يزيد الشرفي
2012-11-30, 03:33 AM
رسالة إلى السيد جمال بن عمر مبعوث الأمين العام لليمن
الجمعة 2012-11-30 01:54:58
طباعة
شبام نيوز . عدن - خاص
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد العزيز : جمال بن عمر
مبعوث الأمين العام لليمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية نهديكم أجمل التحايا متمنين لكم موفر الصحة والعافية والتوفيق في مهامكم .. ونزف أليكم من الأعماق أجمل تحية .. من أرض الجنوب المحتل .. أرض الأحرار والأبطال .. تحية محملة بدماء شهدائنا الأبرار الذين أغتالتهم رصاصة الغدر والخيانة للآلة العسكرية للمحتل اليمني الهمجي المتخلف .. حاملة شعار الوحدة أو الموت .. تحية نرسلها إليك على أنات الأرامل والايتام وكلنا أمل أن تصغي إليها وتتأمل معانيها ومفرداتها .. تحية من ميادين الشرف والبطولة .. تحية من ساحات العزة والكرامة .. تحية من ساحة الشهداء بالمنصورة ساحة الإباء والشموخ .. آملين أن تتكرموا بنقل ما يعانيه الشعب الجنوبي من بطش وانتهاكات السلطة الاستعمارية وتبليغ رسالة الشعب الجنوبي وهدفه من ثورته السلمية التحررية الى المجتمع الدولي بكل صدق وإخلاص ..
ان جوهر القضية الجنوبية تكمن في عدم التوافق السياسي الجنوبي وخاصة بعد مجزرة 13 يناير 1986م .. التي جرت بين الرفاق في الحزب الاشتراكي اليمني .. والتي أدت بدورها إلى الهروب من الواقع والمجهول والدخول في وحدة سلمية طوعية لطالما حلمنا بها نحن أبناء الجنوب بل وجعلناها هدفاً من أهدافنا وشعاراً من شعاراتنا القومية التي نتغنى ونحلم بها ليلاً ونهاراً حتي أعلنت في يوم 22 مايو 1990م .. وأستبشر الجنوبيون خيراً بتلك الوحدة .. إلا إنها سرعان ما تحولت إلى كابوس يؤرق أبناء الجنوب والتي بدأت بالتصفيات والإغتيالات للقيادات والرموز الجنوبية البارزة .. وإنتهت بإعلان الحرب الظالمة في صيف العام 1994م .. والتي أستبيحت فيها الدماء والاموال وأصبح الجنوب غنيمة حرب بفتاوى تكفيرية من علماء السلطة في الشمال .. فتقاسم أمراء الحرب في صنعاء الجنوب وثرواته ومؤسساته فيما بينهم وأحكمواالسيطرة على كل مكامن القوة في الجنوب .. فعندما أعلنت الوحدة اليمنية كان هناك اطارين سياسيين أساسيين هم الحزب الاشتراكي في الجنوب والمؤتمر الشعبي في الشمال ونتيجةً للصراع السياسي القائم في الجنوبي بسبب الصراعات وتصفية الحسابات السابقة والذي استغلته صنعاء لصالحها فتحالفت مع بعض الجنوبيين فأدخلتهم في حزب المؤتمر وحزب الاصلاح الذي تم تشكيله للأنقلاب على إتفاقية الوحدة .. بعد ذلك أعلنت الحرب في العام 1994م على الحزب الاشتراكي خاصة والجنوب عامة حتى أفقدوا الشعب الجنوبي أبسط حقوقه في كيان الدولة الواحدة فقضوا على الشراكة الحقيقية مستغلين عدم الوفاق السياسي بين الجنوبيين .. إلا إنه وبعد اعلان شعبنا الجنوبي مبدأ ( التصالح والتسامح ) كقيمة إنسانية جديدة للعيش الحر والكريم والعمل معاً لترسيخ أسس وقيم المساواة والعدالة الإجتماعية والابتعاد عن التصنيفات والتقسيمات المناطقية والقبلية والحزبية للأفراد والجماعات وفقاً لاختلافات الآراء والمواقف السياسية .. فبمبدأ التصالح والتسامح الذي حافظ على وشائج الإخاء والتعاون بين أبناء الشعب الجنوبي عامة وأعادهم كشركاء حقيقيين في صنع مستقبل وملامح دولة الجنوب الجديدة الدولة المدنية الحديثة، بوحدتهم سياسياً واجتماعياً والتي أصبحت قوة ضاربة لا يمكن تجاوزها واساساً منيعاً وهاماً لانتصار قضيتهم الوطنية العادلة وتقدمها نحو افاق اوسع .. والتي سطر ملاحمها أبناء الجنوب في الميادين والساحات الجنوبية مع بزوغ فجر كل يوم يروي فيه شهداء الجنوب الأبرار شجرة الحرية .
