المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قناة دوتشة فيلة الألمانية الرسمية تصف في تقرير لها من صنعاء الوحدة اليمنية بأنها هشة


الدعاسي
2009-06-04, 08:12 AM
أصوات الإحتجاجات في الجنوب إرتفعت عاليا


و حدة اليمن الهشة

الكاتب: كلاوس هيماخ
الناشرة: أنا ألمالينج


ليست ألمانيا فقط من تحتفل بالذكرى العشرين لأنهيار سورها الفاصل فاليمن أيضا تمكن من تخطي إنقسامه في عام 1990 إلا أن و حدته هشة جدا. معهد جوته الألماني في صنعاء جمع فنانين من كلا القسمين مع بعضهم في عمل فني.

في باحة المتحف الوطنى في صنعاء يختلط الشمال بالجنوب و كأن الوحدة اليمنية تم تحقيقها بشكل مثالي. المنظر المرسوم يصور منظر شمالي خالص... مباني قديمة من الطوب الأحمر المحروق بنوافذها ذات الإطار الجيري الأبيض بينما الموسيقى الفلكلورية المنسابة من شريط المسجل قادمة من الجنوب و المغني جنوبي من منطقة قريبة من عدن. الفنانون المجتمعون هنا يرسمون بألوان مختلفة و يعملون يدا بيد... الصنعانية ذات الحجاب الأسود بجانب نحات من عدن.

"نحن و أنتم لدينا الكثير من الأمور المشتركة فقد توحدنا في نفس العام" هكذا قال لنا الرسام العدني كمال المقرمي. و الأمر بالنسبة له مثير للإهتمام لأنه كان مرة في ألمانيا و يعرف قصة التشطير تماما. معهد جوتة الألماني جمع ثمانية من الفنانين اليمنيين في صنعاء أربعة من جنوب اليمن الإشتراكي سابقا و أربعة آخرين من الشمال. المهمة الموكلة إليهم هي تشكيل أحجار سور حتى يتم تجميعها على شكل يعبر تعبيرا رمزيا عن سور برلين. في التاسع من نوفمبر يفترض أن يتم في ألمانيا إسقاطهم كحجارة الدومينو أمام بوابة براندينبورع في برلين.

إختلاف كبير بين عدن و صنعاء:
على أحد الأحجار يرسم الفنان المقرمي قبضة يد تمسك بعلم ذات لون أسود, أحمر و ذهبي (ألوان العلم الألماني). وفي الجانب الآخر رسم لبرميلين للتذكير بنقطة التفتيش في "تشك بوينت تشارلي" الشهيرة في برلين. و يشرح المقرمي البالع من العمر 48 عاما بأن نقاط التفتيش لم تكن متواجدة في ألمانيا فقط و إنما في اليمن أيضا.
في نفس العام الذي توحدت فيه ألمانيا الديمقراطية و ألمانيا الإتحادية توحد في جنوب الجزيرة العربية أيضا نظامين مختلفين ليؤسسا الجمهورية اليمنية. اليمن الجنوبي الإشتراكي بعاصمته عدن و اليمن الشمالي الذي يعتبر جمهورية تسودها القبائل التقليدية الإسلامية بعاصمتها الواقعة في منطقة جبلية في الشمال. بشكل شبيه للإختلافات الموجودة في ألمانيا بين الشرقي و الغربي ينكت اليمنيون على بعضهم... الحنوبيون الإشتراكيون يقال عنهم بأنهم "سكارى ملحدين" بينما ينكت الجنوبيون على "المحارب القبلي المتخلف" في الشمال.

