بارجاش
2009-08-01, 02:42 PM
تحية عطرة ممزوجة برائحة البخور العدني..وبأجمل روائح العطور الباريسة..تحية ألـذْ من العسل طعماً ، وأنقى من الحليب بياضاً..تحية إذا صعدت إلى السماء ..لأصبحت قمراً يُنير سماء دولة الكويت أرضاً وشعباً..تحية للكويت كدولة..وتحية للكويت كشعب...ذلك الشعب المعطاء..كريم الضيافة..ذو عزّة ونخوة ومواقف...وأبآء.
أيه الأحبة ، أشقاءنا في دولة الكويت : كم كانت علاقات جمهورية اليمن الديمقراطية مايعرف ( باليمن الجنوبي ) بدولة الكويت قوية ومنسجمة في جميع المواقف..كم لكم من الإحترام والإعتزاز بين إخوانكم أبناء الجنوب اليمني..كم تألمنا لغدر الطغاة عندما تنكروا لدولة الكويت وغزوها وقاموا بقلوب لا تعرف الرحمة بقتل إبتسامة أهلها ، وبراءة أطفالها ، وإحراق أبار نفطها ، وإجتثاث أشجارها وقطف أزهارها..كم تألمنا عندما وجدنا الكرام الطيبين يلتحفون الصحراء في وقت كانت الكويت الحبيبة تمدْ أياديها الطاهرة لهم..كنتم لهم خير سند فكان جزاؤكم كجزاء سينمار...قدمتم لهم دعمكم السخي وشتى أنواع المساندة على جبهات القتال..وكنتم من يطبب جرّحاهم...وكنتم وما زلتـم تمدون يد العون والمساعدة لدول كثيرة .
لكم تألمنا بل وبكينا عندما وجدنا أنفسنا في الجنوب اليمني لا نستطيع أن نقدم أو نعمل شيئ لأجلكم..كم تمنينا نحن أبناء الجنوب إن نكون أول من يهب لنجدة الكويت...وأن تكون بلادنا مفتوحة لأهلهـا خلال تلك النكبـة ونرد للكويت وشعبها قليلاً من الجمائل التي غمرونا بها...
نحن على يقين بأنكم تعلمون بما كنّا عليه ، وأنكم تقـدّرون وضعنا في تلك الفترة خلال الغـزو العراقي لبلادكــم..حيث تم غزو بلادنا ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) في 22/5/1990م قبل غزو دولة الكويت بتاريخ 1/8/1990م وكان الفارق بين إحتلال بلادنا وبلادكم أقل من 80 يوماً فقط ..!
لم نكن نعلم أننا محتلين..بل كنا طيبين مثلكم نمُدْ أيدينا لجيراننا في الشمال بإسم العروبة وبإسم المجورة وبإسم الدين...نعم..كنا مثلكم معتزين بالعروبة وبالجوار بينما كان النظامين في بغداد وصنعاء قد عدّوا العدة وخططوا لضـم الكـويت وعــدن إليهمـا ..!
أنتم أيه الأشقاء وقف العالم الُحر والشرفاء معكم منددين بالطاغي وأتباعه من الأنظمة الدكتاتورية ومنها نظام صنعاء وما كان يُسمى في صحفكم رئيسها ( بصدام الصغير )..!
إخوتنا في الكويت المحررة حفظ الله الكويت وشعبها العظيم :
إننا واثقين من وقوفكم العظيم والأخوي الصادق مع الحق ومُناصرتكم الدائمة لحريّات الشعوب وحقوقها المشروعة في تقرير مصيرها وإسترجاع حقوقها المسلوبة..وواثقين من وقوفكم معنا لتحرير الجنوب كونكم من عاش وذاق مرارة القهر والظلم والإلحاق والإحتلال..ومن هنا إسمحوا لنا أن نُعاتب أحد أبناؤكـم الكرام في جريدة السياسـة الكويتيـة ولنذكّــره بما يلـي :-
- نحـن يا عزيزي / أحمد الجـار الله شعب الجنوب ليس كما إدّعيت بأننا ( مارقيـن ) بل نحن شعـب الجنـوب العربـي الذي ساعدته وساندته دولـة الكويت حتى نال إستقلالـه من الإحتلال البريطاني.
