المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليمن: المعارك بين قوات الامن وعناصر الحوثيين في صعده أودت بحياة 30 شخصاً خلال اسبوعي


افراح علي سعيد
2009-07-30, 06:38 AM
اليمن: المعارك بين قوات الامن وعناصر الحوثيين في صعده أودت بحياة 30 شخصاً خلال اسبوعين

30/07/2009




صنعاء ـ 'القدس العربي' ـ من خالد الحمادي: ذكرت مصادر متعددة أن معارك ضارية تواصلت أمس بين القوات الحكومية وأتباع حركة الحوثي المتمردة في مناطق عديدة من محافظة صعدة (242 كلم شمال صنعاء) للأسبوع الثاني على التوالي أودت بحياة نحو 30 شخصاً من الجانبين.
وأكدت أن معارك عنيفة استمرت أمس في منطقة الحصامة بمديرية شدا المحاذية للحدود السعودية، بعد أن سقطت بيد الحوثيين أمس الأول، حيث واصل الجيش القصف المدفعي للمنطقة في محاولة منه لاستعادتها. وأكد موقع (المصدر أون لاين) الإخباري المستقل أن 'معركة جديدة اشتبك فيها الجيش مع الحوثيين في منطقة الحصامة أدت إلى مقتل 20 جندياً على الأقل و9 حوثيين'.
وأوضحت المصادر أن هذه المنطقة لا زالت تشهد اشتباكات متقطعة بين الحين والآخر، في حين قالت مصادر حوثية 'إن المتمردين لا يزالون يفرضون سيطرتهم على منطقة الحصامة وأن قوات الجيش تمكنوا من الهرب باتجاه منطقة الملاحيط'.
من جهة أخرى شهدت مديرية غمر بصعده أيضا اشتباكات عنيفة خلال اليومين الماضيين بين المتمردين الحوثيين من جهة وأنصار الشيخ علي حسين ظافر الموالي للسلطات الرسمية.
وذكرت المصادر الصحافية أن هذه المواجهات توقفت أمس إثر هدنة أبرمت بين الطرفين لمدة 24 ساعة غير أن المصادر الحوثيـة أكدت أنها أحكمت السيطرة على المديرية وأسرت الشيخ ظافر، قبل أن تفرج عنه في وقت لاحق أمس بوساطـة قبلية وغادر على اثرها المديريـة، وأكدت أن ابنه كان قد لقي مصرعه في الاشتباكات التي دارت مع الحوثيين خلال اليومين الماضيين.
وفي حين لم تؤكد المصادر الرسمية أو تنفي هذه الأخبار الواردة من صعده، قالت مصادر مستقلة ان الحوثيين أسروا صباح امس 9 جنود واقتادوهم إلى مكان مجهول، حيث كانوا عائدين من منطقة الملاحيط التي كانوا يتمركزون في موقع عسكري فيها، إلى منطقة شدا لقضاء إجازة الأسبوع.
في غضون ذلك تشهد العديد من المناطق الجنوبية قلاقل ومواجهات متقطعة وأنه على خلفية المواجهات الدامية في مدينة زنجبار بمحافظة أبين الجنوبية الخميس الماضي التي ذهب ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى من الجنوبيين، استغلت شخصيات جنوبية رفيعة من المعارضة اليمنية في الخارج هذه المواجهات وقامت بتحركات عربية والتقت رئيساً عربياً هذا الأسبوع لمناقشة التطورات الجارية في الجنوب وطلبت منه الدعم اللوجستي والسياسي وإقناع الجامعة العربية باتخاذ موقف حازم حيال هذه القضية. وفي حين لم تفصح المصادر عن هذه الشخصيات المعارضة أو عن هوية الزعيم العربي الذي التقت به، علمت 'القدس العربي' أن من بين هذه الشخصيات المعارضة الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس، وأن الزعيم العربي الذي التقت به هو الرئيس المصري حسني مبارك.
وتعتقد مصادر سياسية يمنية أن هذه الخطوة المصرية قد تكون بتنسيق مع دول عربية أخرى، وفي مقدمتها بعض دول الخليج العربي، التي أصبحت ترصد الأحداث في الجنوب اليمني بعين المتعاطف الحذر، في حين دعت عدة أصوات يمنية وعربية إلى ضرورة تحرك عربي لاحتواء الأزمة المتفاقمة في جنوب اليمن، قبل أن تصعب السيطرة عليها وتتجه بسببها القضية الجنوبية نحو التدويل الذي قد يفضي إلى إعادة اليمن إلى شطرين كما كان من قبل قبل توحده في أيار(مايو) 1990.
وفي الوقت الذي أخفق فيه حزب المؤتمر الحاكم في تدشين حوار جديد مع أحزاب المعارضة حيال القضايا المتصاعدة في البلاد، طالب الناطق باسم تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض نائف القانص جامعة الدول العربية أو أي دولة أو شخصية عربية تريد خير اليمن بالقيام بجهودها 'من أجل إعادة اللحمة للشعب اليمني، الذي تهدده أخطار التدخل الدولي في شؤونه بسبب تواجد تنظيم القاعدة على أراضيه وأعمال القرصنة المنتشرة في خليج عدن'.

