المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب نهضة وسقوط الدعوة القومية العربية (( الوحدة العربية ))


المحارب الجنوبي
2009-07-29, 10:36 PM
الغرب شجع حركات القومية العربية بعد الحرب العالمية الأولى نكاية بأصحاب الخلافة العثمانيين


الأستعمار الغربي والأستعمار والأستعمار التركي أصحاب الخلافة هم وراء أنبعاث وسقوط القومية

العربية وفكرة الوحدة والذي أثببت فشلها في مصر وسريا واليمن والجنوب .


رغم الجهود الفكرية والسياسية التي بذلها كثير من المثقفين في التبشير لفكرة القومية العربية، إلا أن التيار القومي لم يتقدم تقدمه المطلوب في القرن التاسع عشر. فالنـزعات القومية لم يكن لها قوة ونفوذ كبيران في الميدان الفكري والمجال الأيديولوجي، وذلك بفعل العوامل التالية:

1- غياب المفهوم القومي بفضل نشوء دعوة رابطة «الجامعة الإسلامية» التي تبناها جمال الدين الأفغاني. التي كانت لا تعترف بحدود وطنيــة أو مفاهيم إقليمية قبل دعوته إلى «الرابطة القومية». كذلك قام الشيخ محمد رشيد رضا (1865-1935) بترديد مفهوم أستاذه الأفغاني، ودعوته إلى قيام دولة إسلامية مبنية على التضامن الديني، واعتباره الشعور القومي مـن نتاج الأنظمة ذات العلائق القبلية. بل إنه كرّس مجلة «المنار» للهجـوم على دُعاة القومية. وقال الباحث محمد مخزوم: وصمت مجلة «المنار» الدعوة القومية، بأنها نتاج أوروبي غريب. وأن القوميين يخدمون في مصر إدارة الاحتلال البريطاني على حساب سلطة السلطان العثماني الذي يمثل الفكرة الدينية بأوسع معانيها. كما يخدمون مصالح دول أوروبا الاستعمارية في بلاد الشام المتمثلة في سياسة الإلحاق الاقتصادية وإحكام السيطرة العسكرية». ومن الجدير بالذكر أن الدولة العثمانية كانت- على عكس ما يقول عنها رشيد رضا- لا تمثل الفكرة الدينية حتى بأضيق معانيها. (محمد مخزوم، «أزمة الفـكر ومشكــلات السلطــة السياسيــة في المشرق العربي في عصر النهضة»، ص 106).

2- معارضة الغرب لإقامة دولة الوحدة القومية في القرن التاسع عشـر بين سوريا ومصر، في عهد محمد علي باشا، رغم كره الغرب للعثمانيين، واحتجاجه على استبداد حكمهم، ومقاطعته لهم في عهد السلطـان عبد الحميد الثاني. إلا أن معارضته لفكرة القومية العربية قد زالت عندما زالت معارضتها لمصالحه في المنطقة. فشجع الغرب حركات القومية العربية بعد الحرب العالمية الأولى نكايةً بالعثمانيين، الذين حالفوا ألمانيا ضد دول المحور.

3- ضعف وبؤس وضيق أفق الطبقة التجارية الشامية في القرن التاسع عشر. وهي الطبقة صاحبة المصلحة الأولى في وحدة الفكرة القومية، التي كانت ستفتح الحدود وتزيل السدود أمام حرية التجارة العربية وحركـة رأس المال الحرة في العالم العربي، وتنعم بالازدهار في ظل الوحدة السياسية والاقتصادية.

4-يقول المفكر المصري/الفرنسي سمير أمين، إن افتقار الوطن العربي للأرستقراطية، كان بسبب جفاف بلاد الرافـدين، وحصر الفلاحين وانعزالهم في الحدود الضيقة لقلاعهم الجبلية المعزولـة نتيجة لهذا الجفاف، وتدهور وضعهـم المالي نتيجة لقلة الإنتاج الزراعي(الأمة العربية، ص 134).

