المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكم/ علي بن صالح بن ثابت النهدي


ولد الرملة
2013-05-28, 01:53 AM
للحديث عن حكمان نهد فصول وشجون ولكن في هذا الموضوع نتحدث عن آخر الحكمان المهمين في قبيلة نهد .. عن شخصية الحكم علي بن صالح بن ثابت .
دارت في آخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين حوادث وفتن عصفت بقبيلة نهد واضعفتها وفي البدء كانت فتنة بين روضان امتدت الى نحو سبع سنوات حتى ملّوها، وفي وسط هذه الأجواء المشحونة بالفتن بين روضان ولد للحكم صالح بن عبدالله بن ثابت ولدا سماه علي وكان ذلك في أجواء عام 1910م تقريبا ، وتربى الفتى علي بن صالح مع أقرانه في قارة آل ثابت وأظهر نبوغا مبكرا وكان حريصا في ملازمة مجلس والده الحكم صالح بن عبدالله بن ثابت ويشهد في تلك الجلسات توافد القبائل من مختلف حضرموت على مجلس أبيه تتخاصم في مجلسه ويقضي بينها حسب احكام الأعراف القبلية المعروفة ، وكان يلازم مجلس الشيخ فارس بن مذعذع والذي كان يمتلك الدراية الواسعة في السوارح والعادات والاحكام القبلية وهو يعتبر ( النشد ) في نهد ، وبدأ الحكم علي بن صالح بن ثابت في قرض الشعر خاصة شعر ( الزامل ) منذ نعومة اظافره ، إلا أن القدر شاء أن يقتل أباه الحكم صالح بن عبدالله بن ثابت غيلة وغدرا وسط احداث تلك الفتنة المشؤمة ، وكان حينها الحكم علي بن صالح في منتصف العشرينيات من عمره فأجمعت قبائله أن تنصبه بعد أبيه وأبدت له الطاعة ، وقد تحمل شرف مسؤلية المحكمة وكان شابا يافعا إلا أنه كان نشيطا صليب الرأس طامح الهمة، واستمرت الاضرابات والفتن من بعد ذلك تعصف بالكسر وتضعف نفوذ روضان وتأكل الأخضر واليابس وفي عام 1937م جاءت الهدنة التي اقامها نائب حكومة عدن البريطانية المستشار ( انجرامس ) وبعد مفاوضات شاقة ومتشعبة مع انجرامس دارها الحكم علي بن صالح بن ثابت بحنكة وقد وصف انجرامس تلك المفاوضات بانها كانت شديدة التوتر ( وكان يديرها الحكم الشاب الذي لم يتجاوز عمره 28 عاما وكان شديد الصلابة في موقفه إلا إنه في نهاية المطاف اختلاء ببعض من جماعته في غرفة ثانية ثم عادوا علينا وقبلوا الهدنة ).
وكانت الهدنة في البدء ثلاثة سنوات واستمرت على خير مايرام ثم مددت ثم اصبحت دائمة . وبعد ان استقرت الأمور في الكسر غادر الحكم علي بن صالح المكلا في منتصف الأربعينيات وهناك التقى بالمستشار البريطاني وأوصى له بمعاش شهري وبعض الامتيازات ، وعاد الى القارة وكان بيته مقصدا للناس الذين اعتادوا فيه صفات الكرم والحلم ورجاحة العقل والفصل في المنازعات ، وكانت حوره في تلك الحقبة عاصمة للواء الغربي ، وكان نائب اللواء الغربي من ضمن الذين ييستعين بهم وستشيرهم في امور الكسر الحكم علي بن صالح بن ثابت ، إلا أن نزاعات روضان وكثرة اختصامات نهد قد أخذت منه أغلب أوقاته وجل اهتمامته على حساب المشاريع الاجتماعية الاخرى.
وفي عام 1956م اعتمد له مطبوعات رسمية والتي كان يمضي عليها خطاباته ويوجهها في مكاتباته الشخصية والرسمية و تحت هذا الرابط نرفق لكم نموذجا من تلك المطبوعات التي احتفظ ببعضا منها وعليها في الأسفل امضاء الحكم علي بن صالح بن ثابت.

http://www.nhd1.com/vb/uploaded/1351_01187646689.jpg


وفي عام 1957م أقتنى سيارة خاصة وكان يتنقل فيها في رحلاته داخل الوادي وساحله ، و كان الحكم علي بن صالح بن ثابت متابعا جيدا لكل الأخبار في حضرموت والجنوب والمنطقة العربية و وقد وصفوه من عاصروه أن كان ينصت جيدا للمتحدث مهما كان سنه صبيا صغيرا أو شيخا كبيرا إن كان قبيليا أو قرويا ، وفي مطلع الستينيات سافر من حضرموت الى شرق افريقيا وقد قوبل من نهد بالترحاب وحسن الضيافه وعاد إلى حضرموت ، وحين بدأت الثوره في جنوب اليمن كان موقفه موقف المترقب الحذر من نتائج الثوره وانعكاسات انسحاب بريطانيا من الجنوب ، وحاول ان يجمع قبيلته تحت رأي واحد تحسبا لأسوأ الاحتمالات في المستقبل المنظور ، وتسارعت الأحداث وأنسحبت بريطانيا من الجنوب عام 1967م وجاءت الثورة فيما بعد بقيادات يسارية متطرفة ناصبت العداء للرجال المهمين خشية من نفوذهم وتأثيرهم على ابناء قبائلهم وأنزوى الحكم في بيته معتكفا في القارة يترقب الاحداث ، ولكن القيادات اليسارية الشوعيه في حضرموت كانت تخشى هذا الصمت والترقب والاعتكاف للحكم فقامت باعتقاله عدة مرات وفي 1973م كان الاعتقال ووضعه تحت الإقامة الجبرية في المكلا ثم أخذوها غدرا وغيلة واختطف من بيته في المكلا ومنذ ذلك التاريخ لم يعد آخر الحكمان في نهد .