اسدالجنوب
2013-03-16, 07:55 AM
يقلم : د.محمد علي السقاف
سيقتصر حديثي علي ثلاثة نقاط رئيسية:
1-انطباعات اولية حول لقاء دبي.
2-ملاحظات سريعة حول الخطاب الموجه لجمال بن عمر.
3-الكلمة التي اعدتها للقاء دبي واستبدلت بنص اخر.
انطباعات اولية للاجتماع التشاوري حول القضية الجنوبية في لقاء دبي بتاريخ 8-9 مارس 2013:
الصمود البطولي لشعب الجنوب بالتمسك بمطالبه المشروعة في الحرية والاستقلال لاستعادة دولته وسيادته علي اراضيه جعل المجتمع الاقليمي والدولي يقران بصعوبة تجاهله الي ما لانهاية من هنا كانت مبادرة لقاء الامين العام لمجلس التعاون الخليجي في الرياض بشخصيات جنوبية ثم مبادرة اللقاء التشاوري لمبعوث الامين العام للأمم المتحدة في دبي مع الشخصيات الجنوبية.
في كلا اللقائين جاءا علي مستوي الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة وهما علي مستوي المنظمات الدولية تمثل هيئات لديها درجة من الاستقلالية عن الهيئات التي تمثل فيها الدول الاعضاء.
تمثل هذه اللقاءات اعتراف غير مباشر بخصوصية القضية الجنوبية وتميزها عن بقية الاطراف الاخري من قضية صعدة الي شباب الساحة والقضية النسوية التي تم تهميشها في المبادرة الخليجية.
لقاء دبي هول الاول من نوعه يعقد تحت مظلة الامم المتحدة لشخصيات جنوبية متميزة ضمت لأول مرة مشاركة غير مباشرة لممثل عن الرئيس البيض وان حصر تواجده في دبي علي اساس تسليم رسالة لجمال بن عمر ورفض المشاركة في اللقاء الرسمي للتشاور كما سنوضح ذلك لاحقا.
تغيب عن المشاركة الزعيم حسن باعوم وعدد من الناشطين السياسين والحقوقيين بسبب عدم حصولهم علي تأشيرات الدخول بالسرعة المطلوبة الي الامارات العربية المتحدة والسؤال المطروح عن اسباب عدم مشاركة الشيخ الصريمة و محمد علي احمد رئيس ونائب رئيس المجلس الوطني لمؤتمر شعب الجنوب وكذلك اسباب عدم مشاركة عبد الله الاصنج ولطفي شطارة ممثلي تيار المستقلين وجميعهم كان بإمكانهم الحضور دون وجود مانع تاشيرة الدخول للإمارات هل السبب ان الامم المتحدة ضامنة مشاركتهم في ما يسمي بالحوار الوطني في صنعاء يوم 18 مارس وبالتالي لا داعي لدعوتهم للقاء دبي واقتصرت الدعوة للأطراف الاخري.
وبخصوص الاطراف الاخري كيف يمكن تفسير ذلك اضع هنا تفسيرين تفسير متفائل لصالح القضية الجنوبية يتمثل برسالة موجهة لصنعاء والخليج والمجتمع الدولي ان من سيحضر من ممثلي الجنوب في ما يسمي بالحوار الوطني هم فئة صغيرة بينما من حضر لقاء دبي يمثل قيادات تاريخية وتمِِثيل لقطاع واسع في الجنوب وعليه سيعلن فشل لقاء صنعاء بعدم تواجد نفس الشخصيات البارزة التي حضرت لقاء دبي وعليه وعلي الامم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي البحث عن مخرج اخر كإطلاق مبادرة خليجية وعربية بالتعاون مع الامم المتحدة لحل القضية الجنوبية خارخ اطار الحوار الوطني.
والافتراض الاخر والخطير قد يتمثل ياعتبار ان المدة الزمنية المقررة للحوار الوطني هي 6 اشهر يترك للشخصيات او البعض منها اظهار عبر تصريحاتها انها تتبني مطالب الشارع الجنوبي ثم يتم استدراجها في غضون الاشهر الست القادمة للحوار.من المؤكد لو تحقق الافتراض التاني وقبلت بعض الشخصيات الوقوع في الفخ المذكور ستكون بمثابة نهاية لحياتها السيا سية في الجنوب.
