المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفهوم الحرية


اسد عدن
2009-02-24, 10:47 PM
تسلطت عليّ إشكاليات عدة كانت مرتبطة بصورة أو بأخرى بمفهوم الحرية، ولعل أكثرها تجددا هي تلك المتعلقة بمعنى الحرية ومفهومها لدى النخبة من أصحاب الفكر بمختلف إتجاهاتهم، فالواقع أن هناك فرقاً بين الحرية كعقيدة إجتماعية ، تؤدي إلى نظم وحقوق وواجبات، وبين الحرية (كمنهج فردي) يقوم على أسس فلسفية..
تتمثل الحرية كعقيدة إجتماعية في حرية الناس في إختيارهم لنوع الحياة التي يحبونها متنافية تماما مع الديكتاتورية والتسلط وبالضرورة عن أحادية الفكر والإنصراف عن التعدد واختلاف الرأي، وارتبط مفهوم الحرية كمنهج فردي -الأقدم عهدا- بالنخبة من أهل المعرفة والثقافة الذين وجدوا في أنفسهم القدرة العقلية على الإكتشاف والإبتكار والنقد بلا قيد وقادهم ذلك بالضرورة إلى الكفاح من أجل نشر أفكارهم ومعتقداتهم..
يكشف لنا التأخر في ظهور مفهوم الحرية كعقيدة إجتماعية وتطبيقها فكريا وسياسيا عن اختلاط مفاهيم الحرية لدى النخبة المثقفة على مر العصور برغم اختلاف الأيديولوجيات والمعتقدات، فالفلاسفة الذين وضعوا كل شيء موضع المناقشة الحرة ظهروا قبل حق الانتخاب بقرون..
ولعل ما يظهر لنا من تأكيد بعض أصحاب الفكر على حقهم في عرض فكرهم واتخاذهم موقف المدافع عن تلك الأفكار حتى تصل للعامة يبدو موقفا شاذا إذ وضعنا في الإعتبار اتخاذهم وضع الدفاع عن استبداد وديكتاتورية تظهر جلية لكل ذي عقل سليم، وربما صار التعايش والمداهنة هي الصفات الأقرب لمواقف العديد من أفراد النخبة المثقفة التي اتخذونها بعد أن باتت تناقضاتهم واضحة للعيان..
كيف يثورون لحرية الرأي في نفس الوقت الذين يؤيدون فيه نظام يستبد برأيه ويصادر الحريات جميعا؟
كيف تزعجهم إلى هذا الحد مصادرة رأي كاتب واحد ولا تزعجهم مصادرة الدستور وآراء الناس جميعا؟

أبو غريب الصبيحي
2009-02-25, 02:25 PM
تسلم أخي أسد عدن على الابداع تسجيل مرور و لي عوده اخي

المهندس
2009-02-25, 03:13 PM
لقد أثبت لنا التاريخ أن الحرية لا تهب أو تعطى وإنما تؤخذ. فالناس لا يمنحون الآخرين حقوقهم ما لم يطالبون هم بحقوقهم. فلم ينل الغرب حريته إلا بعد دماء الثورة الفرنسية. فالآخرون يتلذذون باستعباد غيرهم كما نستمتع نحن عندما ننظر إلى البلابل في أقفاصها، نحن لن نطلقها ما لم تزعجنا دوماً بصوتها وصفيرها. ولكن إن سكتت وسكنت سكتنا وسكنا وبقينا نتلذذ بالنظر إليها وهي في أغلالها.
والحرية ليست هي الإيذاء والتعدي على حقوق الآخرين، والسب والشتم والتلفظ ببذيء القول؛ بل هذا نوع من أنواع الديكتاتورية، ومحاولة للتسلط القذر وفرض الرأي على الآخرين. الحرية الاعتراف بالآخر وأنه موجود له قيمته الإنسانية وحقوقه المدنية. وهنا

الحرية هي سبيل إلى تحقيق العدالة المفقودة، فالعدالة الحقة لا تتحقق في ظل الاضطهاد وحرمان الحقوق ومنع الممارسات الإنسانية الشرعية، فالحرية مقدمة أساسية لدفع الظلم وإزالته من المجتمع. شكرآ لك اخي اسد عدن على هذا الطرح0000