المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدكتور مسدوس: ذلك الجنوبي الشامخ العابر للأسلاك والحواجز


احمد الكندي
2009-11-07, 12:47 AM
الدكتور مسدوس: ذلك الجنوبي الشامخ العابر للأسلاك والحواجز
*عبده النقيب / 06 نوفمبر 2009
http://siyasapress.net/images/bottom_gradient.gif



قد نتفق وقد نختلف مع ما يطرحه الدكتور محمد حيدره مسدوس احد ابرز القادة السياسيين الجنوبيين المعروف بتفرده وتميزه بالرأي الخاص به والذي نحترمه فقد كان احد المناوئين لتيار عبد الفتاح إسماعيل الذي كان يطرح فكرة الحزب الطليعي دون وعي لظروف وواقع الجنوب والذي أتضح فيما بعد أنها مجرد مؤامرة على الثورة والجنوب نفسه واستطاع مسدوس أن يفلت من الانتقام بسبب موقف هذا بعد هزيمة تيار سالمين الوطني الجنوبي.


كما أنه استطاع أن يفلت من الوقوع في دائرة الاستقطاب المناطقي التي شهدتها مرحلة ما قبل كارثة 13 يناير 1986م ودخل الوحدة مع الذين دخلوا لكنه ظل يحمل فكرا مغايرا في كل مرحلة وهي ميزه تؤكد استقلال شخصيته وحضورها في كل الأحداث والمنعطفات.

الدكتور مسدوس هو أول من بدا يطرح على صفحات الثوري طرحا مغايرا لتوجه الحزب الذي كان منهارا وفاقدا للرؤية بسقوط المعسكر الاشتراكي وسقوط النظام المتمركس في عدن عبر مقالاته الشهيرة المعروفة ب الطريق إلى السعادة.. وبرغم حضوره في دائرة الصراع الذي أنفجر بين اليمن والجنوب في صيف 1994م وتواجده في قلب المعركة إلى جانب الجنوب وخروجه مع القوات المهزومة باتجاه الصحراء العمانية إلا أنه استطاع التغلب على الموقف والعودة السريعة لمواجهة المصير ومعايشة مرحلة النهب والسلب والفيد وتصفية بقايا المؤسسات الجنوبية التي نهبها المتنفذون في عدن قبل الحرب من عصابات الاشتراكي الذين تقاسموا السلطة مع عصابة صنعاء واختلفوا على القسمة فقط.

كان مسدوس يحمل في داخلة مرارة الهزيمة التي تلقاها الجنوب والنظام الذي ناضل من اجله طيلة ثلاثة عقود لكنه أكثر المهزومين توازنا من قيادات الجنوب التي تساقطت كما يتساقط الذباب وظل يغامر في التعايش مع هذه المرحلة عله يخفف من أضرارها الفادحة بحق الجنوب.

بدأ مسدوس هو وحسن باعوم يصيغان ملامح المستقبل الجنوبي في مقاومة الاحتلال من داخل أروقة ودهاليز الحزب الأسير والمدجن وبلورا مشروع تيار إصلاح مسار الوحدة الذي عارضة الحزب الاشتراكي الذي صار جزءا من مؤسسة السلطة يسيطر عليه تيار حوشي اليمني بعد أن أبهت دور الجنوبيين فيه وأصبح تواجدهم مجرد أصوات فقط لم يمنع الاشتراكي فعليا من ان يسير في فلك المعارضة التي صنعتها السلطة وينفذ المشروع المرسوم له في التشريع للاحتلال ومحو هوية الجنوب وقطع الطريقة أمام أي نهوض جنوبي محتمل.

وعلى الرغم من أن مسدوس هو من ابرز المنظرين لتيار إصلاح مسار الوحدة إلا أنه تخلف عنه وكاد يصبح معارضا له عندما أنتقل هذا التيار فعليا إلى مراحل لم يعد يطرح فيها إصلاح مسار الوحدة بل تحرير و استقلال الجنوب حيث ظل مسدوس يتمسك بفكرة الشراكة كخيار رئيس في واقع هو يدرك كنهه جيدا أن ماهو قائم ليس مجرد خلل في مسار الوحدة أو في المعادلة السياسية بل إحتلال وهو ما يجعل طرحه للشراكة مجرد عبث وربما هي الطبيعة التي تميز بها مسدوس في ميوله للمعارضة دائما أكثر منها للموالاة.

في المقابلة الطويلة والهامة التي أجرتها النداء مؤخرا وفي رسالته الأخيرة للحراك المنشورة في صحيفة الوسط أنتقل الدكتور مسدوس في طرحه من فكرة الشراكة التي كانت محور فلسفته لحل قضية الجنوب إلى التأكيد على أن ماهو قائم هو احتلال وان الحلول لم تعد مجدية سوى بالجلوس للحورا بين طرفي النزاع اليمني والجنوبي على قاعدة الشرعية الدولية وقراري مجلس الأمن أو استفتاء الجنوب حول الوحدة نفسها وهو ما يعلمه مسدوس جيدا أن كلا الخيارين لن يفضيان إلا طريق واحد وهو الاستقلال.. وهذا طرح ضمني من الدكتور مسدوس لما يطرحه الذين انتقلوا من ضفة إصلاح مسار الوحدة إلى ضفة تحرير الجنوب والاستقلال.

ما يجعلنا نعلق أهمية كبيرة على ما يطرحه الدكتور مسدوس هو قدرته الفائقة على التعاطي مع مختلف المراحل والتقاط المتغيرات بسرعة وبذكاء يمكنه من الانحناء حتى تمر العاصفة,
وهو سياسي يتحلى بالمرونه والحنكة لا يقطع الشعرة مع من يختلفوا معه وهو بحق غير متعصب ويحضى باحترام وشعبية كبيرين في الجنوب لدماثة خلقه وتواضعه ونظافة يده من الفساد والمحسوبية كل ذلك مكنه من البقاء دائما دون ان يمس رغم تواجده في بؤرة الصراع في كل مرحلة ورغم الحصار المفروض عليه اليوم فإن موقعه وتواجده يجعل منه ابرز اللاعبين الجنوبيين الإستقلالين داخل الجنوب دون أدنى شك.


* كاتب وسياسي من الجنوب العربي مقيم في بريطانيا





الله يطول في عمر الدكتور محمد حيدرة مسدوس الجنوبي الشامخ

ويعطية الصحة والعافية