-
نحن إعتنقنا القومية العربية وضحينا بالغالي والنفيس لأجل الوحدة العربية الشاملة.. متصورين بأن وحدة اليمن الشمالي والجنوبي هي جزء لا يتجزأ من الوحدة العربية الشاملة...كنّا قوميين كما كان أبطال الكويت أمثال الشهيد المناضل الشيخ فهد الأحمد أدخله الله جنة الشهداء والأبرار وأسكنه فسيح جنانه.. والذي ضحي بنفسه لأجل الكويت وشعبها وشرفهـا وقـدّم نفسه رخيصـة أمام جنـازر ومدافـع ودبابات الطغـاة وأصّـر على الشهــاده لأجـل الكويـت .
- نحن ياسيدي الكريم قدّمنا دولة ذات سيادة وعلم ورئيس..دولة مُعترف بها في مجلس الأمن ، قدمنا دولة تفوق مساحتها مساحة اليمن الشمالي بمراحل ، فنحـن نملك وطـن مساحته 337 ألف كم2 مقابل مساحة تقدر بنحو 195 ألف كم2 للشماليين..وأرض لا تزال عذراء من الثروة النفطية والحيوانية والسمكية والزراعية والغاز والبحار والسواحل وشعب مثقف متحضر وراقي ومسالم ومتعلم مثلكـم..وها هـم بلاطجة صنعـاء اليوم يزعمون بأن الأصل قد عاد للفـرع..تماماً كما فعل النظام العراقي معكم..فتم سلب ثرواتنا وأملاكنا وتشريد أبنائنا وطردهم من وطنهم ومدنهم وإقصائهم من مناصبهم بشتى الوسائل..!
- لم يخطر على بال الشهيد الفهد أن يترك الكويت للاحتلال العراقي من أجل الوحدة العربية التي إدعاها نظام صدام وأتباعه من الذين تباكوا على صدام وما زال بعضهم يذرف دموعه حتى الآن كـ ( صدام الصغير ) في اليمن..!
- أخي أحمد الجار الله نحن شعب الجنوب ليس كما تصفنا بأننا مارقين على علي عبدالله صالح ونظامه الفاسد المستبد..بل نحن دُعاة حق وأصحاب مطالب مشروعة كفلتها لنا جميع الأديان والشرائع والدساتير والأمم المتحدة ومنظمة العالم الاسلامي والجامعة العربية..
نحن دخلنا الوحدة مع صنعـاء لأننا كنا مقلوبين على أنفسنا..طيبين حد السذاجة كرماء مثل شعب الكويت ودولة الكويت عندما مدّدتم أياديكـم للنظام العراقي بالمال والسلاح وتطبيب جنوده حينما كان بحاجه إليكم ، وحينما كان يدّعي أنه حامي البوابة الشرقية للعـرب وللكويت ، وسبحان الله أصبح حاميها حراميها..وفي غضون عشيّة وضُحاها تم إبتلاع الكويت وتشريد أهلها وترويع الآمنين والمسالمين والتعزير بهم تحت ذريعة الوحدة العربية تارة ، وتارة أخرى إعادة الفرع الى الأصل...وما أشبه اليوم بالبارحه يا أحمد فلقد جاءتنا حكومة الجمهورية العربية اليمنية لأجل الوحدة مدعيّة بأن الوقت يمر بسرعه وأن الوحدة بين الشمال والجنوب هي جزء لا يتجزأ من الوحدة العربية الشاملة..ولم نكن نعرف بأنه تم التخطيط بين النظامين في صنعاء وبغداد لهدف في نفس يعقوب...فتم الإيعاز من الرئيس العراقي صدام حسين للرئيس اليمني الغير صالح بحتمية الوحدة الفورية بين الشطرين اليمنيين والتي تمت في 22/5/1990م وكنا مغفلين لحبنا للعرب والوحدة والتآخي وما أن إنقضت أقل من 80 يوماً على وحدتنا مع نظام همجي متخلف متصلف متعجـرف حتى حلّت الكارثة بإحتـلال النظـام العراقـي الطاغـي لـدولة الكويت فـي 1/8/1990م ، وعندما تكاتف العالم لإخراج صدام من الكويت تباكت عليه الأنظمه الديكتاتوريـة ومنها نظام صنعـاء وحاول بمبادرات لا يقبلهـا عقل لإخـراج العـراق من الكويت..وعندها شعرنا وأحسسنا كجنوبيين بأنه تم الغدر بنا قبل الغدر بكم..وما زادنا الشك في نوايا النظامين في بغداد وصنعاء هو خروج الدكتور عبدالكريم الارياني أثناء إنعقـاد جلسـات مجلـس الرئاسـة اليمني والوزراء لمناقشـة موضوع إحتـلال العراق للكويت ، حينها قال الإرياني بالحـرف الواحـد :
من اراد القومية العربية عليه إتباع العراق ، ومن اراد فُتات المال عليه إتباع دول الخليج ومـا أكـد لنا بنواياهم المبيتـه للاحتلاليـن هـو وقـوف مندوب صنعـاء في الامـم المتحدة / عبدالله الاشطـل ضـد كل القرارات الخاصة باحتلال الكويت والإمتنـاع دوناً عن الآخرين عن التصويت لصالح تحرير الكويت بقوة السلاح..