إننا ندرك جيداً معشر أبناء الجنوب إن لغة الحوار هي الوسيلة الحضارية لفض الكثير من النزاعات والخلافات والمشاكل في العالم أجمع .. ونحن هنا في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بدورنا ندعو إلى الحوار ونتمنى ان تحل قضيتنا الجنوبية العادلة بلغة الحوار .. ولكن بما يرتضيه شعبنا الجنوبي الحر الذي قدم أعز ما يملك قرابين فداء وتضحية لحريته واستقلاله .. ان لغة الحوار سمة انسانية رائعة وجميلة ولكنها لها شروطها الواقعية والمشروعة فالشعب الجنوبي له قضيته الوطنية العادلة والتي تحمل مشروع دولة مدنية حديثة ذات نظام وقانون كاملة السيادة .. معترف بها في كل المنظمات الدولية والإقليمية وهي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والتي يطالب الشعب الجنوبي باستعادتها .. اننا هنا نبين للعالم أجمع إن ما قامت به عصابة صنعاء بأوهام العالم أن الصراع بين السلطة والمعارضة , فالسلطة من الجمهورية العربية اليمنية ممثلة بالمؤتمر الشعبي العام وحلفاءه والمعارضة اللقاء المشترك وشركاءه والذي هو أيضاً من الجمهورية العربية اليمنية ’ والحزب الاشتراكي والذي تم إلحاقه بهم كإطار سياسي لكونه الشريك في توقيع الوحدة والحامل السياسي للنظام الشمولي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية , والذي تم تدميره وإنهائه في حرب صيف 94م وبذلك تكون الوحدة قد انتهت نهائياً .. حيث كان لدخول الوحدة دون وافق سياسي جنوبي كان سبباً رئيسياً في فشلها , ولكنها كانت إرادة شعبية و دينة و قومية , ولكنها بالمقابل حقوق شعب ودولة كاملة السيادة لا يمكن اختزالها في حزب وبهذا فان صنعاء قد افقدت حقوق الشعب الجنوبي في كيان الدولة الواحدة , وبهذا تم السيطرة على جميع حقوق جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بحرب ابادة جماعية .. ومحاولة لطمس الهوية التاريخية الجنوبية ..
إن المبادرة الخليجية التي تم اعدادها من قبل مراكز القوى في صنعاء لحل الصراع القائم فيما بينهم , وقد نجحت صنعاء في اقناع دول الخليج والمجتمع الدولي بان الازمة السياسية في الجمهورية اليمنية بين السلطة و المعارضة بينما جميعهم من الجمهورية العربية اليمنية .. ان هدفنا اليوم هو إستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعلى العالم أجمع ان يحترم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وفق ميثاق الامم المتحدة المتعلق بمصير الشعوب ..
ان ما نراه اليوم من استقطاب بعض الأشخاص والأحزاب من قبل سلطة الاحتلال في صنعاء من أجل الدخول في ما يسمى بالحوار الوطني , لن يجدي نفعاً لإنه لا يمثل الارادة الحقيقية والوطنية للشعب الجنوبي .. ان المبادرة الخليجية والتي تم اعدادها من قبل مراكز القوى في صنعاء لفرض نظام همجي متخلف محتل لشعبنا وجميع مقدراته بطريقة سياسية وإعلامية رخيصة الثمن والدليل على ذلك , انه عندما اختلفت مراكز القوى في صنعاء تم الاعتراف من قبل علي محسن الاحمر بان علي عبدا لله صالح مارس الاستعمار في الجنوب وهذا اعتراف واضح وصريح بان الجنوب واقع تحت احتلال .. فقاموا بتنحية على عبدالله من رئاسة الجمهورية ولكن تم ابقاءه رئيساً للمؤتمر الشعبي العام , .. وليعلم العالم أجمع أن مراكز القوى في صنعاء هي من قامت بزرع القاعدة في الجنوب عبر اجهزتها الامنية والاستخباراتية وهي من تدعم الحوثي , والدليل الاغتيالات المستمرة للقيادات الجنوبية ومنها على سبيل الذكر لا الحصرالقائد الجنوبي البطل اللواء سالم علي قطن أغتيل وبصورة دراماتيكية بعد تعيينه مباشرة قائداً للمنطقة العسكرية الجنوبية , ولم يتم اغتيال مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الذي ضل في هذا المنصب 11 عاما , وذلك ببساطة لان سالم علي قطن كان يعمل لإعادة الامن والاستقرار للمنطقة بينما هم يريدون من ورى ذلك ان يعطوا للعالم صورة مغايرة للحقيقة على أرض الواقع وهي ان الجنوب بؤرة للتنظيمات الارهابية والتي لم يعرفها الجنوب إلا بعد إعلان الوحدة المشئومة ..
