المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حروب الغد الثقافية


جني تعرفوه
2008-02-07, 11:09 PM
ربما كان أهم ما أفلح الاستعمار فى غرسه فى نفوس الشعوب التى خضعت له، هو الانبهار بالحضارة الغربية على حساب التراث والتاريخ والقيم الأصيلة المتوارثة.

لقد أفلح الاستعمار إلى حد كبير فى فرض أسلوب حياته وقيمه على العقل الإفريقى أو الآسيوى، لدرجة أن أصبح الأهالى فى تلك المستعمرات يستخدمون لغته ويهملون لغاتهم الوطنية، مما كان يفرض عليهم بالضرورة التفكير فى حدود وألفاظ ومفاهيم تلك اللغات الأجنبية ، وتلك هى قمة الخضوع والاستسلام ومحو الذات وتقبل التبعية بل والدفاع عن القوة الغريبة المسيطرة وثقافتها. وهكذا أمكن للاستعمار ترسيخ أقدامه عن طريق الغزو الفكرى والسيطرة أو الهيمنة الثقافية أكثر مما فعل عن طريق القوة الفيزيقية الغاشمة التى كانت تدفع تلك الشعوب إلى التمرد والثورة والمقاومة. والواقع أن كل استعمار كان يتحول فى آخر الأمر إلى غزو ثقافى حتى يضمن استمرار وجوده وسيطرته.فالاستعمار هو فى آخر الأمر عملية ذهنية ثقافية تهدف إلى جانب استنزاف الموارد والثروات الطبيعية إلى فرض أسلوب حياة الدول الغالبة وتفكيرها وقيمها ونظرتها إلى الحياة على الشعوب التابعة والخاضعة حتى وإن كانت الوسيلة التى تمهد الطريق إلى ذلك هى الغزو العسكري الذى يحمل فى طياته العنف والقتل والدم. فالهيمنة - على ما يقول أنطونيو جرامشي - نظام يقوم على فرض أسلوب معين للحياة والفكر ووجود تصورٍٍ وحيد للحقيقة يسود فى المجتمع ككل ويمحو كل مظاهر الوجود البشرى من عادات وأخلاقيات ومبادئ دينية وسياسية.

ولقد كانت الحروب القتالية جزءًا أساسيًا من حياة المجتمعات البشرية خلال كل مراحل التاريخ لتحقيق أهداف اقتصادية أو سياسية أو حتى بيولوجية.ولقد أثبت التاريخ مدى فداحة ثمن الحروب القتالية اقتصاديًا واجتماعيًا وبشريًا وما تستغرقه من وقت وتستنزفه من جهد وما تلحقه من دمار وخراب وما ينجم عنها من عداوات طويلة ومتأصلة. وحتى استخدام الأسلحة الحديثة المتطورة لم يفلح فى حسم الحروب بسرعة بل إنه أدى، على العكس من ذلك، إلى تحول القتال المسلح إلى حرب استنزاف طويلة المدى مع ارتفاع رهيب فى أعداد الضحايا البشرية. وحتى فى حالة الحروب الباردة تحرص الأطراف المتعادية على امتلاك وتكويم السلاح رغم التأكد من أنه لن يستخدم ولكن الظهور بمظهر التفوق العسكرى يدعو إلى الانبهار ويساعد على فرض السيطرة أو الهيمنة على عقول الآخرين وتفكيرهم وضمان الانصياع والتبعية دون الحاجة إلى إراقة الدماء واحتلال الأرض.

