المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة الثورة في الجنوب :بقلم/ محمد عباس ناجي.


صقر الجزيرة
2014-07-04, 01:21 AM
أزمة الثورة في الجنوب.



06 رمضان 1435هـ - 03 يوليو 2014 م 01:00

أزمة الثورة في الجنوب.



http://im87.gulfup.com/k979lr.jpg (http://www.gulfup.com/?AFyKRf)



بقلم/ محمد عباس ناجي.

كثير من الأخوة والأخوات نشطاء الثورة الجنوبية طلبوا مني اعداد كتاب أو دراسة عن الأزمة التي تمر بها الثورة الجنوبية, ولكن أنا في هذه الفترة مشغول كثيراً في التاريخ القديم للجنوب منذ ما قبل التاريخ حتى ظهور الإسلام, وقد انجزت منه الجزء الأول بمشيئة الله, والجزء الثاني على وشك الانجاز, والثالث توصلت فيه إلى ما يقارب 80%, غير أنني استجابة لطالب الأخوة في المكتب التنفيذي لقوى الثورة السلمية الجنوبية, والذي عقد عدة اجتماعات في الفترة القريبة الماضية لمناقشة دراسة مختصرة أعددتها لهم عن أزمة الثورة الجنوبية, وقد كانت هذه الدراسة مشتملة على الكثير من الجوانب المتعلقة بالثورة الجنوبية, وسنقوم هنا بنشر ما تسمح به مصلحة الثورة الجنوبية وشعب الجنوب في النقاط التالية:

1. جاحد أو غير مبال أو غبي الذي ينكر أن الثورة السلمية الجنوبية لا تمر بأزمة سياسية خانقة هي الأولى من نوعها منذ انطلاقتها في عام 2007م.

2. هذه الأزمة لها ظروفها الموضوعية والذاتية, ومن أجل حلها علينا أولاً الاعتراف بوجودها حتى يمكن حلها وتجاوزها.

3. ينبغي تشخيص جوانب وأسباب هذه الأزمة, والسبل الكفيلة بحلها بأقل التكاليف وانجعها, وبعيداً عن شطحات الشعارات الرنانة التي تم ممارستها في الفترة الماضية, وكانت أحد الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة, ودون تحميل طرف بعينه كل مثالب هذه الأزمة, فالجميع مشارك بها وإن كانت هناك فوارق بين دراجات المسئولية التي يتحملها كل طرف.

4. إن من أبرز الأخطاء التي ارتكبت في الفترة الماضية بقصد أو بدون قصد أنه تم تقسيم شعب الجنوب وقوى ثورته إلى كيانات هزيلة وكلها تحمل القاب مجالس وهيئات ومنظمات واتحادات عليا, فاصبح الجميع في العالي ولم يعد هناك من يمثل قاعدة الثورة الجنوبية.

5. تم تقسيم الكيانات الجنوبية إلى كيانات استقلالية وغير استقلالية, وكأن شعب الجنوب منقسم إلى دعاة استقلال ودعاة وحدة, مع أن الكل مجمع على استعادة دولة الجنوب, وقد يكون الاختلاف في الطرق والوسائل التي يجب اتباعها لتحقيق هذا الهدف.

6. عمل البعض على ربط قضية شعب الجنوب بأشخاص بعينهم والترويج لهم بانهم أبطال ومناضلي ومناضلات ثورة الجنوب دون غيرهم من مواطني ومواطنات شعب الجنوب لمجرد أنهم يدلون بتلك التصريحات الثورية الرنانة, وزرع روح العظمة والألقاب القيادية الوهمية وكأنها أصبحت مناصب قيادية رسمية في الدولة, فاصبح الجميع يتفاخرون بمناصبهم ويتصارعون حولها.

7. تم تفريغ نواة الثورة الجنوبية ذات الهياكل التنظيمية النضالية القادرة على قيادة مسيرة الثورة الجنوبية بصورة سرية وبعيداً عن الاضواء والاعلام, واستبدالها بالأشخاص المقربين من هذا الشخص أو ذاك, حتى أن البعض اعتبر المناصب القيادية حق مكتسب ومتوارث.

8. القوى والعناصر التي فكرت وخططت للثورة الجنوبية ووضعت ادبياتها النظرية قبل وبعد انطلاقتها, ولديها الرؤية الفكرية النضالية السياسية ـ التكتيكية والاستراتيجية ـ لمسار الثورة الجنوبية, والتي كانت بمثابة قيادة سياسية للثورة الجنوبية, ولم تظهر على منصات الخطابات, ولم تسع إلى المناصب القيادية, وكانت تعمل كل ذلك حباً لوطنها وشعبها, عملت على الدفع ببعض العناصر لتكون قيادات ميدانية, غير أن تلك القيادات الميدانية أغرتها المنصات واصبحت تجمع بين القيادة الميدانية والسياسية, مع غالبيتها لا تعي من السياسة ابسط مبادئها.

9. كان شعب الجنوب يعتقد أن قياداته السابقة, ولاسيما التي في الخارج قد تعلمت من تجارب الماضي الأليم, وكان يعلق عليها أمال أكثر مما يجب في الدفع بقضيته, ولكن بعض تلك القيادات أثبتت التجربة أن عقليتها لم تتغير مطلقاً.

10. علينا كمناضلين جنوبيين ومناضلات جنوبيات الاعتراف بأننا أخفقنا في العمل مع المحيط الإقليمي والدولي تجاه قضيتنا, فمن غير المعقول أن يكون المجتمع الدولي كله على خطأ ونحن على صواب. كما أن هناك فشل ذريع في تسويق قضية شعبنا على الصعيد الإعلامي إلى المجتمعين العربي والدولي, لأن هناك تغييب معتمد للعقل الجنوبي المبدع في هذه المجالات.

11. بعض العناصر الجنوبية التي تعمل مع نظام الاحتلال لم تكتف كما كانت في بداية الثورة الجنوبية أنها جزء من ذلك النظام وتنفذ سياساته, إنما في هذه الفترة اصبحت هي المحور الاساسي في نخر الثورة الجنوبية لصالح الاحتلال, لأنها تعتقد أن بقائها مربوطاً بمدى قدرتها في السيطرة على الجنوب, واصبحت تستغل الظروف المعيشية الصعبة لبعض العناصر الجنوبية لإظهار ولائهم لها أمام الرأي العام في الشمال وفي المحيط الإقليمي والدولي.

12. صحيح أن الثورة في الجنوب تمر بأزمة خانقة, وقد تلحق بها اضراراً فادحة, ولكن ذلك لا يعني أن قضية شعب الجنوب سوف تنتهي, فهي قضية ستظل باقية, لأنها قضية وطن وشعب ودولة, وليست قضية شخص أو مجموعة اشخاص, ويكفي شعبنا فخراً أنه تم إعادة زرع هذه القضية في عقل وفكر الجيل الجديد الذي اصبحت بالنسبة له قضية لا يمكن المساومة عليها, ولهذا حتماً ستنتصر هذه القضية عاجلاً أم آجلاً.


http://www.sadaaden.com/read-news/261982