ملاحظات سريعة حول الخطاب الموجه لجمال بن عمر:
كان الاتفاق مع الرئيس البيض القاء كلمة امام اللقاء التشاوري في دبي تحول في اخر الليل الى رسالة موجهة لجمال بن عمر هذه ملاحظاتي عليها:
1-مطالبته مجلس الامن للخروج بحلول ناجعة للازمة القائمة بين الشمال والجنوب الي استحداث وإرساء دعائم نظام سياسي جديد يجمع كياني الشمال والجنوب مع دول مجلس التعاون الخليجي.هذا الكلام جدا خطير بسبب عدم دقة صياغته قد يفهم منه انه يقبل بوجود كيان ما يجمع الشمال والجنوب قد يأخذ شكل الدولة الفيدرالية فإذا كان المقصود انضمام الشمال والجنوب الي مجلس التعاون الخليجي فكان من الاولي القول يجمع دولتي الشمال والجنوب مع دول مجلس التعاون الخليجي وليس كياني الشمال والجنوب.ومن المؤكد ان مثل هذا الطلب لن يقبله لا مجلس الامن ولا دول مجلس التعاون الخليجي لأنه ليس من اختصاص مجلس الامن الدولي وسترفضه دول الخليج لأنه شان داخلي.وهذه الفكرة طرحت علي قبل نحو 10 اشهر لأبدي رأيي فيها وقلت للأخ الرئيس انني ضد تزامن قبول عضوية الجنوب والشمال معا في مجلس التعاون الخليجي علي افتراض قبول المجلس ذلك سبب رفضي كما شرحته له يعود الي وجود مفهوم المواطنة الخليجية الذي يعني حق مواطني الخليج وشركاتهم العمل في اي دولة خليجية وشراء الاراضي ويعاملوا نفس معاملة المواطنين في بلادهم الاصل وسيعني ذلك بالنسبة للجنوب تكريس الوجود الشمالي في الجنوب بغطاء خليجي ولذلك من الافضل لنا ان نستعيد اولا دولتنا وهويتنا الجنوبية بعد استكمال ذلك ننظم الي مجلس التعاون الخليجي ولا مانع ان يعوض الشمال بخسارته الجنوب ان يكسب مزايا من الخليج.
2=مطالبته مجلس الامن الاعتذار لشعب الجنوب وهي فكرة طيبة لكن غير مجدية وهناك مطالب اهم منتظرة من مجلس الامن الدولي.
3-لخلق مناخ سياسي ملائم للحوار طالبت الرسالة ان يكون الحوار التفاوضي بين ممثلين عن دولة الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية ودولة الجمهورية العربية اليمنية بعد الاعتراف بقضية شعب الجنوب وبالحراك الجنوبي كممثل وحامل سياسي لهذه القضية.
وهنا لو اخذ بالنص هذا المطلب يعني ان الحوار التفاوضي سيقتصر من الجانب الجنوبي علي ممثلي دولة جمهورية اليمن الديمقراطية التي اعلنت في 21 مايو 1994 واستبعد تمثيل قوي الحراك الجنوبي من حسن باعوم الي التنظيمات الشبابية والكيانات الاخري .بخصوص الاطراف الاخيرة اقتصر الطلب الي الاعتراف بهم كحامل سياسي للقضية الجنوبية وليس كطرف مفاوض الذي انحصر علي ممثلي دولة جمهورية اليمن الديمقراطية واذا كان ذلك ليس هو المقصود فاالصياغة جاءت خاطئة ومغلوطة.
الكلمة التي اعدتها للقاء دبي واستبدلت في الليل بنص اخر:
ذهبت الي بيروت بدعوة كريمة من الرئيس البيض للتشاور معه ونصحه بضرورة التحرك في مواجهة التداعيات المحتملة للبيان الرئاسي لمجلس الامن وضرورة اظهار للمجتمع الدولي والأمم المتحدة انه ليس طرفا معيقا للمبادرة الخليجية ولمساعي الامم المتحدة ولفت نظره ان ورود اسمه في البيان الرئاسي قد يتبعه قرار ملزم من مجلس الامن وعليه اخذ مبادرة تفشل رهانات البعض ضده وضد القضية الجنوبية وهنا اطلعني باستلامه دعوة موجهة له من جمال بن عمر لحضور اللقاء التشاوري في دبي.
