قلب أبوهاا
2007-12-22, 10:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من القصص الطريفة التي حفظها لناا التاريخـ أن أعرابياً جاء يستعرض مهاراتهـ أماامـ الخ ـليفة الم ـأمون ، فقاال الم ـأمون له :" وماذا تح ـسن أيها الرج ـل ؟"
قال :" أستطيـ ع أن ألقي الإبرة فتدخ ـل فـي ثقب الإبرة وأصنع بذلكـ هرماً عالياً من الإبر "
فاستغ ـرب الم ـأمون كلامهـ ،وطلب منهـ أن يستع ـرض هذهـ المهارة أمامـ كل من كاانوا في مجلسهـ ، فوقف الرج ـل ، ووضع إبرة على الأرض ثم ألقى عليهاا إبرة ثانية فدخل رأس الإبرة الثانية في ثقب الإبرة الأولى بالضبط ، ثم مال قليلاً ، وألقى ثالثة ، فحدث لهاا ما حدث للثانية ، وهكذا ، إلى أن تكونـ صف رأسيـ يشبهـ الهرمـ ، رأس كلـ إبرة منهـ في ثقب سابقتهاا ، فأعجب المأمون ومن كان في مجلسهـ بمهارة الرج ـل وأمر الخ ـليفة له بمائة ألف دينار مكافأة ، وطلب من جلادهـ أن يجلد مائة جلده ..
وذع ـر الرج ـل وصاح :" روح ـي فدااء أمير المؤمنين ، لقد أمرت لي بالماال لأنني أمتع ـتكـ بهذا الاستع ـراض الغ ـريب ،
ولكن // لم ـاذا الج ـلد ؟ فقال الم ـأمون : التدرب على مهارة من هذا النوع يح ـتاج إلى وقت طويلـ ج ـداً وصبر بل ربمـاا يح ـتاج
كل السنواات التي مـضت مـن عم ـركـ ، وقد أضع ـت أنت كل هذهـ السنوات في التدرب على مهارة لا تفيد أحداً على الأطلاقـ ..
وقبل أيامـ تصفح ـت كتااب ؛ ج ـينيس للأرقامـ القياسية ؛
فوجدتهـ حاافلاً بالهوايات الغريبة التي لا تفيد أحداً ، والطريف أن مع ـظم أصح ـاب هذه الهوايات من أبناء العالمـ الثالث الذي يح ـتاج إلى كل جهد من جهود أبنائه ليتمكن من تجاوز واقعهـ كعاالم ثالث ، والانتقاال إلى مصاف الدول الغنية ، أو شبهـ الغنية ، على أقل تقدير ،
ومن ذلكـ : شخصـ أطاال أظافرهـ ح ـتى وصل طولهاا إلى
3,35 متر ، وأمضى 35 سنة في حيااتهـ في العناية بها ، فقط
لكي يدخ ـل اسمهـ فـي موسوع ـة جينيس للأرقامـ القياسية ، وآخر
ج ـلس ثلاثة أيامـ فـي بانيو مملوء بع ـصير الطمااطم ، وثاالث أمضى الشهور في عمل دؤوب لكي يكتب 1749 حرفاً على حبة أرز ..
والمهاارات التي لا تفيد أحداُ كثيرة الشيوع هذهـ الأيام فـي مع ـاهد
الأبح ـاث في الولايات المتح ـدة إذ أن الع ـديد من الدرااسات التي يجريها ع ـلماء بارزون ، ويمضون السنواات الطويلة فيها ، وينفقون عليها ملااايين الدولارات ، وهي أشبهـ ما تكون بمهارة
إدخ ـاال الإبرة في ثقب الإبرة ومن ذلكـ : تلكـ الدراسة التي أعدها
الدكتور رونالد ريتنر ، من جامعة نيفادا ، وكلفت سبـ ع سنوات
من البح ــث ، وما يزيد على 758 ألف دولار ، وموضوعها :
كيف يمارسـ الذباب الج ـنس ؟ وقد نشر الع ـاالم المرموقـ ما يزيد على 30 بح ـثاً في المج ـلات العلمية المختصة عن نتائج أبحاثهـ ،
وقال إنهـ اكتشف أن الذبابة تفرز فورموناً خاصاً ، ثم تصطدمـ بذكر الذباب ، وتحتكـ بهـ ، فيع ـلق الفورمون ع ـلى جسمهـ ، وبعد أن يشمهـ يصاب بح ـالة من الهوسـ تج ـع ـلهـ لا يهدأ إذا
ألتقى بصااحبة الفورمون ..