اتهامات المؤتمر الشعبي

وكان حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن اتهم أمس الأربعاء عناصر وصفها بـ'عناصر تخريبية' بأنها تنفذ أجندة خارجية تستهدف استقرار اليمن ووحدته. وقال رئيس الدائرة الإعلامية للحزب طارق الشامي في تصريح بثه موقع الحزب 'إن من يقف وراء أحداث القتل، والتخريب التي شهدتها بعض المناطق في المحافظا ت الجنوبية خلال الآونة الأخيرة هي عناصر تخريبية تعمل على تنفيذ أجندة أجنبية هدفها زعزعة استقرار اليمن ووحدته'.
وكان قد تعرض أول من أمس الثلاثاء أربعة جنود شماليين لكمين أدى إلي مقتلهم وإصابة خامس بمحافظة أبين جنوب اليمن، اثر مطالبات لمحتجين جنوبيين بانفصال جنوب اليمن عن شماله.
وأضاف الشامي ان الأعمال الخارجة عن القانون وأعمال التخريب وقتل المواطنين ورجال الأمن التي شهدتها محافظة أبين يديرها طارق الفضلي وبعض العناصر المتطرفة العائدة من أفغانستان وعناصر من بقايا 'الحكم الشمولي'، في إشارة إلى الحزب الاشتراكي اليمني.
وكان الفضلي، أحد أركان السلطة في اليمن حيث كان عضو اللجنة الدائمة للحزب الحاكم وأحد كبار قيادات تنظيم القاعدة في اليمن وجهادياً حارب فى أفغانستان إلى جوار زعيم التنظيم أسامة بن لادن فى ثمانينيات القرن الماضي .
وأشار الشامي إلى أن المهرجان الذي أقامه طارق الفضلي في مديرية زنجبار الخميس الماضي كان عبارة عن احتفاء لمناسبة ذكرى تأسيس السلطنة الفضلية، وهي إحدى السلطنات التي دحرتها الثورة اليمنية في 14 تشرين الأول/ أكتوبر.
وكان قتل خلال المهرجان نحو 20 شخصا فى تبادل لإطلاق النار بين رجال الشرطة وأنصار الفضلي الذين يدعون صراحة الى فصل اليمن. وأوضح الشامي أن ذلك المهرجان تحول إلى مذبحة من خلال قيام الفضلي والعناصر التخريبية التابعة له بالاعتداء على المواطنين وقوات الأمن وقصف سكن المحافظ ومقرات الشرطة. غير ان الفضلي يتهم السلطات اليمنية بالبدء في إطلاق النار وقتل المواطنين كما انه رفض مغادرة البلاد إثر تحذيرات من قبل السلطات.
وأكد رئيس إعلامية المؤتمر أن كل هذه الأحداث كشفت القناع عن عدم وجود ما يسمى بـ 'الحراك السلمي' وان ما يحدث هو أعمال تخريبية تستهدف إقلاق الأمن والسكينة العامة.
وتشهد المحافظات الجنوبية منذ 21 حزيران/ يونيو الماضي مواجهات بين رجال الشرطة ومحتجين جنوبيين ينادون بانفصال جنوب اليمن عن شماله. وأدت تلك المواجهات إلى مقتل نحو 40 شخصا وجرح العشرات واعتقال المئات بحسب مركز المرصد اليمني.

