المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا أبناء الجنوب .. أدركوا ( وطنكم ) قبل تتخطفه المصالح الدولية 2-3 -احمد عمر بن فريد


احمد الكندي
2009-12-02, 07:18 AM
3-2

يا أبناء الجنوب .. أدركوا ( وطنكم ) قبل تتخطفه المصالح الدولية

في المقالة السابقة طرحنا ما نعتقده أساسيا وضروريا للفهم العام من وجهة نظرنا المتواضعة, وسوف ينصب تركيزنا في الحلقتين المتبقيتين على ما هو مطلوب ( عمليا ) من نخب الجنوب ( فورا ) لمعالجة كل ذلك ( الخلل المعيب ) الذي يجعل من مسيرتنا تبدو متأخرة بمراحل كبيرة قياسا على ما هو مطلوب تحقيقه ( سياسيا ) ...

ويبقى ان نؤكد لهذا السياسي أو لذاك القيادي الجنوبي حقيقة أن ( قيمته السياسية ) لا زالت حتى اللحظة تسدد فواتيرها كاملة - بسخاء وبلا منة - جماهير الجنوب صاحبة الفضل الأكبر فيما نحن بصدده الآن من فرصة تاريخية قد لا تتكرر لاستعادة وطن طالما افتقدناه.



بتاريخ 25 / 8 / 2009 م كتب الباحث البريطاني / باتريك كريجر من معهد العلاقات الدولية في برمنجهام بالمملكة المتحدة دراسة سياسية وافية وهامة جدا جاءت تحت عنوان " اليمن : مأزق النظام القبلي في الشمال في الوحدة مع الجنوب " ..



وفي تلك الدراسة برز بشكل جلي واحد من أهم أسرار نجاح الاستراتيجيات السياسية الغربية في التعاطي مع القضايا السياسية المعقدة التي تبعد عن عواصم الغرب ألاف الكيلو مترات , وذلك باعتمادها الكبير على دقة المعلومات وصواب التحليل السياسي للأحداث التي تجير لها معاهد دراسات متخصصة تستقطب في مكاتبها كفاءات بحثية وسياسية وأكاديمية كفؤة .




وحينما قرأت تلك الدراسة الهامة , بدا لي ان الرجل اكثر فهما واستيعابا لما حدث ويحدث في الجنوب من بعض اللذين يمكن ان نسميهم ب ( علية القوم و وجاهاته ) في الجنوب الحبيب ! .. واللافت للانتباه أيضا – وان كان مخزن في نفس الوقت - ان الرجل البريطاني ذهب الى ابعد من مجرد الفهم الدقيق المعتمد على الوقائع والأحداث ووصل حد الغوص في ما هو مطلوب ( وطنيا ) من قيادات الجنوب في الداخل والخارج من عمل مستحق يتناسب مع حجم الهدف الوطني الاستراتيجي وهو ( الاستقلال وفك الارتباط ) .. وجاء ذلك واضحا تحت هذا العنوان البارز " وحدة الصف الجنوبي عامل حاسم في انتصار قضيتهم " ..



وفي هذا السياق تحدث الباحث حرفيا بما يلي :





" نعم، لقد أصبحت الوحدة مع الجنوب مكلفة وتهدد النظام بفقدان السيطرة المطلقة ليس فقط على الجنوب وإنما على الشمال أيضا. وإذا كان الرئيس الجنوبي علي البيض قد شعر أنه نـُصبَ له فخٌ تاريخي بإعلان الوحدة مع الشمال، فإن شعبه قد انتصر له وأحال الوحدة َ فخا للنظام القبلي يبحث اليوم جاهدا عن طريق الخروج منه والخلاص من كلفته. إن هذا الانتصار يرتب على البيض الذي خرج عن صمته وأعلن استعداده لقيادة نضال شعبه، مسئوليات جسيمة يأتي على رأسها العمل بكل طاقته على توحيد القيادة الجنوبية في الداخل والخارج مع ما يترتب على ذلك من خفض جناحه لرفاق دربه وشركائه في القيادة.




كما أن من مسئولياته وزملائه رفع مستوى كفاءة العمل والتخطيط السليم لإيصال قضية شعبهم العادلة الى كافة المحافل الإقليمية والدولية وكسب مناصرين لنضال شعبهم السلمي.




إلى ان يواصل الباحث حرفيا بقوله : " إن شعب الجنوب الذي يقدم القرابين من أبنائه على مذبح الحرية والسيادة، يتطلع الى القادة من رجاله لأن يوحدوا صفوفهم ويتغلبوا على صفحات الماضي فذلك هو طريقهم الوحيد للتكفيرعن إخفاقات نظامهم السابق وغسل أوزاره. لقد منحهم التاريخ فرصة جديدة لأن يسطروا أسماءهم ناصعة في تاريخ شعبهم، كما منحهم شعبهم قيادات ميدانية شجاعة تخوض غمار التحديات.