وفي التجارب التي أجرااها ، حقن الدكتور ريتنر الفور مون في جسم ذكر الذباب ، فأصيب الذكور الآخرون بح ـالة من التشوش ، وظنوهـ أنثى ذبابة ، وبدأوا يلاحقونهـ ..
والتااريـ خ يقول لناا إن الع ـلم ، ع ـندماا ينصرف عن هدفهـ الح ـقيقي ، ويتجهـ إلى الفانتازيا الع ـلمية ، والمواضيـع التي لاا تفيد احداً ، وإنما تدل على مهاارة الذين نفذوهاا ، وصبرهم ، يسقط في وهدة الانح ـطاط .. ويجر المجتمع بأسره والدولة .. إلى السقوط ..
وعندما اتج ـهـ أدباؤنا إلى الفانتازيا الأدبية ، والبديع ، والمحسناات اللفظية ، وصارت مهارة الشاعر تع ـرف من كتابتهـ قصائد تقرأ من اليمين إلى اليساار ، ومن اليساار إلى اليمين ، وتظلـ بنفسـ الكلمات ، وقصاائد فيها حرف منقوط يليهـ حرف غير منقوط ، وهكذا ، وقصاائد كل حروفها منقوطة ، وأخرى كل حروفها غير ذلكـ ، أصيب الأدب العربيـ بالانحطااط ، وانسحـب انحـطااطهـ على المجتمع العربي بأسرهـ ..
وتجربتناا تقولـ لناا إنهـ عندما اتج ـهنا إلى مهاارات من نوع إدخال رأس الإبرة في ثقب الإبرة ، دخ ـلنا فـي عصور الظلامـ ، وانتهينا لا خ ـيل عندناا نهديهاا ولا ماال ..
وهل هو التاريـ خ يكرر نفسهـ ولكنـ ع ـلى الج ـانب الآخر من المحيط ،، ويقولـ لناا :: استبشروا خيراً ..
لـلـ : أبو خ ـلدون ..
من القصص الطريفة التي حفظها لناا التاريخـ أن أعرابياً جاء يستعرض مهاراتهـ أماامـ الخ ـليفة الم ـأمون ، فقاال الم ـأمون له :" وماذا تح ـسن أيها الرج ـل ؟"
قال :" أستطيـ ع أن ألقي الإبرة فتدخ ـل فـي ثقب الإبرة وأصنع بذلكـ هرماً عالياً من الإبر "
فاستغ ـرب الم ـأمون كلامهـ ،وطلب منهـ أن يستع ـرض هذهـ المهارة أمامـ كل من كاانوا في مجلسهـ ، فوقف الرج ـل ، ووضع إبرة على الأرض ثم ألقى عليهاا إبرة ثانية فدخل رأس الإبرة الثانية في ثقب الإبرة الأولى بالضبط ، ثم مال قليلاً ، وألقى ثالثة ، فحدث لهاا ما حدث للثانية ، وهكذا ، إلى أن تكونـ صف رأسيـ يشبهـ الهرمـ ، رأس كلـ إبرة منهـ في ثقب سابقتهاا ، فأعجب المأمون ومن كان في مجلسهـ بمهارة الرج ـل وأمر الخ ـليفة له بمائة ألف دينار مكافأة ، وطلب من جلادهـ أن يجلد مائة جلده ..
وذع ـر الرج ـل وصاح :" روح ـي فدااء أمير المؤمنين ، لقد أمرت لي بالماال لأنني أمتع ـتكـ بهذا الاستع ـراض الغ ـريب ،
ولكن // لم ـاذا الج ـلد ؟ فقال الم ـأمون : التدرب على مهارة من هذا النوع يح ـتاج إلى وقت طويلـ ج ـداً وصبر بل ربمـاا يح ـتاج
كل السنواات التي مـضت مـن عم ـركـ ، وقد أضع ـت أنت كل هذهـ السنوات في التدرب على مهارة لا تفيد أحداً على الأطلاقـ ..