وخلال الفترة الماضية لم توافق حكومة صنعاء على إعطاء ميناء عدن للمستثمرين الكويتيين بل تم إعطائه بتعليمات عُليــا لشركة موانئ دبي رغم إن الكويتيين قدموا إمتيازات لتشغيل ميناء عدن أكثر مما قدمته موانئ دبي ومبلغ مالي أكثر من أي عــروض أخرى.. ومع هذا كانت مبررات نظام صنعاء بأن خبرة دبي أكثر وإن كانت قدمت ثمنا أقل ..وهاهو ميناء عدن خاويا بعد إن قامت حكومة صدام الصغير بتسريح الجنوبيين من وظائفهم والغدر بهم كهدف سعى النظام لتحقيقه بشتى الوسائل وقد فعل..؟
وأخيراً ما قام به أحد كتاب النظام الباغي في صنعاء وسخريته من الكيان الخليجي ككل..حيث صوّر ذلك الكاتب الحراك الجنوبي لنيل الاستقلال كما أراد...مدعياً بأن الجنوبيين توافدوا على أصحاب الجلابيات والبادية ( الخليجيين )ولكن السفير الكويتي في صنعاء أثلج صدورنا بالرد عليه وكان رده بالنسبة لكل جنوبي يتحدث بلسان حالهم..!
عليه يا أخ أحمد الجار الله ، لم تعد القومية العربية لها قيمة طالمـا أنها لا تخـدم الشعوب وأنما أنظمـه قمعيـة دكتاتورية بغيضة تهدف للسلب والسرقة والنهب والجبروت وتهميش الآخرين تحت يافطة التوحد..ولو كان لها قيمة لما قدم الشهيد فهد الأحمد نفسه فداءاً للكويت كونه من القوميين العرب..وأنت تعلم بأن حُب الأوطان ليس لهُ ثمن عند الشرفاء والكرماء ولا تضاهية أي تضحيات مهما كانت جسيمة..
ونحمد الله أن زعماء الجنوب وقادته التاريخيين لا زالوا موجودين في المنفى وهم الرئيس علي سالم البيض ورئيس الوزراء حيدر أبو بكر العطاس وغيرهم ليستطيعوا المطالبة بحقـوق أبناء شعبهـم في كل المحافـل حتى نيل الإستقلال التام عبر نضالنـا السلمـي المعلـن ، وأعتقد أنّك سمعت لقاءاتهم مع القنوات الفضائية ومنها قناة الجزيرة وقناة الحرة وقناة عدن الحرّة وكذلك خطاب الأخ الرئيس علي سالم البيض مناشد العالم بفك الإرتباط كما ناشد سمو الشيخ جابر الصباح العالم بتحرير الكويت إبان الغزو العراقي ، فالإحتلال للكويت وللجنوب اليمني هما وجهان لعملة واحدة..!
إننا واثقون بأنكم تتفهمون قضية الجنوب كونكم ممن إحترقوا بنار الإحتلال ومن عانا ويلاته وبطشه وجبروته غدراً..فإن لم تكن كذلك فأننا ندعوك أن تذهب للعاصمة اليمنية صنعاء كل سنة في تاريخ 1 / أغسطس لتتقبّـل التعازي وتذرف الدموع مع حكام صنعاء في خيمتهم ومجالس ( قاتهـم ) لتكون أحد من يؤازرهم بمصابهم ومن ثم الطبطبه على ظهورهم في أحياء ذكرى فقيدهم صدام حسين..!
فهل لنا أن نجد في الأخ أحمد الجار الله وصحيفته السياسة تقوم بالتوجه إلى الجنوب العربي لنقل الحقائق كما هي ونحن مستعدين نتقبلها كما ينقلها من أرض الواقع دون أن يحكم علينا بالمارقين كما ذكر في مقاله..!
