الجبل الشااامخ
2009-07-10, 10:24 AM
يوم الانتصار على الشعب
بقلم/ د.عيدروس نصر (http://www.aleshteraki.net/writers.php?lng=arabic&id=41)
(597 قراءة) الخميس 09 يوليو-تموز 2009 10:56 ص أصرت السلطة على الاحتفال بيوم السابع من يوليو في تصرف يدل على أنها (أي السلطة) لا تأبه لما يمثله هذا المظهر الاحتفالي الكاذب من استفزاز لمشاعر الشعب كل الشعب في الجنوب والشمال والشرق والغرب.
الشعب اليمني ينظر إلى هذا اليوم على إنه غدا علامة سوداء في التاريخ اليمني المعاصر لأنه يمثل انقضاضا فضا على المشروع الوحدوي السلمي الديمقراطي وعودة باليمن إلى عصور الحكم الفردي والجهوي الاستبدادي التسلطي ونظرا لحالة العداء الذي ارتبط بهذا التاريخ بين شركاء المشروع الوحدوي وبين أبناء الشعب عموما.
في العاصمة صنعا تعطلت حركة وسائل النقل وعجز الناس عن الوصول إلى أماكن مقاصدهم بسبب سد المنافذ وتحويل حركة المواصلات وإرباك الحركة المزدحمة أصلا وإغلاق الطرقات الرئيسية والفرعية، وعجز المرضى عن الوصول إلى المستشفيات الخاصة لأن المستشفيات الحكومية معطلة كما توقفت الجامعات عن عملها وأغلقت المرافق الحكومية وعجز المتابعون عن إنجاز معاملاتهم بسبب انشغال الموظفين بالاحتفال بـ(يوم النصر العظيم).
في عدن وبقية مدن الجنوب أيضا تعطلت الحركة وشلت الحياة العامة فلا المرضى استطاعوا الوصول إلى المستشفيات، ولا الموظفون وصلوا إلى مرافقهم، ولا المتابعون استطاعوا الوصول إلى المصالح والإدارات التي يتابعون فيها قضاياهم، ولا الباعة والمتسوقون استطاعوا الوصول إلى الأسواق لقضاء حاجاتهم، تماما كما في صنعا، ولكن الفرق هنا كبير ففي صنعا الحياة متعطلة بسبب الاحتفال بـ(عيد النصر)، أما في عدن وبقية مدن الجنوب فبسبب حضر التجوال الذي فرض على الحياة العامة منذ منتصف ليلة السابع من يوليو.
إصرار السلطة على الاحتفال بيوم السابع من يوليو يعبر عن رغبة جامحة في عدم مغادرة أجواء الحرب والبقاء في دائرتها، وهو بنفس الوقت يعبر عن استهانة بمشاعر المواطنين الذين أفقدهم هذا اليوم المر كل معاني الابتهاج والشعور بالانتماء إلى العصر والإحساس بالكرامة الإنسانية العالية، وحولهم إلى مجرد مجموعة رعايا ينتظرون ما يجود به ولي الأمر من صدقات ومكرمات.
هكذا يحتفل حكامنا الأشاوس بيوم (نصرهم العظيم على الشعب).احتفال وزغردة وتغاريد وأهازيج ومظاهر احتفالية (وإن إجباريا) في صنعاء وبقية مدن الشمال، يقابل كل ذلك حزن ودماء وقتل وبكاء ونحيب وحملات اعتقال في عدن ومدن الجنوب يتزامن مع حضر تجوال ومنع الخروج حتى للبحث عن
كفن للقتلى ودواء للجرحى المصابين على أيدي رجال الأمن، تلك هي الصورة التي تسوقها السلطة عن الوحدة القائمة وحدة القتلة والقتلى، وحدة السجان والسجناء وحدة الرافضين والمرفوضين، وحدة الغاصب والمغتَصَبين. وهذا هو النصر الذي يحتفلون به.