إن الشعب الجنوبي بحراكه السلمي وثورته السلمية التحررية عبر ان اسمى وارقى ثورة يشهدها العالم المعاصر فخرجت بصدورٍ عارية , من اجل استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة وعاصمتها عدن .. وقدم لأجلها الشعب الجنوبي آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى ومئات الآلاف من المعتقلين والمشردين ..
وهنا نتسأل وبشدة لماذا يصر المجتمع الدولي على حل القضية الجنوبية وفق الأهواء للأخوة في الشمال وفهمهم القاصر لها .. لماذا لم يذهب المجتمع الدولي للتفاوض مع سيادة الرئيس علي سالم البيض وعلي ناصر والعطاس والسيد الجفري وجميع الجنوبيين الذين نفاهم نظام الاحتلال الى الخارج بعد احتلاله للجنوب وسلب جميع ثرواته .. ان الوحدة كلمة حق يراد بها باطل من قبل صنعاء , وحتى الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي لا يستطيع فرض اي قرار ألا بموافقة مراكز القوى في صنعاء , والقوى الاقليمية ممثلة بإيران والسعودية التي تدعم صنعاء , واماكن القوى تكيل تهمها الجاهزة على الشعب الجنوبي وحراكه السلمي , وتنعتهم مرة بالإشتراكيين ومرة بالانفصاليين والإرهابيين , والآن الحراك المسلح والحراك السلمي , ان حراكنا سلمي في نضاله وسيبقى سلمي حتى استعادة دولتنا الي اقيمت عشية الثلاثين من نوفمبر 1967م , بإخراج اخر جندي بريطاني .
وفي الاخير نرفض رفضا قاطعا المشاركة في ذلكم الحوار المزعوم لكونه لا يلبي تطلعات وأمال شعبنا الجنوبي وتضحياته الجسيمة والذي عانى من عصابة صنعاء وأمراء الحرب فيها وعلى مدى ما يقارب من العقدين من الزمن الأمرين .. فإن شعبنا قد قالها و..
اننا هنا نود التأكيد باننا لا نحمل اي عداء لإخواننا واشقائنا من ابناء الجمهورية العربية اليمنية , بل قمنا باحتضانهم وعشنا معهم بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على مبدى العدل والمساواة والاخاء , وكانوا اخوة لنا وسنضل نحتفظ بهذا الاخاء ما حيينا على البسيطة .
وختاما ان مراكز القوى بصنعاء هي من تصنع الازمات والصراعات وهي من تديرها , للسيطرة على المقدرات النفطية والدعم الدولي والإقليمي , وهي تعتبر عائق كبير امام استقرار وامن الجزيرة العربية والخليج , التي لن يستتب فيها الامن والاستقرار , ألا بإستقرار الجنوب المحتل ووقوف المجتمع الاقليمي والدولي مع الشعب الجنوبي ونضاله السلمي التحرري المطالب بحقه المشروع في استعادة وبناء دولته المدنية الحديثة, وإننا إذ نناشد الاسرة الدولية احترام إرادة شعبنا الجنوبي وخياراته المشروعة التي كفلتها له القوانين والأعراف الدولية والشرائع السماوية , وإننا إذ نطالب من القيادات الجنوبية الالتزام بالمصالح الدولية وحماية تلك المصالح والإتفاقات التي تم ابرامها في المجالات النفطية والغازية , لذلك نطالبكم بتحويل مقدرات شعبنا لبناء دولتنا بدلاً من إعطاءها أشخاص وقبائل وعشائر لا تريد امن واستقرار المنطقة بل كانت ولا زالت بؤرة إقلاق الأمن والسكنية بالمنطقة والجزيرة والخليج ..
