المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستقلال الوطني الذي تحقق في الثلاثين من نوفمبر 1967م


معتزالعيسائي
2009-01-22, 05:40 PM
الذكرى الحادية والأربعين للاستقلال الوطني في 30 نوفبمبر 1967م الذي أنتزع بقوة السلاح من الاستعمار البريطاني بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل دون قيد أو شرط وهذا الاستقلال الوطني لم يأتي من فراغ بل تحقق بنضال وطني وتضحيات جسام وشهداء وأبرار وجرحى ميامين ومناضلين شجعان وهذه التضحيات كان عنوانها الثورة المسلحة بقيادة الجبهة القومية قائدة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني الذي أحتل الجنوب (128) عاماً أي قرن وربع قرن وهذا اليوم العظيم في 30 نوفمبر 1967م تاج الثورة المسلحة، إن هذه المناسبة لم تقارن في بأي مناسبة أخرى وتتميز هذه المناسبة عن غيرها بالتالي:
1) كونها ثمرة كفاح مسلح دام أربع سنوات متتالية خاضت فيها جبهات القتال معارك التحرير في الجبال والوديان.
2) مواجهة الدولة الاستعمارية الكبرى وقواعدها العسكرية وجيشها البريطاني المدرب والمسلح حديثاً واستطاعت قوات الجبهة القومية أن تجير الدولة الاستعمارية ان تتعثر ميدانياً بمواجهة الجبهة القومية.
3) أجبرت الجبهة القومية الدولة البريطانية على قبول مفاوضات الاستقلال في المنظمة الدولية ومقرها في جنيف.
4) الميزة الرابعة انتزعت الجبهة القومية الاستقلال بقوة السلاح دون قيد أو شرط.
5) الميزة الخامسة مولود دولة الاستقلال الحديثة دولة القانون والنظام.
6) الميزة السادسة توحيد (23) سلطنة وإمارة ومشيخة على أرض الجنوب.
7) الميزة السابعة حماية الاستقلال الوطني والدفاع عنه خلال (41) عاماً (واحد وأربعون عاماً) على الرغم من إنكار نظام صنعاء لعظمة يوم 30 نوفمبر 1967م.
8) الميزة الثامنة الحفاظ على منجزات ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة خلال (23) سنة حتى قيام الوحدة عام 1990م وبعد الحرب صيف 1994م الظالمة جرى العيش بإنجازات ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة من قبل نظام صنعاء الذي أنقلب على الوحدة اليمنية.
9) الميزة التاسعة قضى نوفمبر 1967م على الفتن القبلية وقضايا الثأر في الجنوب.
10) الميزة العاشرة بناء المؤسسات الوطنية والعسكرية والمدنية وتربية الكوادر المدنية والعسكرية والدفاعية والأمنية وتثبيت الأنظمة والقوانين ومساواة الجميع أمام القانون وتطوير العلم والثقافة وهذه الميزات التي حملها نوفمبر الثورة تاج الثورة المسلحة التي دامت أربع سنوات نضالية.