وانتهزت هذه الفرصة بالقول له اهمية قبوله الدعوة وهي فرصة لا تعوض لإثبات رغبتك في التعاون مع الامم المتحدة بعكس ما ذكره البيان الرئاسي فعليك الذهاب شخصيا الي دبي وستمثل ذلك ضربة معلم وصدي اعلامي كبير لك وللقضية الجنوبية واذا لم تستطع الذهاب شخصيا عليك تفويض ممثلا عنك لحضور اللقاء.
وللتاريخ اقول انه رحب وتحمس للفكرة ولكنه اعتذر عن امكانية ذهابه الي دبي شخصيا وفاجأني بطلبه مني بالسفر بدلا عنه وإعداد الكلمة وليس الخطاب لالقائها في دبي.وعملت جاهدا لإعداد الكلمة في وقت متأخر من المساء وسلمت النص لأحد اعضاء مكتبه في غضون الساعة الواحدة ونصف فجرا وفوجئت قبل موعد السفر الي دبي استدعائي لمقابلة الرئيس قبل توجهي الي المطار واعتقدت حينها انه يريد تسليمي نص اكلمة بعد اتمام طباعتها في المكتب وكانت المفاجأة كبيرة فالكلمة اصبحت رسالة موجهة لمبعوث الامم المتحدة وقراره عدم مشاركتي في حضور الاجتماع التشاوري.لا اعرف ما الذي حدث ومال ذي جعل الرئيس البيض يتراجع وما اسباب هذا الانقلاب لو جاز لي التعبير. كان علي اتخاذ قرار سريع اما الاعتذار بدوري القيام بالمهمة التي لم اصل الي بيروت من اجلها او الذهاب مع ذلك الي المطار والسفر الي دبي وهي فرصة لإعادة التواصل مع جمال بنعمر والتحدث مع مستشاره القانوني واخترت الخيار الثاني وذهبت الي دبي بصحبة الدكتور الخضر الجعري.
نص مسودة الدكتور محمد علي السقاف:
السيد جمال بن عمر مبعوث الامين العام للأمم المتحدة
السيد مارك فيلر المستشار القانوني لمبعوث الامين العام
السادة والسيدات من الشخصيات الجنوبية الحاضرة في هذا اللقاء بدبي
يسعدني نيابة عن السيد الرئيس علي سالم البيض ان استعرض امامكم باختصار شديد رؤيتنا حول طبيعة القضية الجنوبية وابعادها وموقفنا من ما يسمي بالحوار الوطني المقرر عقده في صنعاء في 18 من هذا الشهر والدور الذي نتوخاه من الامم المتحدة الذي كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عضوا فيه من نهاية عام 1967
حتي مايو 1990 وتتقييمنا للقرارات الصادرة من مجلس الامن.
قبل قيامنا باستعراض سريع التلك النقاط اسمحوا لنا في البداية ابداء الملاحظات التالية:
ان مشاركتنا في هذا اللقاء في دبي يعود الي الاعتبارات التالية:
1-ان هذا اللقاء وفق الدعوة الموجهة لنا يتم كما هو محدد في عنوانه للقاء بمبعوث الامين العام للأمم المتحدة وتحديد مكان اللقاء في دبي الامارات العربية المتحدة الدولة الصديقة لدولة الجنوب سابقا.ولشعب الجنوب حاضرا.
2-حضورنا اللقاء هو تأكيد عن رغبتنا بالعمل مع الامم المتحدة والمجتمع الدولي وفق مبادئى ميِثاق الامم المتحدة وحق شعوب العالم في تقرير مصيرها.
ان جوهر القضية الجنوبية تتلخص في انتهاك الطرف الاخر الذي وقعت معه اخر اتفاقيات الوحدة في 22ابريل1990 والغائه دستور الوحدة في عام1994 وقراره بشن الحرب علي الجنوب في نفس التاريخ واحتلاله عسكريا للجنوب بنهاية الحرب.وبذلك تحولت الوحدة الطوعية التي اردناها الي وحدة مفروضة بقوة السلاح والي احتلال عسكري للجنوب وهو الامر الذي نرفضه كقيادة سياسية ويرفضه شعبنا منذ نهاية الحرب وعبر عن رفضه ذلك بنضاله السلمي الموسع منذ عام 2007 ويأخذ مداه بالمسيرات المليونية بأكثر من ثلث سكان الجنوب.