من حقنا أن نتساءل من الذي انتصر على من؟ ومن الذي هزم من؟ العقلاء حتى في الحكم، يقولون انه ليس هناك منتصر ومهزوم بل إن الشعب اليمني كله مهزوم في حرب غبية دمرت وما تزال تدمر كل حلم جميل في البلد لكن هناك من يصر على أن هناك منتصر ومهزوم، والحقيقة أن هناك منتصر ومهزوم، المنتصر هو شلة الناهبين والباسطين والعابثين والمتسلطين، والمهزوم هو الشعب كل الشعب الذي فقد الأمل بالمستقبل وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الصوملة وباعتراف الحكام أنفسهم.
برقيات
• الجريح وليد السنيدي جرى خطفه منتصف ليلة السابع من يوليو من قبل مجموعة من الجنود واعتدي عليه بالضرب بأعقاب البنادق ولما لم يشبع هذا شغف الجنود قاموا بإطلاق النار عليه وهو يرقد الآن بين الحياة والموت في المستشفى
• لم تتسع سجون عدن على كثرتها لعدد المعتقلين فاضطرت السلطات للزج بمئات المعتقلين في هناجر دائرة المشاريع التي كانت تستخدم كمخازن للمواد السامة وهو ما أدى إلى تعرض العشرات للإغماء ووفاة أحد السجناء
• بلغ عدد الجنود الذين استجلبوا إلى عدن وحدها أكثر من ثلاثين ألف جندي أي بمعدل خمسة جنود لكل أسرة.
• قال أبو الأحرار الشاعر الزبيري العظيم:
كفى خداعا فعين الشعب صاخــبةٌ والناس قد سئموا الرؤيا وقد يئـــسوا
وانــــتمُ عودة للامس قد قُبِرَ الــ طغاة فيــكم وعادوا بعدما اندرسوا
ان شئــــتمُ فاقتلوا من ليس يعجبكم او من ترون لهُ في قربــــكم دنسُ
وأحرقونا بغازٍ كل ما اجتمع الـــــ أحرار أو فـكروا في الرشد أو حدسوا
والحكم بالغــــــصب رجعيٌ نقاومهُ حتى ولو لبس الحكـــام مالبسوا
يلفقون قوانين العــــــــبيد لنا ونحن شـــــعبٌ أبيٌ ماردٌ شرسُ
__________________________________________
د. عيدروس نصر؛ رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني
http://www.aleshteraki.net/articles.php?id=1321
بقلم/ د.عيدروس نصر (http://www.aleshteraki.net/writers.php?lng=arabic&id=41)
(597 قراءة) الخميس 09 يوليو-تموز 2009 10:56 ص أصرت السلطة على الاحتفال بيوم السابع من يوليو في تصرف يدل على أنها (أي السلطة) لا تأبه لما يمثله هذا المظهر الاحتفالي الكاذب من استفزاز لمشاعر الشعب كل الشعب في الجنوب والشمال والشرق والغرب.
الشعب اليمني ينظر إلى هذا اليوم على إنه غدا علامة سوداء في التاريخ اليمني المعاصر لأنه يمثل انقضاضا فضا على المشروع الوحدوي السلمي الديمقراطي وعودة باليمن إلى عصور الحكم الفردي والجهوي الاستبدادي التسلطي ونظرا لحالة العداء الذي ارتبط بهذا التاريخ بين شركاء المشروع الوحدوي وبين أبناء الشعب عموما.
في العاصمة صنعا تعطلت حركة وسائل النقل وعجز الناس عن الوصول إلى أماكن مقاصدهم بسبب سد المنافذ وتحويل حركة المواصلات وإرباك الحركة المزدحمة أصلا وإغلاق الطرقات الرئيسية والفرعية، وعجز المرضى عن الوصول إلى المستشفيات الخاصة لأن المستشفيات الحكومية معطلة كما توقفت الجامعات عن عملها وأغلقت المرافق الحكومية وعجز المتابعون عن إنجاز معاملاتهم بسبب انشغال الموظفين بالاحتفال بـ(يوم النصر العظيم).
في عدن وبقية مدن الجنوب أيضا تعطلت الحركة وشلت الحياة العامة فلا المرضى استطاعوا الوصول إلى المستشفيات، ولا الموظفون وصلوا إلى مرافقهم، ولا المتابعون استطاعوا الوصول إلى المصالح والإدارات التي يتابعون فيها قضاياهم، ولا الباعة والمتسوقون استطاعوا الوصول إلى الأسواق لقضاء حاجاتهم، تماما كما في صنعا، ولكن الفرق هنا كبير ففي صنعا الحياة متعطلة بسبب الاحتفال بـ(عيد النصر)، أما في عدن وبقية مدن الجنوب فبسبب حضر التجوال الذي فرض على الحياة العامة منذ منتصف ليلة السابع من يوليو.