قدم شعبنا في الجنوب تضحيات جسام وقوافل من الشهداء الأبرار ومجموعة من الجرحى وجيش تحرير من المناضلين الأبطال الذين حملوا أرواحهم على أكتافهم وخاضوا معارك التحرير في جبهات القتال وواجهوا مراكز السيطرة الاستعمارية على طول وعرض الجنوب وهذا النضال الوطني الذي خاضه شعبنا خلال أربع سنوات من أجل تحقيق أمل الجماهير بالوصول إلى هذا اليوم العظيم الذي تحرر فيه شعبنا من الاحتلال البريطاني الذي دام (128) عاماً لم يقوم الاستعمار البريطاني بتقديم الحد الأدنى من التطور الاجتماعي السائد في لندن إلى البلد الذي يحتلها بل أصبح الاستعمار البريطاني يوفر الخدمات المتطورة للجيش البريطاني المرابط في القاعدة العسكرية البريطانية في مدينة عدن وكذا المرابطين في مراكز السيطرة الاستعمارية وتركت المستعمرات في الجنوب مجزاة وكل سلطنة وإمارة ومشيخة كل لها حدودها ونظامها القبلي وعملت بريطانيا على تشجيع النزاعات القبلية واستمرار الفتن وقضايا الثأر وركزت باحتلالها على تطوير القاعدة العسكرية في مدينة عدن الهدف منها حماية المصالح البترولية الاستعمارية في الشرق الأوسط والخليج وكذا حماية السلاطين والأمراء والمشايخ في البلدان التي تقع تحت سيطرة الدولة البريطانية سواء في الجنوب أو في بلدان الشرق الأوسط أو في الهند الشرقية ونتيجة لتلك المعاهدات أمنت بريطانيا استمرارها في السيطرة إلا أن التطورات الوطنية ونشوء الحركات الوطنية التحررية التي كان بداية نشوئها في الوطن العربي في بداية عقد الخمسينات من القرن العشرين وكان ثورة 23 يوليو 1952م في مصر هي مفتاح ظهور حركات التحرير الوطنية العربية وأمتدت علاقاتها مع حركات التحرر الوطنية العالمية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وكان هذا التضامن بين حركات التحرر الوطنية العربية والعالمية حركة العمل الوطني ضد الاستعمار البريطاني المسيطر على دول الظلم الاستعماري وحرمان شعب الجنوب من حقه في الحياة على أرضة ظهرت الحركة الوطنية الثورية وتحملت مسؤولية النضال المسلح ضد الاستعمار البريطاني وعملت هذه الحركة على الإعداد والتحضير والتنسيق مع التنظيمات الوطنية السرية التي جرى منها تشكيل الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل.
وهذا الاعداد الذي جرى من عام 1959م وقامت بتنظيمه حركة القوميين الذي كان يرأس فرعها في عدن المناضل الشهيد فيصل عبداللطيف الشعبي والذي وصل بفكرة الوني إلى كل التنظيمات الوطنية السرية في مدينة عدن حيث وجود القاعدة العسكرية البريطانية وكذا استطاع الوصول إلى النقابات العمالية وإلى مجاميع الطلاب في مرحلة الثانوية وإلى صفوف المزارعين في لحج وأبين وفي مرحلة الاعداد استطاع الوصول إلى صفوف المؤسسة العسكرية والأمنية في الجيش الاتحادي والأمن الاتحادي وعمل على إعداد وتنظيم مجاميع من كل الأطياف الوطنية التي كانت تملك الشعور الوطني والاستعداد لتأدية الواجب الوطني من أجل تحرير الوطن الغالي وبرر هذا التواصل السري في مرحلة الاعداد والتحضير لتفجير الثورة المسلحة ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة الذي دام الكفاح المسلح فيها أربع سنوات بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وتتويجه مرحلة الكفاح المسلح بيوم الاستقلال العظيم بـ 30 نوفمبر 1967م الذي أنتزع بقوة السلاح دون قيد أو شرط وهذا ما أكده تاريخ ثورة 14 أكتوبر 1963م وهذا اليوم لم يأت من فراغ بل تميز بتضحيات جسام ونضال وطني حمل عنوان بارز وهو التحرر من الاحتلال البريطاني الذي دام (128) عاماً أي قرن وربع قرن من الزمان وتميز بروح الاستشهاد وبسالة المناضلين الذين قادوا معارك التحرير في جبهات القتال التي اسقطت جبروت الدولة الاستعمارية البريطانية.
وللأسف بعض المثقفين وبعض الكتاب لم يكن لديهم مفهوم عن الاستقلال الوطني وعن الجلاء والحقيقة أن الغرض واضح بين الاستقلال الوطني الذي انتزع من الاستعمار بقوة السلاح دون قيد أو شرط وبين الجلاء الذي يحصل عليه أي بلد مستعمر من قبل الدولة التي استعمرته ومنحت الاستقلال باسلوب سلمي وتحت شرط يضمن للدولة الفارق بين الاستقلال الوطني بواسطة الكفاح المسلح وبدون قيد أو شرط وبين الاستقلال السلمي بواسطة قرار مجلس الأمن وتحت شروط البقاء للدولة المستعمرة على قول المثل (خرج من الباب وعاد من النافذة).