3-اما فيما يخص ما يسمي بالحوار الوطني فنحن دعاة حوار ولسنا نحن من اطلق شعارات الوحدة او الموت او الوحدة المعمدة بالدم التي اطلقت في عهد الرئيس السابق وتكرر اطلاقها من جديد ممن ورِثه في السلطة.خيارنا للنضال السلمي هو مرادف لإيماننا بان الحوار هو افضل السبل لحل القضية الجنوبية وفق قراري مجلس الامن الدولي 924-931 لعام 1994 الذي اكد علي اجراء الحوار بين الاطراف لحل خلافاتهم بالطرق السلمية وان يكون هذا الحوار تحت اشراف الامم المتحدة وفي عاصمة دولة محايدة.
4-تطلعاتنا من الامم المتحدة في سبل حل الازمة:
ونحن قد نتفهم دواعي نص القرار 2014 لحل مشكلة الصراع علي السلطة بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح وممثلي اللقاء المشترك لتشجيعهم علي التوقيع علي المبادرة الخليجية بان اكدتم التزام المجلس القوي بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة اراضيه واعدتم تكرار هذا التأكيد من جديد في القرار الثاني برقم2051 والبيان الرئاسي الاخير اعطت هذه القرارات اشارات خاطئة لأطراف الصراع في صنعاء ان باستطاعتهم الاستفراد بشعب الجنوب واستباحة الدم الجنوبي والإفراط باستخدام القوة دون رادع او ادانة من الامم المتحدة كما حدث علي اثر صدور البيان الرئاسي الاخير.
الذي صاحبه مباشرة استفزاز كبير من قبل حزب الاصلاح باختياره متعمدا الاحتفال بمناسبة ذكري 21 فبراير لانتخاب الرئيس عبده ربه منصورهادي في عدن وجلب جموعا كبيرة من مواطني المحافظات الشمالية الي عدن بدلا من الاحتفال بتلك المناسبة في صنعاء.ولا يخفي عليكم كيف تكالبت قوي الجيش والأمن والمليشيات المسلحة من حزب الاصلاح في قتل المدنيين المسالمين من ابناء راح ضحية ذلك العمل الاجرامي عشرات من الشهداء والمئات من الجرحي وناسف ان الامم المتحدة لم تقم بإدانة هذا العمل البربري في الوقت الذي قامت منظمتي العفو الدولية وهيومن رايتس وتش بإدانتهما بقوة.أننا نطالبكم وفق قرار مجلس الامن الدولي برقم 2051 لعام2012 والبيان الرئاسي الاخير الذي اشار الي استعداد مجلس الامن اتخاذ تدابير بموجب المادة 41 من الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة ات تقوموا بفرض علي نظام صنعاء الادارة الدولية علي الجنوب من قبل الامم المتحدة اسوة بما اتخذه قرار مجلس الامن رقم 1244 لعام 1999 بخصوص كوسوفو الذي فرض علي صربيا الحماية الدولية لشعب كوسوفو من قبل الامم المتحدة.
إن دواعي هذا الطلب ايها السادة يتمثل في الاتي:
1-تنظيم استفتاء شعبي عام لشعب الجنوب حصرا لتقرير مصيره بين البقاء في اطار الوحدة او الخيار الفيدرالي اوحل دولة الوحدة بفك الارتباط.
2-ان استمرار الوحدة بالقوة المتوحشة وبالدم يشكل خطرا للسلم والأمن الاقليمي والدولي وخطرا علي شعب الجنوب.
اننا نخشى ان الحوار اذا لم يتم بين طرفين مستقلين الجنوب من حهة والشمال من جهة اخري ان تشهد الامم المتحدة حلقة صراع دموي بين شعب الجنوب وشعب الشمال مما قد يؤدي الي نقطة اللا عودة في العلاقات بين الشعبين.بإمكان حوار صنعاء ان ينعقد بين اطاف النزاع هناك وإحالة الحوار بين الجنوب والشمال الي حوار منفصل لخصوصية القضية الجنوبية. ان الابطاء في اتخاذ الاجراءات المقترحة عليكم وفق المادة 41 من الفصل السابع سيتحمل مجلس الامن والمجتمع الدولي تبعاتها علي السلم والأمن الدوليين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القاهرة 15 مارس 2013م
سيقتصر حديثي علي ثلاثة نقاط رئيسية:
1-انطباعات اولية حول لقاء دبي.
