رعدالجنوب
2008-02-19, 12:19 AM
المتأمل لتاريخ البشر والمتدبر لآيات القرآن يدرك يقيناً أن القلة هي من تصنع النصر وتؤسس للحضارات وتاريخ النضال البشري والإسلامي على وجه الخصوص يشهد بذلك، ولكي ندرك أهمية القلة وهي تتبنى أساسات وقواعد أمجاد الأمم والشعوب علينا أن نتذكر قلة بدر، وعددهم ثلاثمائة وبضع عشر ومع قلتهم إلا أنهم بصبرهم وثباتهم وطاعتهم لقيادتهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبثقتهم بالله ونصره حققوا ذلك النصر العظيم الذي أسماه الله في سورة الأنفال بيوم الفرقان؛ لأنه فرق بين الحق والباطل إلى قيام الساعة.
وقبل أن يخوض أولئك الرجال معركة بدر زودهم الله سبحانه وتعالى بتجارب من الأمم السابقة ومن تلك التجارب قصة بني إسرائيل من بعد موسى عليه السلام وفتح بيت المقدس، بداية بقوله تعالى: (ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله .. إلى أن يصل بك السياق القرآني إلى انتصار فئة قليلة هي التي صمدت حتى النهاية بعد أن سقط في الامتحان المجموعة تلو الأخرى، وذلك عندما امتحنهم ملكهم المصطفى والمختار من الله تعالى (طالوت)، قال تعالى: (قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين. ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ...).
إذا فالقلة المؤمنة هم ستار القدرة القادرة، الله سبحانه وتعالى يفعل بهم مايشاء، يعز أولياءه ويذل بهم أعداءه، والقلة المؤمنة التي صنعت ذلك المجد الذي أتى بعده عهد داود عليه السلام ملكاً ونبوة ثم عهد سيلمان عليه السلام وهو العهد الذهبي للمؤمنين في ذلك الزمن، تلك الحضارة وذلك المجد لم يكن ليتحقق إلا بتلك القلة المؤمنة الصادقة، وبالمقارنة بين تلك القلة وقلة بدر التي صنعت لأمة محمد صلى الله عليه وسلم النصر حتى قيام الساعد تلك المقارنة جميلة ومتشابهة، فحضارة الإسلام التي قامت عبر القرون وحتى اليوم إنما هي بفضل الله ثم بفضل تلك القلة التي صمدت مع الرسول، صلى الله عليه وسلم، وقالت: (والله لن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: (إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون)، ولكن نقول: إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون .. وبنو إسرائيل الذين امتنعوا ورفضوا الجهاد مع موسى جاءت بعدهم أجيال وخرجت منهم قلة مؤمنة قاتلت وانتصرت، أما قلة الإيمان في عهد محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقد قاتلت في حياته وتحقق النصر إلى قيام الساعة.
وبعد الانتصار المدوي الذي حققه المصطفى والبدريون نزلت سورة الأنفال تحدثهم عن كل ما حدث، فكان القرآن زادهم قبل المعركة في القصة التي جاءت في سورة البقرة، وبعد المعركة في نزول سورة الأنفال، وهكذا كان القرآن الكريم يقود خطاهم ويهبهم خبرات الأمم السابقة قبل المعركة، وما حدث لهم بعد المعركة، ومن السور التي تحدثت عن مثل ذلك سورة آل عمران نصفها عن غزوة أحد وسورة الأحزاب، عن غزوة الأحزاب وسورة الفتح عن صلح الحديبية وفتح مكة.
وعندما نعود إلى تاريخ الأمم والشعوب، نجد أن الثورات عبر التاريخ البشري تقوم بها مجموعة قليلة تصمد وترابط وفي الأخير يكتب الله لها النصر.
والقلة المؤمنة اليوم في غزة هي من تؤسس لعهد جديد ونصر قادم بإذن الله والشرف والمثوبة لكل من ينصرهم ويؤيدهم بالمشاعر القلبية والابتهالات والأدعية إلى الله أن ينصرهم، وبالجهاد بالمال والجاه والكلمة وبكل وسائل النضال والجهاد.
والخزي والعار لكل من خذلهم .. (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلون).
وقبل أن يخوض أولئك الرجال معركة بدر زودهم الله سبحانه وتعالى بتجارب من الأمم السابقة ومن تلك التجارب قصة بني إسرائيل من بعد موسى عليه السلام وفتح بيت المقدس، بداية بقوله تعالى: (ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله .. إلى أن يصل بك السياق القرآني إلى انتصار فئة قليلة هي التي صمدت حتى النهاية بعد أن سقط في الامتحان المجموعة تلو الأخرى، وذلك عندما امتحنهم ملكهم المصطفى والمختار من الله تعالى (طالوت)، قال تعالى: (قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين. ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ...).
إذا فالقلة المؤمنة هم ستار القدرة القادرة، الله سبحانه وتعالى يفعل بهم مايشاء، يعز أولياءه ويذل بهم أعداءه، والقلة المؤمنة التي صنعت ذلك المجد الذي أتى بعده عهد داود عليه السلام ملكاً ونبوة ثم عهد سيلمان عليه السلام وهو العهد الذهبي للمؤمنين في ذلك الزمن، تلك الحضارة وذلك المجد لم يكن ليتحقق إلا بتلك القلة المؤمنة الصادقة، وبالمقارنة بين تلك القلة وقلة بدر التي صنعت لأمة محمد صلى الله عليه وسلم النصر حتى قيام الساعد تلك المقارنة جميلة ومتشابهة، فحضارة الإسلام التي قامت عبر القرون وحتى اليوم إنما هي بفضل الله ثم بفضل تلك القلة التي صمدت مع الرسول، صلى الله عليه وسلم، وقالت: (والله لن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: (إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون)، ولكن نقول: إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون .. وبنو إسرائيل الذين امتنعوا ورفضوا الجهاد مع موسى جاءت بعدهم أجيال وخرجت منهم قلة مؤمنة قاتلت وانتصرت، أما قلة الإيمان في عهد محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقد قاتلت في حياته وتحقق النصر إلى قيام الساعة.
وبعد الانتصار المدوي الذي حققه المصطفى والبدريون نزلت سورة الأنفال تحدثهم عن كل ما حدث، فكان القرآن زادهم قبل المعركة في القصة التي جاءت في سورة البقرة، وبعد المعركة في نزول سورة الأنفال، وهكذا كان القرآن الكريم يقود خطاهم ويهبهم خبرات الأمم السابقة قبل المعركة، وما حدث لهم بعد المعركة، ومن السور التي تحدثت عن مثل ذلك سورة آل عمران نصفها عن غزوة أحد وسورة الأحزاب، عن غزوة الأحزاب وسورة الفتح عن صلح الحديبية وفتح مكة.
وعندما نعود إلى تاريخ الأمم والشعوب، نجد أن الثورات عبر التاريخ البشري تقوم بها مجموعة قليلة تصمد وترابط وفي الأخير يكتب الله لها النصر.
والقلة المؤمنة اليوم في غزة هي من تؤسس لعهد جديد ونصر قادم بإذن الله والشرف والمثوبة لكل من ينصرهم ويؤيدهم بالمشاعر القلبية والابتهالات والأدعية إلى الله أن ينصرهم، وبالجهاد بالمال والجاه والكلمة وبكل وسائل النضال والجهاد.
والخزي والعار لكل من خذلهم .. (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلون).