المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العميد الداعري رئيس مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين في "لحج":


ابوليث الشعيبي
2007-11-20, 05:49 AM
الكثير من المتقاعدين، الذين عادوا إلى العمل وضعوا في أحواش المعسكرات، ومن يريد تحويل الجنوب إلى "جعاشن" أخرى.. واهم




بداية الاعتصامات، رفعنا 12 مطلباً لم ينفذ منها- حتى الآن- سوى مطلب واحد، وبشكل صوري، هو العودة إلى القوى العاملة. كنا نفخر بأن ثورة 14 أكتوبر قضت على الجهل والفقر والمرض، واليوم عادت إلينا بشكل أفظع. السلطة تحقد على كل ما هو جنوبي وتعتبر ثورة 14 أكتوبر انفصالية. لا خوف على التضامن الجنوبي، فنحن نطوقه بسياج منيع غير قابل للاختراق، وسوف يتعاظم في الفترة القادمة، وسترون بأنفسكم ذلك في مهرجان 30 نوفمبر.
كان هذا بعض ما أدلى به رئيس مجلس متقاعدي لحج العميد قاسم الداعري، لصحيفة "الشارع".
حاوره: أحمد حرمل
:: إلى أين وصلت التحقيقات في حادثة المنصة؟
- وصلت النيابة العامة اليوم 6 نوفمبر من لحج إلى الحبيلين بغرض الاستماع إلى أقوال أولياء الدم.
أما القتلة فقد حققت النيابة مع بعضهم وأمرت الجهات المسؤولة في المحافظة بسجنهم إلا أن الجهات المختصة لم تقم بذلك كما أكد محامي أولياء الدم، والأدهى من ذلك أنه يتم إحضارهم إلى النيابة ببزاتهم العسكرية وبأسلحتهم الشخصية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على استهتار السلطة بأرواح الناس وتأكيد حقيقة واحدة هي أن هناك فئة فوق القانون يعيثون في الأرض فساداً دون رادع، وسلوك كهذا يؤدي إلى تعميق الجراح ويؤزم الموقف.
:: السلطة حملتكم مسؤولية ما حدث في الضالع وردفان وعدن وحضرموت.. كيف تردون على هذه الاتهامات؟
- تعودنا من هذه السلطة أن تتحفنا بعد كل جريمة ترتكبها أجهزتها الأمنية ببيان المصدر الأمني غير المسؤول الذي يبرئ خنجر القاتل ويشنق جثة المقتول.
المسؤول عن جرائم القتل التي تعرض لها المواطنون العزل الذين اختاروا طريق النضال السلمي هو من سرح الناس من أعمالهم قسراً ونهب الثروات واستباح الأرض وما عليها وما في باطنها والبحر وما في
أعماقه. نحن صبرنا على الظلم 13 عاماً سدت خلالها السلطة أمامنا الأبواب والنوافذ وقابلت طلباتنا بأذن من طين وأخرى من عجين، وعندما طالبنا بحقوقنا بالطرق السلمية والمشروعة جن جنونها وراحت تنعتنا بأفظع النعوت من الانفصالية إلى الارتهان للخارج... الخ. ولم تكتف بذلك؛ بل زجت بمئات الناشطين الفاعلين في الحراك السلمي في السجون، ولا زال حتى هذه اللحظة يقبع المناضلان الجسوران العميد ناصر النوبة رئيس مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين في المحافظات الجنوبية وحسن أحمد باعوم في المعتقل منذ الأول من سبتمبر. وأنا أجدها مناسبة لأدعو عبر صحيفة "الشارع" كل المنظمات والهيئات المحلية والعربية والإقليمية والدولية المهتمة بحقوق الإنسان إلى الضغط على النظام والإفراج الفوري عن النوبة وباعوم باعتبارهما سجيني رأي.
:: أصبحت منصة الحبيلين مزاراً للعديدين حيث زاركم الأسبوع الماضي عدد من قيادات المشترك وعدد من البرلمانيين ورجال الفكر والصحافة.. فما هي دلالات ذلك؟
- شكراً لكل من تضامن معنا وآزرنا في مثل هذه المواقف الصعبة.