وقبل أيامـ تصفح ـت كتااب ؛ ج ـينيس للأرقامـ القياسية ؛
فوجدتهـ حاافلاً بالهوايات الغريبة التي لا تفيد أحداً ، والطريف أن مع ـظم أصح ـاب هذه الهوايات من أبناء العالمـ الثالث الذي يح ـتاج إلى كل جهد من جهود أبنائه ليتمكن من تجاوز واقعهـ كعاالم ثالث ، والانتقاال إلى مصاف الدول الغنية ، أو شبهـ الغنية ، على أقل تقدير ،
ومن ذلكـ : شخصـ أطاال أظافرهـ ح ـتى وصل طولهاا إلى
3,35 متر ، وأمضى 35 سنة في حيااتهـ في العناية بها ، فقط
لكي يدخ ـل اسمهـ فـي موسوع ـة جينيس للأرقامـ القياسية ، وآخر
ج ـلس ثلاثة أيامـ فـي بانيو مملوء بع ـصير الطمااطم ، وثاالث أمضى الشهور في عمل دؤوب لكي يكتب 1749 حرفاً على حبة أرز ..
والمهاارات التي لا تفيد أحداُ كثيرة الشيوع هذهـ الأيام فـي مع ـاهد
الأبح ـاث في الولايات المتح ـدة إذ أن الع ـديد من الدرااسات التي يجريها ع ـلماء بارزون ، ويمضون السنواات الطويلة فيها ، وينفقون عليها ملااايين الدولارات ، وهي أشبهـ ما تكون بمهارة
إدخ ـاال الإبرة في ثقب الإبرة ومن ذلكـ : تلكـ الدراسة التي أعدها
الدكتور رونالد ريتنر ، من جامعة نيفادا ، وكلفت سبـ ع سنوات
من البح ــث ، وما يزيد على 758 ألف دولار ، وموضوعها :
كيف يمارسـ الذباب الج ـنس ؟ وقد نشر الع ـاالم المرموقـ ما يزيد على 30 بح ـثاً في المج ـلات العلمية المختصة عن نتائج أبحاثهـ ،
وقال إنهـ اكتشف أن الذبابة تفرز فورموناً خاصاً ، ثم تصطدمـ بذكر الذباب ، وتحتكـ بهـ ، فيع ـلق الفورمون ع ـلى جسمهـ ، وبعد أن يشمهـ يصاب بح ـالة من الهوسـ تج ـع ـلهـ لا يهدأ إذا
ألتقى بصااحبة الفورمون ..
وفي التجارب التي أجرااها ، حقن الدكتور ريتنر الفور مون في جسم ذكر الذباب ، فأصيب الذكور الآخرون بح ـالة من التشوش ، وظنوهـ أنثى ذبابة ، وبدأوا يلاحقونهـ ..
والتااريـ خ يقول لناا إن الع ـلم ، ع ـندماا ينصرف عن هدفهـ الح ـقيقي ، ويتجهـ إلى الفانتازيا الع ـلمية ، والمواضيـع التي لاا تفيد احداً ، وإنما تدل على مهاارة الذين نفذوهاا ، وصبرهم ، يسقط في وهدة الانح ـطاط .. ويجر المجتمع بأسره والدولة .. إلى السقوط ..
وعندما اتج ـهـ أدباؤنا إلى الفانتازيا الأدبية ، والبديع ، والمحسناات اللفظية ، وصارت مهارة الشاعر تع ـرف من كتابتهـ قصائد تقرأ من اليمين إلى اليساار ، ومن اليساار إلى اليمين ، وتظلـ بنفسـ الكلمات ، وقصاائد فيها حرف منقوط يليهـ حرف غير منقوط ، وهكذا ، وقصاائد كل حروفها منقوطة ، وأخرى كل حروفها غير ذلكـ ، أصيب الأدب العربيـ بالانحطااط ، وانسحـب انحـطااطهـ على المجتمع العربي بأسرهـ ..
وتجربتناا تقولـ لناا إنهـ عندما اتج ـهنا إلى مهاارات من نوع إدخال رأس الإبرة في ثقب الإبرة ، دخ ـلنا فـي عصور الظلامـ ، وانتهينا لا خ ـيل عندناا نهديهاا ولا ماال ..
وهل هو التاريـ خ يكرر نفسهـ ولكنـ ع ـلى الج ـانب الآخر من المحيط ،، ويقولـ لناا :: استبشروا خيراً ..
لـلـ : أبو خ ـلدون ..