حفـظ الله الكويت وشعبهـا حفـظ الله الجنوبييـن ومدّهـم بالمـدد والمـؤن لنيـل حقوقهـم كما نالهـا أهلنـا في دولـة الكويت الحبيبـة..
الكاتب : علي اليافعي
أيه الأحبة ، أشقاءنا في دولة الكويت : كم كانت علاقات جمهورية اليمن الديمقراطية مايعرف ( باليمن الجنوبي ) بدولة الكويت قوية ومنسجمة في جميع المواقف..كم لكم من الإحترام والإعتزاز بين إخوانكم أبناء الجنوب اليمني..كم تألمنا لغدر الطغاة عندما تنكروا لدولة الكويت وغزوها وقاموا بقلوب لا تعرف الرحمة بقتل إبتسامة أهلها ، وبراءة أطفالها ، وإحراق أبار نفطها ، وإجتثاث أشجارها وقطف أزهارها..كم تألمنا عندما وجدنا الكرام الطيبين يلتحفون الصحراء في وقت كانت الكويت الحبيبة تمدْ أياديها الطاهرة لهم..كنتم لهم خير سند فكان جزاؤكم كجزاء سينمار...قدمتم لهم دعمكم السخي وشتى أنواع المساندة على جبهات القتال..وكنتم من يطبب جرّحاهم...وكنتم وما زلتـم تمدون يد العون والمساعدة لدول كثيرة .
لكم تألمنا بل وبكينا عندما وجدنا أنفسنا في الجنوب اليمني لا نستطيع أن نقدم أو نعمل شيئ لأجلكم..كم تمنينا نحن أبناء الجنوب إن نكون أول من يهب لنجدة الكويت...وأن تكون بلادنا مفتوحة لأهلهـا خلال تلك النكبـة ونرد للكويت وشعبها قليلاً من الجمائل التي غمرونا بها...
نحن على يقين بأنكم تعلمون بما كنّا عليه ، وأنكم تقـدّرون وضعنا في تلك الفترة خلال الغـزو العراقي لبلادكــم..حيث تم غزو بلادنا ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) في 22/5/1990م قبل غزو دولة الكويت بتاريخ 1/8/1990م وكان الفارق بين إحتلال بلادنا وبلادكم أقل من 80 يوماً فقط ..!
لم نكن نعلم أننا محتلين..بل كنا طيبين مثلكم نمُدْ أيدينا لجيراننا في الشمال بإسم العروبة وبإسم المجورة وبإسم الدين...نعم..كنا مثلكم معتزين بالعروبة وبالجوار بينما كان النظامين في بغداد وصنعاء قد عدّوا العدة وخططوا لضـم الكـويت وعــدن إليهمـا ..!
أنتم أيه الأشقاء وقف العالم الُحر والشرفاء معكم منددين بالطاغي وأتباعه من الأنظمة الدكتاتورية ومنها نظام صنعاء وما كان يُسمى في صحفكم رئيسها ( بصدام الصغير )..!
إخوتنا في الكويت المحررة حفظ الله الكويت وشعبها العظيم :
إننا واثقين من وقوفكم العظيم والأخوي الصادق مع الحق ومُناصرتكم الدائمة لحريّات الشعوب وحقوقها المشروعة في تقرير مصيرها وإسترجاع حقوقها المسلوبة..وواثقين من وقوفكم معنا لتحرير الجنوب كونكم من عاش وذاق مرارة القهر والظلم والإلحاق والإحتلال..ومن هنا إسمحوا لنا أن نُعاتب أحد أبناؤكـم الكرام في جريدة السياسـة الكويتيـة ولنذكّــره بما يلـي :-
- نحـن يا عزيزي / أحمد الجـار الله شعب الجنوب ليس كما إدّعيت بأننا ( مارقيـن ) بل نحن شعـب الجنـوب العربـي الذي ساعدته وساندته دولـة الكويت حتى نال إستقلالـه من الإحتلال البريطاني.
-
نحن إعتنقنا القومية العربية وضحينا بالغالي والنفيس لأجل الوحدة العربية الشاملة.. متصورين بأن وحدة اليمن الشمالي والجنوبي هي جزء لا يتجزأ من الوحدة العربية الشاملة...كنّا قوميين كما كان أبطال الكويت أمثال الشهيد المناضل الشيخ فهد الأحمد أدخله الله جنة الشهداء والأبرار وأسكنه فسيح جنانه.. والذي ضحي بنفسه لأجل الكويت وشعبها وشرفهـا وقـدّم نفسه رخيصـة أمام جنـازر ومدافـع ودبابات الطغـاة وأصّـر على الشهــاده لأجـل الكويـت .
