المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هزيمة 7 يوليو 1994.. والذين لم يتعلموا الدرس


الزمن دوار والحكمة تقول
2009-07-06, 05:31 AM
هزيمة 7 يوليو 1994.. والذين لم يتعلموا الدرس





يلهمنا التاريخ بأن ثمة إنتصارات وهزائم في حياة الشعوب والأمم، فلا قوي عاش الى الأبد قوي، ولا ضعيف عاش الى الأبد ضعيف، وإن في حياة الشعوب الحية لحظات فاصلة، يتقرر فيها تحديد مصيرها ومستقبلها، خصوصاً حين تتعرّض للكوارث والمحن.. بحجم محنتنا في الجنوب.



رغم ما تفرزه تلك الكوارث من نتائج وتداعيات سلبية مدمرة، إلا أنها توفر بدايات ظروف تفرض ضرورة البحث والمراجعة في عمق الواقع، مما يحتم التغيير لمسارات مختلفة نقيضة في الشكل والمضمون لمجمل الأوضاع والظروف التاريخية الناجمة عن تلك المآساة... إذا ما تسلحت القيادة بالحكمة فيها تجاه نفسها وأزاء الآخرين، فإنها تستطيع بالصبر والقدرة على البصر والبصيرة، وإحتمال الآلام والمشاق المادية والمعنوية، تحقيق أهدافها المشروعة.. والحكمة لا تكتسب إلا بقدرة فائقة على حسابات دقيقة وموضوعية، لمعرفة موازين القوى الفاعلة محلياً ودولياً، وكيفية التعاطي معها، وبالتالي التفرقة أو التعرف ما بين الإستراتيجية والتكتيك، وإختيار التوقيت المناسب، وكذا التعرف على الظروف والوقائع على الأرض، الموضوعية والذاتية.. للهجوم والدفاع، والتعرف أيضاً بين ما هو مؤقت وماهو طويل الأمد، بين ما هو زائف وما هو أصيل، بين العمل الوطني والعمل السياسي.



فإذا كانت سياسة التبشير بالأمل، أحد أهم أدوات السياسة الناجحة حسب ما نقرأ، فإن سياسة المكاشفة في هذه الظروف التي نعيشها، هي عبارة عن دعوة صريحة الى ضرورة المشاركة الفعلية في تحمل المسؤولية وإعطاء الفرصة لكل الأفكار والرؤى التي لا تقلل من أهمية المصاعب والمخاطر وطبيعة حجمها وتأثيرها على مجرى سير نضالنا الوطني المشروع والعادل في الجنوب.



فقد جرب شعبنا الأبي المؤمن الصبور لحظات كثيرة من المصائب، وذاق طعم مرارات التاريخ في ماضيه وحاضره، بفعل أعمال طائشة عكست في حقه ممارسات غير مسؤولة من قبل قيادات تداولت على الحكم في الجنوب بالحق أو بالباطل منذ 30 نوفمبر 1967م، وحتى 22 مايو 1990م. للأسف لم نتعلم من التاريخ ودروسه رقصة واقعية، كما لم تعلمنا الأيام والهزائم فن الصمت ومراجعة تجاربنا، لمعرفة أنفسنا والإستفادة من تجارب الآخرين، الذين هزموا ثم قاوموا وإنتصروا، كما لم نستفد من قيم وإخلاقيات العمل الوطني، ثم نشجع حرية الإختلاف في الرأي ونتقبل النقد، لكي تتسع المساحة لكل الإتجاهات والإنتماءات السياسية والفكرية عملياً، التي تموج بها الساحة الجنوبية، برزت بوضوح بعد 7 يوليو 2007م، وفي نفس الوقت فإننا ندّعي البطولة، بينما نحن ضحايا ومهزومين.. وبوعي اليوم ومعطياته، وعلى ضوء حصيلة التجارب التي خضناها وتحملنا جميعاً، بدرجات متفاوته مسؤولياتها وأثمانها الفادحة، أقول لا يحق لأحد أن يبرئ نفسه وموقفه وسياساته، مما بلغه واقعنا الراهن من نكبتنا في 7 يوليو 1994م، ونحاول الإيجاز على النحو التالي:


أولاً: هنا لا بد بالضرورة بمكان الإعتراف – وبشجاعة – إننا كشعب في الجنوب، نعيش هزيمة سياسية وإقتصادية وإجتماعية وثقافية، تحت أسوأ إحتلال عرفه القرن العشرين والربع الأول من القرن الواحد والعشرين بإسم الوحدة، كما وصفه أكثر من شخصية في الداخل، ومن بينهم الدكتور محمد حيدرة مسدوس + حسن باعوم + والمحامي بدر باسنيد + وغيرهم.. وفي نفس الوقت لا يوجد له مثيل الا في فلسطين.