صادر عن القيادي الجنوبي اديب العيسي
30/نوفمبر 2012
اقرا المزيد على شبام نيوز : http://shibamnews.com/newsdetails.php?nid=5317#ixzz2Depuj6fg
الجمعة 2012-11-30 01:54:58
طباعة
شبام نيوز . عدن - خاص
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد العزيز : جمال بن عمر
مبعوث الأمين العام لليمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية نهديكم أجمل التحايا متمنين لكم موفر الصحة والعافية والتوفيق في مهامكم .. ونزف أليكم من الأعماق أجمل تحية .. من أرض الجنوب المحتل .. أرض الأحرار والأبطال .. تحية محملة بدماء شهدائنا الأبرار الذين أغتالتهم رصاصة الغدر والخيانة للآلة العسكرية للمحتل اليمني الهمجي المتخلف .. حاملة شعار الوحدة أو الموت .. تحية نرسلها إليك على أنات الأرامل والايتام وكلنا أمل أن تصغي إليها وتتأمل معانيها ومفرداتها .. تحية من ميادين الشرف والبطولة .. تحية من ساحات العزة والكرامة .. تحية من ساحة الشهداء بالمنصورة ساحة الإباء والشموخ .. آملين أن تتكرموا بنقل ما يعانيه الشعب الجنوبي من بطش وانتهاكات السلطة الاستعمارية وتبليغ رسالة الشعب الجنوبي وهدفه من ثورته السلمية التحررية الى المجتمع الدولي بكل صدق وإخلاص ..
ان جوهر القضية الجنوبية تكمن في عدم التوافق السياسي الجنوبي وخاصة بعد مجزرة 13 يناير 1986م .. التي جرت بين الرفاق في الحزب الاشتراكي اليمني .. والتي أدت بدورها إلى الهروب من الواقع والمجهول والدخول في وحدة سلمية طوعية لطالما حلمنا بها نحن أبناء الجنوب بل وجعلناها هدفاً من أهدافنا وشعاراً من شعاراتنا القومية التي نتغنى ونحلم بها ليلاً ونهاراً حتي أعلنت في يوم 22 مايو 1990م .. وأستبشر الجنوبيون خيراً بتلك الوحدة .. إلا إنها سرعان ما تحولت إلى كابوس يؤرق أبناء الجنوب والتي بدأت بالتصفيات والإغتيالات للقيادات والرموز الجنوبية البارزة .. وإنتهت بإعلان الحرب الظالمة في صيف العام 1994م .. والتي أستبيحت فيها الدماء والاموال وأصبح الجنوب غنيمة حرب بفتاوى تكفيرية من علماء السلطة في الشمال .. فتقاسم أمراء الحرب في صنعاء الجنوب وثرواته ومؤسساته فيما بينهم وأحكمواالسيطرة على كل مكامن القوة في الجنوب .. فعندما أعلنت الوحدة اليمنية كان هناك اطارين سياسيين أساسيين هم الحزب الاشتراكي في الجنوب والمؤتمر الشعبي في الشمال ونتيجةً للصراع السياسي القائم في الجنوبي بسبب الصراعات وتصفية الحسابات السابقة والذي استغلته صنعاء لصالحها فتحالفت مع بعض الجنوبيين فأدخلتهم في حزب المؤتمر وحزب الاصلاح الذي تم تشكيله للأنقلاب على إتفاقية الوحدة .. بعد ذلك أعلنت الحرب في العام 1994م على الحزب الاشتراكي خاصة والجنوب عامة حتى أفقدوا الشعب الجنوبي أبسط حقوقه في كيان الدولة الواحدة فقضوا على الشراكة الحقيقية مستغلين عدم الوفاق السياسي بين الجنوبيين .. إلا إنه وبعد اعلان شعبنا الجنوبي مبدأ ( التصالح والتسامح ) كقيمة إنسانية جديدة للعيش الحر والكريم والعمل معاً لترسيخ أسس وقيم المساواة والعدالة الإجتماعية والابتعاد عن التصنيفات والتقسيمات المناطقية والقبلية والحزبية للأفراد والجماعات وفقاً لاختلافات الآراء والمواقف السياسية .. فبمبدأ التصالح والتسامح الذي حافظ على وشائج الإخاء والتعاون بين أبناء الشعب الجنوبي عامة وأعادهم كشركاء حقيقيين في صنع مستقبل وملامح دولة الجنوب الجديدة الدولة المدنية الحديثة، بوحدتهم سياسياً واجتماعياً والتي أصبحت قوة ضاربة لا يمكن تجاوزها واساساً منيعاً وهاماً لانتصار قضيتهم الوطنية العادلة وتقدمها نحو افاق اوسع .. والتي سطر ملاحمها أبناء الجنوب في الميادين والساحات الجنوبية مع بزوغ فجر كل يوم يروي فيه شهداء الجنوب الأبرار شجرة الحرية .
