المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قضية الجنوب لاحد الكتاب المرموقن


الامير اليافعي
2009-07-09, 02:38 PM
[FONT=arial][SIZE=5]قضية الوحدة

يمكننا تسليط الضوء اكثر على قضية الوحدة والقضية الجنوبية، حيث يقول الكاتب السياسي

اليمني محمد علي شائف( جنوبي) لـ " المراقب العربي ":

بصدد سؤالكم عن مستقبل الوحدة اليمنية في ظل الأوضاع القائمة وعن امكانية نشوء حركات

داخلية تدعو الى الانفصال؟

اولا: الوحدة هي تكافؤ ارادتين حرتين لطرفين التقيا حول حاجة سياسية او اقتصادية وغيرها

لخدمة مصلحة طرفيهما.

والوحدة اليمنية قامت بين دولتي الشمال والجنوب سلميا في ايار / مايو 1990 بناء على

اتفاقيات و دستور دولة متفق ومستفتى عليه، فضلا عن شرط اقترانها بالديمقراطية والتعددية

كخيار سياسي يشكل ماهية نظام دولة الوحدة( الجمهورية اليمنية) اي انها وحدة شراكة وتراضي

بين مكونيها يتعارض مضمونها واي عمل يخل باتفاقياتها ودستورها وحقوق احد طرفيها او

ينحرف عن هدف اقامتها ناهيك عن اقصاء والغاء طرف لطرف آخر بواسطة حرب عسكرية

عدوانية شاملة كما حصل للجنوب عام 1994م حيث تم الانقلاب على الوحدة وفرض وحدة القوى

بديلا عن وحدة التراضي السلمية.

اي فرض وحدة الضم والالحاق والالغاء للجنوب ارضا وانسانا وتاريخا واقصاء أبنائه سياسيا

واقتصاديا وصولا الى حرمانهم من حقهم المكتسب في الوظيفة العامة ومعلوم ان تحقيق الذات

الفردية والجمعية لا يتم الا من خلال العمل ولذلك تم تعطيل كفاءات وقدرات كوادر الجنوب المدنية

والعسكرية( المفارقة الرهيبة بان الاستعمار البريطاني لم يتنكر لحقوق موظفيه المكتسبة فلا

زالت بريطانيا ترسل معاشات موظفيها الى اليوم بينما باسم الوحدة الملغية بالحرب يحرم ابناء

الجنوب من كل حقوقهم).

عموما الوحدة القائمة منذ عاما مرة ومهينة ينطبق عليها قول روسو الساخر الذي عد حدوثة

ضربا من البلاهة حين قال ان من البلاهة ان اقول اعقد معك اتفاقا كله لصالحي وكله على

حسابك وستنفذه طالما يروق لي.. الخ القول الذي يسخر من علاقة الاكراه والضيم هذه بين

البشر.

هكذا يفرض المنتصر قانونه على المهزوم باسم الوحدة وتكريس هذه العلاقة القسرية الالغائية

للجنوب يوسع الصدع النفسي والشرخ الاجتماعي اللذين احدثتهما الحرب العدوانية الغادرة التي

[COLOR=red]وحدت الجغرافيا بالقوة لكنها شطرت النفوس الامر الذي افضى الى بروز قضية الجنوب مجسدة

لازمة الوحدة التي لم تتحقق في الواقع واستحالت بالحرب الى استعمار داخلي.

ان ما حدث للجنوب من سلب ونهب ومصادرة للحقوق الخاصة والعامة ومواصلة نهج الحرب

والقوة كمحدد ماهوي لسلطة 7/7 الشطرية زد الى فقدان ابناء الجنوب للمكتسبات التي نالوها

قبل الوحدة كالاستقرار الامني والمعيشي مجانية التطبيب والتعليم وكفالة حق العمل وسيادة

القانون وهلم جرا ان تلك المعاناة التي بلغت حد الفاجعة كما يوصف د ابو بكر السقاف تنفجر اي

معني للوحدة المتفق عليها ولا نظن احدا يقبل بوحدة وتمتهن كرامة طرف وتهدر حقوقه وتلغي

ارادته وما شاكل وقد عبر هذا الرفض عن نفسه باشكال مختلفة ظهرت في الجنوب: اللجان

الشعبية حركة تقرير المصير حتم وملتقى ابناء المحافظات الجنوبية هذه في الداخل فضلا عن

منظمة موج واخيرا التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج في الخارج هذا الاخير يدعو صراحة الى

حق تقرير مصير الجنوب لا استبعد ظهور حركات او اشكال نضالية شعبية في الداخل تنادي بحق

تقرير المصير طالما واصلت سلطة الحرب الشطرية سياساتها الالغائية ولم تف بالتزاماتها

للمجتمع الدولي في 7/ 7/ 1994م لاصلاح مسار الوحدة الملغية بالحرب وازالة اثار الحرب

ونتائجها التدميرية على طريق اصلاح النظام السياسي الشامل اصلاحا يوفر اسباب وشروط قيام

نظام سياسي رشيد يستعيد مشروع الوحدة السياسية وطابعها السلمي الديمقراطي.

لست مع ترديد ما فرضته سلطة الحرب وقواها من مفاهيم واصطلاحات لتبرر وتشرع حربها

العدوانية مثل ثنائيات: المنتصر / المهزوم، الاصل / الفرع، الوحدوي / الانفصالي.. الخ.

ويهمني هنا التأكيد على ان مفهوم الانفصال لا ينطبق على ما اعلنته قيادة الجنوب في 21 / 5/

1994م لان الجنوب لم يكن يوما جزءا مكونا من(ج. ع. ي) وانما هو دولة ذات سيادة لثلاثة

قرون من الزمن اتحدت مع دولة الشمال وعندما نكصت هذه بالاتفاقيات الوحدوية ومارسة

الارهاب ضد الشريك ثم شنت عليه الحرب اعلن عن عودته الى وضعه السابق بالانسحاب من

اتفاقيات الوحدة المغدورة وهذا ليس انفصالا، الانفصال كمفهوم ينطبق على وحدة ادارية في كيان

دولة هي مكون من مكونات خريطتها السياسية( اقليم او محافظة مثلا) قراءة اوفى لهذه المسالة



اذا القضية الجنوبية عادت حاضرة وبقؤة شعبها وارادتهم سوفاء تعود الدولتين كما كانة قبل 1990

منقول وقديم ولكن للذكرىشكرا