تساؤلات في سماء الأخوة المفقودة

[محمد الهاشمي]

أهديها لكل من فجع في صداقته أو أُمتحن في أخوته لكل من يريد عتاب حبيبه الذي تركه

تساؤلات تبحث في صفحات الماضي وتقلب أوراقه وتغوص في الأعماق علها تستخرج من درر البحر




و لؤلؤه



لن أقول أن أسمي ذهب رسمه وبقيت معانيه بل ذهبا معاً ولم يعد معروفاً بل صار مجهولاً مدرجاً في قائمة المهملين.
أين هي تلك الأيام أعني الخوالي, التي كان لأسمي فيها ألف بريق ولحروفه كل المعاني النبيلة؟
أين هي تلك الدموع التي سالت يوماً وامتزجت بتربتنا الطاهرة مشكلة بلسماً لجراحنا النازفة؟
أين هي تلك الأشواق التي ساقتكم يوماً إلى جبالي لتتيهوا فيها باحثين عن أخ لتأخذوه معكم؟
أين هي تواجيد الغناء ودموع سيؤون؟ أين أضحت دعوات السراير؟بل أين هي صلوات الأسحار؟ التي طالما أهديتمونا ثمارها, أم كنا فيها يوماً من الأخيار؟!
أعزَ عليكم أن تنصرونا !! أم أنكم اغتنيتم عنا بآخرين ؟ ثم لا يكونوا أمثالنا " ولن يكونوا !!
لا أسأل عن قائد بالأمس في معركته لم ينتصر؟ بل أسأل عن منصور أنتصر علينا بغير حرب؟ أين هي دروعنا المنيعة وأتراسنا الواقية ؟أم كانت من نسيج العنكبوت؟.. وحتى هذه لِمَ لم تعلق في أعين الشانئين؟ أم كنا عن الحقيقة جانحين؟؟
ما بال العهود نكثت والمواثيق تغيرت ؟ ثم لما اقتطعناها على أنفسنا ونحن متغيرون بتغير الزمن؟ أكانت ألفاظاً مجردة وعابرة لضمان إقامة غير شرعية خارج الأوطان؟!
أكانت ... أسئلة كثيرة غير مجدية ولا مفيدة, طالما وسنون طويلة مضت لم تكن كافية وكفيلة بان تخلد أسماءنا في أعماق التاريخ وتنحتها على صفحات القلوب وترويها لكل السائلين والباحثين.
آه إنها أسماء تركبت بعضها مع بعض تركيباً مزجياً فصار علماً تضرب به الأمثال .
فما الذي فك تركيبها وباعد بين حروفها؟ لم يكن هناك يوماً حرف من حروفها ناشزاً ولا اسم منها علامة استفهام واختبار؟ وما كان في هذه الشجرة فرع ولا غصن مائلاً ؟إنها لا تضم إلا غصونا باسقات تحاكي الجبال ارتفاعها وتناطح السحب العاليات.
فمالها أضحت ذات أشواك! ثم لِمَ تبرأ أعوادها لأرمى بها ؟ أسلبتها ماءها أم ثقل حملي فكان من المائلات ؟ فعزموا على قطعه وإحراقه وجعله في الرياح الذاريات؟ ليتهم فعلوا ليجدوا طيب عودي بعد المماتَ !!..