أسباب نهضة الفكرة القومية العربية

ولو عدنا مرة أخرى إلى أسباب نهضة الفكرة القومية العربية في مطلع القرن العشرين، لوجدنا أن هذه الفكرة قد نشطت نتيجة لانتشار المدارس والتعليم الأجنبي التبشيري في بلاد الشام في القرن التاسع عشر انتشاراً كبيراً، مما ولَّد الوعي القومي ليس لدى العرب فقط، ولكن لدى الأتراك أيضاً، الذين توَّجوا هذا الوعي بإلغاء الخلافـة العثمانية وقيام الجمهورية التركية في العام 1924 بقيادة كمال أتاتورك.

كما كان لانضمام بعض القياديين العرب لجمعية «الاتحاد والترقي» الطليعية أثر في نمو الحركة القومية العربية التي تشكلت على إثرها «الجمعية العربية الفتاة» في العام 1911 على أيدي الطلبة العرب الذين كانوا يدرسون في باريس وهي المكـان الذي أنشأ فيه الطلبة الأتراك «جمعية تركيا الفتاة» أيضاً. ومن المعروف أن جمعية (العربية الفتاة) التي سُميت في بادئ الأمر «جمعية الناطقين بالضاد» تأسست في العام 1908 إلا أن أول هيئة إدارية تكونت لها كانت في العام 1911، في حين يقول سمير أمين (الأمة العربية، ص 72) أن هذه الجمعية تأسست سنة 1914 ويقول زين نور الدين إنها تأسست 1909 («نشوء القومية العربية»، ص 91) وكان من أبرز مؤسسي هذه الجمعية توفيق الناطور (محام، ومناضل سوري، ومؤسس جريدة «الفجر» الدمشقية، وقد أعدمه السفاح والوالي العثماني جمال باشا عام 1916) وأحمد قدري (سياسي ومناضل سوري) وعوني عبد الهادي (1888-1970) ( سياسي ورجل دولة فلسطيني) ورفيق التميمي (1889-1956) (سياسي ومؤرخ فلسطيني) وجميل مردم بك (1888-1960) (رئيس وزراء سوريا 1946، 1947، 1948) وحمدي الباجه جي (1883-1948) (رئيس مجلس النواب العراقي 1941 ورئيس وزراء 1944) وكان لهذه الجمعية أثرها في تاريخ الحركة القومية وكانت تهدف إلى استقلال العرب وتحريرهم من الحكم التركي وقد انتقل مقر هذه الجمعية من باريس إلى بيروت في العام 1913، ثم إلى دمشق. وقبل هذه الجمعية كانت قد نشأت جمعية «الإخاء العربي- العثماني» في العام 1908 التي كانت تهدف هي الأخرى إلى إحياء فكرة القومية العربية. ثم جاء بعد ذلك دور النوادي الأدبية والجمعيات السرية التي لعبت هي الأخرى دوراً بارزاً في نشوء فكرة القومية العربية في مطلع هذا القرن. إلا أن جورج أنطونيوس في كتابه «اليقظة العربية» يرد نشوء فكرة القومية العربية إلى ما قبل هذا كله ويقول إن الحركة القومية العربية بدأت في العام 1857 مع تأسيس «الجمعية السورية العلمية».

ما هو الباعث على الدعوة القومية؟

ومن هنا يتبين لنا، أن الباعث على نشوء وارتقاء الحركـة القومية في الربـع الأول من القرن العشرين كان المطالبة بالاستقلال والتحرر من الحكم العثمـاني، وأن هـذا الباعث كان هو نفسه في الأربعينيات وفي مطلع النصف الثاني من هـذا القرن أيضاً، حيث المطالبـة بالاستقلال والتحرر من الاستعمار الغربي.

وبذا يكون الاستعمار التركي والاستعمار الغربي همـا الباعثان على نشوء وازدهار فكرة القومية العربية.

فهل أن زوال الاستعمار من العـالم العربي وحصـول البلدان العربيـة على استقلالها بنهاية عام 1971 حيث كانت آخر دولة عربية نالت استقلالها، وانسحبت منها القوات الأجنبية الإمارات العربية المتحدة في العام 1971 وهذا يعني أن فكرة وحركة القومية لم يعد لها ما يبررها، وأن الدعوة لها أصبح ضرباً من ضروب اللغو وترفاً ثقافيـاً تدور به الألسن للترفيه، وتزجيّة الفراغ؟

- فهل هذا صحيح؟

بلاد الشام مهد الدعوة القومية

بعد الحرب العالمية الأولى أصبحت مسألة القومية العربية همَّاً شاميـاً صرفاً وفكراً شامياً صرفاً أيضاً في الدرجة الأولى. فما أن أطـل العام 1919 حتى أصبحت القومية العربية هي الأيديولوجيا المسيطرة في سوريا الكبرى (وهي «بلاد الشام» التي تشمل سوريا الحالية ولبنان وفلسطين والأردن) والتي تسعى كل شخصية سياسية إلى العمل من أجلها، وتحقيق غاياتها.

