بان كي مون والشرعيه الدوليه

[د.عيدروس صالح يافعي]

كان لتصريح الامين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون في اللقاء الذي جمعه مع الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي بمناسبة مرور عام على تولي الاخ الرئيس لمنصبه وفقاً للمبادره الخليجيه تأثيرسلبي بل واعتبر خطاب استفزازي لشعب الجنوب ولم يكن موفقاً في ذلك بصفته يمثل الشرعيه الدوليه والامم المتحدة التي كانت جمهورية اليمن الديمقراطيه عضواً فاعلاً فيها بل وكان سفيرها عميداً للدبلوماسيه الدوليه. فهل السيد بان كي مون يجهل تاريخ الدول والشعوب المنتميه الى المنظمه التي يرأسها؟ ام انه يخاف على اعادة وحدة بلاده كوريا ولا يريد ان تكون عودة جمهورية اليمن الديمقراطيه الى مقعدها في المنظمه الدوليه في عهده؟ وهل يدرك بان كي مون ان اليمن الحاليه لم تكن يوماً موحدة في دوله سياسيه واحدة وعاصمتها صنعاء كما كانت كوريا ؟ وهل يدرك بان كي مون اننا شعب واحد من الخليج الى المحيط فهل هذا يعني ان من حق صنعاء ظم هذه الدول وعودتها الى الاصل وفقاً لثقافة الوصاية في صنعاء؟
اعتقد ان السيد بان كي مون خانته عيناه الصغيرتان ولم يرى ما يحدث في الجنوب واعتمد في خطابه على ما يطرحه له مبعوثه لليمن الذي ينظر الى الجنوب بمنظار نظرته للصحراء الغربيه ووادي الذهب في المغرب العربي وهما قضيتان مختلفتان تماماً.
لا ندري هل هذا قدرنا ان تكون قضيتنا بيد هذان الرجلان امام المجتمع الدولي فأحدمها مغربي يخاف على فصل الصحراء عن المغرب والآخر كوري يبحث عن وحدة شبه الجزيره الكوريه.
اننا نقول لهما وللعالم اجمع ان ابناء الجنوب قد حسموا امرهم واتخذوا قرارهم بأنهم لن يقبلوا الا بالتحرير والاستقلال وما بيان القاهره الا نقطة البدايه التي سوف يتبعها خطوات اخرى حازمه وواضحه لا لبس فيها وان قيادة جنوبيه موحده على الابواب بأذن الله وما المبادرة التي تقدم بها بعض مشائخ الشمال الداعيه الى الفيدراليه بين اقليمين شمالي واخر جنوبي والتي رفضوها في السابق عندما عرضت عليهم من قبل مؤتمر القاهره الاول الا دليل على استشعارهم ومحاولتهم استرضاء قيادة مؤتمر القاهره الاول وبالذات الرئيس ناصر والرئيس العطاس ومعهم المناضل عبدالرحمن الجفري بالعودة عن اتفاقهم الاخير مع المناضل باعوم لادراكهم اهمية هذا الاتفاق للجنوب وخطورته على مشاريعهم وطموحهم بأبقاء الجنوب الدجاجه التي تبيض لهم ذهباً.
اننا نذكر السيد بان كي مون ان الشرعيه الدوليه التي يمثلها لا تفرض على الشعوب حلولاً جاهزة يتم طبخها في دهاليز ومكاتب الدول التي لها مصالح في المنطقه دون الاخذ بالحقائق التاريخيه والقانونيه لتلك الشعوب, ودون مراعاة لتضحيات ومطالب شعب يرزح تحت الاحتلال ولا يمكن ان ينتقاء من القرارات الدوليه ما يتوافق واهواء ورغبات بعض الدول ذات المصالح مع الاحتلال ونسيان القرارات الدوليه التي اتخذها مجلس الامن ابان حرب 1994م.
كان من الواجب ان تكون اول المدافعين عن الشرعيه الدوليه وعن حق الشعوب في تقرير مصيرها وفقاً للقانون الدولي وميثاق المنظمه الدوليه التي ترأسها.