مجور: لا فيدرالية

من جهته، قال رئيس الوزراء اليمني علي مجور أمس الاربعاء إن لا مكان لما يطرح بان يتم اتخاذ اسلوب 'الفيدرالية' كنظام حكم في اليمن، واتهم تنظيم القاعدة بالتحالف مع الانفصاليين والحوثيين لزعزعة استقرار البلاد.
وقال مجور خلال حفل بمناسبة يوم المعلم أمس الاربعاء 'من وقت إلى آخر تبرز أصوات نشاز متحدثة عما تسميه بالفيدرالية أوالكونفدرالية متناسية أن الشعب قد عبر عن إيمانه بالوحدة في استفتاءات عبرت عنها دورات الانتخابات المتتالية الرئاسية والبرلمانية والمحلية'.
وكان حزب رابطة ابناء اليمن 'رأي' قد طالب الاسبوع الماضي الأخذ بأسلوب 'الفيدرالية' تحاشيا لتقسيم اليمن الذي يطالب به ما يُسمى بـ'الحراك الجنوبي' اثر مواجهات بين المحتجين وقوات حكومية ادت الى مقتل 40 وجرح العشرات واعتقال المئات.
وأعرب مجور عن الأسف للأحداث التي وقعت على مدى الاسبوعين الماضيين في مدينتي زنجبار وخنفر بمحافظة أبين والتي أسفرت عن مقتل عدد من المواطنين ورجال الأمن فضلاً عما يحدث في مداخل محافظة صعدة حيت تدور مواجهات مع الحوثيين نتيجة عدم التزام المتمردين بالسلام.
وأكد مجور على أن تلك الاحداث تتم في إطار التحالف والتصعيد الثلاثي الذي عقده كل من تنظيم القاعدة، والحوثيين، والانفصاليين.
وقال 'هذا التحالف الثلاثي الشيطاني والتنسيق المسبق في ما بينها يجري تنفيذ تلك الأعمال الخارجة عن النظام والقانون والشرعية الدستورية'.
واضاف ان اليمن 'لن يكون يوماً مرتعا للإرهابيين الذين تدفع بهم الأجهزة الاستخبارية إلى اليمن بهدف الإساءة إلى سمعته وعليه فإننا نؤكد تصميمنا الكبير على مقارعة الإرهاب بكل أشكاله بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة'.
وشدد رئيس الوزراء اليمني على ان الحكومة لن تتوانى عن تحمل مسؤولياتها في التصدي لدعاة الفتنة والتخريب ومرتكبي الأعمال الخارجة عن النظام والقانون مهما كلفتنا هذه العملية ولما فيه تعزيز أجواء الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي.
وأعرب عن أمله في ان تلبي احزاب المعارضة ممثلة بـ'اللقاء المشترك 'وقادته لإجراء حوار وقال 'لا يركبوا موجة أولئك الخارجين عن القانون وأن ينأوا بأنفسهم عن إظهار ما يعبر عن دعم مثل تلك الأعمال'.
ودعا المعارضة 'الى الحوار، والكف عن التبريرات التي تتنافى في مضمونها مع الالتزام الذي قطعته الأحزاب تجاه استحقاقات ما بعد التمديد لولاية مجلس النواب. وكان من المقرر ان يعقد لقاء للحوار بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في البلاد والمعارضة ممثلة في'اللقاء المشترك' الاحد الماضي، غير ان اللقاء لم يتم بسبب تمسك كل طرف بما يعتبره قضايا محدده يجب مناقشتها.

القدس

http://www.alquds.co.uk/index.asp?code=qfi