نعم نحن مهزومين من الداخل والخارج، ولعل ظنك لقمة العيش الضروري هي العصية على الحل، كون كل شيء في حياة أبناء الجنوب مرتبط بادارة الأجهزة الأمنية العسكرية الشمالية، المسيطرة على كل مناحي الحياة والكاتمة على أنفاس شعبنا، إبتدأ بالرواتب ومروراً بالجوازات + البطائق الشخصية + تراخيص السيارات + التوظيف وإنتهاءً بشهادة الميلاد والزواج والطلاق.



ثانياً: فلا يوجد ظلم وقهر عرف في أي ظرف من الظروف التاريخية، أكثر مما نعيشه اليوم على أرض الجنوب. بحيث تمارس أعمال عدوانية همجية عنصرية ممنهجة ضد أبناء الجنوب، في شكل إنتقامات وتصفية حسابات، وممارسة أعمال القتل نهاراً جهاراً، ثم إعتقالات بالجملة ومحاكمات بدون مبررات قانونية، ثم بلطجة (عيني عينك)، تمارس سياسة أساليب فن الإفقار والتجويع في محاولة تطبيق نظرية جوع كلبك يتبعك.. فلم يقدم نظام صنعاء خلال (15) عام، إلا حفنة من الشعارات، ومن بينها شعار: (الوحدة اليمنية إعادة الإعتبار ليس للتاريخ اليمني، بل والعربي.) بينما هذا الشعار هو الوحيد الذي يطبق على الواقع الجنوبي، مقولة كلمة حق حولها الى باطل.


ولعل أم المصائب التي حولت أرض الجنوب مشاع مفتوح، إستباح فيها الشماليين كل شيء، هي ليست إسقاط (الأفندم) المشير علي عبدالله صالح كل المعايير الوطنية والدينية والأخلاقية والقانونية في تعامله مع الجنوب بالكذب والخداع والغش منذ 7 يوليو 1994م لغاية اليوم، مما أدى الى العبث بإسقاط تاريخنا الوطني وتزويره ومحو هويتنا والدوس على كرامتنا، ثم نهب ثروتنا وصادروا أراضينا شبراً شبراً، وبالذات في عدن + حضرموت، بقوة السلاح والأكثرية، وإنما نهبوا، وصادروا، وتملكوا، وإبتلعوا.. وابتلعوا، حتى تقيأوا على أحذيتهم وعلى بعضهم البعض، حتى لو كان ذنب أهل البلد هذا لا تقاس بأي نوب أخرى.



ثالثاً: الرئيس اليمني صريح وواضح، وهو كما يبدو في تعامله رجل تكتيكي وليس إستراتيجي، ويردد دائماً بأن الوحدة خط أحمر.. ومن لا يعجبه الوضع يشرب من البحر.. والحراك كلام فارغ.. والجنوبيين مصابين بمرض أنفلونزا الخنازير.. وآخر ما فتح الله به عليه هو قوله:( إننا بقايا هنود وصومال)، فلا يملك في الظروف الراهنة أو لا يوجد لديه أية حلول لمشكلة الجنوب، وما يملكه فقط هو قواته المسلحة، التي يطلق عليها حزب الأحزاب، يستعرض من خلالها عضلات القوة، ويقول لنا: الذي ما علمه الزمن سوف تعلمه قوات علي عبدالله صالح واليمن. كما يقول لنا: الذي ترك سلاحة في الميدان وترك وطنه لن يسترده بالمظاهرات، ومن تظاهر فقد كفر، ومن كفر يجوز عليه إطلاق النار على رأسه تحديداً. خصوصاً والعالم لا يتعامل إلا مع الأقوياء، ولا يتعامل مع الضعفاء مهما كانت عدالة قضيتهم، وبالتالي فإن هذه المظاهرات التي تطالب بفك الإرتباط مع نظام الجمهورية العربية اليمنية وقحة، لا تقدر أبداً الظروف في نظره وحساسية الأوضاع يقودها عناصر مغامرة، أصحاب مخططات مشبوهه، وأفكار هدامه، لذلك يجوز شرعاً وقانوناً إطلاق الرصاص على كل من يخرج من طاعة الحاكم حسب الفتوى الدينية، بينما نحن لدينا فتوى الإيمان بالحق وقوة الإرادة والإصرار، على مواصلة النضال ومواجهة رصاص القوات الشمالية بصدور عارية، حتى خروج آخر جندي شمالي ونيل الإستقلال.