- نحن ياسيدي الكريم قدّمنا دولة ذات سيادة وعلم ورئيس..دولة مُعترف بها في مجلس الأمن ، قدمنا دولة تفوق مساحتها مساحة اليمن الشمالي بمراحل ، فنحـن نملك وطـن مساحته 337 ألف كم2 مقابل مساحة تقدر بنحو 195 ألف كم2 للشماليين..وأرض لا تزال عذراء من الثروة النفطية والحيوانية والسمكية والزراعية والغاز والبحار والسواحل وشعب مثقف متحضر وراقي ومسالم ومتعلم مثلكـم..وها هـم بلاطجة صنعـاء اليوم يزعمون بأن الأصل قد عاد للفـرع..تماماً كما فعل النظام العراقي معكم..فتم سلب ثرواتنا وأملاكنا وتشريد أبنائنا وطردهم من وطنهم ومدنهم وإقصائهم من مناصبهم بشتى الوسائل..!
- لم يخطر على بال الشهيد الفهد أن يترك الكويت للاحتلال العراقي من أجل الوحدة العربية التي إدعاها نظام صدام وأتباعه من الذين تباكوا على صدام وما زال بعضهم يذرف دموعه حتى الآن كـ ( صدام الصغير ) في اليمن..!
- أخي أحمد الجار الله نحن شعب الجنوب ليس كما تصفنا بأننا مارقين على علي عبدالله صالح ونظامه الفاسد المستبد..بل نحن دُعاة حق وأصحاب مطالب مشروعة كفلتها لنا جميع الأديان والشرائع والدساتير والأمم المتحدة ومنظمة العالم الاسلامي والجامعة العربية..
نحن دخلنا الوحدة مع صنعـاء لأننا كنا مقلوبين على أنفسنا..طيبين حد السذاجة كرماء مثل شعب الكويت ودولة الكويت عندما مدّدتم أياديكـم للنظام العراقي بالمال والسلاح وتطبيب جنوده حينما كان بحاجه إليكم ، وحينما كان يدّعي أنه حامي البوابة الشرقية للعـرب وللكويت ، وسبحان الله أصبح حاميها حراميها..وفي غضون عشيّة وضُحاها تم إبتلاع الكويت وتشريد أهلها وترويع الآمنين والمسالمين والتعزير بهم تحت ذريعة الوحدة العربية تارة ، وتارة أخرى إعادة الفرع الى الأصل...وما أشبه اليوم بالبارحه يا أحمد فلقد جاءتنا حكومة الجمهورية العربية اليمنية لأجل الوحدة مدعيّة بأن الوقت يمر بسرعه وأن الوحدة بين الشمال والجنوب هي جزء لا يتجزأ من الوحدة العربية الشاملة..ولم نكن نعرف بأنه تم التخطيط بين النظامين في صنعاء وبغداد لهدف في نفس يعقوب...فتم الإيعاز من الرئيس العراقي صدام حسين للرئيس اليمني الغير صالح بحتمية الوحدة الفورية بين الشطرين اليمنيين والتي تمت في 22/5/1990م وكنا مغفلين لحبنا للعرب والوحدة والتآخي وما أن إنقضت أقل من 80 يوماً على وحدتنا مع نظام همجي متخلف متصلف متعجـرف حتى حلّت الكارثة بإحتـلال النظـام العراقـي الطاغـي لـدولة الكويت فـي 1/8/1990م ، وعندما تكاتف العالم لإخراج صدام من الكويت تباكت عليه الأنظمه الديكتاتوريـة ومنها نظام صنعـاء وحاول بمبادرات لا يقبلهـا عقل لإخـراج العـراق من الكويت..وعندها شعرنا وأحسسنا كجنوبيين بأنه تم الغدر بنا قبل الغدر بكم..وما زادنا الشك في نوايا النظامين في بغداد وصنعاء هو خروج الدكتور عبدالكريم الارياني أثناء إنعقـاد جلسـات مجلـس الرئاسـة اليمني والوزراء لمناقشـة موضوع إحتـلال العراق للكويت ، حينها قال الإرياني بالحـرف الواحـد :
من اراد القومية العربية عليه إتباع العراق ، ومن اراد فُتات المال عليه إتباع دول الخليج ومـا أكـد لنا بنواياهم المبيتـه للاحتلاليـن هـو وقـوف مندوب صنعـاء في الامـم المتحدة / عبدالله الاشطـل ضـد كل القرارات الخاصة باحتلال الكويت والإمتنـاع دوناً عن الآخرين عن التصويت لصالح تحرير الكويت بقوة السلاح..