والى جانب القادة رواد الحراك الذين شقوا دروبه الوعرة ورفعوا رايته عاليا من أمثال السقاف وباعوم وباقيس وباسنيد والنوبة والسعدي وبن يحي وغالب وطماح وبن فريد والمعطري وحويدر والخبجي والعولقي وحقيس وعكوش والشنفرة والقمع وصالح والشيبة وشائع وحمزة وعبادي والعسل والقنع وغيرهم، فقد رفدهم شعبهم بقادة جدد ممن تسكن في أعماقهم روح الإباء والكرامة وتهفو نفوسهم الى الاستقلال والحرية من أمثال الشيخ الفضلي والشيخ النقيب وباشراحيل والعشرات من أكاديميين ومثقفين وصحافيين وغيرهم.




إن جميع القادة الجنوبيين وفي مقدمتهم البيض وناصر والعطاس مطالبون أن ينجزوا وعدَ شعبهم بالتحرر والديمقراطية والانطلاق نحو مستقبل واعد بالتنمية والرخاء والازدهار. "




هكذا إذا عبر الباحث البريطاني بسخاء عن استحقاق وطني ملح تنتظره جماهير الجنوب على أحر من الجمر , وهو مطلب سياسي استراتيجي هام نعلم جميعا انه الغائب الأبرز حتى اللحظة عن انجازات الحراك الجنوبي منذ انطلاق مسيرته السلمية قبل عامين تقريبا.





وإزاء كل هذا ... ينتصب أمامنا على الفور السؤال الكبير الذي يقول : ترى ما هي أهم الأسباب – الموضوعية وغير الموضوعية – التي عطلت وتعطل حتى الآن من تقع على عاتقهم جميعا مهمة انجاز ( الاصطفاف الجنوبي ) المنظم والموحد كخطوة أولى ( حتمية ) على طريق السير الحثيث وفق الخطط والبرامج السياسية التي يمكنها ان تنتصر لقضيتهم العادلة بأقل التكاليف الممكنة وفي الفترة الزمنية المطلوبة ؟؟ .. على من تقع ( بالتحديد ) مسئولية انجاز ذلك ؟ .. وأين يكمن الخلل .. وأين يتركز القصور ؟ ..



ومن أين يمكن ان تكون ( البداية المسئولة الجادة ) التي من شأنها وضع ( الكل ) أمام الحقيقة التاريخية بكل تجرد و موضوعية .. والأهم من كل ذلك بلا مزايدة وبلا عنتريات من أحد ضد أحد.



هل فعلا باتت نخب الجنوب تدرك تماما انها تقف اليوم أمام قلم التاريخ .. وان صفحات التاريخ قد فتحت لتسجيل المواقف بكل دقة وصرامة ؟



.. وهل يمكن لنا ان نتحدث عن تلك النخب حسب التصنيف العام لها بكل صراحة انطلاقا من حبنا وإيماننا وإدراكنا العميق بأن الوطن واستعادة الوطن لا يمكن له ان يتحقق بمجرد الأماني والأحلام وحدها .. !





إذا أردنا ان نتحدث عن ذلك كما ينبغي وكما يجب , علينا ان نشير في البداية الى ان ( لغة المناشدة ) قد انتهى وقتها .. وان ( لغة المكاشفة ) قد أزف موعدها وزمانها , وان الوقت بات يدور بسرعة كبيرة لم تعد في مصلحتنا سرعة وتيرتها , كما ان ( المواقف الإقليمية والدولية ) تجلت أشكالها بوضوح على المشهد العام للمنطقة ككل , وان كانت في مرحلة ما ضبابية وغير محددة المعالم , وكانت تسمح لنا بالتكهن وحتى التمني في زمن محدد ,



فإنها بكل تأكيد لم تعد كذلك اليوم , كما انها بذلك الوضوح التام والاستقطاب المتعاظم تتحرك بقوة كبيرة لا يجب ان يستهان بها , او المراهنة على قراءات مظللة لها او حتى الاتكال على إمكانية تبدلها وتغيرها بين عشية وضحاها لمجرد الاتكال المعتمد على الأماني وليس على منطق الحسابات الدقيقة .. وتبقى الكارثة الكبرى ان تجد ( قوى وطنية ) نفسها – بعلمها او بحسب فهمها للأمور وربما برغبتها – جزء رئيسي من تلك العاصفة القادمة تجاه المنطقة بشكل عام والجنوب بشكل خاص .





ولأن الأمور تنذر بذلك .. نقول ان ( لغة المناشدة ) قد انتهت .. وعلينا ان نحدد خياراتنا بدقة وبمسؤلية .




أحمد عمر بن فريد

ابن المعلا
2009-12-02, 02:00 PM
جميع المقالات الغربية بشأن الحراك الجنوبي تتحدث عنه بصفته كيان هلامي بدون قيادة وتؤكد على اهمية التوحيد للنجاح.
نعم لقد حان وقت المكاشفة