إننا ندرك جيداً معشر أبناء الجنوب إن لغة الحوار هي الوسيلة الحضارية لفض الكثير من النزاعات والخلافات والمشاكل في العالم أجمع .. ونحن هنا في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بدورنا ندعو إلى الحوار ونتمنى ان تحل قضيتنا الجنوبية العادلة بلغة الحوار .. ولكن بما يرتضيه شعبنا الجنوبي الحر الذي قدم أعز ما يملك قرابين فداء وتضحية لحريته واستقلاله .. ان لغة الحوار سمة انسانية رائعة وجميلة ولكنها لها شروطها الواقعية والمشروعة فالشعب الجنوبي له قضيته الوطنية العادلة والتي تحمل مشروع دولة مدنية حديثة ذات نظام وقانون كاملة السيادة .. معترف بها في كل المنظمات الدولية والإقليمية وهي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والتي يطالب الشعب الجنوبي باستعادتها .. اننا هنا نبين للعالم أجمع إن ما قامت به عصابة صنعاء بأوهام العالم أن الصراع بين السلطة والمعارضة , فالسلطة من الجمهورية العربية اليمنية ممثلة بالمؤتمر الشعبي العام وحلفاءه والمعارضة اللقاء المشترك وشركاءه والذي هو أيضاً من الجمهورية العربية اليمنية ’ والحزب الاشتراكي والذي تم إلحاقه بهم كإطار سياسي لكونه الشريك في توقيع الوحدة والحامل السياسي للنظام الشمولي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية , والذي تم تدميره وإنهائه في حرب صيف 94م وبذلك تكون الوحدة قد انتهت نهائياً .. حيث كان لدخول الوحدة دون وافق سياسي جنوبي كان سبباً رئيسياً في فشلها , ولكنها كانت إرادة شعبية و دينة و قومية , ولكنها بالمقابل حقوق شعب ودولة كاملة السيادة لا يمكن اختزالها في حزب وبهذا فان صنعاء قد افقدت حقوق الشعب الجنوبي في كيان الدولة الواحدة , وبهذا تم السيطرة على جميع حقوق جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بحرب ابادة جماعية .. ومحاولة لطمس الهوية التاريخية الجنوبية ..
إن المبادرة الخليجية التي تم اعدادها من قبل مراكز القوى في صنعاء لحل الصراع القائم فيما بينهم , وقد نجحت صنعاء في اقناع دول الخليج والمجتمع الدولي بان الازمة السياسية في الجمهورية اليمنية بين السلطة و المعارضة بينما جميعهم من الجمهورية العربية اليمنية .. ان هدفنا اليوم هو إستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعلى العالم أجمع ان يحترم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وفق ميثاق الامم المتحدة المتعلق بمصير الشعوب ..
ان ما نراه اليوم من استقطاب بعض الأشخاص والأحزاب من قبل سلطة الاحتلال في صنعاء من أجل الدخول في ما يسمى بالحوار الوطني , لن يجدي نفعاً لإنه لا يمثل الارادة الحقيقية والوطنية للشعب الجنوبي .. ان المبادرة الخليجية والتي تم اعدادها من قبل مراكز القوى في صنعاء لفرض نظام همجي متخلف محتل لشعبنا وجميع مقدراته بطريقة سياسية وإعلامية رخيصة الثمن والدليل على ذلك , انه عندما اختلفت مراكز القوى في صنعاء تم الاعتراف من قبل علي محسن الاحمر بان علي عبدا لله صالح مارس الاستعمار في الجنوب وهذا اعتراف واضح وصريح بان الجنوب واقع تحت احتلال .. فقاموا بتنحية على عبدالله من رئاسة الجمهورية ولكن تم ابقاءه رئيساً للمؤتمر الشعبي العام , .. وليعلم العالم أجمع أن مراكز القوى في صنعاء هي من قامت بزرع القاعدة في الجنوب عبر اجهزتها الامنية والاستخباراتية وهي من تدعم الحوثي , والدليل الاغتيالات المستمرة للقيادات الجنوبية ومنها على سبيل الذكر لا الحصرالقائد الجنوبي البطل اللواء سالم علي قطن أغتيل وبصورة دراماتيكية بعد تعيينه مباشرة قائداً للمنطقة العسكرية الجنوبية , ولم يتم اغتيال مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الذي ضل في هذا المنصب 11 عاما , وذلك ببساطة لان سالم علي قطن كان يعمل لإعادة الامن والاستقرار للمنطقة بينما هم يريدون من ورى ذلك ان يعطوا للعالم صورة مغايرة للحقيقة على أرض الواقع وهي ان الجنوب بؤرة للتنظيمات الارهابية والتي لم يعرفها الجنوب إلا بعد إعلان الوحدة المشئومة ..