أما الدلالات التي تحملها الزيارات المستمرة لمنصة الشهداء في الحبيلين فهي عديدة وأولاها التأكيد على عدالة قضيتنا وكذلك المكانة التي تحتلها ردفان في عقول وأفئدة كل الوطنيين الشرفاء، كما تعبر عن إدانة واستنكار الجريمة البشعة التي شهدتها ردفان عشية الاحتفال بالذكرى الـ 44 لانطلاق ثورة أكتوبر، والتي راح ضحيتها 4 شهداء و15 جريحاً، لا لشيء ولكنه الحقد الدفين الذي تكنه السلطة لكل ما هو جنوبي، حتى ثورة 14 أكتوبر المجيدة من وجهة نظرهم انفصالية وإلا كيف نفسر محاولة منعنا من الاحتفال بها عبر إطلاق النار على المواطنين العزل الذين ذهبوا إلى المنصة بصدورهم العارية. وعلى العموم السلطة أرادت أن تحتفل بهذه المناسبة بطريقتها المعهودة في القتل.
:: بعد 8 أشهر من الفعاليات الاحتجاجية كيف تقيمون استجابة السلطة لمطالبكم؟
- ما تم الاستجابة له من مطالبنا هو 7% وليس كما تدعي السلطة بأنها حلت ما نسبته 96%، فنحن عند بداية الاعتصامات رفعنا 12 مطلباً لم ينفذ منها إلا مطلب واحد وبشكل صوري وهو العودة إلى القوة العاملة وهذا ما نرفضه فنحن لسنا شحاتين ولا نقبل العودة إلى دار العجزة، فالكثير من الذين لبوا الدعوة بالعودة وضعوا في أحواش المعسكرات، ونستطيع القول بأننا لا زلنا في المربع الأول، وفي نظرنا فإن الحل بحاجة إلى قرار سياسي مثلما خرجنا بقرار سياسي بدلاً من مواجهة فعالياتنا المطلبية بالرصاص الحي وإزهاق الأرواح.
أما إذا كانت السلطة تعتبر الرصاص الحي والمطاطي والقنابل الغازية والدخانية والهراوات وخراطيم المياه وقتلى وجرحى ومعتقلين.. حلولاً، فأنا أعطيها نسبة 300%.
:: أحد أعضاء الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، وهو جنوبي، تحدث في أحد اللقاءات مع الرئيس بأنه حتى لو حلت مشاكلكم فإن الاحتجاجات ستستمر لأن لديكم مشروعاً انفصالياً.. ما هو ردكم على هذا الطرح؟
- شر البلية ما يضحك. فمن يمارس الانفصال هو أخطر ممن يدعو إليه، فالوحدة التي ناضلنا من أجلها وحلمنا بها تم وأدها في حرب 1994، وما هو قائم اليوم الجمهورية العربية اليمنية، فوحدة 7 يوليو لا نعترف بها، والعادات والظواهر الدخيلة على مجتمعنا لا نقبلها، يا أخي كنا نفخر بأن ثورة 14 أكتوبر
إذا كان الإخوة في المحافظات الشمالية مقتنعين بالأوضاع التي يعيشونها فهذا شأنهم، أما من يريد تحويل الجنوب إلى جعاشن أخرى فهو واهم...
تمكنت من القضاء على الفقر والجهل والمرض. عادت لنا وبشكل أفظع مما كانت عليه قبل الاستقلال، وتم تصدير الثأرات وأجرة الطقم وأجرة العسكري ونظام الرهائن وغيرها كثيرة، وأمام وضع كهذا لم ولن نقبل الظلم والاستعباد، ومصادرة الحقوق واستباحة الأرض، وسوف نواصل النضال السلمي ونصعده ونرفع من سقف المطالب حتى يعاد للجنوبيين حقوقهم المسلوبة وكرامتهم الممتهنة وحريتهم المنتهكة عاجلاً أم آجلاً، فنحن أصحاب حق وما ضاع حق بعده مطالب.
:: ماذا عن علاقتكم بأحزاب المشترك وفعالياتها؟
- علاقتنا متساوية مع الكل ومميزة مع من يتعاطى بإيجاب ويتفاعل ويؤيد مطالبنا سواءً كانوا أشخاصاً أو أحزاباً وتنظيمات سياسية أو مؤسسات مجتمع مدني، عبر العمل الميداني الملموس لا من الخطابات، وهذا ينطبق على علاقتنا مع بعض الأشخاص في المؤتمر الشعبي العام أيضاً، لأننا في جمعية المتقاعدين نعتبر الجنوب حزبنا الكبير ومن أراد أن يدخل معنا تحت هذا السقف فأهلاً وسهلاً.
