المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بساط الوحدة


محمد الهاشمي
2009-07-05, 11:40 AM
مقال سابق /محمد الهاشمي
خواطر قلب(مدونات مكتوب)

بساط الوحدة



في البداية حقيقة يتمزق البساط الذي تتنازعه الأيدي ,وأما بساطنا (بساطالوحدة) فقد مزقته حوافر الخيل .
أنا وإن كنت لا أريد أن أبتدي حديثي هكذا لكن لقارئتي لوضعنا الحالي الانقسامي بفعل سياسة الساسة, فأوضاع اليمن لا تسر عموماً وإذا ما حاولت أن أكتب عن أوضاع الجنوب خصوصاً فلست أدري من أين أبتدي وأين أنتهي؟ وحتى لو استنفذت مداد أقلامي ومددته بسبعة أبحر لنفدت قبل أن تنفد كلماتي ولله المثل الأعلى, فالجنوب أكبر من تحصيه الأقلام أوتحوطه الأوراق وأوجاعه أكثر مما تحويه الكلمات,وإذا ما أعدتَ النظر للوضع العام أعني في اليمن جميعه من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ونظرتَ في الأفق وأرجعتَ البصر كرتين أنقلب إليك البصر خاسراً وهو حسير .
فقد سنَحوا البيت وحمروا اللواء وعنسوا المدنية وغبروا العدل وجعلوا الثلاث واحدة أعني في (السلطة التنفيذية) بضمها لغة وبفتحها كما جرى به العرف .
فماذا عسى بعد هذه أن أقول؟ سوى أننا قد قرأنا الواقع قراءة جيدة فلا المعارضة وأحزابها تريد إصلاح ولا الدولة وأجندتها تريد إصلاح,الكل يريد نصيبه من الكعكة وما جرى من تأخير للانتخابات إلى عامين ليس إلا دليل على ذلك .فهم ليس معنيين بالجنوب ولا بأبنائه,غير أن أبناء الجنوب قد بدأو يسيرون في الاتجاه الصحيح الذي سيصل بهم حتماً إلى الظهور والنجاح واستعادة الحق المشروع .
إنه طريق الحراك الجنوبي الذي نباركه ونعتز به, ومن على منبر الأيام نحي كل مشايخ الجنوب وعلى رأسهم طارق الفضلي الصوت الثائر صوت الجنوب الشجاع, ونحيي مرة أخرى كل الشرفاء والأحرار الذين رفعوا راية الحق خفاقة في وجه الطغيان .
ونتمنى أن يمشي الحراك بلا عوجاج وأن يصفى من كل الشوائب وأن تصقل جوانبه وتبرأ أعواده فتكون سهاما صائبات . فبالحراك ستتحقق إحدى الحسنيين: الحياة الكريمة وذلك بإعادة الموازين وترقيع البساط أو بالنصر المبين (استقلال الجنوب) ولسنا بهذا ضد أبناء الشمال فنحن إخوة, ولكن مشكلتنا مع النظام وسكوتهم عليه إعانة على الباطل, وهو الذي دفعنا لرفع هذا الشعار فليعذرونا كما عذرنا لهم صمتهم الطويل .
وعوداً على بدئ فل يبقى الحراك حراكاً نابضاً كالنبض القلب الجنوبي كل ثانية مرارة وألماً,ولترفع راياته في السماء خفاقة فلا تصل إليها أياديهم ولا حتى إلى خيط من خيوطها كما فعلوا ذلك من قبل حين أسقطوا خيط الوحدة الذي رفعناه يوماً ,فهذا الحراك بداية الهلاك للطغيان إن استقر حمله,فهو لهم كموسى للفراعنة,إنهم لا يريدون له البقاء يودون وأده وإجهاض حمله قبل ولادته فلا تقوم له قائمة, فلا نلتفت إليهم نصل إلى نهاية المشوار .
وليعلم الساسة أننا مللنا الوعود وقد قلنا لهم قدماً لا نريد منكم وحدة إسلامية كما كانت على عهد الرسالة المحمدية التي قال أحد أبنائها لأخيه آنذاك أختر إحدى زوجتيً هاتين لأطلقها لك فتنكحها وهذا شطر مالي فخذه, لا نريد منكم ذلك جل ما نريده هو حقنا (إرثنا المشروع من أمنا الغالية) إن كانت قد قضت نحبها في هذا الوجود وإلا فثدييها لنا سقاء جميعاً فكلنا أبناؤها .
أمنحوا الجنوب حريته المطلقة واكسروا قيده وفكوا أسره ومنحوا أبناءه حق العيش الشريف وجعلوا كل وظائف الجنوب في أبناءه المدنية والعسكرية والقضائية, فهم لا يريدون أقلمة قطرهم ولا فدرة وطنهم غير (إقليمية الوظيفة) التي أبعدوا منها قسراً وهذا حقهم كفله الدستور لهم, فمرادهم العدل والمساواة في كل شي :
(وزنوا بالقسطاس المستقيم) ومن المسلمات حق الوظيفة وحق العيش الكريم .
تربة الجنوب الأبية الغالية التي تعطي الغالي والنفيس تنادي أن طهروها من نجس العابثين ثم عمروها وبنوها وجعلوا فيها كل مقومات الحياة ثم شقوا الطريق لأبنائها ليلامسوا المحراب ويوأدوا ولو صلاة واحدة في الجامع الصالح: ((اليمن السعيد)) .
وختاماً فإما أن نعيش معاً على بساط الوحدة بعد ترقيع وإلا فمزقوه ما دمتم قد صنعتموه من وخز الإبر.
[email protected]
[email protected]