المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تداعيات 30 نوفمبر


أبو شاهين
2009-12-04, 03:05 AM
تداعيات يوم 30 نوفمبر 2009
بقلم أبو شاهين – عدن 2/12/2009م
إن حقيقة ما حصل يوم الذكرى ال42 لعيد الاستقلال الأول ال30 من نوفمبر، لم يكن فشل في إقامة مهرجان احتفالي تنظمه قوى الحراك السلمي في الجنوب، بل الذي حصل هو قيام سلطة الاحتلال بعنجهيتها وإجراءاتها الأمنية العشوائية الغير مبررة بقمع ومنع الجماهير الجنوبية الحرة وقواها في الحراك السلمي من الاحتفال بذكرى استقلالهم الأول من الاستعمار البريطاني، فلقد صرحت سلطة الاحتلال بأنهم سيمنعوا وبالقوة أي مهرجان أو مسيرة غير مرخصة (بحسب زعمهم) وياتي هذا الوعيد والتهديد بعد النجاح الباهر والمنقطع النظير للمهرجان الذي أقيم في ردفان بمنصة الشهداء والمسيرة المليونية التي نفذها أبناء الجنوب الأحرار يوم 14 أكتوبر الماضي من منصة الشهداء في الحبيلين إلى مقبرة الشهداء في الجدعاء بطول أكثر من 2 كيلو متر حيث وصلت طلائع المسيرة إلى المقبرة ولا يزال الأخير في المنصة ينتظر دوره في التدفق كالموج الهادر، رافعين صور الشهداء وصور الرئيس الشرعي للجنوب السيد/ علي سالم البيض، ومرددين شعارات الحراك السلمي ومطالبين بفك الإرتباط والإستقلال الثاني وعودة دولة الجنوب، ولم يعكر صفو نجاح الفعالية لعدم وجود قوات أمن الإحتلال.
وبعد نشر صور الإحتفال والمسيرة مساء 14 أكتوبر عبر القنوات الفضائية المختلفة وعبر الانترنت وشاهده العالم، جن جنون رأس سلطة الإحتلال سيئ الذكر وكان ردت فعله توبيخ جميع أزلامة في المناطق الجنوبية، وأعتبرت سلطة الإحتلال أن أي نجاح قادم لقوى الحراك وخصوصا ً في ترمومتر الحراك الجنوبي السلمي (العاصمة عدن) سيكون له عواقب وخيمة على إحتلالهم للجنوب عامة، وسيقوي من تصاعد الزخم الجماهيري لأبناء الجنوب في المطالبة بالإستقلال وعودة دولة الجنوب.
ولهذا فقد قامت سلطة الإحتلال الغاشمة بتجهيز كلما أستطاعوا اليه من عدة وعتاد وصرفوا الملايين من الخزينة العامة التي تعاني أصلا ً من إسهال سرقة المال العام الذي يقوم به المتنفذين في هرم السلطة الهمجية، وبدأت إجراءاتها الإستفزازية منذ 28 نوفمبر، وكما أتضح فأن قوات أمن الإحتلال تمكنت من قمع ومنع إقامة الفعالية بدليل الإعتقالات العشوائية منذ عشية 30 نوفمبر وصبيحته حيث كانت هذه السلطة المسعورة تعتقل كل من يدخل إلى ساحة الهاشمي وقامت بإغلاق جميع الطرق المؤدية إل هناك وضلت تسير دورياتها في المناطق المجاورة .
لقد تناقشنا مع بعض قيادات الحراك في عدن، بل تحدثنا مع القيادات العليا للحراك السلمي الجنوبي ونحن في منصة الشهداء في ردفان يوم 14 أكتوبر وقلنا لهم إذا أستطعنا أن نحشد نصف العدد الموجود حينها، وإذا تمكنوا المقتدرين منهم الزحف إلى عاصمة الجنوب (الحبيبة عدن) للإحتفال بعيد 30 نوفمبر، سنستطيع أن نعلن من وسط الجماهير الغفيرة بأننا سنلجى للعصيان المدني إذا لم تقبل سلطة الإحتلال بمطلب أبناء الجنوب (الإستقلال وعودة دولة الجنوب الأبية).
للأسف لم يحصل ما تمنيناه، ونقولها بحسرة لأن أبناء الجنوب الأحرار لبوا النداء وتمكنوا من كسر الطوق الأمني لكن وصلوا إلى مصيدة قوات أمن الاحتلال إلا وهي ساحة الهاشمي، والسؤال هنا يفرض نفسه لماذا لم تكن هناك بدائل إذا تعذر إقامة الفعالية في ساحة الهاشمي ؟.