المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آخر الأجندة الأمريكية حرب شعوا يقودها مسلمون ضد مسلمون


الازدواجي
2009-11-10, 08:58 PM
آخر الأجندة الأمريكية حرب شعوا يقودها مسلمون ضد مسلمون


لم يقتنع العرب والمسلمون بمبررات السعودية بشأن إعلانها الحرب المباشرة على الحوثيين في اليمن، ولا السعوديون اقتنعوا أيضاً، عدا أولئك المنتمين إلى الدم الملكي من المنتفعين والقابضين على السلطة، من الذين يوجهون ويقررون المعارك في حين يذهب الجنوبيون وهم أفراد القوات السعودية الدنيا إلى الحرب والقتل والأسر.

كل الجرحى، وكل القتلى، وكل الأسرى في صفوف السعوديين هم من أهل الجنوب، فالقتل لغيرهم، والمنفعة لهم في وقت ينفخون في نار الحرب، والطائفية، ويوجهون المعارك بالجملة ضد المواطنين في الحجاز والشرق باعتبارهم غير وطنيين لأنهم لم يعلنوا دعمهم لقوات نجد الباسلة.

لماذا الحرب؟ هل هي لدعم علي عبدا لله صالح؟ أم هي لإيقاف التسلل من مواطنين يمنيين باحثين عن عمل، فأصبح كل متسلل حوثي؟! هل هي حرب طائفية ضد الشيعة (هذه المرة)؟ أم هي مناكفة مع إيران؟

لا أحد يعرف على وجه الدقة ماذا تريد السعودية، وما لذي جعلها تنخرط في الحرب غير المبررة، لمجرد أن جندياً قتل من حرس حدودها؟ هل هذا يبرر استخدام الطائرات وحشد نحو خمسين ألف جندي على الحدود، وقصف القرى والمواقع اليمنية بالطائرات والمدافع الثقيلة؟

لا يوجد مبرر مطلقاً. تستطيع الحكومة السعودية ـ إن كانت ترى القضية قضية متسللين ـ أن تغلق حدودها بدون حروب.

وتستطيع السعودية أن تستثير النزعة الوطنية لدى السعوديين ـ إن وجدت! ـ دون أن تستخدم الخطاب الطائفي ضد الشيعة وضد الصوفية، خاصة في الداخل. لماذا تفتح لها معركة في الداخل ضد شعبها أو جزءً كبيراً منه، في وقت تزعم فيه أنها مضطرة لخوض حرب ضد مجرد (فلول وشراذم))!



عجزت السعودية في إقناع الآخرين بأنها تمارس حرباً دفاعية. فكيف يحشد جيش بمختلف الأسلحة الثقيلة والحديثة ضد (زمرة حوثية) أو ضد (مدنيين يمنيين متسللين للعمل)؟!

سياسياً انتقد الإتحاد الأوروبي توسيع الحرب، وحمل علي عبدالله صالح مسؤولية الحفاظ على أرواح المدنيين، وانتقد منع قوافل الإغاثة للنازحين. مشيراً بطرف خفي لما تقوم به السعودية نفسها والتي تلقت نقداً كبيراً من المنظمات الدولية ضد تصرفاتها إزاء منع وصول الإمدادات للمدنيين المحاصرين في صعدة.

والولايات المتحدة التي اعطت الضوء الأخضر لعدوان آل سعود، نصحت السعوديين بعدم توسيع الحرب، لأنه لا يمكن حسمها عسكرياً كما جاء في بيان المتحدث باسم الخارجية الأميركية. وكأن الأميركيين يقولون للسعوديين إن أردتم التجربة فجرّبوا! لن نكون معكم في القتال فنحن مشغولون في العراق وأفغانستان، انزعوا شوككهم لوحدكم وتحملوا نتائج سياساتكم.

لم تدعم السعودية إلا بضع دول، وكلها أكدت حق السعودية في الدفاع عن أراضيها، وهذا حق. ولكن السعودية لا تدافع عن أراضيها وإنما تقصف وتتدخل في مناطق الآخرين. هذا ليس دفاعاً، وما يقوم به الطيران السعودي ليس دفاعاً عن أرض بقدر ما هو تدخل سافر وتعدّ واضح على الآخرين. نعم هناك بعض الدول العربية الغبيّة التي تكشف عوراتها أمام اسرائيل، تحرّض السعودية للمضي في المعارك وقتل المدنيين. ولكن الله أوقع آل سعود في شر أعمالهم.