إضافة لذلك، فقد كان الهلال الخصيب الذي يضم العراق إلى جانب بلاد الشام مرتعاً خصباً لفكرة القومية العربية وحركتهـا، حيث ظهرت في العراق الأحزاب والحركات السياسية ذات الاتجاه القومـي الليبرالي متحــررة من الاتجاه الديني بتأثير انهيار الخلافة العثمانية وسعة انتشار التيار الليبرالي والتقدمي في أوساط المثقفين خاصة. وهذا ما عبرَّ عنه عبد الناصر بقوله في العام 1970 عن ريادة بلاد الشام للحركة القومية:

«إن فكرة القومية العربية والوحدة العربية جديدة على الناس في مصر، الواقع أصلاً من 1955، 1956 بدأ هذا الشعور يبرز. في سوريا، من زمان، الشعور القومي واضح، بيتولد الطفل، بيقول القومية العربية.» (مجموعة خُطب عبد الناصر، مجلد7، ص313).

لماذا بلاد الشام دون غيرها؟

يعود سبب احتضان بلاد الشام للدعوة القومية العربية إلى أن أكبر نسبـة من العرب المسيحيين المثقفين والمتصلين بالغرب، كانت تسكن بلاد الشام على وجه الخصوص. فالجزيرة العربية كانت تخلو من العرب المسيحيين، والمغرب العربي كذلك. فتركزت في هاتين المنطقتين الدعوات إلى الإحياء الديني لا القومي. كذلك كان الحال في مصر، حيث كانت لا تضم غير فئة قليلة من المسيحيين الأقباط، كانت في الماضي محصورة في منطقة الصعيد جنوباً، وهي منطقة كانت فقيرة ومتخلفة ومعزولة عن العالم. كذلك كان الحال في السودان، حيث ينحصر المسيحيون في الجنوب الفقير المُعدم.