إن الشعب الجنوبي بحراكه السلمي وثورته السلمية التحررية عبر ان اسمى وارقى ثورة يشهدها العالم المعاصر فخرجت بصدورٍ عارية , من اجل استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة وعاصمتها عدن .. وقدم لأجلها الشعب الجنوبي آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى ومئات الآلاف من المعتقلين والمشردين ..
وهنا نتسأل وبشدة لماذا يصر المجتمع الدولي على حل القضية الجنوبية وفق الأهواء للأخوة في الشمال وفهمهم القاصر لها .. لماذا لم يذهب المجتمع الدولي للتفاوض مع سيادة الرئيس علي سالم البيض وعلي ناصر والعطاس والسيد الجفري وجميع الجنوبيين الذين نفاهم نظام الاحتلال الى الخارج بعد احتلاله للجنوب وسلب جميع ثرواته .. ان الوحدة كلمة حق يراد بها باطل من قبل صنعاء , وحتى الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي لا يستطيع فرض اي قرار ألا بموافقة مراكز القوى في صنعاء , والقوى الاقليمية ممثلة بإيران والسعودية التي تدعم صنعاء , واماكن القوى تكيل تهمها الجاهزة على الشعب الجنوبي وحراكه السلمي , وتنعتهم مرة بالإشتراكيين ومرة بالانفصاليين والإرهابيين , والآن الحراك المسلح والحراك السلمي , ان حراكنا سلمي في نضاله وسيبقى سلمي حتى استعادة دولتنا الي اقيمت عشية الثلاثين من نوفمبر 1967م , بإخراج اخر جندي بريطاني .
وفي الاخير نرفض رفضا قاطعا المشاركة في ذلكم الحوار المزعوم لكونه لا يلبي تطلعات وأمال شعبنا الجنوبي وتضحياته الجسيمة والذي عانى من عصابة صنعاء وأمراء الحرب فيها وعلى مدى ما يقارب من العقدين من الزمن الأمرين .. فإن شعبنا قد قالها و..
اننا هنا نود التأكيد باننا لا نحمل اي عداء لإخواننا واشقائنا من ابناء الجمهورية العربية اليمنية , بل قمنا باحتضانهم وعشنا معهم بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على مبدى العدل والمساواة والاخاء , وكانوا اخوة لنا وسنضل نحتفظ بهذا الاخاء ما حيينا على البسيطة .
وختاما ان مراكز القوى بصنعاء هي من تصنع الازمات والصراعات وهي من تديرها , للسيطرة على المقدرات النفطية والدعم الدولي والإقليمي , وهي تعتبر عائق كبير امام استقرار وامن الجزيرة العربية والخليج , التي لن يستتب فيها الامن والاستقرار , ألا بإستقرار الجنوب المحتل ووقوف المجتمع الاقليمي والدولي مع الشعب الجنوبي ونضاله السلمي التحرري المطالب بحقه المشروع في استعادة وبناء دولته المدنية الحديثة, وإننا إذ نناشد الاسرة الدولية احترام إرادة شعبنا الجنوبي وخياراته المشروعة التي كفلتها له القوانين والأعراف الدولية والشرائع السماوية , وإننا إذ نطالب من القيادات الجنوبية الالتزام بالمصالح الدولية وحماية تلك المصالح والإتفاقات التي تم ابرامها في المجالات النفطية والغازية , لذلك نطالبكم بتحويل مقدرات شعبنا لبناء دولتنا بدلاً من إعطاءها أشخاص وقبائل وعشائر لا تريد امن واستقرار المنطقة بل كانت ولا زالت بؤرة إقلاق الأمن والسكنية بالمنطقة والجزيرة والخليج ..
صادر عن القيادي الجنوبي اديب العيسي
30/نوفمبر 2012
اقرا المزيد على شبام نيوز : http://shibamnews.com/newsdetails.php?nid=5317#ixzz2Depuj6fg