المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العميد النجار يرسل رسالة للشماليين


علي المفلحي
2016-10-06, 07:46 PM
مقال طويل ولكن يستحق القراءة العميد النجار يرسل رسالة للشماليين
لاتفوتك اقرأها كاملة وانشرها

رسالة للأخوة في شمال الوطن الحبيب

لفت انتباهي أثناء إقامتي في صنعاء خلال الأشهر الماضية تهكم الأخوة الشماليين بالأحداث التي جرت في الجنوب خلال فترة السبعينات والثمانينيات من صراعات بين أجنحة الحزب الاشتراكي اليمني
وقد سمعت بعض الأخوة الشماليين يرددون قول عفاشهم بأن الجنوبيين متعودين على الاقتتال بينهم وفي كل سنة يعملوا وجبة كما كان يردد في خطاباته وأصبح الكثير منهم ببغاوات خاصة بكلامه لا يعقلون شيئا مما يهذي به . وزاد البعض منهم بقوله إذا أراد الجنوبيون الانفصال فلا يهربوا عندنا بعدما يتقاتلوا .
صحيح إن صراعات أجنحة الحزب الاشتراكي في الجنوب كانت مؤلمة ونجم عنها الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين لكنها لم تكن بحجم صراعات الأخوة في شمال الوطن وجرائم الاشتراكيين كانت فضيعة لكنها ليست أفضع من جرائم عفاش وزبانيته ضد إخواننا في شمال الوطن وكذا في جنوبه ومن أجل أن نبين ذلك دعونا نذكر لكم حادثتين فقط من الحوادث المؤلمة التي ارتكبها النظام الشمالي بحق إخواننا في شمال الوطن والجرائم الإنسانية التي ارتكبتها عصابات عفاش الإجرامية
الحادثة الأولى : هي حرب الحجرية
وحرب الحجرية وقعت بعد مقتل الحمدي وهروب قائد المضلات عبدالله عبدالعالم من صنعاء متوجها إلى بلده قرية قريشه في مديرية التربة بعد أن شعر أنه المستهدف الثاني بعد الحمدي وتحصن فيها مع بعض جنوده إلا أن حكومة صنعاء أرسلت له لواء تعز بقيادة عفاش آنذاك وحاصرت المنطقة بأكملها وفتشت البيوت وانتهكت الحرمات وقتلت الكثير ممن يظن أنه مع عبدالعالم فطلب مشائخ المنطقة التوسط في الأمر وإنهاء الصراع سلميا فوافق عفاش على ذلك واجتمع المشايخ لبحث الأمر في بيت علي سعيد الأصبحي بالتربة وعندما كانوا مجتمعين باغتتهم أربع طائرات هيلوكبتر فقصفت البيت بمن فيه وقتلت جميع المشايخ وعددهم سبعين من جميع مناطق تعز ومن هؤلاء علي سعيد الأصبحي، علي عبد الله البحر ،منصور شايف العريقي ، محمد عبد الملك الهياجم وبقية إخوانهم المشائخ يقول شاهد عيان
في حوالي الـ 11 من ظهر أحد أيام مايو 1978حلقت فوق قريتنا 4 مروحيات، آتية من الجنوب الشرقي، ومتوجهة نحو الشمال الغربي. قيل إنها كانت تحمل الغشمي وقادة حربه العائدين من حرب الحجرية. وقيل إنهم متوجهون إلى مأدبة غداء أعدها لهم قائد معسكر المفرق
.يومها ذُعر الناس وبدأوا بالاختفاء. كنت مدرسا ًإلزامياً بعد الثانوية. الخوف كان هو السيد المطاع، والأمن الوطني حوَّل الوطن إلى ثقب إبرة وصار يفرق بين المرء وزوجه، والملاحقات في كل بيت وبعدها قام الجنود باقتحام المنطقة بحثا عن عبدالعالم وجماعته فارتكبت مجازر بشعة حتى أن أحد ضباط عفاش واسمه البيضاني كان يعود ومعه رؤوس القتلى في جواني ومن شدة القتل والجرائم هرب الناس واتجهوا باتجاه الجنوب فارين بأنفسهم وعائلاتهم تاركين بيوتهم للنهب والسرقة من قبل جنود صنعاء
وقد رأيت الآلاف يعبرون نجد قسيم والتربة متجهين نحو لحج حيث يقدر عدد من هجروا من بيوتهم بما لا يقل عن خمسين ألف نازح من مناطق المسراخ والأقروض وحيفان ونجد قسيم والتربة ومناطق جبل صبر بينما قتل الآلاف في فترة استمرت ثلاثة وعشرين يوما وإنا لله وإنا إليه راجعون...