وخلال الفترة الماضية لم توافق حكومة صنعاء على إعطاء ميناء عدن للمستثمرين الكويتيين بل تم إعطائه بتعليمات عُليــا لشركة موانئ دبي رغم إن الكويتيين قدموا إمتيازات لتشغيل ميناء عدن أكثر مما قدمته موانئ دبي ومبلغ مالي أكثر من أي عــروض أخرى.. ومع هذا كانت مبررات نظام صنعاء بأن خبرة دبي أكثر وإن كانت قدمت ثمنا أقل ..وهاهو ميناء عدن خاويا بعد إن قامت حكومة صدام الصغير بتسريح الجنوبيين من وظائفهم والغدر بهم كهدف سعى النظام لتحقيقه بشتى الوسائل وقد فعل..؟
وأخيراً ما قام به أحد كتاب النظام الباغي في صنعاء وسخريته من الكيان الخليجي ككل..حيث صوّر ذلك الكاتب الحراك الجنوبي لنيل الاستقلال كما أراد...مدعياً بأن الجنوبيين توافدوا على أصحاب الجلابيات والبادية ( الخليجيين )ولكن السفير الكويتي في صنعاء أثلج صدورنا بالرد عليه وكان رده بالنسبة لكل جنوبي يتحدث بلسان حالهم..!
عليه يا أخ أحمد الجار الله ، لم تعد القومية العربية لها قيمة طالمـا أنها لا تخـدم الشعوب وأنما أنظمـه قمعيـة دكتاتورية بغيضة تهدف للسلب والسرقة والنهب والجبروت وتهميش الآخرين تحت يافطة التوحد..ولو كان لها قيمة لما قدم الشهيد فهد الأحمد نفسه فداءاً للكويت كونه من القوميين العرب..وأنت تعلم بأن حُب الأوطان ليس لهُ ثمن عند الشرفاء والكرماء ولا تضاهية أي تضحيات مهما كانت جسيمة..
ونحمد الله أن زعماء الجنوب وقادته التاريخيين لا زالوا موجودين في المنفى وهم الرئيس علي سالم البيض ورئيس الوزراء حيدر أبو بكر العطاس وغيرهم ليستطيعوا المطالبة بحقـوق أبناء شعبهـم في كل المحافـل حتى نيل الإستقلال التام عبر نضالنـا السلمـي المعلـن ، وأعتقد أنّك سمعت لقاءاتهم مع القنوات الفضائية ومنها قناة الجزيرة وقناة الحرة وقناة عدن الحرّة وكذلك خطاب الأخ الرئيس علي سالم البيض مناشد العالم بفك الإرتباط كما ناشد سمو الشيخ جابر الصباح العالم بتحرير الكويت إبان الغزو العراقي ، فالإحتلال للكويت وللجنوب اليمني هما وجهان لعملة واحدة..!
إننا واثقون بأنكم تتفهمون قضية الجنوب كونكم ممن إحترقوا بنار الإحتلال ومن عانا ويلاته وبطشه وجبروته غدراً..فإن لم تكن كذلك فأننا ندعوك أن تذهب للعاصمة اليمنية صنعاء كل سنة في تاريخ 1 / أغسطس لتتقبّـل التعازي وتذرف الدموع مع حكام صنعاء في خيمتهم ومجالس ( قاتهـم ) لتكون أحد من يؤازرهم بمصابهم ومن ثم الطبطبه على ظهورهم في أحياء ذكرى فقيدهم صدام حسين..!
فهل لنا أن نجد في الأخ أحمد الجار الله وصحيفته السياسة تقوم بالتوجه إلى الجنوب العربي لنقل الحقائق كما هي ونحن مستعدين نتقبلها كما ينقلها من أرض الواقع دون أن يحكم علينا بالمارقين كما ذكر في مقاله..!
حفـظ الله الكويت وشعبهـا حفـظ الله الجنوبييـن ومدّهـم بالمـدد والمـؤن لنيـل حقوقهـم كما نالهـا أهلنـا في دولـة الكويت الحبيبـة..
الكاتب : علي اليافعي