فالأمر الذى لاشك فيه إذن هو أن الحروب القتالية التى تهدف إلى تحقيق أطماع سياسية واقتصادية تلحق من الخراب والخسائر بكل الأطراف المتحاربة أكثر مما تجلب من فوائد ومكاسب، وبخاصة بعد أن انتشر استخدام جميع أنواع الأسلحة الفتاكة وباتت ميسورة لجميع الدول، بل وللجماعات المنظمة وغير الشرعية، بل وأيضا للأفراد، مما يجعل الجميع يترددون فى الالتجاء إلى العنف وإلى الغزو إدراكا منهم لفداحة المخاطرة وتحسبا للخسائر المتبادلة. فلم تعد حيازة أسلحة الحروب المتطورة مقصورة الآن على الدول الغربية التى ارتبطت تاريخيا بالاستعمار كما كان عليه الوضع فى القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين. ومع ذلك فإن الأطماع فى بسط النفوذ سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا بقيت كما هى ولم تتراجع، ولذا كان لابد من البحث عن أساليب ووسائل أخرى تكفل تحقيق أهداف الاستعمار القديم دون الالتجاء بالضرورة إلى الغزو المباشر واحتلال الأرض عسكريا ودون الحاجة إلى إحداث خسائر بشرية ومادية تترك آثارًا سلبية وعدائية يصعب إزالتها أو نسيانها. ولم يكن ثمة مفر لبسط النفوذ وضمان التبعية ولكن بطريقة طوعية والرضا بها ولو فى حدود معينة إلا بالالتجاء إلى أساليب سلمية تتجنب المصادمات المسلحة بقدر الإمكان وتخفي وراءها النزعات الاستعمارية الجديدة وتؤدي فى الوقت ذاته إلى نشر حضارة «المستعمرين الجدد» وأساليب تفكيرهم وأنماط قيمهم ونظرتهم إلى الأمور فى المناطق التى يراد إخضاعها لسيطرتهم السباسية والاقتصادية وربطها بهم عن طريق مايسميه الأنثروبولوجيون «التغيير الثقافى الودِى »Friendly » بدلا من التغيير الثقافى العدوانى أو العدائى Hostile القائم على القهر والإجبار وتغيير نظم الحكم والتعليم عنوة واقتدارا. فالحروب إذن قائمة ومستمرة، والذى تغير هو نوع السلاح. وبدلا من التدمير المادى والبشرى باستخدام أسلحة الفتك والقتل، أصبح التدمير فكريا وأخلاقيا باستخدام أسلحة أشد فتكا لأنها تقوم على إلغاء الفكر الخاص والتخلي أو حتى التنكر للثقافة والقيم والتاريخ والمقومات الاجتماعية والأخلاقية، بل والهوية الثقافية للمجتمع الذى يتعرض لهذا النوع من الاستعمار. وهذا هو جوهر الحروب المستجدة والتى سوف تميز العلاقات بين الدول فى المستقبل وهو ما يطلق عليه فى بعض الكتابات اسم الحرب الثقافية أو حرب الثقافات.

حرب الثقافات

الواقع أن مصطلح حرب الثقافات Cultures War يستخدم بمعنى أوسع من هذا بكثير فى الوقت الحالى، وبخاصة فى الولايات المتحدة، حيث تتخذ الكلمة أبعادا أيديولوجية واجتماعية تشير إلى الصراع السياسى القائم على اختلاف القيم الثقافية التى تعتنقها الشعوب المختلفة، بل والجماعات المتمايزة داخل المجتمع الواحد متعدد الثقافات، كما هو شأن المجتمع الأمريكى ذاته. ويذهب بعض الكتاب إلى أن هذه (الحرب) بدأت فى الستينيات من القرن الماضى، بل إن البعض يرون أن ثورة الطلاب الشهيرة فى الولايات المتحدة وفرنسا عام 1968 ليست سوى صورة واحدة من صور الحروب الثقافية أو حروب الثقافات، ولكن ربما كان أفضل مثال لهذا النوع من الحرب هى الحروب الدينية النى كثيرا ماتنشب فى أنحاء عديدة من العالم والتى كانت إحدى العلامات المميزة للتاريخ الأوربى حتى القرن التاسع عشر، وذلك قبل أن تصبح وسائل الإعلام الحديثة والتلفزيون بالذات هى الوسيلة أو الأداة الفعالة فى شن هذه الحروب (السلمية) فى القرن العشرين.

فى هذا القرن أيضا استخدمت مصطلحات كثيرة مختلفة للإشارة إلى هذه الحروب، لعل أكثرها شيوعا وإن لم يكن أكثرها دقة فى التعبير عن طبيعتها وأبعادها هو لفظ «صراع الثقافات» الذى يتمثل فى أبسط صوره فى بعض أشكال الاستقطاب ليس فقط فى المواقف والآراء السياسية بل وأيضا فى القيم الاجتماعية وأنماط الحياة والاتجاهات وأساليب السلوك بحيث تتصادم هذه المظاهر الثقافية بعضها مع بعض، ويحاول كل منها أن يمحو الآخر ويزيحه من الوجود حتى يفسح لنفسه طريق السيادة والهيمنة على المجتمع بأسره ويكون هو التصور أوالمفهوم الوحيد فى الساحة. وقد يتخذ هذا الصراع شكل العنف الفيزيقى ويتحول إلى حرب حقيقية مسلحة وإن تكن على نطاق ضيق محدود ولكنها تهدف كلها فى آخر الأمر إلى فرض هيمنة أحد هذه الأشكال أو المظاهر بكل مايحمله من أفكار وقيم. وتوجهات اجتماعية وسياسية واقتصادية. وأعلى درجات التعبير عن هذا الصراع تتبدى فى محاولة الغرب فرض حضارته على الثقافات اللاغربية والقضاء عليها تماما إن أمكن، مستخدما فى ذلك كل أنواع الأسلحة الهجومية ابتداء من المبالغة فى إبراز الجوانب السلبية فى تلك الثقافات والإعلاء من شأن قيم وأفكار وإنجازات الحضارة الغربية ورسالتها الإنسانية السامية، وانتهاء باستخدام أسلحة القتل والتدمير والإبادة الجماعية إذا اقتضى الأمر ذلك..فالحرب الثقافية أو حروب الثقافات ليست حروبا سلمية بالضرورة أو فى كل الأحوال، كما أنها لا تقل ضراوة وشراسة عن الحروب الاستيطانية أو التجارية والاقتصادية، وأن هدفها الأخير هو تحقيق الهيمنة السياسية والاقتصادية ولكن بأسلوب مختلف ظاهره المعاونة على تحقيق التقدم الثقافى والفكرى من خلال عمليات التغيير الودى الذى سبقت الإشارة إليه. وقد ساعد على هذا التحول فى المواقف التقدم التكنولوجى الذى جعل من الميسور نقل المعلومات والاحتكاك الثقافى والتعريف بنماذج للحياة أكثر تقدما وازدهارا وأشد إبهارا وأقوى على الإغراء من الأنماط والأشكال البسيطة السائدة فى المجتمعات المستهدفة، وهى المجتمعات الأقل تقدما والأكثر تخلفا، التى كانت دائما هى مواطن جذب وإغواء للغزو العسكرى والاحتلال الأجنبى في الاستعمار القديم.