إصرار السلطة على الاحتفال بيوم السابع من يوليو يعبر عن رغبة جامحة في عدم مغادرة أجواء الحرب والبقاء في دائرتها، وهو بنفس الوقت يعبر عن استهانة بمشاعر المواطنين الذين أفقدهم هذا اليوم المر كل معاني الابتهاج والشعور بالانتماء إلى العصر والإحساس بالكرامة الإنسانية العالية، وحولهم إلى مجرد مجموعة رعايا ينتظرون ما يجود به ولي الأمر من صدقات ومكرمات.
هكذا يحتفل حكامنا الأشاوس بيوم (نصرهم العظيم على الشعب).احتفال وزغردة وتغاريد وأهازيج ومظاهر احتفالية (وإن إجباريا) في صنعاء وبقية مدن الشمال، يقابل كل ذلك حزن ودماء وقتل وبكاء ونحيب وحملات اعتقال في عدن ومدن الجنوب يتزامن مع حضر تجوال ومنع الخروج حتى للبحث عن
كفن للقتلى ودواء للجرحى المصابين على أيدي رجال الأمن، تلك هي الصورة التي تسوقها السلطة عن الوحدة القائمة وحدة القتلة والقتلى، وحدة السجان والسجناء وحدة الرافضين والمرفوضين، وحدة الغاصب والمغتَصَبين. وهذا هو النصر الذي يحتفلون به.
من حقنا أن نتساءل من الذي انتصر على من؟ ومن الذي هزم من؟ العقلاء حتى في الحكم، يقولون انه ليس هناك منتصر ومهزوم بل إن الشعب اليمني كله مهزوم في حرب غبية دمرت وما تزال تدمر كل حلم جميل في البلد لكن هناك من يصر على أن هناك منتصر ومهزوم، والحقيقة أن هناك منتصر ومهزوم، المنتصر هو شلة الناهبين والباسطين والعابثين والمتسلطين، والمهزوم هو الشعب كل الشعب الذي فقد الأمل بالمستقبل وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الصوملة وباعتراف الحكام أنفسهم.
برقيات
• الجريح وليد السنيدي جرى خطفه منتصف ليلة السابع من يوليو من قبل مجموعة من الجنود واعتدي عليه بالضرب بأعقاب البنادق ولما لم يشبع هذا شغف الجنود قاموا بإطلاق النار عليه وهو يرقد الآن بين الحياة والموت في المستشفى
• لم تتسع سجون عدن على كثرتها لعدد المعتقلين فاضطرت السلطات للزج بمئات المعتقلين في هناجر دائرة المشاريع التي كانت تستخدم كمخازن للمواد السامة وهو ما أدى إلى تعرض العشرات للإغماء ووفاة أحد السجناء
• بلغ عدد الجنود الذين استجلبوا إلى عدن وحدها أكثر من ثلاثين ألف جندي أي بمعدل خمسة جنود لكل أسرة.
• قال أبو الأحرار الشاعر الزبيري العظيم:
كفى خداعا فعين الشعب صاخــبةٌ والناس قد سئموا الرؤيا وقد يئـــسوا
وانــــتمُ عودة للامس قد قُبِرَ الــ طغاة فيــكم وعادوا بعدما اندرسوا
ان شئــــتمُ فاقتلوا من ليس يعجبكم او من ترون لهُ في قربــــكم دنسُ
وأحرقونا بغازٍ كل ما اجتمع الـــــ أحرار أو فـكروا في الرشد أو حدسوا
والحكم بالغــــــصب رجعيٌ نقاومهُ حتى ولو لبس الحكـــام مالبسوا
يلفقون قوانين العــــــــبيد لنا ونحن شـــــعبٌ أبيٌ ماردٌ شرسُ
__________________________________________
د. عيدروس نصر؛ رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني
http://www.aleshteraki.net/articles.php?id=1321