والحقيقة الذي يجب أن يفهمها سماسرة عفاش إن الجيش الجنوبي المرابط على حدود تعز قد قام بإغاثة النازحين ووفر السيارات لنقلهم إلى لحج وعدن وتوفير المخيمات والملاجئ لهم حتى استطاعوا الانتشار والإقامة هناك حتى 1990م
الحادثة الثانية
حرب المناطق الوسطى
وقد بدأت بوادرها في عهد السلال اعتراضا على ما يفعله مشائخ القبائل من نهب لأراضي الضعفاء لكنها بدأت فعليا في 15 أكتوبر 1978، حينما تعرض نظام عفاش لانقلاب، اتهم بالوقوف وراءه التنظيم الناصري الذي كان حليفًا للرئيس إبراهيم الحمدي, وكان عدد كبير من قيادات الانقلاب يتولون مناصب قيادية في الجهازين المدني والعسكري, وبعد فشل الانقلاب حدثت اعتقالات وإعدامات بالجملة وقد طالت أبناء تعز وإب والبيضاء وريمة وبعض مناطق اليمن ونتيجة للجرائم التي ارتكبت بحقهم والتي كان يقودها الضابط الميداني علي محسن الأحمر فقد نزح الناصريون ومعهم الآلاف من مواطني وقبائل الشمال الموالين لهم إلى الجنوب، الذي وقف معهم ودعم خطواتهم في مقاومة السلطة، وساهم في تقريب وجهات النظر بينهم وبين قوى المعارضة الأخرى , حيث سار بقية أعضاءجبهة يونيو (الناصرية) على طريق الوحدة مع الجبهة الوطنية الديمقراطية ووقعوا اتفاقا من أجل إقامة السلطة الوطنية الديمقراطية
ومما يحسب للجيش الجنوبي أنه ارسل الطائرات المروحية لنقل النازحين من المناطق الحدودية إلى مدن الجنوب واستمرت تنقلهم ليلا ونهارا وتأمين إقامتهم وتوفير المساكن للكثير منهم واستوعب أبناؤهم للدراسة في مدارس البدو الرحل وهي مدارس تابعة للجيش الجنوبي وضم المقاتلين منهم ضمن الجيش الجنوبي والذين أصبحوا فيما بعد سببا لهزيمة الجيش الجنوبي في حرب 94م
ولما اشتدت الجرائم على أشقائنا في شمال الوطن وزاد عدد النازحين عن مائة وعشرين ألف وعشرات الألاف من القتلى والجرحى وإحراق مزارعهم وتفجير بيوتهم وانتهاك حرماتهم وأعراضهم تدخل الجيش الجنوبي في 23 فبراير 1979، بهجوم كاسح وهزم فيها جيش الشمال، ولم يخفف من حجم الهزيمة سوى مساندة القوى القبلية له، والتدخل الحازم من قبل سورياوالعراق والكويت لوقف القتال، وإنقاذ النظام في الشمال, وأصدرت الجبهة الوطنية بلاغًا جاء فيه بأن فرقها المسلحة العاملة في اليمن الشمالي تسيطر سيطرة كاملة على المدن اليمنية الشمالية، قعطبة، والبيضاء، وحَرِيب ووصلت طلائع الجيش الجنوبي بقيادة المرحوم علي أحمد عنتر إلى أسفل نقيل يسلح وفرار الجيش الشمالي من مواقعه بعد انهياره تماما وهروب قيادته
طبعا ما زال الآلاف من أبناء الشمال أحياء ويذكرون تلك الجرائم البشعة والتي لا نستطيع الإلمام بكل أحداثها في هذه العجالة المختصرة وحاشا لله إن نمن على إخواننا بوقوفنا معهم في محنتهم فهم أهلنا ونحن لم نقم إلا بواجبنا في وقت كانوا في أمس الحاجة له ومما دفعني إلى كتابة رسالتي هذه أنني سمعت الكثير من المحسوبين على نخبة المجتمع الشمالي يتهكمون بما حدث في الجنوب ويمنون علينا وقوفهم معنا في أحداث يناير 86م ولهم الشكر في ذلك ولا ننكر عمل الإحسان كما أننا ننكر المن والأذى
أخوكم عميد ركن بحري عبدالعزيز بن علي النجار

صانع المجد
2016-10-07, 02:50 PM
هناك ما هو أكبر وأكثر من ذلك حتى في عهد الامام ولكن الذاكرة الجنوبية لاتحتفظ بما تراه أمر واجب تجاه أي شمالي