مقالك فحسب فهمي المتواضع اتيت لتحليل مابين السطور لمقال المبدع الأستاذ بن فريد وكان تحليلك جيدا من حيث انتقاء العبارات وجودة التنسيق إلا انك اتيت بطلاسم ولم تحلل ماكان واضحا بمقال الاستاذ بن فريد فعندما يقراء مقالك يحتاج القارئ الى فك الرموز وكأنك تريد ان تقول انكم تعيشون في احلام وتبحثون عن سراب ويجب ان تعلموا ان العالم لايعترف بكم مهما ارتفعت اصواتكم او فعالياتكم اوكثر عددكم في المظاهرات ان ماتحدث عنه الأستاذ بن فريد هي تساؤلات كل مواطن جنوبي لاحظ ان سياسة الدول تنبع من مصالحها ولاننكر ان بعض الدول فضلت الصمت عما يحدث في الجنوب خوفا على مصالحها وان كنا نستغرب ماهي تلك المصالح مع نظام متهالك آيل للسقوط في اي لحظة فقط يجيد فن الخداع واستغلال الأحداث لصالحه ويلعب بأوراق قد تحرقة في لحظة معينه ونتيجة خطاء قاتل .من خلال شرحك استاذي بائع المسك يخيل للقارئ انك تقول بصحيح العبارة يجب عليكم يا ابناء الجنوب الأستسلام للواقع فأنتم بدون قيادة ولا احد مستعد ان يعترف بكم !
ونحن نقول ان ارادة الشعوب هي من تصنع القادة وشعب الجنوب اليوم ليس كما كان في الأمس ونحن نعدك بأن تسمع وترى مايسرك ان كنت مع حركة الشعب في الميدان ومع ارادة الجماهير التي خرجت بمسيرة لم تستطيع ان تحشدها امكانيات دول وحكومات كما قال السيد الرئيس علي ناصر محمد
اننا ابناء الجنوب نراهن على هذا الشعب وعزائمه التي كفرت بالقيادات وآمنت بعدالة حقها في تقرير مصيرها وخرجت الى الشارع وهي من ستزلزل الأرض وستظهر قضيتها شاء من شاء وابى من ابى فأرادة الشعوب لاتقهر مهما حيكت ضدها كل دسائس وسخرت الأمكانيات ضدها حتما سيعترف بها العالم..
تحياتي للجميع

الأخ أبو ردفان... ما أراد بائع المسك قوله هو أن العالم لن يستمع إليك إذا كنت لا تستطيع أن توجد حامل سياسي شرعي لقضيتك... حتى يتمكن من التخاطب مع الخارج و يقنع الخارج عن طريق الأدلة بخطأ طرح صنعاء و بعدم أهليتها لشراكة دولية سواء في محاربة الإرهاب أو في مجال صيانة مصالحها من ناحية و من ناحية أخرى حتى يثبت للعالم أنه يستطيع أن يعتمد عليه في علاقة مبنية على المصالح المتبادلة!!

العالم لم يعتمد على نظام آيل للسقول إلا لأنه لم يجد البديل!!!