رابعاً: الرئيس اليمني مطول باله في الجنوب، إعتماداً على قوة بشرية فائضة لديه، وسياساته معلنة أمام العالم، تقضي بإستقدام أكثر من عشرة مليون مواطن شمالي، كمرحلة أولى لتسكينهم وتمليكهم الجنوب، ففي نظره هذا حل مثالي، ليس لتدجين الجنوبيين فحسب، بل للقضاء على الثورة السلمية في الجنوب نهائياً، فالمشروع يجري تنفيذه على قدم وساق، إنطلاقاً من الشعار المحبب لدى فخامته، وهو الوحدة أو الموت، بينما نحن لدينا قيادات فائضة في الداخل والخارج، ونعيش بطالة سياسية، كما يوجد لدينا فائض في الصبر وعلى وجه الخصوص (القيادات المجربة) ثم أعددنا أنفسنا لأسوأ الإحتمالات، لأنه لم يعد لدينا ما نخسره، إلا أن بعضنا، ورغم الضربات الموجعة والهزائم التي تلقيناها في ماضينا، لازالوا يحاولوا اللعب في نفس الملعب القديم، ويكرروا نفس القواعد والتكتيكات والتحالفات التي هزمتنا بالأمس، فإذا ببعض من اعضاء الفريق يحرز هدف تلو الأخر ضد نفسه وفي ملعبه، وآخر هدف كان في 30 يونيو 2009 في زنجبار، إذن نحن في حاجة ماسة الى مزيد من الوقت للتدريب والتأهيل، لمعرفة أنفسنا وقدرتنا، لكي نواجه خصمنا - المنتصر علينا بفضلنا - في الجولة القادمة، بالرهان على النصر المنتظر الذي يتوقف على مدى وحدة فريقنا في المبارة، تحت شعار الفشل ممنوع، لتكون وحدة الفريق، تجسد خيارنا الوحيد وهو التصميم على الإنتصار أو الإنتحار.



لذلك نتمنى على الكابتن القديم/الجديد، الذي عاد ليتولى قيادة الفريق مجدداً، والذي اطل علينا بطلعته البهية في 21 مايو 2009م، أن يكون خلاف الكابتن الذي عرفناه ما قبل 22 مايو 1990م، خصوصاً وأن شعبنا موحد في الداخل وقياداته (المهزومة) غير موحدة، الى درجة أن شعب الجنوب يخرج في مظاهرات وإعتصامات دون أي تواجد أو مشاركة غالبية قيادات الحراك، وعليه أن يدرك أن قواعد اللعبة تغيرت، وأن الجمهور منتظر منه العمل لتحقيق أكثر من شرط لقيادة الفريق، نوجز بعضها بما يلي:



1) مطلوب من الكابتن وضع إستراتيجية عامة تحدد الأهداف المطلوب تحقيقها على مستوى الداخل والخارج،


على ان يناط بالمهمة لرجال مجربين ذو خبرة وكفائة، للتعامل والعمل بما يحقق الأهداف المرسومة.



2) هناك مسؤولية وطنية وأخلاقية أزاء الفريق تتمثل في دعم من ضحوا في الميدان دفاعاً عن شرف الفريق ووحدته، وكذلك ممن تعرضوا أيضا للإصابات والعمل على علاجهم، كواجب وطني وديني لتشجيع استمرار نشاطه.



3) الفريق مخترق و رموز فيه تتلقى التعليمات الفنية من خارجه، و تعمل على تفتيت وتشتيت الفريق من الداخل.. ما العمل؟



4) أذا لا توجد إمكانية لتأمين ما ورد في الفقرة الثانية والثالثة، نقترح على الكابتن التفكير جدياً لإتخاذ قرار بالعودة للوطن على أن يكون النزول في احدى المناطق الجنوبية مثل: حوف أو قصيعر أو ضحوكة، من أجل قيادة المعركة في الميدان، كتعويض عن ما حصل في الماضي، وبدورنا سنكون في المفرزة الامامية قبله.



5) أذا تعذر الامر في عدم تحقيق اياً من الخطوات سالفة الذكر، فأضعف الايمان ان أن نعتذر لشعبنا في الداخل نرجوا منه أن يسامحنا، والله يكون في عونه، فنحن مجرد نمور بيانات من ورق.




ناصر أحمد هادي


محافظة أبين – الوضيع (جريزفان)


4 يوليو 2009

ابوحضرموت الكثيري
2009-07-06, 06:19 AM
اعاذنا الله شر الفتنة والتعصب الاعمى ونسأله تعالى ان يثبتنا على الحق والالتزام بمبادئ التصالح والتسامح .