2-ملاحظات سريعة حول الخطاب الموجه لجمال بن عمر.
3-الكلمة التي اعدتها للقاء دبي واستبدلت بنص اخر.
انطباعات اولية للاجتماع التشاوري حول القضية الجنوبية في لقاء دبي بتاريخ 8-9 مارس 2013:
الصمود البطولي لشعب الجنوب بالتمسك بمطالبه المشروعة في الحرية والاستقلال لاستعادة دولته وسيادته علي اراضيه جعل المجتمع الاقليمي والدولي يقران بصعوبة تجاهله الي ما لانهاية من هنا كانت مبادرة لقاء الامين العام لمجلس التعاون الخليجي في الرياض بشخصيات جنوبية ثم مبادرة اللقاء التشاوري لمبعوث الامين العام للأمم المتحدة في دبي مع الشخصيات الجنوبية.
في كلا اللقائين جاءا علي مستوي الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة وهما علي مستوي المنظمات الدولية تمثل هيئات لديها درجة من الاستقلالية عن الهيئات التي تمثل فيها الدول الاعضاء.
تمثل هذه اللقاءات اعتراف غير مباشر بخصوصية القضية الجنوبية وتميزها عن بقية الاطراف الاخري من قضية صعدة الي شباب الساحة والقضية النسوية التي تم تهميشها في المبادرة الخليجية.
لقاء دبي هول الاول من نوعه يعقد تحت مظلة الامم المتحدة لشخصيات جنوبية متميزة ضمت لأول مرة مشاركة غير مباشرة لممثل عن الرئيس البيض وان حصر تواجده في دبي علي اساس تسليم رسالة لجمال بن عمر ورفض المشاركة في اللقاء الرسمي للتشاور كما سنوضح ذلك لاحقا.
تغيب عن المشاركة الزعيم حسن باعوم وعدد من الناشطين السياسين والحقوقيين بسبب عدم حصولهم علي تأشيرات الدخول بالسرعة المطلوبة الي الامارات العربية المتحدة والسؤال المطروح عن اسباب عدم مشاركة الشيخ الصريمة و محمد علي احمد رئيس ونائب رئيس المجلس الوطني لمؤتمر شعب الجنوب وكذلك اسباب عدم مشاركة عبد الله الاصنج ولطفي شطارة ممثلي تيار المستقلين وجميعهم كان بإمكانهم الحضور دون وجود مانع تاشيرة الدخول للإمارات هل السبب ان الامم المتحدة ضامنة مشاركتهم في ما يسمي بالحوار الوطني في صنعاء يوم 18 مارس وبالتالي لا داعي لدعوتهم للقاء دبي واقتصرت الدعوة للأطراف الاخري.
وبخصوص الاطراف الاخري كيف يمكن تفسير ذلك اضع هنا تفسيرين تفسير متفائل لصالح القضية الجنوبية يتمثل برسالة موجهة لصنعاء والخليج والمجتمع الدولي ان من سيحضر من ممثلي الجنوب في ما يسمي بالحوار الوطني هم فئة صغيرة بينما من حضر لقاء دبي يمثل قيادات تاريخية وتمِِثيل لقطاع واسع في الجنوب وعليه سيعلن فشل لقاء صنعاء بعدم تواجد نفس الشخصيات البارزة التي حضرت لقاء دبي وعليه وعلي الامم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي البحث عن مخرج اخر كإطلاق مبادرة خليجية وعربية بالتعاون مع الامم المتحدة لحل القضية الجنوبية خارخ اطار الحوار الوطني.
والافتراض الاخر والخطير قد يتمثل ياعتبار ان المدة الزمنية المقررة للحوار الوطني هي 6 اشهر يترك للشخصيات او البعض منها اظهار عبر تصريحاتها انها تتبني مطالب الشارع الجنوبي ثم يتم استدراجها في غضون الاشهر الست القادمة للحوار.من المؤكد لو تحقق الافتراض التاني وقبلت بعض الشخصيات الوقوع في الفخ المذكور ستكون بمثابة نهاية لحياتها السيا سية في الجنوب.