لا وحدة حقيقية:
أيضا الرسام المقرمي يشعر ينفسه غريبا في صنعاء المليئة بحاملي الخناجر المعقوفة و يقر بأن هناك إختلافات عميقة بين صنعاء و عدن. "قبل الوحدة كنا دولتين بعاصمتين و أنا زرت معظم دول أوربا و لكن لم يكن بمقدوري زيارة الشمال". و لكن الرسام المقرمي لا يشعر بالغربة فقط و لكن الشعور بالظيم والإقصاء لا يفارقه. و يشكو من أنه من بعد الوحدة صار الشماليون هم المسيطرون على كل شئ... "نحن الجنوبيون أجبرنا على مفارقة عاداتنا وتقاليدنا و صارت نسائنا تحملن ترتدين النقاب الآن... لقد تغير الكثير".. كما يقول المقرمي.
في حقيقة الأمر... اليمن لم يتوحد على الإطلاق...صحيح أن الرئس الحالي و الذي يحكم منذ ثلاثين عاما إستطاع أن يفرض سيطرته على البلاد من خلال توزيعه للمال و المناصب, و لكن الأمر صار الآن أكثر صعوبة بسبب نضوب مصادر الثروة في اليمن. اليمن يعتبر أحد أفقر الدول في العالم.. و النفط والماء يكادان ينضبان في اليمن. هذا الأمر يولد الحنق على النظام و خاصة في الجنوب حيث تتركز الثروة النفطية المتبقية و لكن عائداتها لا تصل أهل الجنوب. هذا الخليط من التأزم الإقتصادي و فقدان الثقة كانا سببا قبل 15 عاما في أن يعلن الإشتراكيون إنفصالهم و تشتعل حرب أهلية إنتهت بإنتصار تام للشمال على الجنوب.
من يزور اليوم المقر الرئيسي للحزب الإشتراكي في صنعاء يدرك مدى التأثير الذي يملكه هذا الحزب اليوم. فالبناية متهالكة و قاعة المحاضرات قذرة. عيدروس النقيب رئيس الهيئة البرلمانية للحزب يؤكد أن "الإنفصال لم يعد موضوعا في أجندة الحزب". بالنسبة للمظاهرات في الجنوب و التي خرج فيها مئات الآلاف إلى الشوارع فإن حزبه لا يقودها. "الحكومة يجب أن تتحرك بشكل عاجل من أجل حل هذا الأمر" يقول النقيب. و يستطرد في هذا الصدد " القائمون على السلطة ضلوا و لفترة طويلة ينظرون للجنوب و كأنه ملكية خاصة فقاموا بنهب أراضيه و ثرواته و أقصوا أبنائه... و الآن يجب وضع حد لكل ذلك"

إحتجاجات ضد الوحدة:
و يطالب النقيب بأن تعيد الحكومة الوظائف و الأراضي و العقارات لأصحابها. أكثر من 200000 موظف و عسكري جنوبي منعوا من مزاولة أعمالهم منذ الحرب الأهلية. "هؤلاء يجب أن يعودوا إلى وظائفهم و يتم تعويضهم عن ال 15 عاما الأخيرة" يطالب النقيب. لقد تجاهل الرئيس على عبدالله صالح هذه المطالب طويلا و لكن أصوات الإحتجاجات في الجنوب إرتفعت عاليا... و إستخدم الجيش الرصاص الحي ضد المتظاهرين و وصل الأمر إلى حد أن صالح نفسه صار يحذر من أن البلاد سوف تتجزأ إلى قبائل و عشائر إدا إنفصلت عدن.

في الوقت الذي لا زال الرسم على أحجار السور في صنعاء مستمرا... يخرج الألاف مجددا إلى الشوارع في عدن للتظاهر ضد الوحدة. الذكرى العشرون للوحدة في العام القادم لن تكون مناسبة سعيدة فقط يقول ذلك الرسام المقرمي و هو يستكمل رسم القبضة على الحجر "البعض سوف يحتفل و لكن هناك من سيقاطع الحفل... أنا متأكد من ذلك" و لكن ما هو المخرج من الأزمة؟ "أولئك الذين يملكون السلطة... يجب أن يفكروا في البلد" و يضيف المقرمي "يجب عليهم فقط أن يفكروا. هل ما نعمله جيد لبلدنا أم جيد لنا فقط؟ عندها سوف يجدون المخرج و بسرعة" هكذا يقول الفنان.


رابط الخبر على النت
http://www.dw-world.de/dw/article/0,,4298105,00.html?maca=de-rss-de-top-1016-rdf