عبدالله السنمي
2010-01-17, 02:09 PM
كم نحن بحاجة الى فكر يستطيع أن يرى بعين الفاهم المدرك لحقيقة الاوضاع وحقيقة القضية الجنوبي بكل ملابساتها وظروفها الموضوعية .
قلم مثل بائع المسك ، وهو يسرد لنا بعقلانية ووعي ثابت ما معنى أن نتحدث ونتبنى قضية سياسية كبيرة بحجم الوطن الجنوب ، إنما يعكس بعباراته الطافحة بعبق المسك السياسي والفكري الذي تحدثنا عنه كثيرا ولا زلنا نتلمس الدروب اليه .
قبل مدة قصيرة ذهبت لزيارة أحد قادة الحراك ، ولم يسبق لي التعرف اليه من قبل ، وفي الطريق كانت جملة من الاسئلة تلح علي وتدور في ذهني بحركة دائرة حتى لا تأخذني الزيارة الى مجالات أخرى وتضيع من راسي فكرة وغرض الزيارة .
ملخص أسئلتي الفضولية وهدفها هو الاستشراف على عقل وفكر هذه القيادي وبالتالي قادة الحراك بالعموم ، بمعنى آخر ، كنت متطفلا بشكل أساسي لاستكشاف وجود العقل والفكر السياسي عند قادة الحراك .
وهذه النقطة هي باعتقادي جوهر الموضوع الذي تفضل به الاخ بائع المسك ، وما تخصص بها الاخ العزيز منصور بالعيد ، باعتبار أن القضية الجنوبية هي قضية سياسية بدرجة أولى ، وبالتالي فإن الفكرة هي كيف ندير هذه القضية وفقا لمفهوم أهل السياسة وما درجوا على تسميتها " باللعبة السياسية " .
واللعبة السياسية التي يخوضها الجنوبيين لها محددات كثيرة ، يتوجب على لاعبيها إدراكها وفهمها الفهم السليم بكل ابعادها وامتداداتها ثم التعاطي معها وفق فلسفة فن الممكن .
وأنا أرى أن الزخم الشعبي يؤدي دوره على االأرض ويقدم التضحيات ولديه الاستعداد لفعل الكثير والبذل الى أقصى درجات التضحية ، لكن هذه التضحيات لا تقابلها إرادات سياسية صادقة وحسنة النوايا تجاه بعضها البعض ، ولا يقابل هذه الحماس والعنفوان الشعبي فكر قيادي يستوعب تفاصيل اللعبة السياسية والعوامل المحيطة بها في الداخل والخارج .
إذا لدينا معضلة كبيرة متعلقة بطريقة التعاطي والتفكير في إدارة الحراك وسط ظروف بالغة التعقيد ومتداخلة الاتجاهات .
والشعور السائد الآن أن هناك حاجة الى مراجعة الذات وتقييم التجربة ، وإعادة صياغة فلسفة العمل السياسي والتخلص من أساليب التفكير العقيم وموبقات الماضي بكل اشكالها .
الآن نحن لا زلنا نمارس فعل يشبه النفخ في قربة ، والسير على غير هدى ، طالما وبعد ثلاث سنوات لم نستطع بلورة الحراك الى قضية لها هيبتها واعتبارها وواجهتها ، وهي متطلبات شكلية أكثر منها موضوعية ، لأن عدالة ومشروعية القضية الجنوبية مستمدة من إرادات الجماهير الواسعة التي تخرج الى الشوارع في كل انحاء الجنوب .
يبقى الخلل واضحا للعيان هو ذلك الاخفاق الكبير في صياغة الوعي الجماعي والإرادة الجماعية للنخب السياسية للحراك في الداخل ولاخراج ، والظهور بحامل سياسي موحد وناضج يمتلك ناصية القرار ، وناصية الشارع الجنوبي ويستطيع التعاطي مع اللعبة السياسية من كل زواياها .
المجتمع الدولي ليس جمعية خيرية تمنح الصدقات للمستحقين من الفقراء والمساكين ، المجتمع الدولي بمنظماته يبني علاقاته وتعاملة ومواقفه من القضايا في العالم من منطلقين :
الأول ،، منطلق المصلحة ، فأينما تحققت المصلحة لهذه الدول درات المواقف تجاهها .
الثاني ،، سياسة الأمر الواقع ، فالدول وحتى مجلس الأمن يتعامل مع القضايا تبعا لما هو متحقق على الأرض ، والآعتراف به .حتى وإن كان باطلا ، وخير مثال قضية فلسطين .
ولذلك ، لا يجوز ان ينتظر الجنوبييون من المجتمع الدولي دعمهم في استعادة دولتهم ، فهذا التفكير ، عدمي لا ينتج الا مزيد من المآسي لنا .
ولكن على الجنوبيين الرجوع الى انفسهم واستكشاف مثالب الفكر ، والتخلي عنها لتحقيق نجاحات على الأرض ونجاحات دبلوماسية وإعلامية تفرض أوضاع مادية لصالح الجنوب .
وباختصار العبارة ، المجتمع الدولي ممثلا بالامم المتحدة ، لا تنشىء حقوقا للآخرين ، ولكن تستطيع أن تقر حق ثبتته التحولات السياسية في مكان ما . بغض النظر عن أين الحق واين الباطل !!
تحيتي .

بائع المسك
2010-01-17, 04:22 PM
Ganoob67 كاتب العدل : لقد استوعبتما الفكرة التي دار حولها الموضوع بعمق وهذا يد ل على نظرتكم الثاقبة للامور .... فكم أنتم رائعان في طرحكم دائما .. خالص التحية