ملاحظات سريعة حول الخطاب الموجه لجمال بن عمر:
كان الاتفاق مع الرئيس البيض القاء كلمة امام اللقاء التشاوري في دبي تحول في اخر الليل الى رسالة موجهة لجمال بن عمر هذه ملاحظاتي عليها:
1-مطالبته مجلس الامن للخروج بحلول ناجعة للازمة القائمة بين الشمال والجنوب الي استحداث وإرساء دعائم نظام سياسي جديد يجمع كياني الشمال والجنوب مع دول مجلس التعاون الخليجي.هذا الكلام جدا خطير بسبب عدم دقة صياغته قد يفهم منه انه يقبل بوجود كيان ما يجمع الشمال والجنوب قد يأخذ شكل الدولة الفيدرالية فإذا كان المقصود انضمام الشمال والجنوب الي مجلس التعاون الخليجي فكان من الاولي القول يجمع دولتي الشمال والجنوب مع دول مجلس التعاون الخليجي وليس كياني الشمال والجنوب.ومن المؤكد ان مثل هذا الطلب لن يقبله لا مجلس الامن ولا دول مجلس التعاون الخليجي لأنه ليس من اختصاص مجلس الامن الدولي وسترفضه دول الخليج لأنه شان داخلي.وهذه الفكرة طرحت علي قبل نحو 10 اشهر لأبدي رأيي فيها وقلت للأخ الرئيس انني ضد تزامن قبول عضوية الجنوب والشمال معا في مجلس التعاون الخليجي علي افتراض قبول المجلس ذلك سبب رفضي كما شرحته له يعود الي وجود مفهوم المواطنة الخليجية الذي يعني حق مواطني الخليج وشركاتهم العمل في اي دولة خليجية وشراء الاراضي ويعاملوا نفس معاملة المواطنين في بلادهم الاصل وسيعني ذلك بالنسبة للجنوب تكريس الوجود الشمالي في الجنوب بغطاء خليجي ولذلك من الافضل لنا ان نستعيد اولا دولتنا وهويتنا الجنوبية بعد استكمال ذلك ننظم الي مجلس التعاون الخليجي ولا مانع ان يعوض الشمال بخسارته الجنوب ان يكسب مزايا من الخليج.
2=مطالبته مجلس الامن الاعتذار لشعب الجنوب وهي فكرة طيبة لكن غير مجدية وهناك مطالب اهم منتظرة من مجلس الامن الدولي.
3-لخلق مناخ سياسي ملائم للحوار طالبت الرسالة ان يكون الحوار التفاوضي بين ممثلين عن دولة الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية ودولة الجمهورية العربية اليمنية بعد الاعتراف بقضية شعب الجنوب وبالحراك الجنوبي كممثل وحامل سياسي لهذه القضية.
وهنا لو اخذ بالنص هذا المطلب يعني ان الحوار التفاوضي سيقتصر من الجانب الجنوبي علي ممثلي دولة جمهورية اليمن الديمقراطية التي اعلنت في 21 مايو 1994 واستبعد تمثيل قوي الحراك الجنوبي من حسن باعوم الي التنظيمات الشبابية والكيانات الاخري .بخصوص الاطراف الاخيرة اقتصر الطلب الي الاعتراف بهم كحامل سياسي للقضية الجنوبية وليس كطرف مفاوض الذي انحصر علي ممثلي دولة جمهورية اليمن الديمقراطية واذا كان ذلك ليس هو المقصود فاالصياغة جاءت خاطئة ومغلوطة.
الكلمة التي اعدتها للقاء دبي واستبدلت في الليل بنص اخر:
ذهبت الي بيروت بدعوة كريمة من الرئيس البيض للتشاور معه ونصحه بضرورة التحرك في مواجهة التداعيات المحتملة للبيان الرئاسي لمجلس الامن وضرورة اظهار للمجتمع الدولي والأمم المتحدة انه ليس طرفا معيقا للمبادرة الخليجية ولمساعي الامم المتحدة ولفت نظره ان ورود اسمه في البيان الرئاسي قد يتبعه قرار ملزم من مجلس الامن وعليه اخذ مبادرة تفشل رهانات البعض ضده وضد القضية الجنوبية وهنا اطلعني باستلامه دعوة موجهة له من جمال بن عمر لحضور اللقاء التشاوري في دبي.