صراع العولمة

وقد شاع استخدام مصطلح حرب الثقافات بكثرة تلفت النظر وبهذا المعنى الواسع ابتداء من أوائل التسعينيات، بعد أن نشر عالم الاجتماع الأمريكى جيمس دافيسون هنترJames Davison Hunter كتابه المهم فى الموضوع تحت عنوان Culture Wars: The Struggle to Define Americaوفيه يبين كيف أن ماوصفه بأنه عملية استقطاب وإعادة تشكيل أدت إلى حدوث تغييرات واسعة وعميقة فى سياسة وثقافة الولايات المتحدة وانقسامها إلى معسكرين إزاء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية على أساس أيديولوجى بحت وليس على أساس دينى أو عرقى أوطبقى، وأن هذين الطرفين أو القطبين المتعارضين، اللذين يسميهما القطب التقدمى والقطب المحافظ، يقفان داخل المجتمع الأمريكى موقفا عدائيا واضحا أحدهما من الآخر وأن هذا الموقف العدائى يكاد يكون حربا عقائدية للسيطرة على أذهان وتفكير الناس ونظرتهم إلي أمور الحياة. وعلى أي حال فإن هذا النوع من الانقسام ليس بالأمر الجديد بالنسبة الى كثير من المجتمعات (بما فيها المجتمعات العربية) وإن ظهر تحت مسميات مختلفة، ولكنه يؤكد ماذهب إليه صامويل هنتنجتون فى مراجعته لموقفه المعروف عن صراع الحضارات، من أن الصراع الذى سوف ينشب فى المستقبل القريب لن يكون بين الشرق والغرب بل داخل كل منهما وهو صراع بين قوى العولمة والحركات الاجتماعية الرجعية، وأن كلتا الحركتين تشتركان فى الرغبة فى الهيمنة العرقية والاجتماعية والدينية والثقافية وقد تذهبان فى ذلك إلى حد القتال وسفك الدماء على مايحدث الآن بالفعل فى كثير من الدول التى تزدهر فيها الحركات المحافظة القديمة التى تنظر دائما الى الوراء وتعمل على ترسيخ قيم الماضى وتعظيمها والفخر بها.

والواقع أنه فى أوائل التسعينيات كانت الحرب الثقافية مستعرة على أشدها فى الولايات المتحدة بحثا عن «روح أمريكا». وقد بدأ هذه الحرب بعض المفكرين الذين يزعمون أن التعدد الثقافى والتغيرات الاجتماعية التى بدأت فى الستينيات تمثل تهديدا لنسيج الحياة الاجتماعية والثقافية فى أمريكا. وقد ظهر نتيجة لذلك اتجاهان متعارضان مثل أحدهما كتاب ألان بلوم Allan Bloomأستاذ الفلسفة (المحافظ) فى جامعة شيكاغو وكان عنوان الكتاب الذى صدر عام 1987 هو «انغلاق العقل الأمريكى» ذهب فيه إلى أن عدم التسامح والمغالاة فى التمسك بالنظرة النسبية للأمور بدأت تسيطر على الحياة الاجتماعية والفكرية فى الجامعات، بالذات، وأن أسس الفكر الغربي يتم التضحية بها وإهدارها على مذبح مايسمى باسم «الانفتاح» بينما هو فى الحقيقة انغلاق، لأن أنصار ذلك التوجه لايكادون يهتمون بشيء قدر اهتمامهم بموضوعات من قبيل مشكلات الرق والسكان الأصليين فى أمريكا ومشاكل المرأة والعمال وحق الإجهاض والعلاقات الجنسية المثلية وغيرها من الأمور التى تبتعد كثيرا عن الخط التقليدى للفكر الأمريكى. وقد قابل هذا الاتجاه كتاب صدر عام 1996 بعتوان «انفتاح العقل الأمريكى» أصدره لورانس ليفينLawrence Levine وهو أستاذ للتاريخ وفيه يذهب إلى أن الفهم الواسع الشامل للتاريخ الأمريكى لايمثل أبدا أى تهديد، بل الأمر على العكس من ذلك تماما، لأنه هو الفهم الأكثر دقة والذى يعطى نوعا من الترابط والثراء والحيوية للحياة الأمريكية وقد يمكن الاهتداء به فى رسم المستقبل.