:: أظهر مهرجان ردفان ومهرجان الضالع تضامناً واسعاً بين أبناء الجنوب، إلى أي مدى سيستمر هذا التضامن؟
- سوف نعزز هذا التضامن ونطوره ونحميه ونحافظ عليه ونطوقه بسياج منيع غير قابل للاختراق أو التململ ولا خوف في ذلك وسيتعاظم إن شاء الله وبشكل واسع خلال الفترة القادمة. وأنا هنا أدعوك لحضور المهرجان في 30 نوفمبر الذي يقام بمناسبة الذكرى الـ 40 للاستقلال الوطني لترى بأم عينيك هذا التعاظم وبحيوية وزخم أكبر لأنه قام على أساسات قوية مستفيدين من العبر والدروس من الماضي والحاضر ومن الشعوب والتجمعات السكانية الأخرى.
:: الرئيس اتهمكم في أكثر من مناسبة بتأخير عجلة التنمية وأن احتجاجاتكم ولدت بيئة طاردة للاستثمار؟
- نحن لسنا في موقع القرار، والطارد للاستثمار هو الفساد والمتنفذون واللوبي المتربع على عرش الحكم وسوء الإدارة وغياب القانون والقضاء غير النزيه... إلخ.
أما احتجاجاتنا فقد اتخذت الطرق السلمية والحضارية ونقيم فعالياتنا في النور وليس كما تفعل الخفافيش التي يحلو لها العمل في الظلام، مر على فعالياتنا 8 أشهر فأي استثمارات كانت موجودة قبل سنة وهل كان بمقدور السلطة أن تعمل خلال سنة ما عجزت عن عمله خلال 30 عاماً، فهي ينطبق عليها المثل القائل "رمتني بدائها وانسلت".
:: يغلب على فعالياتكم كثرة الكلمات بحيث فسره البعض بأن هناك من يبحث عن زعامة، فلماذا لا يتم الاكتفاء بتلاوة بيان صادر عن الفعالية؟
- يتم التعامل مع هذه المسألة على قاعدة إرضاء الفعاليات المناهضة لهذا الوضع المزري في الجنوب
:: السلطة نفذت 7 % فقط من مطالبنا، وليس 96 % كما تدعي
والذي نشأ بعد الاجتياح العسكري للجنوب في 7/7/1994، بحيث يتم إتاحة الفرصة لكل المقهورين في التعبير عن رأيهم، والبعض يلتقي مع رأيكم ويطرح فكرة الاكتفاء بالبيانات. وعلى العموم إرضاء الناس غاية لا تدرك، ومن يريد أن يبحث عن زعامة من خلال خطبة عصماء هنا وهناك فلا مكان له في صفوفنا لأن العمل الميداني وتقدم الصفوف والاستعداد للتضحية وتحمل المتاعب هو المقياس.
:: استبدال صورة الشهيد عبدالفتاح اسماعيل أثار ردود فعل عديدة فهل كان ذلك تصرفاً فردياً أم أن هناك اتجاهاً بهذا الخصوص؟
- بإمكانكم توجيه هذا السؤال إلى من أقدم على هذا العمل، فأنا شخصياً ضد رفع صور ضحايا الصراعات الداخلية لما لها من مردود سلبي في الوقت الحاضر ومع رفع صور شهداء ثورة 14 أكتوبر وشهداء النضال السلمي الذين سقطوا منذ 7/7/1994، وحتى اليوم؛ لما لها من أهمية ووقع ومردود تحفيزي معنوي. وصحيح أن ضحايا الصراعات السياسية لهم مكانة لكن نحن تصالحنا وتسامحنا. بمعنى آخر إذا أردنا أن نرفع صور أحد ضحايا الصراعات فلابد أن نرفع صور كل أطراف الصراع حتى نثبت مصداقية وروح التصالح والتسامح، فعندنا رموز لا يستطيع أحد تجاهلها مثل فيصل عبداللطيف وقحطان الشعبي وسيف الضالعي وسالم ربيع علي... إلخ. والأفضل لنا جميعاً رفع صور شهداء النضال السلمي لا غير.
:: يعاب عليكم خطابكم المتشنج والذي يحمل في طياته العداء لكل الشماليين، فهل لكم خصومة مع النظام أم مع الشمال؟
- لا توجد لنا خصومة مع أحد فنحن أصحاب قضية وأصحاب حق مسلوب وأملاك مصادرة وأرض منهوبة، حتى التاريخ تم تزييفه والهوية تم طمسها. وإذا كان الإخوة في المحافظات الشمالية مقتنعين بالأوضاع التي يعيشونها فهذا شأنهم، ومن يريد أن يحول الجنوب إلى جعاشن أخرى فهو واهم.
لقد مرت علينا منذ حرب 1994، سنوات عجاف عانينا خلالها الكثير. وهاهم الشباب جيل الوحدة الذي قيل عنه الجيل الخالي من العقد، يقودون الثورة السلمية لانتزاع الحقوق.