وانتهزت هذه الفرصة بالقول له اهمية قبوله الدعوة وهي فرصة لا تعوض لإثبات رغبتك في التعاون مع الامم المتحدة بعكس ما ذكره البيان الرئاسي فعليك الذهاب شخصيا الي دبي وستمثل ذلك ضربة معلم وصدي اعلامي كبير لك وللقضية الجنوبية واذا لم تستطع الذهاب شخصيا عليك تفويض ممثلا عنك لحضور اللقاء.
وللتاريخ اقول انه رحب وتحمس للفكرة ولكنه اعتذر عن امكانية ذهابه الي دبي شخصيا وفاجأني بطلبه مني بالسفر بدلا عنه وإعداد الكلمة وليس الخطاب لالقائها في دبي.وعملت جاهدا لإعداد الكلمة في وقت متأخر من المساء وسلمت النص لأحد اعضاء مكتبه في غضون الساعة الواحدة ونصف فجرا وفوجئت قبل موعد السفر الي دبي استدعائي لمقابلة الرئيس قبل توجهي الي المطار واعتقدت حينها انه يريد تسليمي نص اكلمة بعد اتمام طباعتها في المكتب وكانت المفاجأة كبيرة فالكلمة اصبحت رسالة موجهة لمبعوث الامم المتحدة وقراره عدم مشاركتي في حضور الاجتماع التشاوري.لا اعرف ما الذي حدث ومال ذي جعل الرئيس البيض يتراجع وما اسباب هذا الانقلاب لو جاز لي التعبير. كان علي اتخاذ قرار سريع اما الاعتذار بدوري القيام بالمهمة التي لم اصل الي بيروت من اجلها او الذهاب مع ذلك الي المطار والسفر الي دبي وهي فرصة لإعادة التواصل مع جمال بنعمر والتحدث مع مستشاره القانوني واخترت الخيار الثاني وذهبت الي دبي بصحبة الدكتور الخضر الجعري.
نص مسودة الدكتور محمد علي السقاف:
السيد جمال بن عمر مبعوث الامين العام للأمم المتحدة
السيد مارك فيلر المستشار القانوني لمبعوث الامين العام
السادة والسيدات من الشخصيات الجنوبية الحاضرة في هذا اللقاء بدبي
يسعدني نيابة عن السيد الرئيس علي سالم البيض ان استعرض امامكم باختصار شديد رؤيتنا حول طبيعة القضية الجنوبية وابعادها وموقفنا من ما يسمي بالحوار الوطني المقرر عقده في صنعاء في 18 من هذا الشهر والدور الذي نتوخاه من الامم المتحدة الذي كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عضوا فيه من نهاية عام 1967
حتي مايو 1990 وتتقييمنا للقرارات الصادرة من مجلس الامن.
قبل قيامنا باستعراض سريع التلك النقاط اسمحوا لنا في البداية ابداء الملاحظات التالية:
ان مشاركتنا في هذا اللقاء في دبي يعود الي الاعتبارات التالية:
1-ان هذا اللقاء وفق الدعوة الموجهة لنا يتم كما هو محدد في عنوانه للقاء بمبعوث الامين العام للأمم المتحدة وتحديد مكان اللقاء في دبي الامارات العربية المتحدة الدولة الصديقة لدولة الجنوب سابقا.ولشعب الجنوب حاضرا.
2-حضورنا اللقاء هو تأكيد عن رغبتنا بالعمل مع الامم المتحدة والمجتمع الدولي وفق مبادئى ميِثاق الامم المتحدة وحق شعوب العالم في تقرير مصيرها.
ان جوهر القضية الجنوبية تتلخص في انتهاك الطرف الاخر الذي وقعت معه اخر اتفاقيات الوحدة في 22ابريل1990 والغائه دستور الوحدة في عام1994 وقراره بشن الحرب علي الجنوب في نفس التاريخ واحتلاله عسكريا للجنوب بنهاية الحرب.وبذلك تحولت الوحدة الطوعية التي اردناها الي وحدة مفروضة بقوة السلاح والي احتلال عسكري للجنوب وهو الامر الذي نرفضه كقيادة سياسية ويرفضه شعبنا منذ نهاية الحرب وعبر عن رفضه ذلك بنضاله السلمي الموسع منذ عام 2007 ويأخذ مداه بالمسيرات المليونية بأكثر من ثلث سكان الجنوب.