إضافة لذلك، فإن قلب الحكم العثماني وإسفينه الأعمق في العالم العربي كان متركزاً في بلاد الشام ذات الأهمية الدينية والاقتصادية والسياسية والاستراتيجية العظمى للإمبراطورية العثمانية. فكان أهل الشام أكثر ضيقاً بالحكم العثمـاني من أي منطقة أخرى من العالم العربي، وكانوا تبعاً لذلك أكثر حماساً للدعوة القومية المُحققة للاستقلال أكثر من أي بلد عربي آخر. فظهرت «جماعة الأهالي» في العراق، و «الحزب السـوري القومي الاجتماعي» (وهو حزب سياسي إقليمي الانتشار، اقتصر نشاطه على منطقة سوريا الطبيعة أو الهلال الخصيب أسسه أنطون سعادة (1904-1949) اللبناني في العام 1932 من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت. ) ومن المعروف أنه بعد إعدام سعادة في لبنان، دخل هذا الحزب في الخمسينيات مرحلة سياسية مضادة لحركة القومية العربية وللحركة الناصرية وتصاعد الصدام عندما قتل الحزب الضابط البعثي السوري عدنان المالكي في 1955 ثم اعتُقلت معظم قيادات الحزب في لبنان في 1961 إثر محاولة انقلاب فاشلة. وفي العام 1969 عقد الحزب مؤتمراً اختطَّ فيه قادته خطاً سياسياً جديداً يتلخص باحتضانهم للعروبة والقومية العربية والاشتراكية والتزامهم بالثورة الفلسطينية والوقوف إلى جانب القوى اليسارية في لبنان بقيادة إنعام رعد، خاصة في الحرب الأهلية اللبنانية. وكان سعادة قد نادى بوحدة الأمة السورية (الهلال السوري الخصيب-جبال طوروس شمالاً وقناة السويس جنوباً والبحر السوري غرباً والخليج العربي شرقاً) ووضع خمسة مبادئ لقيام المجتمع المراد وهي: فصل الدين عن الدولة، منع رجال الدين من التدخل في السياسة والقضاء، توحيد الجماعات الدينية والطائفية، إلغاء الإقطاع، وإعادة تنظيم الاقتصاد القومي على أساس التوزيع العادل، وبناء جيش قوي وطني. كذلك دعت إلى الفكرة القومية العربية «عصبـة العمل القومي»، وهي حزب سياسي سوري تأسس سنة 1933، كان ينادي باستقلال العالم العربي وتحقيق الوحدة ومن زعمائه: صبري العسلي وعبد الرزاق الدندشي وزكي جابي، ولعب هذا الحزب دوراً مهماً في النضـال ضد الانتداب الفرنسي على سـوريا وانفـرط في العام 1939 حيث ورثه حزب البعث العربي الاشتراكي. وكان معظم الناشطين والباحثين والمفكرين والكتــاب الذين كتبوا وعملوا في المسألة القومية العربية من بلاد الشام، وجزء آخر قليل من العـراق وإن كان أصل بعضه من الشام أيضاً. بل إن أبرز حزبين قوميين كان لهما دور كبير وفعــال في إبراز الحركة القومية العربية في النصف الثاني من القرن العشرين هما، الأول «حزب البعث العربي الاشتراكي»، الذي كان الوريث الشرعي لـ «عصبة العمل القومي» في مطلع الأربعينيات، وتكون من مجموعتين الأولى بقيادة زكي الأرسوزي (1900-1968) الذي كان عالماً لغوياً وزعيماً للمقاومة في لواء الإسكندرون وعضواً في «عصبة العمل القومي» والمجموعة الثانية من دمشق بقيادة ميشيل عفلق وصلاح البيطار وفي العام 1943 أطلق على هذه الحركة اسم «حزب البعث العربي» (يقول ناجي علوش أن هذا التاريخ هو 1945). وعقد الحزب مؤتمره التأسيسي في العام 1947 ووضع دستوره الذي ينص على أنه حزب قومي شعبي اشتراكي انقلابي. وفي العام 1952 اندمج هذا الحزب بالحزب العربي الاشتراكي الذي كان يقوده أكرم الحوراني وأصبح اسمه «حزب البعث العربي الاشتراكي» وأصبح شعاره: وحدة، حرية، اشتراكية.

والحزب الثاني كان «حركة القوميين العرب» وهو تنظيم حزبي أسسته في بداية الخمسينات مجموعة من طلبة الجامعة الأميركية في بيروت منهم: جـورج حبش ووديـع حداد الفلسطينيان وأحمد الخطيب الكويتي وهاني الهندي العراقي، وكان شعارهم: ( ثأر، وحدة، تحرر) وقد ارتبطت هذه الحركة بالنهج الناصري ثم انفصلت عنه بعد هزيمة 1967 .

وبهذا نرى أن الفكرة القومية العربية قد نشأت في بلاد الشام على أيدي زعماء سياسيين ومفكرين قوميين شوام معظمهم من المسيحيين، وكأن المسألة القومية العربية في هذا العصر أصبحـت فكراً شامياً خالصاً تخصُّ بلاد الشام وأهلها فقط. وقد دفع الدور القومي الذي قام به مفكرو بلاد الشام في هذا العصر إلى إطلاق اسم «قلب العروبة النابض» على مدينة دمشق في أدبيات الفكر القومي العربي منذ بداية القرن العشرين حتى الآن.
http://www.al-watan.com/images_2008/inner-tabs/curve-right.gif
http://www.al-watan.com/images_2008/inner-tabs/left-curve.gifhttp://www.al-watan.com/images_2008/inner-tabs/curve-bg-bottom.gif

المحارب الجنوبي
2009-07-29, 10:42 PM
أن زوال الاستعمار من العـالم العربي وحصـول البلدان العربيـة على استقلالها بنهاية عام 1971 حيث كانت آخر دولة عربية نالت استقلالها، وانسحبت منها القوات الأجنبية الإمارات العربية المتحدة في العام 1971 وهذا يعني أن فكرة وحركة القومية لم يعد لها ما يبررها، وأن الدعوة لها أصبح ضرباً من ضروب اللغو وترفاً ثقافيـاً تدور به الألسن للترفيه، وتزجيّة الفراغ؟