وايًا ما تكون الأبعاد التى تتخذها حروب الثقافات سواء على المستوى المحلى أو على المستوى الدولى، فالظاهر أن العالم أصبح الآن فى أشد الحاجة إلى الوصول إلى استراتيجية ورؤية تكفلان له العثور على بديل للأوضاع التى تؤدى إلى الحروب القتالية المدمرة التى كانت تهدف إلى إنشاء الإمبراطوريات، وإقامة - بدلا من ذلك - تنظيمات وأبنية جديدة بفكر جديد ونظم وعلاقات اجتماعية من شأنها تنمية التوجهات نحو التحرر وتنمية المجتمع البشرى ككل على أسس جديدة تعزز التضامن وتزيل مظاهر التمييزات العرقية والعنصرية والطبقية وتعمل على إقرار السلام بين الدول، وبدلا من ثقافة الحرب العدوانية تقوم ثقافة جديدة كونية تتخطى كل الحدود والعوائق وتحترم التعدد والتنوع الثقافى وتعمق العلاقات بين الشعوب.وليس من شك فى أن الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من التطور الاجتماعى والفكرى تحتاج إلى إعادة تشكيل كل النظم الاجتماعية فى المجتمع المعاصر بل وفى كل مجالات الحياة، بحيث يمكن القضاء على كل دوافع العداء وعوامل الصراع بين الشعوب المختلفة وبين الجماعات المتباينة داخل المجتمع الواحد.

وليس ثمة شك فى أن العالم يتجه الآن نحو التقريب بين ثقافاته المتعددة والمتنوعة بحيث يتنبأ الكثيرون بقرب أو على الأقل إمكان قيام مايطلقون عليه اسم الحضارة العليا أو المتميزة أو (الحضارة السوبر Super- civilization) التى تتعدى كل الحدود الجغرافية وتقيم مجتمعا واحدا وموحدا على مستوى كوكب الأرض، تسود فيه أنماط ثقافية موحدة. وقد يقتضى ذلك اختفاء بل وإبادة بعض الثقافات القائمة الآن بالفعل لكى تسود تلك التقافة الموحدة المهيمنة، وهذا لن يتم فى الأغلب إلا عن طريق التآزر بين وسائل الحرب القتالية القائمة على العنف ووسائل التغيير السلمى، أى عن طريق الجمع بين وسائل وأساليب التغيير العدائى والتغيير الودى. وقد يبدو تحقيق هذه الحضارة العليا العامة أمرًا خياليًا صعب المنال ولكن أنصار الفكرة والمتحمسين لها يرون أنه سبق للعالم أن شهد بالفعل نمطين من هذه الحضارة العليا. النمط الأول هو الحضارة الزراعية التى سادت العالم منذ أكثر من عشرة آلاف سنة، والنمط الثاني هو الحضارة الصناعية التى تسود العالم الآن والتى يمكن أن تحل الحضارة الجديدة القائمة على التفاهم الثقافى محلها.

صقر الجنوب
2008-02-07, 11:21 PM
طرح موفق ونتمنى لك اخي الجني حسن الاقامه معنا في المنتدى

ضالعي صنديد
2008-02-08, 02:41 PM
مشكور اخوي جني تعرفوه على هذة الموضوع الرائع ومنتظرين جديدك انشالله اخوك الصنديد

الحنش
2008-02-17, 07:33 PM
اختر انواع الاستعمار هو الغزو الثقافي. لأنه يقوم على فرض أسلوب معين للحياة والفكر ووجود تصور وحيد للحقيقة يسود في المجتمع ككل ويمحو كل عاداتناومبادئنا الاسلاميهوالاجتماعيه..

sweet girl
2008-02-24, 05:43 PM
مشكور حبيبي الجني واله كلامك قريب قريب جدا الى الحقيقة
خلينا نلاقي كلجيد منك

وشكرا

قلب الضالع
2008-02-25, 01:09 AM
الاعلام

هو اخطر الاسلحه

في عصرنا هذا يضحكو على عقولنا
بتفاهتهم ....ا