3-اما فيما يخص ما يسمي بالحوار الوطني فنحن دعاة حوار ولسنا نحن من اطلق شعارات الوحدة او الموت او الوحدة المعمدة بالدم التي اطلقت في عهد الرئيس السابق وتكرر اطلاقها من جديد ممن ورِثه في السلطة.خيارنا للنضال السلمي هو مرادف لإيماننا بان الحوار هو افضل السبل لحل القضية الجنوبية وفق قراري مجلس الامن الدولي 924-931 لعام 1994 الذي اكد علي اجراء الحوار بين الاطراف لحل خلافاتهم بالطرق السلمية وان يكون هذا الحوار تحت اشراف الامم المتحدة وفي عاصمة دولة محايدة.
4-تطلعاتنا من الامم المتحدة في سبل حل الازمة:
ونحن قد نتفهم دواعي نص القرار 2014 لحل مشكلة الصراع علي السلطة بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح وممثلي اللقاء المشترك لتشجيعهم علي التوقيع علي المبادرة الخليجية بان اكدتم التزام المجلس القوي بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة اراضيه واعدتم تكرار هذا التأكيد من جديد في القرار الثاني برقم2051 والبيان الرئاسي الاخير اعطت هذه القرارات اشارات خاطئة لأطراف الصراع في صنعاء ان باستطاعتهم الاستفراد بشعب الجنوب واستباحة الدم الجنوبي والإفراط باستخدام القوة دون رادع او ادانة من الامم المتحدة كما حدث علي اثر صدور البيان الرئاسي الاخير.
الذي صاحبه مباشرة استفزاز كبير من قبل حزب الاصلاح باختياره متعمدا الاحتفال بمناسبة ذكري 21 فبراير لانتخاب الرئيس عبده ربه منصورهادي في عدن وجلب جموعا كبيرة من مواطني المحافظات الشمالية الي عدن بدلا من الاحتفال بتلك المناسبة في صنعاء.ولا يخفي عليكم كيف تكالبت قوي الجيش والأمن والمليشيات المسلحة من حزب الاصلاح في قتل المدنيين المسالمين من ابناء راح ضحية ذلك العمل الاجرامي عشرات من الشهداء والمئات من الجرحي وناسف ان الامم المتحدة لم تقم بإدانة هذا العمل البربري في الوقت الذي قامت منظمتي العفو الدولية وهيومن رايتس وتش بإدانتهما بقوة.أننا نطالبكم وفق قرار مجلس الامن الدولي برقم 2051 لعام2012 والبيان الرئاسي الاخير الذي اشار الي استعداد مجلس الامن اتخاذ تدابير بموجب المادة 41 من الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة ات تقوموا بفرض علي نظام صنعاء الادارة الدولية علي الجنوب من قبل الامم المتحدة اسوة بما اتخذه قرار مجلس الامن رقم 1244 لعام 1999 بخصوص كوسوفو الذي فرض علي صربيا الحماية الدولية لشعب كوسوفو من قبل الامم المتحدة.
إن دواعي هذا الطلب ايها السادة يتمثل في الاتي:
1-تنظيم استفتاء شعبي عام لشعب الجنوب حصرا لتقرير مصيره بين البقاء في اطار الوحدة او الخيار الفيدرالي اوحل دولة الوحدة بفك الارتباط.
2-ان استمرار الوحدة بالقوة المتوحشة وبالدم يشكل خطرا للسلم والأمن الاقليمي والدولي وخطرا علي شعب الجنوب.
اننا نخشى ان الحوار اذا لم يتم بين طرفين مستقلين الجنوب من حهة والشمال من جهة اخري ان تشهد الامم المتحدة حلقة صراع دموي بين شعب الجنوب وشعب الشمال مما قد يؤدي الي نقطة اللا عودة في العلاقات بين الشعبين.بإمكان حوار صنعاء ان ينعقد بين اطاف النزاع هناك وإحالة الحوار بين الجنوب والشمال الي حوار منفصل لخصوصية القضية الجنوبية. ان الابطاء في اتخاذ الاجراءات المقترحة عليكم وفق المادة 41 من الفصل السابع سيتحمل مجلس الامن والمجتمع الدولي تبعاتها علي السلم والأمن الدوليين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القاهرة 15 مارس 2013م